أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - حمه الهمامي - حين يتحول بعض “الطراطير” إلى ناطقين باسم “الدولة”














المزيد.....

حين يتحول بعض “الطراطير” إلى ناطقين باسم “الدولة”


حمه الهمامي
الناطق الرسمي باسم حزب العمال التونسي


الحوار المتمدن-العدد: 7522 - 2023 / 2 / 14 - 22:21
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    



سرت منذ يوم السبت 11 فيفري الجاري “أخبار” عن اعتقال بعض الوجوه السياسية وبعض رجال الأعمال و”أمني ودبلوماسي سابقين”. وهذا في حد ذاته ليس بالأمر العجيب أو الغريب في بلادنا ماضيا وحاضرًا. فالاعتقالات لم يخل منها عهد منذ حكم بورقيبة. كما أنه ليس بالأمر العجيب أو الغريب أن تتمّ الاعتقالات في شكل مداهمات ودون إعلام المعني وعائلته ومحاميه بهوية الفرقة القائمة بالاعتقال وسبب الاعتقال والمكان الذي سيقتاد إليه المعتقل أو الموقوف. فهذا السلوك من المألوف، بل يمثل القاعدة في بلادنا والعكس هو الشاذ الذي لا يقاس عليه. وليس من الغريب أو العجيب في دولة البوليس أن تتم الاعتقالات دون علم القضاء وتحديدا النيابة العمومية التي تأذن عادةً بالإيقاف ثم تزور التواريخ لتكييفها مع الإجراءات القانونية. ولكن الجديد، غير المألوف، هو أن تسكت “الدولة” بمختلف أجهزتها عن الكلام المباح فلا تقدّم إلى الرأي العام أيّ توضيح ويعوضها في ذلك حفنة من “الطراطير” الذين يتكلمون باسم الرئاسة والحكومة ووزارتي العدل والداخلية لـ”إعلام” الرأي العام بأسماء الموقوفين و”أسباب” إيقافهم. بل إنهم يقدّمون حتى قائمات فيمن سيشملهم الإيقاف لاحقا. والأدهى والأمرّ أنّ بعض هؤلاء “الطراطير” الذين يرفعون شعار “إلى الأمام قيسون نحن معاك”، يقدّم “معلومات” بعنوان “هذا ما كشفته الأبحاث الأوّلية” وكأنه كان حاضرا أثناء الاستنطاقات أو كأنه أجراها هو بنفسه ولا أحد يوقفه في وسائل الإعلام التي يتكلم فيها ولا أحد من “الدولة” يردّ عليه أو يكذّبه وهو ما يفسّر أنه وغيره “مكلف بمهمة” فهو لا ينطق إلاّ بما يكلّف بالنطق به مقابل “أجر” وهو ما يسمى لغة “مأجور”
كل هذا يعطي مرة أخرى فكرة عن الشعبوية اليمينية الاستبدادية الرثّة وما يمكن أن تبلغه من تعاسة.
ولكن ما خفي كان أعظم. إنّ هؤلاء “الساقطين والسواقط والسقاط” كما سمّاهم الشاعر الراحل، الطاهر الهمامي، إنما يُستأجرون للقيام بهذه المهام القذرة دون حياء أو خجل، ومتى كان لهم حياء أو خجل، ليتيسّر لمؤجّرهم تحقيق مآرب أخرى كما حصل منذ انقلاب 25 جويلية الماضي. إنّ التونسيات والتونسيّين وخاصة فقيراتهم وفقراءهم، عليهم أن ينتبهوا هذه الأيام إلى ما يخفيه هذا الضجيج. فقد اعتادت أنظمة العمالة والتفقير والتجويع أن تلهي الرأي العام بشيء حتى لوكان كلمة حق محولة للضرورة إلى كلمة باطل، كي تمرّر ما تريد تمريره من إجراءات اقتصادية واجتماعية خطيرة. إنّ المؤسّسات المالية الدولية تضغط على سعيّد وحكومته للتعهّد في الأيام القليلة القادمة بما تمليه عليهما من إجراءات: رفع الدعم وما سينجر عنه من تلهيب جديد للأسعار، وخوصصة المنشآت العمومية ليرتع فيها الرأسمال الأجنبي، وتجميد الأجور ، ووقف الانتدابات وغير ذلك من الإجراءات المدمّرة للشعب والوطن… وهو ما يتطلب تلهية الرأي العام ببعض “الحكايات المثيرة والمضللة” لـ”إقناع” الرأي العام بأنّ صاحب السلطة لا مسؤولية له في معاناة الشعب وأنّ سبب هذه المعاناة ليس السياسات الرسمية وإنما “حفنة من الخونة والمتآمرين المتلاعبين بقوت الشعب” وبعد ذلك يقوم “أولي الأمر” ليقولوا، تبريرا لفشلهم الذريع وتنصّلا من المسؤولية التي يتحمّلونها كاملة”: “الله غالب… قمنا بواجبنا وصمدنا في وجه الاستعمار ولكن “الخونة والمتآمرين” ومن بينهم اتحاد الشغل بالطبع، خذلونا فاضطررنا إلى قبول “إملاءاته” إي إملاءات الاستعمار وصناديقه التي ستجوّعكم وتفقّركم وترهن مستقبلكم ومستقبل أبنائكم وبناتكم ووطنكم… فلا تحاسبونا نحن الماسكين بالسلطة بل حاسبوا من يعارضنا…”
تذكّروا هذا الكلام يا أولي الألباب في القادم من الأيام والأسابيع… دون أن تنسوا أنّ ماكينة القمع ستشتدّ أكثر فأكثر لفرض الصمت على المجتمع… ولكنها لن تقدر… انتهى زمن الخوف حتى إن كان مازال ثمة خائفون بطبعهم…



#حمه_الهمامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التضخّم يبلغ 9.8 %: الحلّ في النضال من أجل: تجميد الأسعار وا ...
- خاطرة: الفاشُوشْ في حُكْمِ قَرَاقُوشْ
- جاء الخريف... جاء عيدُ مِيلادِها
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ...
- -الدستور- والاستفتاء: ثلاثة أجوبة عن ثلاثة أسئلة
- حُرِّيَتِي... نصّ:
- وتستمرّ المهازل... في ليلة عيد الأضحى
- -دستور- قيس سعيد: نظام أوتوقراطي لا دولة مدنية ولا جمهورية
- بعد رسالة بلعيد... هل يتّعظ المتّعظون وهل ينفضّون من حول الا ...
- قاطعوا الاستفتاء حتّى لا يستعملكم سعيّد حطبا
- مثقّفون انتهازيّون في خدمة الانقلاب
- لِماذا نُعَارِضُ الاسْتفتاء وندعو إلى مقاطعته؟
- إِلَى الخَالِد… نبيل بَرَكَاتِي في ذِكْرَى اسْتِشْهَادِه
- بعد الاستيلاء على الفضاء السياسي: قيس سعيد يحاول الاستيلاء ع ...
- مَا أغرب العيش… وما أعذبه في وطني
- وَاقِفٌ والجُرْحُ يَنْزِف…
- سَيِّدَتِي الجميلة…
- على هامش تعيين امرأة “رئيسة حكومة”: الخيارات والبرامج أوّلا…
- اللَّتَانِ أُحِبّ…
- فِي الثَّامِنِ مِنْ آذَار… (اليوم العالمي للنّساء)


المزيد.....




- هارفارد تنضم للجامعات الأميركية وطلابها ينصبون مخيما احتجاجي ...
- خليل الحية: بحر غزة وبرها فلسطيني خالص ونتنياهو سيلاقي في رف ...
- خبراء: سوريا قد تصبح ساحة مواجهة مباشرة بين إسرائيل وإيران
- الحرب في قطاع غزة عبأت الجهاديين في الغرب
- قصة انكسار -مخلب النسر- الأمريكي في إيران!
- بلينكن يخوض سباق حواجز في الصين
- خبيرة تغذية تحدد الطعام المثالي لإنقاص الوزن
- أكثر هروب منحوس على الإطلاق.. مفاجأة بانتظار سجناء فروا عبر ...
- وسائل إعلام: تركيا ستستخدم الذكاء الاصطناعي في مكافحة التجسس ...
- قتلى وجرحى بقصف إسرائيلي على مناطق متفرقة في غزة (فيديو)


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - حمه الهمامي - حين يتحول بعض “الطراطير” إلى ناطقين باسم “الدولة”