أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض سعد - بوادر فرض الحصار الامريكي على العراق مرة اخرى














المزيد.....

بوادر فرض الحصار الامريكي على العراق مرة اخرى


رياض سعد

الحوار المتمدن-العدد: 7512 - 2023 / 2 / 4 - 10:49
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم تكتف الولايات المتحدة الامريكية بالجريمة النكراء والحصار الاقتصادي الغاشم على الشعب العراقي عام 1990 ؛ فقد كان سعر الصرف للدينار العراقي (10) دنانير للدولار الأمريكي الواحد عام 1991 ثم أرتفع الى (1459) دينار عام 2003 وبهذا بلغت نسبة تدهور العملة الوطنية (14500%) خلال الفترة 1991 – 2003 ؛ فبالنسبة للعراق تحول الدولار الأمريكي الى عملة التداول الحقيقية وفقدان الثقة بالدينار يوفر أحد التفسيرات للتراجع المستمر بقيمة الدينار اتجاه الدولار الأمريكي (1) وكان يباع في السوق السوداء ب 2000 بل وصل الى 3000 الف دينار للدولار الواحد ؛ وكيف لا تنهار العملة الوطنية و وزير ماليتنا علي علاوي يصرح قائلا : (( ان اغلب مدخرات العراقيين بالدولار لذلك لا داعي للقلق !!)) ؛ وكأنما تواصى القوم على تدمير العملة الوطنية واستبدالها بالدولار الامريكي ؛ ومما لاشك فيه ان الاوضاع سوف تزداد سوءا في ظل غياب الرؤية الاقتصادية الصحيحة وانعدام التخطيط والتخبط والارتجال في اتخاذ القرارات السياسية والاقتصادية المهمة ؛ اذ لا زال العراق يعاني من التذبذب وعدم الاستقرار .

وها هي امريكا تعاود الكرة مرة اخرى وبالتعاون مع البريطانيين وعملاء الداخل ؛ فعلى الرغم من ثروات العراق الهائلة وتعدد موارده الطبيعية والبشرية ؛ و رغم تحقيق العراق لأعلى معدل احتياطي من الدولار خلال الأشهر الماضية إلا أن أزمة سعر صرف الدينار تتفاقم وتزداد حدتها مع التصريحات الحكومية التي تتعهد بحلول سريعة للأزمة , حيث تجاوز سعر صرف كل 100 دولار170 ألف دينار عراقي و قد يصل الى 200 ألف دينار في الايام القادمة ، ومنذ بداية الأزمة المتسارعة تتجه أصابع الاتهام إلى ايران وتركيا ودول الجوار والغرب والولايات المتحدة الأمريكية ... ، حيث تحالف الكل على اراقة الدم العراقي ونهب خيراته وثرواته وتغييب وعي العراقيين ؛ كي يضيع دمه وديناره بين الامم والشعوب و الاحزاب و المافيات والقبائل ... .

وكان من المفروض ان يطوي العراق صفحة انهيار العملة العراقية وارتفاع سعر صرف الدولار بعد سقوط النظام الصدامي واحتلال الامريكان للعراق عام 2003 ؛ واستبشر العراقيون خيرا وظنوا انهم سيأخذون فرصتهم الحقيقية في التقدم والتطور والازدهار ؛ و ان يعيشوا في بحبوحة ورفاهية كأهل الخليج ولاسيما بعد التعهدات والتصريحات الامريكية التي سبقت الاحتلال ورافقته ؛ ومنها توزيع عشرات المواد الغذائية الجيدة والمتنوعة في الحصة الغذائية ... الخ ؛ والعجيب في اجراءات الامريكان انها مخالفة للعقل والمنطق والوجدان ؛ فقد ادعت الولايات المتحدة الامريكية انها تعمل على ايقاف تهريب العملة الصعبة من العراق وحماية اموال العراق من السرقة ؛ ولمنع عمليات غسيل الأموال والاستحواذ على ملايين الدولارات وتصريفها لمصالح ومنافع سياسية عبر العديد من المصارف المالية والتجارية التي ترتبط بعلاقات مباشرة وغير مباشرة مع إيران وتركيا وغيرهما ، وأن جميع عمليات التصريف والتهريب تذهب لمصلحة إيران وتركيا وبعض الدول الأخرى في المنطقة؛ من خلال المنصة الالكترونية الامريكية من قبل البنك الفدرالي ، بحيث أدت إلى جعل التحويلات الخارجية بقيمة 60 مليون دولار يوميا في حين كانت قبل أشهر بقيمة 250 مليون دولار، وأدت تلك الضوابط إلى ارتفاع سعر الدولار، وكانت نتائج الحلول الامريكية كارثية على الشعب العراقي : اذ هبطت القوة الشرائية للدينار وارتفعت نسبة التضخم , وتأثر جراء ذلك اغلب الموظفين وكل المتقاعدين , وارتفعت أسعار المواد الاستهلاكية والمواد الغذائية والسلع من قبل التجار ومنافذ البيع المختلفة، فأصبح فرق السعر وغلاء المواد حملا يثقل كاهل المواطن ذا الدخل البسيط , وزادت نسبة الفقر , وارتفعت معدلات الجريمة , وعم الركود الاقتصادي والكساد الاسواق العراقية ... ؛ بالمختصر المفيد : حصار امريكا وحلولها سواء فكلاهما بلاء .

ومن الواضح ان الامريكان هم من وضعوا قواعد اللعبة السياسية الراهنة , ووزعوا الادوار بين العملاء والاصلاء , وبينوا حدود تدخل الدول في الشأن الداخلي , وقسموا ( الكعكعة العراقية) بين المرتزقة بالتساوي , وهم من فتحوا ابواب العراق امام الاجانب والغرباء والدخلاء والمافيات والشركات والعصابات على مختلف توجهاتها وجنسياتها ومشاربها ... ؛ وعليه المسؤول الاول والاخير عما يجري في العراق هم الامريكان ؛ فلو ارادت الولايات المتحدة الامريكية ان تمنع الاخرين من التلاعب بالاقتصاد العراقي لاستطاعت ذلك وبكل يسر وسهولة ؛ وكذلك لو سمحت للشركات العالمية الرصينة والنزيهة والكفاءات العراقية الوطنية المخلصة بالعمل والانجاز والتنمية لتحول العراق من حال الى حال .

وبغض النظر عن حقيقة اسباب انهيار الدينار مقابل الدولار ؛ الا ان الحقيقة التي لا تقبل الجدال ان الدوافع السياسية والاقتصادية للقوى الخارجية والمنكوسة وراء ارتفاع سعر صرف الدولار : هي افشال العملية السياسية والتجربة الديمقراطية وعرقلة حكم الاغلبية والحاق الضرر والاذى بالأمة والاغلبية العراقية , وارجاع الشعب العراقي الى المربع الاول حيث القحط والعوز والجوع والبؤس والحرمان .

...................................................................................

1-الحرب وآثارها على تدهور الاقتصاد العراقي (الجريمة الاقتصادية الثانية) / د.توفيق المراياتي .



#رياض_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ايام الزمن الاغبر / الحلقة الثالثة / وحش الطاوة
- ذم الفلاحين العراقيين
- حقيقة الصراع في العراق
- جرائم صدامية مروعة / 12/ الاعدام بالديناميت ( المتفجرات)
- مقولة وتعليق / 17 / غيرة الحاكم وتوجسه من ابناء شعبه
- بوادر انبثاق روح الامة العراقية
- مقولة وتعليق / 19 / البدايات الرائعة وخيبة النهايات
- مقولة وتعليق / 18 / الاعلام السلطوي
- ضرورة محاكمة البعثيين والصداميين
- بريطانيا واستهداف الاغلبية العراقية
- مقولة وتعليق / 16 / السياسي النادر
- مقولة وتعليق / 15 / الفرق بين الحب الاناني والحب الانساني
- حذار من الكلام
- بعض من ما جرى
- اكتب رياض سعد مقولة وتعليق / 14 / تغير الصديق وانقلابه عليك
- مقولة وتعليق / 13 / الاعتماد على النفس
- ركام من التقاليد الفاطسة والعادات العتيقة
- الحركة الدينية المنكوسة / الحلقة الثانية / اسباب نفي السيد ا ...
- عندما يكون السياسي مهرجاً
- اقتل فلذة كبدك واحصل على مكرمة


المزيد.....




- وحدة أوكرانية تستخدم المسيرات بدلا من الأسلحة الثقيلة
- القضاء البريطاني يدين مغربيا قتل بريطانيا بزعم -الثأر- لأطفا ...
- وزير إسرائيلي يصف مقترحا مصريا بأنه استسلام كامل من جانب إسر ...
- -نيويورك تايمز-: الولايات المتحدة تسحب العشرات من قواتها الخ ...
- السعودية.. سقوط فتيات مشاركات في سباق الهجن بالعلا عن الجمال ...
- ستولتنبرغ يدعو إلى الاعتراف بأن دول -الناتو- لم تقدم المساعد ...
- مسؤول أمريكي: واشنطن لا تتوقع هجوما أوكرانيا واسعا
- الكويت..قرار بحبس الإعلامية الشهيرة حليمة بولند سنتين وغرامة ...
- واشنطن: المساعدات العسكرية ستصل أوكرانيا خلال أيام
- مليون متابع -يُدخلون تيك توكر- عربياً إلى السجن (فيديو)


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رياض سعد - بوادر فرض الحصار الامريكي على العراق مرة اخرى