أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد محمد تقي - {{ كيف ستكون الخاتمة }}














المزيد.....

{{ كيف ستكون الخاتمة }}


أسعد محمد تقي

الحوار المتمدن-العدد: 7539 - 2023 / 3 / 3 - 04:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في كتابهِ "تاريخ ألمانيا الهتلرية" يتحدث وليام شيرر عن السياسة الأمريكية التي سبقت الحرب العالمية الثانية ويشير بوضوح الى ان السفير الأمريكي في برلين كان يقوم بتقديم أدولف هتلر الى كبار الصناعيّين في ألمانيا ويدعوهم لتقديم المساعدة له ودعمه في الانتخابات لأنه سيقوم عند الفوز فيها بإعادة تسليح ألمانيا وإعادة النشاط لصناعتها الثقيلة عبر إنتاج السلاح وهو ما يعني بشكل من الأشكال تمزيق معاهدة فرساي التي كبّلت الأقتصاد الألماني بقيودها الثقيلة بعد الحرب العالمية الأولى ومنعت تسليح ألمانيا ، وبسهولة يستنتج القاريء ان تلك السياسة الامريكية الداعمة لهتلر كانت تهدف ، في البدء ، لدفع هتلر ونظامه إلى ضرب الاتحاد السوڤييتي وتصفيته أو على الأقل إنهاكه من خلال الحرب الى الدرجة التي لن يستطيع معها إلا الاستجابة لمتطلبات المصلحة والسياسة الامريكية .. ولكن هتلر اندفع في البداية نحو اوربا الغربية لكي يغدو اكثر قدرة على مواجهة السوڤييت من حيث توفّر الموارد وربما هذا التوجه لم يكن في البدء يعجب راسمي السياسة الامريكية الا انهم اكتشفوا ان الأمر في النهاية سيجعل من الولايات المتحدة الدولة الأقوى فيما ستغدو اوربا في حالة ضعف حتى بعد انتصارها وستكون دائماً بحاجة للدعم والمساعدة الامريكية وهو الامر الذي سيجعل اوربا كلها تابعة بشكل من الأشكال للسياسة الأمريكية ومن الناحية الاخرى اعتقدت الولايات المتحدة ان الاتحاد السوڤييتي لن يغدو بعيدا عن المصير الاوربي ايضا لأنه سيعاني كثيرا من المواجهة الشديدة الشراسة مع الجيوش الألمانية التي حاصرت فيما بعد موسكو ولينينغراد وستالينغراد .. وقد كانت الأفكار الامريكية في هذا المجال محقة فيما يخص اوربا الغربية وهو ما سهّل عليها طرح مبدأ ترومان (أواخر الأربعينات بعد الحرب العالمية الثانية) والذي كان الأساس للحرب الباردة ولسياسة ملء الفراغ التي تجسدت لاحقاً في مشروع آيزنهاور في العام 1957 و حققت الولايات المتحدة من خلالها تغلغل نفوذها الى اكثر المستعمرات البريطانية التي لم تعد بريطانيا قادرة على الاحتفاظ بها كما في السابق ولم تنجُ المستعمرات الفرنسية وباقي المستعمرات الاوربية من هذا المصير .. ولكن تلك الافكار الامريكية لم تحظَ بنفس النجاح في ما يتعلق بالاتحاد السوڤييتي الذي أصبح بعد الحرب قطباً شديد البأس وتؤخذ مواقفه بعين الاعتبار في كل ما يخص قضايا السياسة العالمية .
ويبدو ان الولايات المتحدة وراسمي سياساتها من أصحاب المؤسسات المالية الكبرى والصناعة العسكرية الذين تتشكل منهم "حكومتها العميقة"يميلون مؤخراً الى تكرار نفس السيناريو الذي قاد الى الحرب العالمية الثانية حين لم يكن السلاح النووي قد وجد مكاناً له بعد في ترسانات السلاح للعديد من الدول ، مع تعديلات بسيطة تجعل هذا السيناريو ، باعتقادهم ، متوافقاً مع ظروف العصر الذي نعيشه ويستطيع إنهاك القوى العالمية المؤثرة وهي أوربا و روسيا و الصين والسيناريو يتلخص بالتالي :
- إنهاك أوربا عبر تقديم الدعم العسكري لأوكرانيا تحت غطاء الناتو وهذا الدعم يتصاعد باستمرار وينهك الأقتصاد الأوربي ولكن الضربة القاصمة ستكون عندما يتحول الدعم بالأسلحة إلى مشاركة تتصاعد باستمرار حتى تتحوّل إلى حرب مباشرة حقيقية .
- محاولة إطالة أمد المواجهة العسكرية في أوكرانيا الى فترة تكفي لإنهاك روسيا وجيشها الى جانب إنهاك اقتصادها وتمزيقه لكي ينعكس على الترابط بين شعوب الأتحاد الروسي وتحطيمه في النهاية لكي يتم تمزيق هذا الاتحاد وعندها لن نجد دولة كبرى ومؤثرة إسمها روسيا .
- المراهنة على فتح جبهة بين الصين وتايوان في المحيط الهادي وبحر الصين الجنوبي لتقوم فيها تايوان بالدور الذي اضطلعت به أوكرانيا ضد روسيا وتقوم الولايات المتحدة وأوربا الغربية بتمويل تلك المواجهة عسكريا واقتصاديا .. وهذا الأمر باعتقادهم سينهك الصين عسكريا ويجعل الوهن يستشري في اقتصادها وهو ما تتطلع له بشغف الإدارة الأمريكية وحلفاؤها ..
ولكن الصين بأَناتِها وحكمة قيادتها وطول صبرها إلى جانب الحزم في المواقف لم تفسح المجال لنجاح هذا المنهج .. فيما تمكنت روسيا من تجنيب الاقتصاد الروسي الضعف الذي كان الغرب كله يراهن عليه عندما فرضوا على روسيا المقاطعة الأقتصادية والعقوبات المنوّعة فمدّت ذراعها الاقتصادية الى البديل عن دول الغرب الاوربي وحلفاء الولايات المتحدة وصارت تطوّر علاقات التبادل الأقتصادي مع دول مثل الصين والهند وباكستان ودول افريقية وآسيوية ولاتينية أخرى وصارت تعلن عن نفسها كقوّة عسكرية لا يمكن مواجهتها دون الدخول في مغامرة قد تقود الى حرب نووية تأتي بالويل والدمار لكل العالم .
وفي النهاية على المرء أن يتساءل عمّا سيحدث لو ان ما خططت له الولايات المتحدة قد وجد فرصةً للتحقّق وما هو الحال الذي ستكون عليه الدول النامية في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية ؟
وكيف سيغدو العالم لو فشلت الولايات المتحدة وحليفاتها الاورپيات فيما خططت له واستمر اندفاع الصين في مضمار التنافس الأقتصادي وبقيت روسيا تحقق النجاح في توسيع علاقاتها وتعاونها الأقتصادي والسياسي مع الدول الاخرى خارج الأتحاد الأوربي والناتو فيما يتوضّح يومياً مستوى قوّة الردع العسكري الذي تمتلكه ؟



#أسعد_محمد_تقي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة التي تسربل شاتميها ثوب العار
- - ما فعلته أمريكا وما تريد فعله -
- الحكومة والتظاهرات وأشياء أخرى
- ما نخشاه ... وما نأمله
- ترامب - الرئيس الجديد
- أمريكا كثيرا ما تسحق حلفاءها - حديث عن قانون -جاستا-
- اتفاق القرض الجديد تحت خيمة صندوق النقد الدولي
- إلى أدباء وكتاب العراق
- الطريق الذي بدأ في شباط
- السياسة الأمريكية و العراق
- دعونا نقرأ الوقائع
- الصراع في العراق - بعض ملامحه
- الأرهاب .. الحريات .. نفاق الغرب
- شارلي إيبدو وزوبعة التضامن
- العملية السياسية وديمقراطية العصا والجزرة
- هل سيدفن العراقيون مشروع بايدن ؟
- ماذا يحصل لو توقف الإرهاب؟
- حديث عن التقسيم
- نابوكو و تحرير أوربا عبر تدمير العراق وسوريا
- ويحدّثونك عن الربيع العربي


المزيد.....




- صورة سيلفي لوزير مغربي مع أردوغان تثير انتقادات وردود فعل في ...
- سيارة همر -مسروقة- في دمشق تظهر ضمن سيارات الأمن السوري... ك ...
- -فضيحة الصندل-.. برادا تعترف باستلهام تصميمها من الصندل الهن ...
- مقتل 18 فتاة في -حادث المنوفية- يهز مصر وسط مطالب بإقالة وزي ...
- مئات الملايين والمليارات: حفلات زفاف باهظة الثمن في القرن ال ...
- ترامب: أنا -لا أعرض شيئا على إيران ولا أتحدث معهم-
- مشروع مغربي طموح يربط دول الساحل الإفريقي بالمحيط الأطلسي
- توتر الوضع الأمني في الشرق الأوسط : كيف يؤثر على خطة لبنان ل ...
- بعد شهر من الغياب.. العثور على جثة الطفلة مروة يشعل الغضب في ...
- حل مئات الأحزاب الأفريقية.. خطوة نحو التنظيم أم عودة لحقبة ا ...


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد محمد تقي - {{ كيف ستكون الخاتمة }}