أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - رياض سعد - مقولة وتعليق/ 21/ حقد الصديق وجفاء القريب














المزيد.....

مقولة وتعليق/ 21/ حقد الصديق وجفاء القريب


رياض سعد

الحوار المتمدن-العدد: 7539 - 2023 / 3 / 3 - 11:27
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


ومن اروع ما جادت به قريحة الشريف الرضي شعره :

اكل قريب لي بعيد بوده ... وكل صديق بين اضلعه حقدُ

ان الشريف الرضي كما نحن احيانا ؛ نشكو حقد الاصدقاء وحسد الاصحاب وجفاء الاقرباء , وبما اننا اجتماعيون ونميل للتواصل والاختلاط بالناس ؛ و هذه الصفة قد تمنحا الفرص الثمينة لامتحان الرجال ومعرفة معادنهم .

وعادة ما ننتظر من الصديق والقريب أن يكون ساعدنا الأيمن في جميع الأحوال ، او لا اقل يكن لنا في قبله الود والمحبة ؛ فأساس الصداقة والقرابة هي مناصرة المرء في احوال الدهر ومكاره الحياة وحروب المجتمع ؛ وهذا ما يرجوه المرء من الأقارب والأصدقاء.

فكل انسان سوي يطرب لاجتماع إخوانه عنده ، ويرى أنسه بلقائهم , وسعادته بوصالهم ، وبالتالي هو ينتظر منهم تبادل المشاعر الايجابية والعواطف النبيلة ؛ فكل قلوب بني البشر بطبعها ضمانة الى موارد الود والمحبة .

وقد يشتاق الشخص إلى إخوانه عند البعد ولا يعلم ان قلوبهم كأجسادهم بعيدة منه بل أنى بعدا ، و قد يحن إليهم أرقّ الحنين ولا يعرف خشونة قلوبهم وجفاف عواطفهم ... ؛ وكما قال الشاعر :

فَما كُلُّ مَن تَهواهُ يَهواكَ قَلبُهُ ... وَلا كُلُّ مَن صافَيتَهُ لَكَ قَد صَفا

إِذا لَم يَكُن صَفوُ الوِدادِ طَبيعَةً ... فَلا خَيرَ في وِدٍّ يَجيءُ تَكَلُّفا



ذلكم إحساس كل انسان شريف وشخص طبيعي بقيمة الصداقة والأخوة، ولكن هل قلوب البعض تبادلك نفس المشاعر ؟ هيهات، ففي بعض الاحوال والاوقات تصادف اشخاص وتصدم بمقربين قلوبهم كالحجارة بل اشد قسوة ... ؛ الظاهر ان الشوق الى الاصدقاء ووداد الاقرباء أصبح من بقايا الزمن الغابر ؛ فهذه المشاعر النبيلة لا يعرفها الكثير منا في هذه الايام , لأننا نعيش في زمن عابس متجهم ، لا نكاد نرى فيه حقيقة الناس حتى نختبرهم ونصدم بهم .

قد صحت فراسة الشريف بأصدقائه واقرباءه وهو في ذلك الزمن الجميل فما بالك بزماننا ؟

نعم غربة القلوب و وحشة النفوس قد تقتل فينا كل شعور جميل ؛ لاسيما واننا نعرف ان المودة تسري في القلوب مسرى السحر في العيون ، وتجول في شعاب الروح كما يجول الصبا في قدود الملاح ، وتدخل على أصحاب الأذواق دخول البشرى بالأمن بعد الخوف ، وأنس اللقاء بعد وحشة الفراق ، وتصافح الأنفس مصافحة الأماني العذاب، وتعاقر أفواه المنشدين فتذكرهم معاقرة الرضاب ... مشاعر انسانية راقية لا يقدر قيمتها غير أرباب القلوب الشفافة والاحاسيس السامية ؛ فقد يعاني القلب الألوف تقلبات مشاعر الاقربين وحقد الاصدقاء المزيفين ... ؛ وقد يبتليك الدهر احيانا بإخوان لا تغفر لهم ذنوب ، إخوان يميلون عليك مع الزمان فيسقونك كأس العلقم والصاب ... (1) .

نعم لم يسلم أغلبنا من الحقد والحسد والغيرة التي تنفث من أعين وأفواه أقرب الناس إلينا ... !

فهل يُصدَّق أن تتمنى أخت لأختها المصائب والمشاكل ؟ أو أن يتسبب أخ لأخيه في الألم والحزن ؟ أو يحسد صديق صديقه ويتمنى هلاكه ؟!

مشاعر بغيضة مؤذية غُمِر بها البعض ، وقاموا بتحويل حياة مَنْ حولهم إلى جحيم... ؛ و ما آلت إليه أوضاع الناس في هذا الوقت ، من هجر للأقارب وتقطيع للصلات، وما تسبب به مكر الأقارب من ضرر وتعاسة ؛ دفع العديد من الأُسَر والاشخاص إلى الانعزال عن أقاربهم واصحابهم وتفضيلهم العيش بمفردهم في الحياة .

وبعد كان ان ( القرايب حبايب ) صار ( الاقارب عقارب ) ... !! ؛ فقد يصل الامر بين الاقارب والاصدقاء الى القطيعة والسبب الحسد والغيرة والحقد وان غلفت بأسباب اخرى ... .

وصدق الدكتور عبد الرحمن العشماوي عندما قال :

يخادعني العدوُّ فما أبالي ... وأبكي حين يخدعني الصديق.

..............................................................

1- عبقرية الشريف الرضي / بتصرف .



#رياض_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرب التركية القذرة ضد العراق
- مقولة وتعليق / 20 / اهمية عاطفة الحنان في حياتنا
- بوادر فرض الحصار الامريكي على العراق مرة اخرى
- ايام الزمن الاغبر / الحلقة الثالثة / وحش الطاوة
- ذم الفلاحين العراقيين
- حقيقة الصراع في العراق
- جرائم صدامية مروعة / 12/ الاعدام بالديناميت ( المتفجرات)
- مقولة وتعليق / 17 / غيرة الحاكم وتوجسه من ابناء شعبه
- بوادر انبثاق روح الامة العراقية
- مقولة وتعليق / 19 / البدايات الرائعة وخيبة النهايات
- مقولة وتعليق / 18 / الاعلام السلطوي
- ضرورة محاكمة البعثيين والصداميين
- بريطانيا واستهداف الاغلبية العراقية
- مقولة وتعليق / 16 / السياسي النادر
- مقولة وتعليق / 15 / الفرق بين الحب الاناني والحب الانساني
- حذار من الكلام
- بعض من ما جرى
- اكتب رياض سعد مقولة وتعليق / 14 / تغير الصديق وانقلابه عليك
- مقولة وتعليق / 13 / الاعتماد على النفس
- ركام من التقاليد الفاطسة والعادات العتيقة


المزيد.....




- ماذا قال الحوثيون عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين في الجام ...
- شاهد: شبلان من نمور سومطرة في حديقة حيوان برلين يخضعان لأول ...
- الجيش الأميركي بدأ المهمة.. حقائق عن الرصيف البحري بنظام -جل ...
- فترة غريبة في السياسة الأميركية
- مسؤول أميركي: واشنطن ستعلن عن شراء أسلحة بقيمة 6 مليارات دول ...
- حرب غزة.. احتجاجات في عدد من الجامعات الأميركية
- واشنطن تنتقد تراجع الحريات في العراق
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- جامعة جنوب كاليفورنيا تلغي حفل التخرج بعد احتجاجات مناهضة لح ...
- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - رياض سعد - مقولة وتعليق/ 21/ حقد الصديق وجفاء القريب