أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - رياض سعد - مقولة وتعليق / 15 / الفرق بين الحب الاناني والحب الانساني














المزيد.....

مقولة وتعليق / 15 / الفرق بين الحب الاناني والحب الانساني


رياض سعد

الحوار المتمدن-العدد: 7497 - 2023 / 1 / 20 - 10:03
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


ومن اروع ما تفوهت به القديسة سانت كاترين من سيينا في بيان حقيقة الحب قولها : ((للجمع بين شيئين معًا يجب ألا يكون هناك شيء بينهما أو لا يمكن أن يكون هناك اندماج كامل. أدرك الآن أن هكذا يريد الله لروحنا أن تكون ، دون أي حب أناني لأنفسنا أو للآخرين فيما بينهما ، تمامًا كما يحبنا الله دون أي شيء بينهما.)) .

الاندماج بعد جمع الاثنين يعد امرا مؤكدا ؛ اذ يندك احدهما في الاخر ويذوب فيه ؛ بشرط ان لا يكون هنالك شيئا ثالثا بينهما ؛ لأنه سوف يحول بين انصهار الاثنين واندماجهما معا , فلكي تحيا الحب الحقيقي وتعيش الحب الانساني الخالص ينبغي ان تخلصه من شوائب الحب الاناني لأنفسنا او للآخرين , فالحب إحساس دافئ وجميل وسامي ونبيل وله تأثيرات إيجابية على أطرافه ؛ متى كان انسانيا بعيدا عن الأنانية و طبيعيا بعيدا عن الشهوانية والحيوانية والعقد المرضية ؛ فهنالك فرق بين الحبين واختلاف بين الامرين .

الكثير منا يحب ويعيش مشاعر العطف والحنان والشوق بل ويتصف بالعطاء والكرم تجاهه محبوبه ؛ الا ان حبه مطبوع بطابع الانانية وموصوف بالحالات والعقد المرضية , لأنه يحب المحبوب لا لذاته الانسانية المجردة انما بسبب المال او المصلحة او الشهوة او حب التملك او عشق الجمال او بسبب الرابطة القومية والعنصرية والقبلية والمناطقية والدينية والمذهبية ... الخ ؛ لذلك لا تستغرب من البعض عندما تراه يحب اطفال بني قومه بينما يذبح اطفال الاخرين بدم بارد ؛ او كما يفعل الجلادون مع الضحايا بينما تراهم مشفقون على ذويهم , لأنه يحب نفسه وذاته فقط وهو يرى نفسه في اهله وقومه وحزبه ... الخ , ولو كان حبه طبيعيا خالصا وانسانيا ساميا لاحب الجميع ومن دون استثناء ؛ لاحبهم لكونهم مواطنون مثله , او لانهم نظراء له في الخلق والانسانية , كما يحب الخالق المخلوق من دون توسط امرا ثالثا ؛ كذلك ينبغي للشخص السوي ان يحب المواطن بغض النظر عن شكله ولونه وعرقه ودينه ... الخ , ويحب الانسان لإنسانيته وبشريته لا غير ؛ لذلك نحن نرى المشاعر الصادقة و الاحاسيس النبيلة في بعض المجتمعات الراقية والتي تؤتي اكلها في كل ركن من اركان المجتمع , وثمارها ونتائجها واضحة للعيان ؛ لأنها نابعة من الحب الانساني الخالص السامي والذي يرتكز على فلسفة اخلاقية قويمة وسليمة وايجابية وخالية من شوائب الانا والعنصرية والعقد والامراض النفسية والاجتماعية ؛ وعليه لا تندهش من مقولة محمد عبده : ((ذهبت إلى بلاد الغرب رأيت الإسلام ولم أرى المسلمين وذهبت بلاد العرب رأيت المسلمين ولم أرى الإسلام! )) .

فالحب الطبيعي والانساني : هو ذلك الحب الخالص الذي تتجلى فيه مشاعر الود والعطف والحنان متزامنة مع كثير من الأمور الأخرى كالاحترام والتقدير والسمو الاخلاقي والواجب الانساني والوطني ، وهو الحب الذي يتمتع فيه الجميع بالحرية والاحترام والتواصل والارتباط الانساني ... وهو الحب الذي لا يقتل شخصية المحبوب ولا يحرمه حريته ؛ فهو حب بناء والتزام اخلاقي وانساني وصمام امان للمجتمع , وهو الذي يكفل سعادة المجتمع ورضا ابناءه عن انفسهم , فالحب غير الأناني او الحب الانساني او الطبيعي : هو ذلك الحب المقدم لجميع الناس ، سواء كانوا من أفراد الأسرة أو الغرباء البعيدين ؛ اي محبة الإنسان للإنسان القائمة على أساس انساني نبيل واخلاقي سامي ؛ فهو الحب المتعالي والذي يجعلنا ندعم ونساعد بعضنا البعض في مساعينا اليومية والذي يرفدنا بالطاقة الايجابية والشعور بالرضا والامن والسكينة مما يصيرنا اشخاصا ايجابيين .

واما الحب الاناني : هو ذلك الحب الذي يكون محوره الذات ومنطلقه الانانية , والذي يتغذى على الشهوة ويرتكز على المصلحة والمنفعة , و يدوم بالعصبية القومية والدينية والقبلية , ويستمر ما دامه يشبع غرائز وعقد الشخص وامراضه النفسية ... الخ ؛ لذلك تراه سرعان ما ينهار بذهاب اسبابه ؛ اذ بمجرد اشباع المحب رغباته من المحبوب لا يستمر طويلا ويضمحل كأنه لم يكن ؛ فإن حب شخص ما بدون أنانية يعني أنك تتخذ قرارات لا تستند إلى ما تريد ، ولكن ما هو الأفضل لمن تحب او لما يتوافق مع منظومتك الاخلاقية والانسانية ... ولكن بمجرد منحك حبًا غير أناني ، لا تجد أفضل شخص بداخلك فحسب ، بل تقدم أعظم هدية للشخص الذي تحبه ؛ والشيء بالشيء يذكر ؛ يروى ان احد المتدينين ذهب الى زيارة عمته وكانت شيوعية , فطرق الباب وسألته ما الذي جاء بك بعد كل هذا الانقطاع والهجران ؟ فقال جئت لزيارتك قربة لله ؛ فردت عليه : اخرج من بيتي فورا ؛ متى ما تأتي لزيارتي انا كإنسانة ومن دون دوافع دينية او غيرها فأهلا وسهلا بك .



#رياض_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حذار من الكلام
- بعض من ما جرى
- اكتب رياض سعد مقولة وتعليق / 14 / تغير الصديق وانقلابه عليك
- مقولة وتعليق / 13 / الاعتماد على النفس
- ركام من التقاليد الفاطسة والعادات العتيقة
- الحركة الدينية المنكوسة / الحلقة الثانية / اسباب نفي السيد ا ...
- عندما يكون السياسي مهرجاً
- اقتل فلذة كبدك واحصل على مكرمة
- اغتراب المواطن الهجين
- ظواهر كلامية من بلادي / الحلقة الاولى
- محنة الاغلبية العراقية مع القيادة السياسية والدينية
- قصتي مع البلبل القتيل
- عمالة كاملة الدسم
- نهب ثروات الجنوبيين العراقيين
- مقولة وتعليق / 12 / لظى الاشواق
- جرائم صدامية مروعة /11 / مجازر معسكر بسماية
- أليس منكم رجل رشيد؟!
- ظاهرة التنصل من الاحداث والتصريحات
- تجميل ايام واحداث الزمن الاغبر
- يوم النفاق الاكبر


المزيد.....




- أطلقوا 41 رصاصة.. كاميرا ترصد سيدة تنجو من الموت في غرفتها أ ...
- إسرائيل.. اعتراض -هدف مشبوه- أطلق من جنوب لبنان (صور + فيدي ...
- ستوكهولم تعترف بتجنيد سفارة كييف المرتزقة في السويد
- إسرائيل -تتخذ خطوات فعلية- لشن عملية عسكرية برية في رفح رغم ...
- الثقب الأسود الهائل في درب التبانة مزنّر بمجالات مغناطيسية ق ...
- فرنسا ـ تبني قرار يندد بـ -القمع الدامي والقاتل- لجزائريين ب ...
- الجمعية الوطنية الفرنسية تتبنى قرارا يندد بـ -القمع الدامي و ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن أخفت عن روسيا معلومات عن هجوم -كروكو ...
- الجيش الإسرائيلي: القضاء على 200 مسلح في منطقة مستشفى الشفاء ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 680 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 11 ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - رياض سعد - مقولة وتعليق / 15 / الفرق بين الحب الاناني والحب الانساني