أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبد السلام انويكًة - ويسألونك عن المشهد الثقافي والابداعي بتازة..














المزيد.....

ويسألونك عن المشهد الثقافي والابداعي بتازة..


عبد السلام انويكًة
باحث


الحوار المتمدن-العدد: 7494 - 2023 / 1 / 17 - 08:13
المحور: المجتمع المدني
    


في تقدير مساحة واسعة من مثقفين ومبدعين فاعلين ومهتمين ومتتبعين، لم يعد شأن الثقافة والابداع بتازة كما كان، عندما فقد ما فقد من بريق اشعاع وهيبة وحضور ونوعية أنشطة ومواعيد ودور في التنمية المحلية كان عليه الى عهد قريب. وفي أعين كثير من هؤلاء ايضا بات وجود هذا القطاع كعدم وجوده، على اساس ما ينبغي من حصيلة ليست سوى اضافات محدودة في سوادها الأعظم تعود لفترة تدبير سابقة بل هي انجازات ومشاريع لمصالح وهيئات محلية كانت مبرمجة قبل عدة سنوات. هكذا هو مشهد الثقافة، في غياب برامج رافعة بمرجعية ترابية ورؤية انمائية واضحة منسجمة مع ما يطبع الاقليم من موارد وغنى وتميزات.
وغير خاف أن قطاع الثقافة بتازة كان يضرب به المثل لِما كان عليه من دينامية وطنيا الى عهد قريب، وعلى اساس ما كان عليه من حضور عبر كل تفاعلاته وتجلياته الابداعية ومواعيده منذ تسعينات القرن الماضي والأرشيف يشهد. فقد كانت ثقافة تازة ومثقفيها ومجتمعها المدني المبدع، ليس فقط أنشطة متجددة ومواكبة، بل مواعيد وملتقيات ببعد ورسائل وتيمات بقدر كبير من الأهمية لفائدة كل بناء وتكوين وتأهيل وفرجة وأدوار في النماء المحلي، عبر ما كان قائما من تدافع في كل المجالات ومنها المسرح مثلا. كما كان قطاع الثقافة بتازة عبر مصالحه الفاعلة عن هذا وذاك من المعنيين، أداة محركة نظرا لِما كان يطبع المدينة من أنشطة ثقافية منسجمة مع فترات وفصول السنة، وقد جمعت بين مهرجانات اقليمية ووطنية مستحضرة كل الطيف الفني والابداعي الثقافي، فالمسرح لوحده مثلا كان الى عهد قريب فعلا ثقافيا بارزا بصدى واسع، قبل أن ينزل سهمه وموقعه خلال السنوات الأخيرة الى أسفل سافلين، بعد ما حصل من تشتت في مكوناته وأسماءه المتميزة وتجاربه اللامعة، التي منها من اختار وجهات أخرى بعيدا عما باتت عليه الثقافة بالمدينة ومنها المسرح من واقع باهت.
لقد كانت تازة تجد ملاذها وسبيلها فيما هو اشعاع ثقافي مؤسساتي لرفع صوتها عاليا، عبر ما كان يوفره قطاع الثقافة بالمدينة من دفئ ابداع لمبدعين ومثقفين ولجمعيات مجتمع مدني ومنها فروع منظمات وطنية من قبيل فرع اتحاد كتاب المغرب مثلا، وكانت الحركة الثقافية بتميز ليس فقط في تجديدها انما فيما كانت تتيحه من فرص تنافس شريف رافع، ومن ثمة ما كان من جودة فعل وخدمة ثقافية للتنمية المحلية، فضلا عن أنشطة بقدر كبير من روح فكر وجدل وتكامل جامع لمختلف مكونات المشهد، الذي طبعه ما طبعه خلال السنوات الأخيرة من تجليات برودة ونمطية واجترار، الى جانب جفاف ثقافة وابداع اللهم ما يسجل وما بات ينعت من قبل رأي عام محلي واسع بالضجيج. بحيث لم ينجح قطاع الثقافة في تازة بكل مكوناته المعنية، هيئات منتخبة ومصالح معنية ومجتمع مدني وفاعلين انفسهم، من ضخ روح من شأنها ارجاع ما كانت عليه المدينة من ايقاع ثقافي، ذلك الذي كانت عليه من مسرح وسينما وموسيقى وفنون تشكيلية وانشطة تعبيرية ومواعيد كبرى. وعوض التفكير فيما ينبغي من محتوى وبرمجة جادة لفائدة ثقافة رافعة، حصل تطبيع مع أنشطة بهرجة بتعبير كثير من المعنيين، فضلا عن نمط تدبير وتيمات مهترئة، لدرجة سير بالشأن وبتراكمات المدينة في هذا الاطار على امتداد عقود من الزمن الى تفاهات ومتاهات لا غير.
ولا يمكن القفز حول واقع واحوال الثقافة بالمدينة وما بلغته من تراجعات معبرة خلال السنوات الأخيرة، عن طبيعة ما هناك من تدبير ومن تحديات تخص ما هو تجديد من اجل كل اضافة وفائدة وأثر على أرض الواقع. لدرجة تساؤل رأي عام واسع حول ماذا قدم الجهاز الوصي على التدبير الثقافي بالمدينة كقيمة مضافة للقطاع؟، وحول ما ينبغي من تشارك وتنويع أدوار ووجوه وتجارب وفق ما ينبغي أن يكون عليه التدبير العمومي الثقافي من حيادية؟. وحول ما حصل من انحسار ثقافي وعقليات تدبير كان ينبغي ان تكون منفتحة لتحقيق ما هو منشود من القطاع، وعيا بأن الثقافة أداة من شأنها أن تكون بدور رافع للتنمية المحلية ومن ثمة لتنمية الوطن. عوض ما بلغه هذا المجال الحيوى من بؤس يرى البعض من المتتبعين أن اسلوب أداءه أعاد تازة الى الخلف بعدما كانت عليه من صدى ثقافي ابداعي وطني وعربي.
اين تازة الآن من شعار الثقافة والابداع ومن برامج الوزارة الوصية، ومن رهانات البعد الجهوي ودور الثقافة في الورش الترابي الوطني، وأي وعي بهذا وذاك في تدبير القطاع وأية انجازات منسجمة مع توجهات الوزارة الوصية والجهوية المنشودة وخدمة الثقافة للتنمية الترابية، أين تازة من كل هذا ثقافيا ما دام أن المدينة هي بحصيلة متواضعة جدا، وكيف يمكن للثقافة بالمدينة أن تسترجع مجدها وحيويتها وأن تسهم بما يفيد من موقعها في اشعاع الاقليم وتسويق ما هو عليه من مؤهلات ومن تراث مادي ولا مادي واسع، عوض ما هناك من تجليات لا تسمح بإبراز هذا وذاك ولا بضخ دماء جديدة وبرامج رافعة. واذا كان ما ينبغي من حرص في تدبير الشأن، فهو التجويد ومقاومة كل تفاهة وبهرجة وهدر للمال العام مع ما ينبغي من حكامة جيدة وشفافية. هكذا يعتقد الكثير صوب ما كان ينبغي أن تكون عليه الثقافة وفعل الابداع بتازة، كخدمات وبرامج واسهامات من شأنها جعل موارد المدينة في خدمة الورش المحلي والجهوي ومعه أوراش ورهانات البلاد الكبرى، فهل حقا هوت الثقافة والابداع بتازة الى اسفل سافلين، وهل بات فعلهما خلال السنوات الأخيرة بدون لا لون ولا طعم ولا رائحة..



#عبد_السلام_انويكًة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعمير الكولونيالي في مغرب زمن الحماية..
- تازة: أية ثقافة رافعة مستحضرة لورش وهاجس التنمية المحلية بال ...
- تازة : ما الفائدة من ثقافة غير مبالية بشأن التنمية المحلية . ...
- الموارد المائية بالمغرب بين الكائن وسبل التدبير ورهان التنمي ...
- منارة رأس سبارطيل بطنجة ولقب -المنارة التراثية لسنة 2023-
- المسرح بتازة بين واقعِ وسؤالِ وَهَنِ السنوات الأخيرة ..
- سلطة اللغة الرمزية بين فضاءات ومكانة فئات المجتمع من خلال -ب ...
- من تراث المغرب الفني الفرجوي الجبلي اللامادي- رقصة تَشْكَلَّ ...
- تازة : في الحاجة الى رد الاعتبار لشأن المدينة الثقافي ..
- تازة : من أجل مقابر بروح عناية وحسن تدبير وحرمة مكان ..
- الأرشيف الخاص في ورش وحضن مؤسسة أرشيف المغرب ..
- أرشيف المغرب .. قراءات وشهادات ..
- أرشيف المغرب بمناسبة اليوم الوطني للأرشيف ..
- أرشيف المغرب وندوة ذاكرة العلاقات المغربية السعودية..
- في رحاب الأصول الاجتماعية والثقافية للوطنية المغربية..
- تقرير شارل دوفوكو الاستكشافي حول تازة بالمغرب..
- تازة: المدينة العتيقة بعيون أرشيف المجتمع المدني ..
- الولي الصالح سيدي عزوز في وجدان مدينة..
- تازة : من تجارب وأسماء الزمن الموسيقي بالمدينة ..
- حماية تراث تازة.. حماية لهوية مدينة..


المزيد.....




- الاحتلال يشن حملة دهم واعتقالات في الضفة الغربية
- الرئيس الايراني: ادعياء حقوق الانسان يقمعون المدافعين عن مظل ...
- -التعاون الإسلامي- تدعو جميع الدول لدعم تقرير بشأن -الأونروا ...
- نادي الأسير الفلسطيني: عمليات الإفراج محدودة مقابل استمرار ح ...
- 8 شهداء بقصف فلسطينيين غرب غزة، واعتقال معلمة بمخيم الجلزون ...
- مسؤول في برنامج الأغذية: شمال غزة يتجه نحو المجاعة
- بعد حملة اعتقالات.. مظاهرات جامعة تكساس المؤيدة لفلسطين تستم ...
- طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة
- تعرف على أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023
- مدون فرنسي: الغرب يسعى للحصول على رخصة لـ-تصدير المهاجرين-


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - عبد السلام انويكًة - ويسألونك عن المشهد الثقافي والابداعي بتازة..