أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - كاظم فنجان الحمامي - التوريث المنوي عند العرب














المزيد.....

التوريث المنوي عند العرب


كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 7533 - 2023 / 2 / 25 - 00:06
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


سارت الخلافة الراشدية بين الشورى والاستخلاف في مسارين متقاربين متوازيين, فالخلافة إما أن تكون بالشورى, حيث يجتمع أهل الحل والعقد على رجل صالح, أو بالاستخلاف وتطبيق منهاج النبوة, حيث يستخلف الحاكم رجلا صالحا, وهذا هو النهج الذي اعتمدته الأمة في مرحلة الخلافة الراشدية, وهي المرحلة التي شملها الحديث الشريف, الذي رواه (سفينة) مولى الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم, يقول: (الخلافة ثلاثون عاما, ثم يكون بعد ذلك الملك), رواه أحمد, وأبو داود, والترمذي, وأبن حبان, وقالوا عنه (حديث حسن), وهذا هو نظام الحكم العادل, والمسار الصحيح الذي انحرفت عنه الحكومات العربية والإسلامية, فجنحت نحو تطبيق متوالية التوريث المنوي من الأب إلى الابن, ومن الابن إلى ابن الابن, إلى ابن ابن الابن, وكان الملوك والسلاطين والأمراء يتأرجحون في بندول السلطة بين المبدأ القائل: (لن اترك الحكم حتى الموت), والمبدأ القائل: (لا حكم من بعدي إلا لولدي), فانحصر السلطان في قبضة أجيال وأجيال ينتمون إلى أسرة واحدة, تداول رجالها الحكم بالتعاقب من الآباء إلى الأبناء إلى الأحفاد, من دون الرجوع إلى أهل الحل والعقد, حتى اتسع البون بين الخلافة والملك, وتشبث رؤساء العوائل المالكة بصولجان الحكم, ولم يتنازلوا عنه لغيرهم إلا بالحروب والانقلابات والدسائس والمؤامرات والاغتيالات, ثم انتقل الحكم إلى أطفال ومراهقين دون سن الرشد, لا تتوفر فيهم الكفاءة ولا الصلاحية, والشواهد التاريخية على أمثال هؤلاء كثيرة, ومثبتة في سجلات الدولة الأموية والعباسية والفاطمية والادريسية والحمدانية والسلجوقية والبويهية والعثمانية, نذكر منهم (معاوية بن يزيد), الذي ورث الحكم عن أبيه وهو في الثالثة عشر من عمره, و(مروان بن الحكم), الذي أوصى بانتقال الحكم إلى ولديه (عبد الملك وعبد العزيز) بالتعاقب, فاستحوذ عبد الملك على العرش, وورّث الحكم إلى ولديه (الوليد, وسليمان) بالتعاقب أيضا, ثم استحوذ الوليد على العرش, وورّث الحكم إلى ولديه (الحكم وعثمان) بالتعاقب أيضا, وهما لا يزالان طفلين صغيرين, ومن المفارقات المضحكة أن (الأمين بن الرشيد) أمر بتوريث الحكم إلى ابنه (موسى) وهو طفل رضيع, وكان لقبه (الناطق بالحق) قبل أن ينطق بحرف واحد, وأوصى (العزيز بالله) بالخلافة لابنه (الحاكم بأمر الله) وعمره ثمان سنوات, وصار السلاطين (محمد الثاني), و(أحمد الأول), و(محمد الثالث), و(عثمان الثاني), و(مراد الرابع) خلفاء في الدولة العثمانية وهم في سن المراهقة.
ولم يكتف الطواغيت الكبار والصغار بما نهبوه من ثروات, وما ارتكبوه من آثام عبر هذا التاريخ الطويل من القهر والتسلط والاستبداد, بل جعلوا أحفادهم وأحفاد أحفادهم امتدادا لطغيانهم وعبثهم واستهتارهم, وكنا نحن الفريسة والضحية في كل العصور حتى يومنا هذا, الذي انتقلت فيه عدوى التوريث إلى الأنظمة الجمهورية الدستورية, في الوقت الذي واصلت فيه الأنظمة العربية الموروثة تمسكها بمبدأ التوريث المنوي, ولسنا هنا بصدد التطرق لأسماء أبناء الرؤساء, الذين كانوا حتى يوم انفجار بركان (البوعزيزي) قاب قوسين أو أدنى من التسلق فوق كرسي الرئاسة, لكن الملفت للنظر أن حمى التوريث المنوي سرت في شرايين الدول العربية كلها, وصار من حق ابن الوزير أن يصبح وزيرا, ومن حق ابن البرلماني أن يكون برلمانيا بالاستنساخ, وظل التوريث المنوي من سمات التركيبة العشائرية والقبلية عند العرب, وصار من حق ابن شيخ العشيرة أن يكون شيخا بالتلاقح, ومن حق ابن العمدة أن يصبح عمدة على سن ورمح, وصار التوريث من الحقوق المسلم بها في مهزلة التوريث العائلي المقدس , أما نحن فلم نرث شيئا سوى الألم والحزن والفقر والعوز والفاقة, وورثنا الخوف والرعب والقهر, وضاعت حقوقنا كلها في بحار السياسات الهمجية الاستبدادية المتراكمة. . . .



#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مسلسل الأزمات والخطوات التخريبية
- أبيات من ديوان خليفة متهتك
- راقبوا الزلازل والبراكين وانتم في بيوتكم
- أربع خلفاء في عام واحد تقريباً
- قتلوهم لأنهم لم يعرفوا خال المؤمنين
- ثرثرة زلزالية مزلزلة
- رؤساء أمريكا وولعهم بالخرافات
- أم الدنيا على أبواب الاقتراض
- حرائق متبادلة في معامل الطرفين
- حوار مع كاتب مسلسل معاوية
- أنا والشرفية والاستهداف التسقيطي
- برق متوهج مخيف يسبق الزلازل
- إنقلب القطار في فلسطين فاختنقت أوهايو
- ثائر من قهرمان مرعش
- ملايين الدولارات لفرقعة بالون واحد
- أبرياء وصحابة قتلهم خالد
- أوجاع وطنية لا علاج لها
- مقاولون فشلوا في اختبارات الزلازل
- قبل ولادتنا بأكثر من 40 مليون سنة
- ميلانوفيتش وأم المعارك الأوكرانية


المزيد.....




- قصر باكنغهام: الملك تشارلز الثالث يستأنف واجباته العامة الأس ...
- جُرفت وتحولت إلى حطام.. شاهد ما حدث للبيوت في كينيا بسبب فيض ...
- في اليوم العالمي لحقوق الملكية الفكرية: كيف ننتهكها في حياتن ...
- فضّ الاحتجاجات الطلابية المنتقدة لإسرائيل في الجامعات الأمري ...
- حريق يأتي على رصيف أوشنسايد في سان دييغو
- التسلُّح في أوروبا.. ألمانيا وفرنسا توقِّعان لأجل تصنيع دباب ...
- إصابة بن غفير بحادث سير بعد اجتيازه الإشارة الحمراء في الرمل ...
- انقلبت سيارته - إصابة الوزير الإسرائيلي بن غفير في حادث سير ...
- بلجيكا: سنزود أوكرانيا بطائرات -إف-16- وأنظمة الدفاع الجوي ب ...
- بايدن يبدى استعدادا لمناظرة ترامب


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - كاظم فنجان الحمامي - التوريث المنوي عند العرب