أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض سعد - بوادر انبثاق روح الامة العراقية















المزيد.....

بوادر انبثاق روح الامة العراقية


رياض سعد

الحوار المتمدن-العدد: 7504 - 2023 / 1 / 27 - 09:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ زمن طويل وشمسنا العراقية العظيمة تميل نحو الغروب وبعد طول انتظار بدأت خيوط الفجر العراقي تظهر في الافق ... , اذ شهدت السنوات الماضية تزايدا ملحوظا في ارتفاع مناسيب الوعي السياسي والحضاري للجماهير العراقية , و شيوع الظاهرة الوطنية من خلال الاهتمام بكل ما هو عراقي اصيل ؛ واقصاء ونبذ كل ما هو اجنبي وغريب ودخيل عن الساحة العراقية , واحتدام النقاشات والحوارات الثقافية والفكرية والنخبوية حول مفهوم الامة العراقية وتأصيل الهوية الوطنية الجامعة .

نعم ان للتاريخ دورة وهو يتحرك وفقا للسنن التاريخية والنواميس الكونية والارهاصات والمخاضات الاجتماعية والثقافية والفكرية والسياسية ... ؛ وها قد بدئت بوادر تحرك عجلة الأمة العراقية لكي تعود وتنهض من جديد ؛ فالوطن الذي صنع اول عجلة في التاريخ ينبغي ان لا تتوقف عجلته كل هذا الوقت الطويل .

يراودني الامل في ان تكون السنوات القادمة هي سنوات نهوض وصحوة للأمة العراقية , و تحررها من كل الاغلال والقيود الخارجية والداخلية ؛ فلن تكون سجينة عند الاخرين ؛ او واقعة تحت رحمة الدول الاستعمارية والاستكبارية والاقليمية ودول الجوار؛ فهؤلاء اضعف من يجهزوا على الامة العراقية العظيمة ؛ والصراع التاريخي بيننا وبين هؤلاء الدخلاء والغرباء المنكوسين والاجانب المحتلين والمستعمرين لا ينتهي ؛ ففي قلب كل عراقي اصيل ثورة عارمة وغضب هادر على الاجانب والغرباء والدخلاء المنكوسين وعملائهم من ابناء وجماعات الفئة الهجينة ومرتزقة و(غمان ) الاغلبية وباقي مكونات الامة ؛ لأنهم كانوا دائما لا يجمعهم سوى شيء واحد : الا وهو تمزيق العراق وتدميره وتخريبه والحاق الاذى والضرر بالأغلبية والامة العراقية فحسب .

نعم استخدمت الفئة الهجينة بالتعاون مع الاجانب والغرباء والمرتزقة والمنكوسين من حثالة الاغلبية والامة العراقية ؛ كل وسائل الإعلام ومراكز الفكر والثقافة في تشويه سمعة الامة والاغلبية العراقية وتأخير نهوضها وتحررها من خلال صنع النماذج النمطية المشوهة والسلبية ؛ فقد زرعوا في اذهان الناس والعرب والعالم صورة نمطية عن ابناء الاغلبية والامة العراقية ؛ اذ قالوا عن العراقي الاصيل : بانه شخص مجنون وعاطفي وجاهل ومتخلف وهمجي و وسخ وشاذ ورجعي وشيوعي وشعوبي ومنحرف وسارق وعديم الشرف والغيرة ولا يستحق الحياة فضلا عن الديمقراطية ... الخ ؛ بالإضافة الى بث الاخبار والرؤى والافكار السلبية والكاذبة والهدامة ونشر الخوف والرعب والقلق والخرافة والاوهام بين اوساط العراقيين ؛ وهم مبدعون في ذلك فقد أخرجت استوديوهات واذاعات وصحف ومجلات ومعاهد وجامعات هؤلاء الغرباء الدخلاء المشاهد البائسة والمسرحيات الكاذبة والسيناريوهات المفبركة لتشويه سمعة الاغلبية والامة ؛ وتثبيط عزيمتها وشل ارادتها ؛ في اكبر كذبة عرفها التاريخ العراقي المعاصر ؛ اكاذيب مقيتة وافتراءات مقززة لدرجة القرف والتقيؤ يرددها هؤلاء الاعداء ضد العراقي الاصيل .... , هؤلاء العملاء الاوغاد يستخفون بعقول العراقيين الاصلاء ؛ وهذا هو ملعبهم الحقيقي : صناعة التدليس والتزوير والدجل و الخداع والكذب فقط .... ورغم كل هذا الضخ الهائل من الأكاذيب ؛ وصناعة الصور النمطية لكل ابناء الاغلبية والامة العراقية ؛ تبقى صورة العراقي الاصيل ناصعة , فلن تحجب الشمس بغربال ؛ و سوف ينتهي كل هذا العبث والدجل والى الأبد .... .

و لكن لابد إن لا يطول صبر الأمة العراقية على هذا الغبن والعداء السافر ... ؛ وهذا الواقع المزري الذي لا يليق بالعراقي الاصيل ولا يعكس كبرياء وعنفوان و تاريخ وحضارة الأمة العراقية العظيمة ؛ و لإزاحة هذا الواقع الخارجي المفروض على الامة وابعاده عن المشهد العراقي ؛ لابد لنا من القيام بثورة ثقافية وفكرية واجتماعية وسياسية واقتصادية كبرى ؛ نصحح من خلالها اخطاء الماضي ونقوم المعوج ونضع الرجل المناسب في المكان المناسب ... ؛ فلا اليمين ولا اليسار العراقي لدية الحل ؛ ولا يوجد في جعبة الاحزاب والحركات الاسلامية والقومية والاممية والطائفية والعنصرية شيء غير الشعارات الرنانة والخطب الطنانة ... ؛ وعليه لم يعد إمام هذه الأمة العراقية طريق نجاة سوى التحول نحو العقيدة الوطنية , والتمسك بالهوية العراقية العريقة , واحياء مشروع الامة العراقية الجامعة .

ويبقى السبب الجوهري والرئيسي في تأخر نهوض الامة هو: غياب القيادات السياسية والثقافية والفكرية والاجتماعية الفاعلة والايجابية ؛ والتي يجب ان تكون على قدر المسؤولية التاريخية ومواجهة التحديات الداخلية والخارجية والمتمثلة بالأعداء والخط المنكوس ... , فالأمة العراقية قد حباها الله بالخيرات والثروات والطاقات البشرية العظيمة ؛ نعم ان ابناء الامة العراقية هم الاذكى والافضل والانشط من حيث اكتساب المعلومات واتقان الصناعات والمهارات على الإطلاق قياسا بشعوب وامم المنطقة والجوار ... ؛ فتخيل معي عزيزي القارئ : تحول ابناء الأمة العراقية قاطبة الى ميادين العلم والمعرفة والصناعة والزراعة والتجارة والانتاج والاختراع والبناء والتنمية مع توفر كل هذه الإمكانيات المادية من الثروات الطبيعية الهائلة والطاقات البشرية والعقول المفكرة والمبدعة ... ؛ عندها تنصهر المادة والعقل والطاقة والتاريخ والحضارة في لحظة زمنية عظيمة وبوتقة وطنية مغيبة لم يتصورها الجميع ؛ حقا هنا فقط سوف "ينتهي دور الاعداء والخط المنكوس " ... ؛ ويتحقق الحلم العراقي العظيم ويبزغ فجر الامة من جديد ؛ فلا دموع تماسيح الفئة الهجينة ولا عواء الغرباء ولا نهيق الدخلاء ولا تدخلات دول الجوار السلبية تقوى على الوقوف امام هذا المارد العراقي الجبار المرتقب ؛ ولتتحالف بعد ذلك كل الكلاب السائبة ولتتجمع في الخرائب العفنة ؛ فتلك الحركات المنكوسة والنشاطات المشبوهة لن تجدي نفعا وقتها ؛ لان الأسد البابلي العراقي فوق كرسيه في بابل متوثب لابتلاعهم جميعا , والفالة الجنوبية بانتظارهم .

ولا تيأس اخي العراقي الاصيل لأنني اكتب هذه السطور وسط كل هذا الركام من الضياع والهوان والتشظي والتقهقر وفقدان البوصلة والتدخلات الاجنبية والغريبة التي تمر بها امتنا العراقية – اقصد بذلك نسبة كبيرة او اغلبية الامة - ؛ لان هذه التجارب والازمات والانتكاسات قد مرت بها امم اخرى ايضا وقد عانت أكثر من معاناتنا الحالية , بل ان تلك الأمم مرت بظروف قاسية جدا جعلتها أكثر ذُلاً وهوانا وانكسارا من حالنا اليوم ، ومع ذلك نفضت عنها غبار الهزيمة والذل ونهضت من جديد وانتصرت في الكثير من الميادين ... .

وليكن في علمكم سادتي الاعزاء ان نهوض الامة العراقية متوقف على احياء الروح العراقية الاصيلة اولا وبناء الانسان العراقي وتنميته وتطويره ثانيا ؛ فلا فائدة من امتلاك الأسلحة , وبناء الجامعات وناطحات السحاب , وتطوير الطرق والجسور والشوارع , وانشاء المعامل والمصانع , واقامة المتاحف والمختبرات , والتنقيب عن المزيد من النفط والغاز والمعادن واستقطاب الاستثمارات ... ؛ قبل أن نبني الفرد العراقي الاصيل - المنتمي للعراق - الذي يعتز بلغته وتاريخه وحضارته وتقاليده وعاداته الايجابية وامته العراقية ، عند إذ سنتمكن من بناء وطن قوي منيع ومتطور يكون ضمن دائرة منظومة الحداثة العالمية.



#رياض_سعد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقولة وتعليق / 19 / البدايات الرائعة وخيبة النهايات
- مقولة وتعليق / 18 / الاعلام السلطوي
- ضرورة محاكمة البعثيين والصداميين
- بريطانيا واستهداف الاغلبية العراقية
- مقولة وتعليق / 16 / السياسي النادر
- مقولة وتعليق / 15 / الفرق بين الحب الاناني والحب الانساني
- حذار من الكلام
- بعض من ما جرى
- اكتب رياض سعد مقولة وتعليق / 14 / تغير الصديق وانقلابه عليك
- مقولة وتعليق / 13 / الاعتماد على النفس
- ركام من التقاليد الفاطسة والعادات العتيقة
- الحركة الدينية المنكوسة / الحلقة الثانية / اسباب نفي السيد ا ...
- عندما يكون السياسي مهرجاً
- اقتل فلذة كبدك واحصل على مكرمة
- اغتراب المواطن الهجين
- ظواهر كلامية من بلادي / الحلقة الاولى
- محنة الاغلبية العراقية مع القيادة السياسية والدينية
- قصتي مع البلبل القتيل
- عمالة كاملة الدسم
- نهب ثروات الجنوبيين العراقيين


المزيد.....




- أحمد سعد يصدر الجزء الأول من ألبوم -بيستهبل-.. و-تاني- مع رو ...
- الحكومة السورية تعلن انسحاب قوات الجيش من السويداء
- أضخم دراسة تصوير طبي للبشر تصل إلى مشاركها رقم 100 ألف
- روبيو يعلن توصل أطراف النزاع لاتفاق لإنهاء العنف في سوريا
- إسرائيل: حزب شاس ينسحب من الحكومة احتجاجًا على عدم تمرير قان ...
- إسبانيا - موريتانيا: شراكة رابحة أم حسابات استراتيجية؟
- إسرائيل تهدد بتوسيع القتال وحماس ترفض بقاء الاحتلال بغزة
- تعليق الملاحة بمطار بن غوريون إثر صاروخ من اليمن
- قتلى وأكثر من 4 آلاف جريح في فيضانات تضرب العاصمة كوناكري
- زامير: ملتزمون بأمن الدروز وسنمنع أي عناصر معادية على الحدود ...


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض سعد - بوادر انبثاق روح الامة العراقية