أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض سعد - ركام من التقاليد الفاطسة والعادات العتيقة














المزيد.....

ركام من التقاليد الفاطسة والعادات العتيقة


رياض سعد

الحوار المتمدن-العدد: 7492 - 2023 / 1 / 15 - 19:07
المحور: الادب والفن
    


بمجرد ان وطأت قدماه أرض المهجر غير ملابسه كلها ؛ بدأ من الملابس الداخلية البيضاء البسيطة وصولا الى خلع ( السترة ) السوداء البالية الكئيبة و التي اختزلت كل معاني الجمود والتحجر والتأخر ؛ اذ أستبدلها بأخرى ماركة من نتاج الصناعة الاجنبية الفاخرة وبألوان زاهية ترجع بالعمر المسروق الى الوراء وتضفي بهجة على الحياة ...

ثم قام بحلق الشارب الطويل و الحق اللحية الكثة بالشارب الذي لا زال يرمز للرجولة في موطنه و صفف شعره الاشعث ... ؛ لأول مرة يشعر بالخفة والانبساط ..!

فكأنه نفض عن شخصه غبار قرون من التاريخ الأسود وعقود من الإرث الاجتماعي المفعمة بالكراهية والحقارة والتفاهة ... , و أزاح عن وجهه أكوام من القمامة وطبقات متكلسة من التشويه والإكراه ..!!

سادهُ شعور بالانعتاق من أغلال العقد البيئية الكثيرة والالتزامات الاجتماعية المرهقة ؛ فهي في بلاده أكثر من الهم في القلب الجريح المُعنى ..

بعدها أنطلق بسرعة الضوء نحو الانفتاح ؛ لعله يقضي ما فاته , ويأخذ نصيبه من متع الوجود وبهجة الكون , اذ كان مشوها ومعاقا , ومشلولا فكريا ونفسيا و روحيا ..

بدأ بمسايرة الزمن و مواكبة الحضارة ومجاراة التطور ؛ بعد سنين طويلة قضاها في الانزواء عن حركة المجتمع الحي , والاعتزال عن الناس , والتقوقع على الذات ..

و أخيرا ها هو يرفض الأفكار المعلبة والتقاليد البالية والرؤى العتيقة , واضحى لا يعترف بأي خطوط حمراء او زرقاء ...

ولسان حاله يقول : الوجود للموجود , والوطن للمواطن , والدنيا لأهلها , واعتقد في قرارة نفسه علاوة على ما سبق بسخافة فكرة كره الحياة والمخلوقات وبغض الوجود والموجودات .. ؛ لذا هجم هجوما عنيفا برغبة الفاتح المنتصر على الحياة ؛ فذاق مختلف الأكلات وشرب ما لذ وطاب من أصناف الشراب , وتعرف على أرقى الماركات العالمية وأشترى بعضها , ومارس الجنس بشتى الطرق الشاذة والعتيقة ... ونبض قلبه بالحب ومن ثم عرف ان الجنس والحب وجها السعادة وقطبا الاستقرار والراحة النفسية ؛ فراح يقدسهما ولا يمارسهما كما كان يفعل سابقا كالبهائم ..

كل المحرمات حُللت وكل الممنوعات اجيزت له , وكل دساتير الكوابح الفكرية مُزقت , والموانع رُفعت , والحواجز تساقطت , والأقنعة المؤدلجة كُشفت ..

انبلج صبحٌ جديدٌ خاليا من أحجار المنظومة الفكرية والسلوكية القديمة ؛ فقد أحالها الى ركام وصيرها الى أكوام , وألقاها في مزبلة الأيدولوجيات العتيقة والرؤى البائدة بالقرب من مقبرة الديناصورات المنقرضة ..

لا حاجة له بعد اليوم الى المواد المستعملة ( السكراب ) فقد تخلص منها والى الأبد , اذ أنها طالما وسخت ثيابه , و نفرت أحبابه ... , فقد عاش الحاضر بكل جوارحه وجوانحه ومشاعره وفكره واستمتع به , وأبصر به اشياءا لم يكن قد رآها من قبل ؛ فقد كان أعور لا يبصر الا بعين الماضوية المتخلفة عن مسايرة ركب التطور الإنساني العظيم ..

أضحى الحاضر شغله الشاغل , اذ نفرت روحه من سيرة الأطلال والتوقف لأجل البكاء والنحيب عليها , بحيث صار ذكر التقاليد السلبية والعادات المتخلفة الاجتماعية والقيم القبلية تُثير في نفسه الاشمئزاز وتشعره بالغثيان ... ؛ وأيقن بان السعادة كل السعادة تكمن في طلاق الماضوية بصورتها السلبية والاقتران بالحاضر الزاهر .



#رياض_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب الفلسطيني نهاد ابو غوش حول تداعايات العمليات العسكرية الاسرائيلية في غزة وموقف اليسار، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتب الفلسطيني ناجح شاهين حول ارهاب الدولة الاسرائيلية والاوضاع في غزة قبل وبعد 7 اكتوبر، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحركة الدينية المنكوسة / الحلقة الثانية / اسباب نفي السيد ا ...
- عندما يكون السياسي مهرجاً
- اقتل فلذة كبدك واحصل على مكرمة
- اغتراب المواطن الهجين
- ظواهر كلامية من بلادي / الحلقة الاولى
- محنة الاغلبية العراقية مع القيادة السياسية والدينية
- قصتي مع البلبل القتيل
- عمالة كاملة الدسم
- نهب ثروات الجنوبيين العراقيين
- مقولة وتعليق / 12 / لظى الاشواق
- جرائم صدامية مروعة /11 / مجازر معسكر بسماية
- أليس منكم رجل رشيد؟!
- ظاهرة التنصل من الاحداث والتصريحات
- تجميل ايام واحداث الزمن الاغبر
- يوم النفاق الاكبر
- مقولة وتعليق / 11 / اهمية وضرورة السفر
- دول الاقليم واحزاب الداخل
- شخصية هامة من ورق
- مقولة وتعليق / 10 / ضرورة الحب في حياتنا
- دوامة الشعارات المضللة في العراق


المزيد.....




- فرقة -كيس- الأميركية تبدأ -عصراً جديداً- باعتمادها صوراً رمز ...
- قاموس -أكسفورد- الإنكليزي يختار -ريز- كلمة العام 2023
- نكبة واحتلال ولجوء.. انطلاق -أسبوع سينما فلسطين- في دار الأو ...
- انطلاق مهرجان الظفرة للكتاب 2023
- “الحلقة 4” مشاهدة مسلسل صلاح الدين الأيوبي محرر القدس الحلقة ...
- “موت نور الدين” مسلسل صلاح الدين الأيوبي محرر القدس الحلقة 4 ...
- يحاكي مأساة النكبة.. التبرع بعائدات تذاكر فيلم -فرحة- في الأ ...
- الكاتبة الإيطالية رومانا روبيو: أهل غزة ليسوا مجرد أرقام وال ...
- صور/رحيل فنان مصري كبير بحادث سير وتورط فنان آخر بوفاته!
- مهندسة سعودية تنضم لمنظومة صناع المحتوى على -سناب شات-


المزيد.....

- سعيد وزبيدة . رواية / محمود شاهين
- عد إلينا، لترى ما نحن عليه، يا عريس الشهداء... / محمد الحنفي
- ستظل النجوم تهمس في قلبي إلى الأبد / الحسين سليم حسن
- الدكتور ياسر جابر الجمَّال ضمن مؤلف نقدي عن الكتاب الكبير ال ... / ياسر جابر الجمَّال وآخرون
- رواية للفتيان ايتانا الصعود إلى سماء آنو ... / طلال حسن عبد الرحمن
- زمن التعب المزمن / ياسين الغماري
- الساعاتي "صانع الزمن" / ياسين الغماري
- الكاتب الروائى والمسرحى السيد حافظ في عيون كتاب ونقاد وأدباء ... / السيد حافظ
- مسرحية - زوجة الاب - / رياض ممدوح جمال
- الكاتب الروائى والمسرحى السيد حافظ في عيون كتاب ونقاد وأ ... / مجموعة مؤلفين عن أعمال السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رياض سعد - ركام من التقاليد الفاطسة والعادات العتيقة