أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - كاظم فنجان الحمامي - من ذوي المجرمين














المزيد.....

من ذوي المجرمين


كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 7540 - 2023 / 3 / 4 - 00:14
المحور: سيرة ذاتية
    


مرّ العراق بمراحل متلاحقة من مراحل التمييز العنصري، والتمييز السياسي، والتمييز الطبقي والمناطقي، وما إلى ذلك من التصنيفات التي تعكس حجم الظلم والغباء والتخلف. .
فقبل عام 2003 كنا مقسمين إلى أربع فئات: طبقة الرفاق، وطبقة العامة، وطبقة ذوي المجرمين، وطبقة أصدقاء السيد الرئيس، الذين شملهم القانون 1033 لسنة 1984، وهم الذين يحملون ثلاثة أنواط شجاعة أو أكثر، ولهم امتيازات كثيرة، نذكر منها: منح خمس درجات إلى المعدل النهائي لأولادهم أو زوجاتهم لأغراض القبول في المدارس والمعاهد والجامعات. وقبول أبنائهم في المعاهد والكليات العسكرية استثناءً من شروط المعدل والعمر. ومنحهم رواتب إضافية استثنائية بموجب أحكام القانون 177 لسنة 1992. .
أما أنا فكنت قبل عام 2003 من فئة ذوي المجرمين، وهي صفة كان يطلقها النظام السابق على الذين اعدم اشقاءهم، فقد اعدموا اخي عباس (22) سنة، واخي حسن (37) سنة، وكانت هذه هي الصفة التي منحتها لي الدولة في ثمانينات القرن الماضي، وهي بطبيعة الحال من أخطر إفرازات التناقضات السلطوية في واقعنا المريض المراهق متقلب المزاج، وتعد من أغبى تصنيفات التعسف والتنكيل، وأكثرها ظلماً ووقاحة. .
تصنيفات قسمت المجتمع إلى فئات وطبقات موزعة في جداول بغيضة، ومعايير تقبح وجه العدالة الإنسانية، وتثلم أركانها. .
كنت وقتذاك مُجبراً على مراجعة المؤسسات الأمنية لإثبات حسن السيرة والسلوك. كنت أعيش أسيرا وحيدا في بيتي، ينخلع قلبي من صوت حبات المطر المتساقطة فوق صفيح غرفتي، يزعجني مزاح الريح مع أعواد القصب والبردي في الليالي الحالكات، تطاردني أشباح رجال الأمن حتى في منامي. يحاصرني قلق دائم، وتخنقني كوابيس مرعبة. .
أما بعد عام 2003 فصارت الوصولية تلتقي مع الانتهازية تحت مظلة فوضى الديمقراطية الفتية، فانبعثت من جديد ثقافة تقديس الحاكم والصنمية، وظهرت علينا دفعات جديدة من أصحاب الوجوه الزئبقية، يشوهون صورتي مرة أخرى، ويواصلون قذف الاتهامات جزافا، والمضحك المبكي إن المخبر الحزبي الذي كان مكلفا بمراقبتي قبل عام 2003، صار بعد عام 2003 من وجهاء القوم. كان يجلدني بكتاباته الباطلة، وهو اليوم يمسح أحذية القادة الجدد، ويتزلف لرجال الشفافية الشديدة العتمة، لم ينقطع عن هواياته القديمة المفضلة في إيذاء الناس والإساءة لهم، ونجح في إضافة اتهامات جديدة إلى بطاقتي التعريفية، اتهامات مبتكرة ومتوافقة مع توجهات الأحزاب المتنفذة. كنت فيما مضى من ذوي المجرمين، وصرت في نظر البعض، في المرحلة الراهنة، من المجرمين، فأنا دوما متهم، ألوك التاريخ وأبصقه، وأدوس عليه، لا املك أمعاء ديناصور كي أهضمه، وبات من المؤكد إن إيماني المطلق بالاستقلالية السياسية والفكرية، وعدم انتمائي إلى الكيانات والتكتلات الحزبية، ورفضي الانضمام إلى صفوف حزب ما، جلب لي الهم والغم، ووضعني في مواقف محرجة لم أكن أتوقعها، فقد انهالت عليّ الاتهامات الملفقة من كل حدب وصوب، وتعرضت لسخط معظم المتحزبين، الذين واصلوا حملاتهم ضدي منذ ثمانينات القرن الماضي وحتى الآن، ومع كل هذا وذاك سأبقى مستقلا، مسلما، عربيا، عراقيا، عاشقا لشمس الحرية، منحازا إلى ديني ووطني وبيتي وإنسانيتي، رافضا ثقافة الموت، ورافضا كل مظاهر العنف المسلح، وبخاصة المتستر منها خلف غطاء الدين، وارفض أن أكون معصوب العينين وسط القطعان البشرية المنقادة على غير هدى خلف المجهول. وأعلن التزامي بالصراحة في التعبير عن رأيي. ولم أقم بالتخفي خلف اسم مستعار. .
في العراق تمتد العقوبات عندنا إلى ما بعد الموت، وتحط فوق رؤوس ما تبقى من ذوي الضحايا، وأحيانا تسحق العشيرة بأسرها، وربما تمتد لتشمل أناسا لا علاقة لهم بالأمر البتة. لا شك إن معظم هذه العقوبات ألغيت تلقائيا من الناحية القانونية بمجرد زوال الثقافات الشمولية، إلا إن ذلك لا يعني جفاف منابعها نهائيا، ولا يعني اختفاؤها من الحياة السياسية والاجتماعية في العراق، ونخشى من ظهور ثقافات شمولية أخرى تحاول طرح نفسها بديلا عن الثقافات الموروثة البالية، الأمر الذي يدفعنا إلى التفكير جديا في إجهاض مثل هذه المحاولات، واستئصال طفيلياتها، وقطع الطريق على الانتهازيين والوصوليين، وليس هذا بالعمل السهل، ولا يمكن النهوض به إلا بتبني مشروع وطني كبير بمستوى مشروع مكافحة الفساد في اليابان والسويد وغيرها من البلدان التي أرست قواعد العدل والإنصاف، وان يكون الشعب العراقي صادقا في مسعاه نحو بناء دولة المؤسسات القوية، ولا يضحي بمستقبله من اجل تمجيد زعماء الكتل السياسية، فخير الناس من نفع الناس، والمسلم من سلم الناس من يده ولسانه، ورأس الحكمة مخافة الله. .



#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بوابات فضائية تعرج منها الصواريخ
- بلوغ المآرب في قص الشارب
- التاريخ تكتبه المسلسلات الرمضانية
- إمبراطورية الحروب وتجارة الموت
- بحر جديد يشطر القارة السوداء
- أيهما أولى بالإصلاح والمعالجة ؟
- كرة مريبة تثير مخاوف اليابان
- ملوك وحكّام وسلاطين بالبامبرز
- الحتمية المنطقية تدحض التدليس الفقهي
- صناعة المعروف في غير أهله
- ما الذي يريده الخميس بالضبط ؟
- حروب المسلسلات التاريخية في رمضان
- نواطير المدينة: يهود يحملون علم فلسطين
- التوريث المنوي عند العرب
- مسلسل الأزمات والخطوات التخريبية
- أبيات من ديوان خليفة متهتك
- راقبوا الزلازل والبراكين وانتم في بيوتكم
- أربع خلفاء في عام واحد تقريباً
- قتلوهم لأنهم لم يعرفوا خال المؤمنين
- ثرثرة زلزالية مزلزلة


المزيد.....




- لماذا لجأت الولايات المتحدة أخيرا إلى تعليق شحنات الأسلحة لإ ...
- كيف تؤثر سيطرة إسرائيل على معبر رفح على المواطنين وسير مفاوض ...
- الشرطة الأمريكية تزيل مخيما مؤيدا لفلسطين في جامعة جورج واشن ...
- تقارير: بيرنز ونتنياهو بحثا وقف هجوم رفح مقابل إطلاق سراح ره ...
- -أسترازينيكا- تسحب لقاحها المضاد لفيروس -كوفيد - 19- من الأس ...
- قديروف يجر سيارة -تويوتا لاند كروزر- بيديه (فيديو)
- ما علاقة قوة الرضوان؟.. قناة عبرية تكشف رفض حزب الله مبادرة ...
- مصر.. مدرسة تشوه وجه طالبتها بمياه مغلية داخل الصف وزارة الت ...
- مدفيديف بعد لقائه برئيسي كوبا ولاوس.. لامكان في العالم للاست ...
- السفارة الروسية لدى لندن: الإجراءات البريطانية لن تمر دون رد ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - كاظم فنجان الحمامي - من ذوي المجرمين