أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - عالم الرياضة - عبد السلام انويكًة - تازة : في رحاب فرجة كرة القدم بالمدينة..















المزيد.....

تازة : في رحاب فرجة كرة القدم بالمدينة..


عبد السلام انويكًة
باحث


الحوار المتمدن-العدد: 7529 - 2023 / 2 / 21 - 16:09
المحور: عالم الرياضة
    


الى حين ما ينبغي من إنصات شاف توثيقي لزمن تازة الرياضي بكل مستوياته وأعلامه، تنويرا للناشئة من الجيل الجديد بما كان عليه مشهد المدينة من محطات وانجازات وتألق وعطاء وتنافس وتميز فرجة رياضية، سواء خلال فترة الحماية الأجنبية تحديدا منها عقودها الأخيرة أو بعد استقلال البلاد حتى نهاية القرن الماضي. والى حين ما ينبغي ايضا من تلاقح ذاكرة وتجارب محلية من خلال تجلياتها وتراكماتها وتفاعلها هنا وهناك، عبر ندوات ومعارض واحتفاءات وأبحاث ودراسات وغيرها. فضلا عن توثيق عبر أعمال وأنشطة فنية ابداعية مثلما حصل من مبادرات معبرة بجهات عدة. وعيا بكون زمن المدينة الرياضي وذخيرته، إرث رمزي بدور هام في التنمية المحلية إن هو أحيط بما يجب من التفات وعناية وتثمين وحسن استثمار.
الى حين كل هذا وذلك، ارتأينا إطلالة خفيفة حول فرجة نوستالجيا كرة القدم التازية عن فترة أوج ومجد وعطاء وعظمة في سنواتها الأخيرة، تلك التي يلتقي رأي عام رياضي واسع محلي وكذا تقدير مهتمين ومتتبعين واعلاميين وغيرهم، أنها امتدت منذ ما قبل الاستقلال الى غاية ثمانينات القرن الماضي، قبل أن يشهد المجال ما شهده من تراجعات لا تزال قائمة، بعد تاريخ حافل يشهد على ما كانت عليه المدينة من حضور متميز عبر عقود من الزمن. ونستحضر حول أثاث تازة الرياضي من خلال هذه الورقة، ذاكرة كرة القدم التازية بملعب تازة البلدي مطلع ثمانينات القرن الماضي تحديدا، لتلمس ما كان عليه هذا الفضاء من مكانة وجمهور وفرجة وتتبع وتجارب فرق كروية، كانت بما كانت عليه من إثارة وجذب وأسماء تستحق كل ذكر واحتفاء وثناء.
ولعل من تجارب كرة القدم التازية التي لا تزال عالقة في ذاكرة المدينة الرياضية، لِما كانت عليه من عطاء وتميز وفرجة. هناك فريق "نجم الشباب الرياضي التازي" وما أدراك ما هذه التجربة وهذا الأثر الذي لا يعرف عنه الجيل الجديد من الناشئة ربما أي شيء، فريق من مقام رفيع يشهد على زمن رياضي تازي لا يمكن نعته سوى بالذهبي في محطاته وسنواته المشرقة الأخيرة، قبل أن ينزل ويتدحرج المشهد تدريجيا منذ هذه الفترة الى ما هو عليه الآن، والأسباب عدة ومتداخلة لا شك أنها غير خافية عن أهل شأن ممن كان فاعلا ومتتبعا ومهتما.
وفريق"نجم الشباب الرياضي التازي" الذي يصعب القفز عن إسمه واسهاماته في ذاكرة تازة الكروية، يعد حلقة ومحطة وعلامة مشرقة بكل ما للكلمة من معنى في تاريخ المدينة الرياضي، رغم تجربته التي لم تدم سوى بضعة سنوات، وهذا موضوع الحديث عنه ذو شجون من حيث حيثياته التي من شأن اثارتها فهم ما لا يزال قائما جاثما من واقع حال يخص المجال. علما أن ما شهده هذا الفريق من اشعاع وتميز، كان جزءا من مشهد رياضي عام كانت عليه المدينة، من خلال مصالح ومرافق عمومية وصية من قبيل دار الشباب، ومن قبيل ما كانت عليه المؤسسات التعليمية الثانوية خاصة من تنافسيات وأنشطة رياضة منتظمة، فضلا عن جمعيات نشيطة هنا وهناك على مستوى فرق الأحياء مثلا، وما كشفته وأبرزته هذه الأخيرة كمشاتل من مواهب ومهارات رياضية، شكلت قواعد خلفية أغنت تجارب مشهد المدينة الرياضي عموما بموارد وطاقات عدة. منها تجربة فريق "نجم الشباب الرياضي التازي" الذي تأسست روحه ومسيرته على طبيعة هذا الايقاع الرياضي المحلي، وعلى ما كان يزخر به من علامات ومواهب رفيعة، تلك التي حقق بها هذا الفريق اعظم واجمل لحظاته واشعاعه وفرجته وتنافسياته سواء داخل المدينة أو خارجها، وقد أثار لاعبوه ما اثاروا من إعجاب لدى ادارة كبريات الفرق الوطنية لكرة القدم آنذاك.
يذكر أن فريق "نجم الشباب الرياضي التازي" أسسه أحد أبناء المدينة الغيورين، من أجل اغناء فرجة كرة القدم واعطاء مكونات مشهدها نفسا أكبر في التباري بأفق محلي ووطني. وهذا ما جعل هذا الفريق بما كان عليه من انطلاقة قوية وبصمة يحفظها تاريخ المدينة، بل بفرجة رفيعة المستوى عاش معها الملعب البلدي بتازة لحظات رياضية مجيدة وذهبية، عندما كانت جنبات هذا الأخير تغص مساء كل يوم أحد بجماهير من كل حدب وصوب، ناهيك عما كان يملأ المكان من ثقافة تتبع وهتافات وتفاعلات ومتعة وفرجة ونشوة بنتائج ولمسات وأداء ولقطات وغيرها. وهو ما يجسد ويترجم ليس فقط ما كانت عليه المدينة من اشعاع رياضي ومواعيد فرجة، بل ما كانت عليه تجاربها ايضا من بصمات وعطاء وورش رياضي لفائدة المدينة.
وكم كانت أيام الأحد بتازة بطعم خاص مطلع ثمانينات القرن الماضي، عندما كان يستقبل فريق"نجم الشباب الرياضي التازي"مثلا فريقا خصما عن مدينة أخرى على أرضية ملعب المدينة البلدي. بحيث بقدر ما كان الإعداد والاستعداد ومعهما الاقبال على هذا الفضاء يوحد عناية وشغف ورغبة الجميع شبابا واطفالا وشيوخا، بقدر ما كان المشهد يبعث على شعور بمعاني فرح وبهجة ومتعة لا توصف، تلك التي تبدأ منذ الانطلاقة صوب الملعب البلدي ومنذ اقتناء تذكرة دخول وعند تتخطى بوابته الرئيسية، ومنذ ايضا اعلان انطلاق المقابلة على ايقاع موجات جمهور غفير، مع ما يطبعه من تقاليد فرجة وحركة وتحليل وتفاعل وتوقعات ومن تتبع في نفس الوقت لعدد من المتفرجين عبر أجهزة مذياع صغيرة، لِما يجري من مقابلات ونتائج هنا وهناك عبر ملاعب ربوع البلادز كلها معاني فرحة وبهجة كثيرا ما كانت تكتمل صورتها ولحظتها البهية مع كل نتيجة باعثة على ارتياح وفخر ونشوة، الى حين مقابلة ولقاء وموعد آخر بنفس المكان.
جدير بالاشارة الى أن الملعب البلدي بتازة يعود إحداثه الى فترة الحماية، وعليه فما كان به من بصمة عمارة اجنبية كثيرا ما كانت بتمثلات واحساس وتأمل خاص، وكان هذا الملعب التراثي الرمزي بالمدينة وقد شهد جملة اضافات معبرة خلال السنوات الأخيرة، يتوفر على منصة لا تزال لحد الآن حيث يجلس الجمهور على مقاعد خشبية مستطيلة ممتدة، لمشاهدة مباريات كرة القدم على أرضية ملعب عادية دون عشب طبيعي خلافا لِما هي عليه الآن، فضلا عما كان يحتويه هذا الملعب من مستودع ملابس على بعد بضعة امتار من جهته الغربية، مع مساحة مجاورة تابعة كان يظهر بها الفريقان المتنافسان قبل ترتيبهما وتوجههما صوب أرضية الملعب على ايقاع ألوان أقمصة متباينة وطاقم تحكيم وادارة تدريب وتسيير.
وغالبا خلال هذه الفترة من ثمانينات القرن الماضي، ما كانت جنبات الملعب البلدي بتازة تمتلأ عن آخرها بجمهور متفرج سواء على مستوى منصته الشرفية أو على جنباته وأطرافه، فضلا عما كان يؤثث أسوار الملعب وأشجاره المحيطة وكذا بعض الدور القريبة المطلة، بل ايضا حتى على مستوى مرتفع مجاور ذلك الذي يوجد به مقر الوكالة المستقلة للماء بالمدينة حاليا. حيث كان يلجأ البعض ممن لم تسمح لهم ظروفهم المادية من ولوج الملعب، ولما كانوا يعجزون عن التسلل عبر جدرانه لشدة ما كان يحكمها من حراسة. ولهذا كانوا يكتفون بتتبع لحظات المقابلة من هذا المرتفع عبر ما كانوا يلتقطونه من ايقاع عن بعد ومن جنبات ضيقة فقط كانت تبدو من بعيد، وعبر ما كانوا يسمعونه من هتافات الجمهور كلما تم تسجيل اصابة أو عند ضياعها، أو ما كان يترتب ويملأ الجمهور من صفير في حالة تسجيل الفريق الخصم الزائر ناهيك ايضا عن صفير الاحتجاج على الحكم مثلا. ولعل هذا وذاك من المشهد يعكس ما كانت عليه فرق كرة القدم المحلية ومنها فريق "نجم الشباب الرياضي التازي"، من جمهور متتبع محب متضامن مشجع مرافق داعم له في كل مقابلة محلية.
ولعل من تقاليد مباريات كرة القدم محليا والتي لا شك أنها لا تزال عالقة في ذاكرة الكثير، هو أنه عندما يكون الفريق المحلي منتصرا وبعد انطلاق الشوط الثاني من المقابلة ببعض الوقت، كان يتم فتح باب الملعب والسماح بدخول مجاني لجميع من يكون محيطا متتبعا من أطفال وشباب وغيرهم. وكانت فرصة بالنسبة لهؤلاء لمشاهدة ما تبقى من المقابلة على وقع نشوة الجمهور بالفوز، وفي نفس الوقت رؤية لاعبي فريق نجم الشباب الرياضي التازي ومعهم لاعبو الفريق الخصم، مع ما كان يملأ المدينة من فرحة عامة بعد نهاية المقابلة وتحقيق تقدم ما وترتيب جيد بين مجموعة ما. وغير خاف ما كان عليه فريق"نجم الشباب الرياضي التازي" لكرة القدم من بصمة طبعت مطلع ثمانينات القرن الماضي، وما وفره ايضا من فرجة وايقاع واضافة واثارة وتقدير واشعاع على مستوى المدينة وعلى صعيد الجهة والوطن، بدليل ما كان عليه لاعبو الفريق من استقطاب وتثمين. وعليه، يحق لتازة الفخر بهذه التجربة التي لم تعمر سوى بضعة سنوات، وبما كانت عليه من حضور متميز لا يستقيم الحديث عن تاريخ كرة القدم بالمدينة دون ذكر انجازاته وأسماءه ونجومه آنذاك، سواء تعلق الأمر بأسماء خط دفاعه أو خط هجومه أو حراسة مرماه.
يبقى أن تازة مدينة بذاكرة رياضية شامخة واسعة غنية بالإنجازات، على مستوى كل الانواع من كرة قدم وكرة سلة وكرة يد وكرة طائرة وعدو ريفي وسباق دراجات وسيارات ورياضة ريكًبي وكرة حديدية وسباحة وغيرها، وذلك منذ فترة الحماية الى حدود نهاية فترة ثمانينات القرن الماضي عبر ما اثث ايقاعها طيلة هذه الفترة من فرق متميزة ونجوم واسماء لمعت في عدد من المناسبات المحلية والوطنية والدولية، بل كانت تازة بناء على ما كان لها من صدى رياضي على امتداد عقود من الزمن يضرب بها المثل ولفرقها حساب وألف حساب، ولعل الأرشيف عن فترة الحماية يحفظ الكثير والكثير من بصمات ومحطات الرياضة والرياضيين التازيين، كما أن الأرشيف المحلي والوطني لفترة ما بعد الاستقلال حافل بكثير من العناوين والاحالات التي تشهد على عظمة وقيمة ما كانت عليه المدينة من دينامية رياضية في كل المجالات، ومنها ما طبع رياضة كرة القدم من موقع متميز وحضور وازن أفرز ما أفرز من فرق اعطت الكثير، ومن نجوم وأسماء تازية بقدر ما اغنت الرياضة الوطنية والعالمية ومنها رياضة كرة القدم، بقدر ما رفعت اسم تازة عاليا في محافل كروية عدة. وعليه، ما ينبغي من ثقافة فخر واعتراف وانصاف وتوثيق وتعريف بزمن المدينة الرياضي، من اجل ما ينبغي من تلاقح بين الأجيال رياضيا، وعيا بأن ما هناك من بصمات وتراكمات هو جزء من ذاكرة جماعية رمزية وجزء لا يتجزأ ايضا من تراث تازة اللامادي.



#عبد_السلام_انويكًة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بعض من هيبة المعهد الموسيقي بتازة كما كان ..
- أين تازة من الورش السياحي بجهة فاس مكناس..
- مديرية الثقافة بتازة تتفرج على تخريب المباني الأثرية
- أين المديرية الاقليمية لوزارة الثقافة بتازة ؟
- ويسألونك عن المشهد الثقافي والابداعي بتازة..
- التعمير الكولونيالي في مغرب زمن الحماية..
- تازة: أية ثقافة رافعة مستحضرة لورش وهاجس التنمية المحلية بال ...
- تازة : ما الفائدة من ثقافة غير مبالية بشأن التنمية المحلية . ...
- الموارد المائية بالمغرب بين الكائن وسبل التدبير ورهان التنمي ...
- منارة رأس سبارطيل بطنجة ولقب -المنارة التراثية لسنة 2023-
- المسرح بتازة بين واقعِ وسؤالِ وَهَنِ السنوات الأخيرة ..
- سلطة اللغة الرمزية بين فضاءات ومكانة فئات المجتمع من خلال -ب ...
- من تراث المغرب الفني الفرجوي الجبلي اللامادي- رقصة تَشْكَلَّ ...
- تازة : في الحاجة الى رد الاعتبار لشأن المدينة الثقافي ..
- تازة : من أجل مقابر بروح عناية وحسن تدبير وحرمة مكان ..
- الأرشيف الخاص في ورش وحضن مؤسسة أرشيف المغرب ..
- أرشيف المغرب .. قراءات وشهادات ..
- أرشيف المغرب بمناسبة اليوم الوطني للأرشيف ..
- أرشيف المغرب وندوة ذاكرة العلاقات المغربية السعودية..
- في رحاب الأصول الاجتماعية والثقافية للوطنية المغربية..


المزيد.....




- -متنكد- بسبب مباراة الهلال.. أمير سعودي يرد على صورة رصدته ب ...
- -كاف- يحسم أزمة مباراة اتحاد العاصمة الجزائري ونهضة بركان ال ...
- المرشح الأول لخلافة كلوب في ليفربول.. دوري واحد في 6 مواسم
- برشلونة يغير موقفه بشأن تشافي
- شاهد.. الرئيس الفرنسي ماكرون يسقط لاعبا بسبب مراوغته و-كوبري ...
- حفل ببجي موبايل العربية يُشعل الأجواء ويحتفي بإنجازات أبطال ...
- هدف -غريب- لإيفرتون في مرمى ليفربول.. هكذا دخلت الكرة الشباك ...
- شاهد: فوز صبي في بطولة انتحال شخصية النورس الأوروبية
- الأحلام تتبدد.. ليفربول يتعرض لهزيمة ثقيلة أمام جاره اللدود ...
- كاف يعتبر اتحاد العاصمة خاسرا أمام نهضة بركان بسبب -القمصان ...


المزيد.....

- مقدمة كتاب تاريخ شعبي لكرة القدم / ميكايل كوريا
- العربي بن مبارك أول من حمل لقب الجوهرة السوداء / إدريس ولد القابلة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - عالم الرياضة - عبد السلام انويكًة - تازة : في رحاب فرجة كرة القدم بالمدينة..