أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حمه الهمامي - بعد رسالة بلعيد... هل يتّعظ المتّعظون وهل ينفضّون من حول الانقلاب قبل فوات الأوان؟














المزيد.....

بعد رسالة بلعيد... هل يتّعظ المتّعظون وهل ينفضّون من حول الانقلاب قبل فوات الأوان؟


حمه الهمامي
الناطق الرسمي باسم حزب العمال التونسي


الحوار المتمدن-العدد: 7299 - 2022 / 7 / 4 - 03:42
المحور: المجتمع المدني
    


أخيرا نطق الصادق بلعيد. وتوجه برسالة إلى الرأي العام. ونشر نسخة من مشروع الدستور الذي صاغته "اللجنة الوطنية الاستشارية...." التي عُهِدَ إليه برئاستها، وقدّمه بنفسه إلى قيس سعيد. وكيْف للرجل ألّا ينطق بعد كل الذي فعله به وفيه تلميذه المتربع اليوم على سدة الرئاسة. ودون الخوض في جزئيات رسالة بلعيد التي طغى عليها الشعور بالغدر، ولا في جزئيات مشروع الدستور الذي قدمته "لجنته"، إلى قيس سعيّد، فإن جملتين هامتين وردتا في الرسالة يستدعيان التوقف السريع عندهما قبل الخوض في الباقي في وقت لاحق:
الجملة الأولى:
"من واجبنا الإعلان بكل قوة وصدق أن النص الذي وقع نشره في الرائد الرسمي والمعروض للاستفتاء لا يمتّ بصلة إلى النص الذي أعددناه وقدمناه لسيادة الرئيس وعليه فإنني بصفتي الرئيس المنسق للهيئة الوطنية الاستشارية، وبعد التشاور مع صديقي الأستاذ أمين محفوظ وموافقته، أصرّح بكل أسف وبالوعي الكامل للمسؤولية إزاء الشعب التونسي صاحب القرار الأخير في هذا المجال، أن الهيئة بريئة تماما من المشروع الذي طرحه سيادة الرئيس للاستفتاء الوطني".
ما هي العبرة من هذا: إن قيس سعيد استعمل، كما نبّه إلى ذلك العديد من المتابعات والمتابعين، "اللجنة" مجرد غطاء لتمرير مشروعه المعدّ سلفا. وهو ما يؤكّد أن الرجل، مخاتل، متحيّل وليس أهلا للثقة (موش ثقة). وهو ما يميّز مسيرته منذ انقلاب 25 جويلية. يقول الشيء ويفعل نقيضه. جاء لشهر وهو الآن في شهره الحادي عشر. جاء لإجراء "إصلاحات" وهو الآن يقدم دستورا بعد أن حل جل المؤسسات وأخضع ما تبقّى منها...
الجملة الثانية:
"إنّ ما يدفعني إلى الصّدح بالحقيقة يتخطّى الحرص على احترام الشكليات المتداولة عموما في شأن العهدات الاستشارية ليتعلق بالأصل وإلى ما نعتبره أخطر بكثير، ذلك أنّنا نرى أن النص الصادر عن رئاسة الجمهورية ينطوي على مخاطر ومطبّات جسيمة من مسؤوليتي التنديد بها. وبما أن الظرف لا يسمح بالإطالة سأكتفي بالإشارة إلى البعض منها:
........
-رجوع مريب إلى الفصل 80 من دستور 2014 حول "الخطر الداهم" يضمن من خلاله رئيس الدولة صلاحيات واسعة في ظروف يقرّرها بمفرده ما من شأنه التمهيد لنظام دكتاتوري مشين.
-انتفاء المسؤولية السياسية لرئيس الجمهورية
......."
ما هي العبرة من هذا: رغم أن الصادق بلعيد غضّ الطرف عن العديد من الأشياء الواردة في دستور قيس سعيد حول الصلاحيات المطلقة لرئيس الدولة، لأنه مورّط في صياغتها ومتفق عليها أو على أهمها، ولم يركّز إلا على بعض الجوانب فإنه خلص أخيرا إلى الإقرار بالنوازع الدكتاتورية الخطيرة لصاحبه، واعتبر أن من واجبه التنديد بها.
الخلاصة: أقرب المقربين لقيس سعيد يعترف عمليّا أنّه انقلابي وأنه ليس أهلا للثقة (هذا تعبيرنا نحن بالطبع)، وأنه يمهّد، ببعض ما يفعله، لنظام دكتاتوري مشين. بعد هذا ممّن سننتظر شهادة أبلغ من هذه الشهادة لنقتنع بحقيقة الرجل وطبائعه ومشاريعه؟
إن السؤال يطرح اليوم على البقية، على الأحزاب والجمعيات والأشخاص الذين شاركوا في المهزلة أو لنقل على أغلبهم لأن البعض منهم لا رجاء فيه: هل ستواصلون الوقوف إلى جانب قيس سعيّد؟ هل ستدعون الناس إلى التصويت على شخص يعدّ لإرساء دكتاتورية؟ هل تواصلون القبول بما لا يقبل أخلاقيا وسياسيا؟ هل هذه ديمقراطيتكم؟
هل هذا نظيفكم ونزيهكم؟
لم يعرف التاريخ مطلقا مستبدّا أو دكتاتورا نظيفا ونزيها.
إن الاستبداد أداة سياسية للاستغلال والتفقير والتدمير.
أليس الوقت للانتفاض على الأوهام التي زرعها فيكم سعيّد ومراجعة مواقفكم بكل شجاعة، لأن سعيد، مثله مثل الذين سبقوه، ليس له ما يقدم غير الاستبداد والجوع والظلام، لأن مشكلة سعيد ليست مع "الإسلام السياسي" وإنما مع الديمقراطية والتقدم والعدالة الاجتماعية، وخلافه مع "النهضة" ليس حول توظيف الدين وإنما حول من يوظّف الدّين ويستفيد منه؟
ألم تلاحظوا أن حركات ما يسمى "الإسلام السياسي" صامتة إلى حدّ اللحظة؟
إن أصحاب المصلحة الحقيقيين في مشروع قيس سعيد وفي عودة الاستبداد والدكتاتورية ليسوا بنات الشعب وأبناءه الكادحين والفقراء والمثقفين والمبدعين وغالبية النساء والشباب الذين يستعملهم سعيّد حطبًا، وإنما هم بيروقراطيو الدولة وحفنة العملاء المرتبطين بالخارج وأصحاب الرأسمال المال الأجنبي المختفون في الوقت الحاضر وراء الستار، إلى أن يُسْتَعْمَلَ الشعب حطبا في هذه المعركة ثم يظهرون بعد ذلك ليلقوا بالطمّاعين جانبا ويحتلوا صدارة الأحداث ويمسكوا بزمام الأمور.
فلنفوّت على الشعبويّة فرصة تعزيز مشروعيتها الباطلة ولنعمل بقوة على مقاطعة مهزلة استفتاء 25 جويلية وإسقاطها ولنفرض خيارا جديدا بعيدا عن منطق التخويف من "عودة الإخوانجية" لفرض القبول باستبداد سعيّد بحجة اجتناب الفراغ...فلنتجاوز ثنائيات التضليل واستقطاباتها ولنقل "لا" لما قبل 25 جويلية بفشله وفساده ولا للدكتاتورية الشعبوية الزاحفة ونبلور معا بديلنا المستقل وهو أمر ممكن ولا يتطلب غير الإرادة السياسية ...الحل هو في الخط المستقل عن كل أقطاب الرجعية بمن فيها التي تحن إلى العودة إلى ما قبل 14 جانفي 2011...
هذا هو الطريق الذي يليق بتونس، وطنا وشعبا وتاريخا وثورة...وهو طريق صعب لكنه الأسلم...
قاطعوا الاستفتاء...
أسقطوا دستور الاستبداد قبل أن يتحوّل إلى إنجيل كلّ الطغاة...

تونس في 3 جويلية 2022



#حمه_الهمامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قاطعوا الاستفتاء حتّى لا يستعملكم سعيّد حطبا
- مثقّفون انتهازيّون في خدمة الانقلاب
- لِماذا نُعَارِضُ الاسْتفتاء وندعو إلى مقاطعته؟
- إِلَى الخَالِد… نبيل بَرَكَاتِي في ذِكْرَى اسْتِشْهَادِه
- بعد الاستيلاء على الفضاء السياسي: قيس سعيد يحاول الاستيلاء ع ...
- مَا أغرب العيش… وما أعذبه في وطني
- وَاقِفٌ والجُرْحُ يَنْزِف…
- سَيِّدَتِي الجميلة…
- على هامش تعيين امرأة “رئيسة حكومة”: الخيارات والبرامج أوّلا…
- اللَّتَانِ أُحِبّ…
- فِي الثَّامِنِ مِنْ آذَار… (اليوم العالمي للنّساء)
- عشر سنوات بعد الثورة: ما الذي تحقّق وإلى أين يجب أن نمضي؟
- لاَ شيْءَ فِي وَطَنِي…
- تحية وفاء: لا تقتلوا الإنسان فيكم فهو هويّتكم وسرّ وجودكم
- عام من حكم قيس سعيدّ:الشّعبويّة على محكّ الواقع
- نداء: إلى شباب تونس، إلى نسائها وكادحيها ومثقّفيها ومبدعيها: ...
- رسالة إلى أهالي حاجب العيون وجلمة
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1)
- الحُبُّ فِي زَمَنِ “الكُورُونَة” (إِلَى رَاضِيَة…)
- رسالة مفتوحة إلى السّيّد رئيس الجمهوريّة قيس سعيد


المزيد.....




- الاحتلال يغلق معبر كرم أبو سالم بعد إدخال شاحنة وقود واحدة ل ...
- الضفة الغربية.. اقتحامات واعتقالات وهدم البيوت وتدنيس الاقصي ...
- هجوم رفح المرتقب - الخوف والقلق يسيطران على النازحين
- رايتس ووتش: بإغلاقها معابر غزة إسرائيل تستهزئ بأوامر العدل ا ...
- 4 أسئلة توضح مدى إمكانية اعتقال الجنائية الدولية لنتنياهو
- رئيس وزراء العراق: ما يحدث في غزة غير مسبوق وانتهاك صارخ لحق ...
- برنامج الغذاء العالمي: 5 ملايين سوداني على بعد خطوة واحدة من ...
- تهديد قضاة لاهاي لمنعهم من اصدار مذكرات اعتقال لقادة -اسرائي ...
- الاحتلال يشن حملة اعتقالات جديدة في الضفة
- الولايات المتحدة تختبر الذكاء الاصطناعي في مقابلات اللاجئين ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - حمه الهمامي - بعد رسالة بلعيد... هل يتّعظ المتّعظون وهل ينفضّون من حول الانقلاب قبل فوات الأوان؟