أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أبو الحسن سلام - التمسرح وغواية الرؤبة في فن المخرج المسرحي















المزيد.....

التمسرح وغواية الرؤبة في فن المخرج المسرحي


أبو الحسن سلام

الحوار المتمدن-العدد: 7528 - 2023 / 2 / 20 - 22:11
المحور: الادب والفن
    


التمسرح وغواية الرؤية
في فن المخرج المسرحي

د. أبو الحسن سلام

الرؤية مهاد نظري أقرب إلي برنامج عمل / دليل يسترشد به المخرج المسرحي أو السبنمائي ، وهي بمثابة دراسة جدوي فنية لتقييم تحليله للنص ، ووزنه بميزان منزلته الدرامية الفنية والجمالية عندما يضع خطوط تحويل محتوي النص بما بعادل تقنيات بنيته الدرامية الفنية والجمالية المجسدة لشعرية خطابه الدرامي حالة تأسس شعرية ترجمة معني النص .
والأمر بختلف عندما تتوافر رؤية المخرج في مسرحة شعرية النص تفسيرا عن معادل تجسيدي صوري فرجوي مواز لمعني النص ، أي بخطاب مواز لخطاب النص - أي بما هو أشمل من النص - أو بمسرحانية شعرية تأويلية توظف فيها تقنية الترميز و تقنية المسكوت عنه واللوعبة الدرامية المراوغة ؛ بما يؤدي إلي تعدد معني العرض المسرحي .

و في الرؤية المسرحانية التفكيكية لشعرية أنساق النص .. لا تتعادل أنساق. العرض وخطابه مع بنية النص وخطابه ، إذ تحل شعرية هدم خطاب النص واستبداله بخطاب مغاير ؛ ومن ثم .. تتغير عناصر البنية المشهدية في العرض وتتغير جمالياته . .

مثال : المسرحة والتمسرح :

* في مسرحة شعرية لأغنية درامية برؤية مترجمة لمعني الموقف :

* يصور المشهد فرحة الجند في جيش الأميرة ( شهرزاد) والمشهد من أوبريت( شهرزاد) تأليف ( بيرم التونسي ) وألحان ( سيد درويش ) يحتفلون بانتصارهم علي جيش الأعداء ؛ فينشدون لحن :

*( أحسن جيوش في الأمم جيوشنا ). لسيد درويش

تجقق تقنية المسرحة معني الفرحة والاحتفال في رؤية المخرج المترجم لمعني النص : حيث تجسد صورة الجند أشداء ، منضبطين مهندمين تغمرهم حماسة الفرحة بزهو ة الانتصار ، ممتشقي السلاح وأصواتهم تصدح بالغناء .

* مشهدبة التمسرح في إخراج الأغنية نفسها برؤية تفكيكية لشعرية الموقف الدرامي نفسه :

ستتغير هيئة الجنود إلي النقيض : فنري الجند مبعثربن مهلهلي الثياب العسكرية ، مجردي السلاح لا يستطيعون الوقوف وأغلبهم مصاب في ساقه أو رأسه صورتهم مزرية : وفي الخلفية بتقنية : ( ميتامسرح ) تعرض صورتهم وهم يستعدون لمواجهة جيش الأعداء وهم علي أهبة المواجهة ينشدون ذات النشبد الحماسي :

* ( أحسن جيوش في الأمم جيوشنا
وقت الشدايد تعالي شوفنا
ساعة ما نلمج جيش الأعادي نهجم ولا أي شي يحوشنا ) .

و بذلك تتحقق شعرية ثنائية التغريب وهي إ حدي ركائز الدراما الملحمية البريختية :

( الرائع في المشوه : و المشوه في الرائع ) .

*رؤي التمسرح في شعرية الكوميديا :

تختلف رؤبة التمسرح الدرامي في شعربة الكوميديا عنها في شعربة التراجيديا ، و عنهما في شعربة التراجيكوميدي : ففي الكوميدبا تتحقق الشعرية الدرامية من خلال المفارقة الكوميدية : ارتكازا علي ثالوث مِثيرات الإضحاك :
( التكرار - قلب الأوضاع _ سلسلة التناقضات) ـ وفق محددات هنري برجسون .

ولأن فنيات التمسرح تتجلي في ما يمكن أن نطلق عليه ( لزوم ما لا يلزم) ؛ لذا نضرب له مثلا من بعض الصور في عروض مسرحية ، ومن بينها مشهد تشخيص حالة ( زيجة غصب ) بإجبار رجل فقير علي الزواج من فتاة من عائلة ثرية ، فمع أنها حالة غير مألوفة ،إلا أن تشخيصها في زفة عرس لإنتاج معني الإكراه ، لا يحتاج إلي تقييد ذراعي ممثل دور العريس بحبل بلتف مقبدا ذراعية حول جسده وهو يسير إلي جوار عروسه بثوب زفافها الأبيض الجميل .. فدخول العريس مقيدا وهو يسير بجوار عروسه في قميص أصفر باهت ( بكمي نصف) يمثل ( لزوم ما لا يلزم ) فالتعبير عن حالة الشذوذ عن مظهر طقوس عرس الزفاف كان يكفيه ظهور شخصية العريس بملبسه الباهت غير الدال علي مظهر العرس و بهجة الزفة ؛ لذا يبدو هنا بمظهره مقيد الذراعين حول جسده .. تمثلا لحالة من حالات ( لزوم مالا يلزم ) لتوكيد درامية الفرجة المسرحانية .

و مثلها تكبير أدوات تناول الطعام : ( الشوكة والملعقة الخشبية المبالغ في حجمها ) علي منضدة طعام بطل عرض ( المتزوجون) ، إذ كان يكفي وجود ملعقة وشوكة عادية ، غير أن استعماله لملعقة وشوكة من خشب في حجم مبالغ فيه ، فيه غرابة وخروج عن ظاهر المعتاد لأدوات الطعام ، ويزاد علي ذلك استعمال الممثل لهما في غير وظيفتهما ؛ إذ يهرش بها ظهره، .. في ذلك ( لزوم ما لا يلزم )
ومثله في المسرحية نفسها دخول الفنان ( سمير غانم) بطل المسرحية المحوري ؛ تسبقه بوصة آلة مزمار الأرغول -التي شهر شهرت لها فرقة المطرب الشعبي المصدي ( محمد طه) الشهيرة إذ عند ظهور ( سمير غانم ) للجمهور يكون طرف الأرغول في فمه وهو يحاكي عازف المزمار ، لم يكن دخوله إلي المشهد في ظهوره أمام الجمهور في حاجة إلي مزمار بطول مترين ، ولا إلي مرمار من الأساس ؛ إذ لا ضرورة درامية ليظهر في هيئة زمار ، ولا ضرورة البتة لمزمار في ذلك الموقف ، وإنما أراد المخرج حس عبد السلام ؛ تبعا للمنهج الشكلاني الذي يشكل خاصية أسلوبية في إخراجه أن يصنع تمهيدا لافتا لافتلاس صورة من واقع حقيقي لصورة فنان شعبي معروف لظهور بطل العرض في هيئة كاريكاتورية ، باعتبار ذلك التمهيد الاستعراضي بمثابة ( زفة أو هوليلة دخول بطل العرض ) في أول ظهور له أمام الجمهور في العرض هي حالة تمسرح استعراضية فرجوية وهذه أيضا لون من ألوان ( لزوم مالا يلزم) .

من ذلك نجد صورا مسرحانية متعددة للتمسرح في عرض مسرحية ( سيدتي الجميلة ) لبهجت قمر وحسن عبد السلام
بطولة الثنائي ( فؤاد المهندس وشويكار ) - مع حسن مصطفي وسيد زيان وفاروق فلاوكس -

ومن أمثلة حالة التمسرح في عرض ( سيدتي الجميلة ) تشخيص جوهر المفارقة الكوميدية وفق تحليل علم النفس لتقنية - قلب الموقف - التي هي ثالث ركيزة من ركائز تقنيات بناء المفارقة الكوميدية ، حيث إسقاط حالة التدني والاحساس بالدونية والاحساس باحتقار الغير للشخصية الكوميدية تسقط الشهصية المتدنية ما بها علي شخصية أعظم شأنا - من طبقة عليا أو شخصية ذات حيثية إجتماعية ؛ وقد أبدع المخرج حسن عبد السلام
في تجسيد هذه الحالة ( اسقاط ما يشعر به الصعلوكان) معاونا ( بعضشي: الرجل القلة - معادل شخصية " دوليتل : الرحل صغير الشأن " في النص الإنجليزي إذ عند توجيههما بالحديث إلي شخصية ( كمال بك الطاروطي ) - من حاسبة الخديوي - بعد صعودهما درجات السلم الخشبي المزدوج المنصوب في ساحة الحي الفقير أمام محل الطرشجي .. بنظران البه من علي السلم ؛ فكان خطابهما له من عل بمثابة تحقير له وهو أحد رجال الباشا خديوي مصر
وكان ذلك اسقاط لما يشعران به من تدن علي كمال بك بما يؤكد دلالة احتقارهما لمن هم أعلي شأنا . و التمسرح في تكوين صعودهما المتدرج علي السلم المزدوج تمهيدا للتحرش بالبك كمال رجل الخديوي
هي حالة من حالات التمسرح سواء أكان ذلك التصور عن وعي المخرج بما فسر به علماء النفس حالة الانقلاب السيكولوجي تلك أم نبعت عن حس بما يعتمل في نفس هذين الصعلوكين .



#أبو_الحسن_سلام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ميثولوجيا الأحلام في المسرح - قراءة في كتاب جديد -
- طلاب البحث العلمي-وتدريبهم
- هل الإخراج المسرجي علم ؟
- إشكالية توظيف عناصر شكل عربي بين التنظير والتطبيق للمسرح :(ع ...
- الارتجال في العرض المسرحي وفق تقنيات الكوميديا دي لارتي تطبق ...
- معيار المقارنة بين نصين مسرحيين
- كروموسومات التجريب المسرحي
- قراءة تفكيكية في كتابات مسرحية تفكيكية
- رأفت الدويري رجل المسرح : الذات والموضوع
- التطبيق النحوي علي نصوص مسرحية
- تجليات سكندرية
- حيرة البحث العلمي في فن التمثيل
- صلاج السعدني - قراءة في فن التمثيل المصري 1
- توفيق الحكيم الذات والموضوع
- تقنية الارتجال في العرض المسرحي
- العبث بثوابت الصورة
- الفاعل الفلسفي في إبداع لويس عوض المسرحي
- الفكر الفلسفي في المسرح - نموذج إمتحان طلاب الماجستير
- المسرح والفاعل الحضاري بين الدهشة والاختلاف - محاضرة علي منص ...
- المخرج والتصور المسرحي -- نبيل الألفي


المزيد.....




- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - أبو الحسن سلام - التمسرح وغواية الرؤبة في فن المخرج المسرحي