أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - كاظم فنجان الحمامي - أبيات من ديوان خليفة متهتك














المزيد.....

أبيات من ديوان خليفة متهتك


كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 7532 - 2023 / 2 / 24 - 00:16
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


مشكلة التاريخ العربي انه تعرض للتزييف والتحريف بأقلام جماعة أفنوا حياتهم في تمجيد الطغاة وتجميل صورهم، على الرغم من مضي عشرات القرون على رحيلهم، وعلى الرغم من اعترافات الطغاة انفسهم بالظلم والاجرام والاستهتار. .
كنت قبل سنوات أعمل قبطاناً على متن سفينة من سفن الشحن، وكان فيها مهندساً من الذين يقدسون ملوك الدولة الأموية والعباسية والعثمانية بشكل مطلق، ويرى انهم كانوا من رموز العدل والاحسان والإنسانية، وكانوا في نظره علامات فارقة للايمان والورع والتقوى والاستقامة والعفة والنزاهة، ولا يرى فيهم عيباً أو مثلبة، ويرفض كل ما قاله القدامى عن مساؤهم، ويراها هراء في هراء ولا صحة لها، فنصحته بقراءة ديوان (الوليد بن يزيد بن عبد الملك)، الذي كان يجاهر بفسوقه وفجوره واستهتاره. .
لا شك ان ذلك المهندس كان متأثراً بمحاضرات الموالين لملوك تلك الحقبة، ومن المتمسكين بطاعة البطل الصنم. ومنهم الوليد بن يزيد الذي كان معروفاً بلهوه ومجونه وانتهاكه للحرمات، حتى فسدت الدولة الاموية على يده، وساءت أحوالها في عهده، فثار عليه الناس، وأخذوا يهاجمونه، لكنه لم يزدد إلا انهماكاً في الملذات واستهتاراً بالمعاصي، فاجتمعوا عليه وقتلوه عام 744 للميلاد. وهو العام الذي سقطت فيه دولتهم في الشام. .
يذكر المؤرخون انه كان مخموراً يوم توليه الخلافة، فانشد يقول:-
طابَ يَومي وَلَذَّ شُربُ السُلافَه
إِذ أَتاني نَعِيُّ مَن بِالرُصافَه
وَأَتانا البَريدُ يَنعى هِشاماً
وَأَتانا بِخاتَمٍ لِلخِلافَه
فَاِصطَحَبنا مِن خَمرِ عانَةَ صِرفاً
وَلَهَونا بِقَينَةٍ عَزّافَه
قال ابن الأثير في التاريخ، 5/289: تولى الوليد بن يزيد الأموي الخلافة متأخراً، وكان مسرفاً في شرب الخمر، فأخذ المصحف وهو سكران، ونصبه ليرى أي آية تخرج له، فخرج له قوله تعالى: { وَاسْتَفْتَحُوا وَخَابَ كُلُّ جَبَّارٍ عَنِيدٍ }، فألقى المصحف، ثم علقه ورماه بالسهام، وأنشد يقول:-
أَتوعِدُ كُلَّ جَبّارٍ عَنيدٍ
فَها أَنا ذاكَ جَبّارٌ عَنيدُ
إِذا ما جِئتَ رَبَّكَ يَومَ حَشرٍ
فَقُل يا رَبِّ خَرِّقَني الوَليدُ. .
وهو القائل في أبيات أخرى ينكر فيها القرآن والسنة النبوية بقوله:-
تَلَعَّبَ بِالخِلافَةِ هاشِمِيٌّ
بِلا وَحيٍ أَتاهُ وَلا كِتابِ
تُذَكِّرُني الحِسابَ وَلَستُ أَدري
أَحَقّاً ما تَقولُ مِنَ الحِسابِ
فَقُل لِلَّهِ يَمنَعُني طَعامي
وَقُل لِلَّهِ يَمنَعُني شَرابي
وكثيرا ما كان يتفاخر بانه ليس على دين الإسلام، وانه على دينٍ يتعارض مع الإسلام والمسلمين، بقوله:-
يا أَيُّها السائِلُ عَن دينِنا
نَحنُ عَلى دينِ أَبي شاكِرِ
نَشرَبُها صِرفاً وَمَمزوجَةً
بِالسُخنِ أَحياناً وَبِالفاتِرِ
وكان يكثر من الاستخفاف بالخلافة والإمامة في مجالسه الماجنة، منها قوله:-
أَنا الوَليدُ الإِمامُ مُفتَخِراً
أَنعِمُ بالي وَأَتبَعُ الغَزَلا
ما العَيشُ إِلّا سَماعُ مُحسِنَةٍ
وَقَهوَةٌ تَترُكُ الفَتى ثَمِلا
ويبدو ان حاشيته طلبوا منه التوجه نحو مكة المكرمة لأداء فريضة الحج والعمرة، فعبّر عن رفضه بهذه الأبيات الموثقة حتى الآن في ديوانه:-
قَد جَعَلنا طَوافَنا بِالدِنانِ
حينَ طافَ الوَرى بِرُكنٍ يَماني
سَجَدَ الساجِدونَ لِلَّهِ حَقّاً
وَجَعَلنا سُجودَنا لِلقَناني
لكننا نصاب بصدمة عنيفة كلما قرأنا كتابات المدافعين عن هذا الفاسق وعن غيره من الملوك الذين تمادوا في طغيانهم واستهتارهم. حتى بات من غير المستبعد ان تنتج لنا الفضائيات العربية فيلماً أو مسلسلاً في رمضان عن مآثر هذا (الخليفة) الفاسق. فكل الاحتمالات واردة في البلدان التي فقدت وعيها وأضاعت بوصلتها الحضارية. . .



#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- راقبوا الزلازل والبراكين وانتم في بيوتكم
- أربع خلفاء في عام واحد تقريباً
- قتلوهم لأنهم لم يعرفوا خال المؤمنين
- ثرثرة زلزالية مزلزلة
- رؤساء أمريكا وولعهم بالخرافات
- أم الدنيا على أبواب الاقتراض
- حرائق متبادلة في معامل الطرفين
- حوار مع كاتب مسلسل معاوية
- أنا والشرفية والاستهداف التسقيطي
- برق متوهج مخيف يسبق الزلازل
- إنقلب القطار في فلسطين فاختنقت أوهايو
- ثائر من قهرمان مرعش
- ملايين الدولارات لفرقعة بالون واحد
- أبرياء وصحابة قتلهم خالد
- أوجاع وطنية لا علاج لها
- مقاولون فشلوا في اختبارات الزلازل
- قبل ولادتنا بأكثر من 40 مليون سنة
- ميلانوفيتش وأم المعارك الأوكرانية
- تساؤلات حول الأجسام الفضائية المجهولة
- فاجعة القرن: فصل من الردح الفيصلي


المزيد.....




- إعلام عبري يكشف هوية دولة تجري فيها محادثات سرية بين سوريا و ...
- من يسعى لإفشال المفاوضات الروسية الأوكرانية؟
- ترامب يلمح إلى قرب إبرام اتفاق مع إيران ويعيد نشر فيديو لشخص ...
- البيت الأبيض: إدارة ترامب -واقعية- فيما يتعلق بتسوية الأزمة ...
- ما فرص إبرام اتفاق نووي جديد بين واشنطن وطهران؟
- محكمة الطفل تقرر إيداع نجل محمد رمضان إحدى دور الرعاية على خ ...
- محللون: ترامب جاد في الاتفاق مع إيران رغم معارضة إسرائيل
- محمد بن زايد: أجريت مباحثات مثمرة مع الرئيس ترامب
- مصر.. تخفيضات على أسعار السيارات.. وتجار يوضحون الأسباب
- -أشارك إسرائيل هدفها-.. لوبان تنتقد موقف ماكرون -المشين- بشأ ...


المزيد.....

- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - كاظم فنجان الحمامي - أبيات من ديوان خليفة متهتك