أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد محمد تقي - الثورة التي تسربل شاتميها ثوب العار














المزيد.....

الثورة التي تسربل شاتميها ثوب العار


أسعد محمد تقي

الحوار المتمدن-العدد: 6618 - 2020 / 7 / 14 - 12:51
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اليوم تحل ذكرى الثورة التي يدعو لمثلها الكثيرون الآن بعد ان نال منهم ذلك المسار الممتد بين استشهادها ولحظتنا البائسة هذه .
ومع كل مبرراتها التي كانت قائمة نجد الآن من يشتمها لأنها فتحت الطريق للانقلابات العسكرية "هكذا" . دون أن يدركوا ان تلك الثورة اقلقت بريطانيا صاحبة النفوذ في العراق وأمريكا التي كانت تتطلع لملء الفراغ الذي نشأ نتيجة الضعف البريطاني والذي نتج هو الآخر كحصيلة للحرب العالمية الثانية بالرغم من أنها خرجت منها منتصرة .. ذلك القلق هو الذي دفع الأمريكان والبريطانيين ومن ورائهما حلفاءهما من دول المنطقة ، إيران الشاه ومصر عبد الناصر واردن حسين الحجازي وتركيا الناتو وحلف بغداد .. دفع كل هؤلاء لحياكة (38) محاولة لإسقاط نظام تلك الثورة التي بدت وحيدة إلا من فقراء شعبها فيما اصطف اقطاعيوه وبقايا ملكيته المتلاشية وقوميوه الفاسدون والفاشيست الذين لم يقدموا مبررا واحدا معقولا لعدائهم لها .. ولم يهدأ لهم بال إلا في يوم الدم ، الثامن من شباط ، الذي فتح الأبواب للنفوذ الأمريكي وحوّل النفوذ البريطاني إلى تابع ذليل ومنذ ذلك اليوم حتى هذه اللحظة لم يستطع أي مخلوق في بلاد الرافدين ان يشغل موقعا سياديا ، رئيسا او ما دون الرئيس ، دون موافقة البيت الأبيض وسفارته في بغداد وطابور تشكيلاته المخابراتية .
وعلى هذا الطريق أُزهقت ارواح وسألت دماء وهتكت أعراض أكثر الناس وطنية وثقافة وتطلعا لبناء الحياة المتحضرة في هذا الوادي الرائع وادي الرافدين .
ويخرج علينا بين حين وآخر من يعتبر المَلَكية ونفوذ بريطانيا لاربعين عاما هو الأفضل ويتمنى لو انه بقي حتى الان دون ان يدرك أن امريكا كانت قد وضعت مبدأ ترومان لازاحة بريطانيا من العراق وما فعله الوطنيون في العراق هو أنهم سبقوهم و تحركوا وقاموا بالحركة العسكرية التي غدت ثورة حقيقية بدعم جماهير الشعب وقواه الوطنية التي منعت اي تحرك مضاد مما اضطر الأمريكان لإنزال قواتهم في لبنان بعد 24 ساعة من إعلان الثورة وانزلت بريطانيا قواتها في ميناء العقبة الاردني بقصد احتلال العراق ولكن المناورات السوفييتية بالقرب من الحدود التركية هي التي منعت هذا الأمر لأنه كان بالإمكان أن يتطور الى مواجهة بين القطبين .
لقد حققت الثورة ما يمكن أن يخلق كيانا رائعا اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا ولكن هذا كان سيغدو متعارضا مع واقع الحال بالمنطقة التي رسمت لها القوى الاستعمارية ان تكون واحة خاصة لخدمة مصالحها.
يردد الكثير من المتابعين ما حققته تلك الثورة من منجزات مثل الإصلاح الزراعي والخروج من حلف بغداد وقانون الأحوال الشخصية والخروج من دائرة الاسترليني وإصدار قانون رقم 80 الذي أرعب شركات النفط الكبرى وحكوماتها ، وحقا كان كل منجز من هذه المنجزات يشكل عبورا وتخطيا لواحد من الخطوط الحمر التي وضعتها الدوائر الاستعمارية العالمية إلا أن الكثيرين يرون ، وهم محقون ، ان دُرَرَ الإنجاز كانت تكمن في محاربة البطالة والقضاء عليها من خلال وضع أسس الصناعة الوطنية عبر تنشيط القطاعين العام والخاص واستخدام الأموال في توسيع القطاع العام بالتلازم مع وجود القطاع الخاص.. وكان بناء العشرات من الأحياء وتوزيع وحداتها السكنية على الفقراء بالمجان او بأسعار رمزية يشكل خلاصا لآلاف العوائل ولكن المنجز الأكثر لمعانا واشراقا لتلك الثورة المغدورة هو بناء آلاف المدارس والعناية بالتعليم بشكل لا يمكن تخيله الآن مع كل هذا الفيض من المال المتحصّل من مبيعات النفط اليوم . وقد رافق هذا انشاء عدد هائل من المراكز الصحية والمستوصفات والمستشفيات الكبيرة .
كان هذا كله يتناقض بالكامل مع قانون العلاقة بين الدولة الكبرى الاستعمارية ومناطق نفوذها تلك العلاقة التي شكل تحطيمها جوهر ثورة الرابع عشر من تموز عام 1958



#أسعد_محمد_تقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- - ما فعلته أمريكا وما تريد فعله -
- الحكومة والتظاهرات وأشياء أخرى
- ما نخشاه ... وما نأمله
- ترامب - الرئيس الجديد
- أمريكا كثيرا ما تسحق حلفاءها - حديث عن قانون -جاستا-
- اتفاق القرض الجديد تحت خيمة صندوق النقد الدولي
- إلى أدباء وكتاب العراق
- الطريق الذي بدأ في شباط
- السياسة الأمريكية و العراق
- دعونا نقرأ الوقائع
- الصراع في العراق - بعض ملامحه
- الأرهاب .. الحريات .. نفاق الغرب
- شارلي إيبدو وزوبعة التضامن
- العملية السياسية وديمقراطية العصا والجزرة
- هل سيدفن العراقيون مشروع بايدن ؟
- ماذا يحصل لو توقف الإرهاب؟
- حديث عن التقسيم
- نابوكو و تحرير أوربا عبر تدمير العراق وسوريا
- ويحدّثونك عن الربيع العربي
- الدكتور عبد الخالق حسين بين النوايا الطيبة والموقف من اليسار


المزيد.....




- عداء قتل أسدًا جبليًا حاول افتراسه أثناء ركضه وحيدًا.. شاهد ...
- بلينكن لـCNN: أمريكا لاحظت أدلة على محاولة الصين -التأثير وا ...
- مراسلنا: طائرة مسيرة إسرائيلية تستهدف سيارة في البقاع الغربي ...
- بدء الجولة الثانية من الانتخابات الهندية وتوقعات بفوز حزب به ...
- السفن التجارية تبدأ بالعبور عبر قناة مؤقتة بعد انهيار جسر با ...
- تركيا - السجن المؤبد لسيدة سورية أدينت بالضلوع في تفجير بإسط ...
- اشتباك بين قوات أميركية وزورق وطائرة مسيرة في منطقة يسيطر عل ...
- الرئيس الصيني يأمل في إزالة الخصومة مع الولايات المتحدة
- عاجل | هيئة البث الإسرائيلية: إصابة إسرائيلية في عملية طعن ب ...
- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أسعد محمد تقي - الثورة التي تسربل شاتميها ثوب العار