أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - حمه الهمامي - رسالة إلى أهالي حاجب العيون وجلمة














المزيد.....

رسالة إلى أهالي حاجب العيون وجلمة


حمه الهمامي
الناطق الرسمي باسم حزب العمال التونسي


الحوار المتمدن-العدد: 6578 - 2020 / 5 / 30 - 11:44
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    



على ضوء حالة التسمّم بـ”القوارص” التي راح ضحيتها مجموعة من شباب حاجب العيون وجلمة، وكانت حصيلتها سبع حالات وفاة وأكثر من 50 حالة تمّ نقلها إلى مستشفيات الجهة، وهو ما خلق ردود فعل من الأهالي عبر تنظيم تحركات احتجاجيّة منذ يومين وقد تشهد تصعيدا في الأيّام القادمة، على ضوء ذلك توجّه الأمين العام لحزب العمال السيد حمه الهمّامي برسالة إلى أهالي المدينتين، متضامنا معهم في محنتهم وفي مشاغلهم، داعٍ في نفس الوقت إلى “رصّ الصفوف” لنيل مطالبهم، واعدا إياهم أن يكون، وحزب العمال، إلى جانبهم وفي مقدّمتهم. وهذا نصّ الرّسالة:

إِلَى أَهْلِنَا

في حَاجِب العْيُون وجلمة

ماذا عَسَايَ أنْ أقُولَ لكُمْ، بعْد التّعازي، يا أخواتي، يَا إِخوتي في حاجب العيون وفي جلمة العزيزتين؟ ماذا عسَايَ أن أقول لكم بعد أنْ أخَذَ الموتُ أعِزّاءَ عليكُمْ؟ ماذا عساي أن أقول “للْجِلْمِيِّةِ” و”الجِلْمِيِّ” اللّذين رُزِيَا في ثلاثة أبناء بالكامل؟ ماذا عساي أن أقول لك يا علِي بَدري، يا أخي في الوطن وفي الإنسَانيّة، يا صاحب الشّهادة العليا، يا من بقيت عشرين سنة تنتظر شغلا فأتى فقدان البصر ولم يأت الشغل؟ هل سأضيف إليكم شيئا، يا أهلنا في “الحاجب” وفي “جلمة”، إذا تحدثت عن معاناتكم التي تدفعكم إلى الموت وأنتم الأَدْرَى بهذه المعاناة و”بالمرّ” الذي تعيشونَهُ يوما بيوم ولحظة بلحظة؟ “الجمرة ما يحسّها كان اللّي عافِسْ عْلِيها”، وما “يلِزْ للمرّ كان اللّي أمرّ منّو”… هكذا تقول أمثالنا الشعبيّة العابرة للأجيال والأزمان.

هلْ سأضيف إليكم شيئا، يا أخواتي وإخوتي في “الحاجب”، إذا حدّثتكُم عن المنطقة الصناعية التي لم يبق منها تقريبا سوى مصنع صغير للخِياطة…بعد غلق مصانع الصوف والجلد والزربية والأقفاص؟ وعنِ منتوج الزيتون والمشمش وا”لبطاطة” المهمل… وعن الـ40 ألف لتر من الحليب التي تدرّ بها الأبقار يوميا دون أن يُحْظى “الحاجب” بوحدة صناعية لتعليب هذا الحليب أو تصنيعه؟ وعن الخَدمات المزرية صحّةً وتعليما وإدارةً وثقافةً ورياضةً؟ وعن نادي الأطفال الذي ينتظر انتداب معلّم لتدريب الأطفال على آلات موسيقية مشتراة و”محبوسة” في مكتب منذ ثلاث سنوات؟ وعن مركّب الطفولة الجاهز منذ عام والذي لا يعرف أحد متى سيُفتح في وجه طفولة يقتلها الملل والسّأم؟ وعن الألفين وخمسمائة شابّ وشابّة الحاملين لشهادات عليا لم تصلح إلاّ للشهادة على كونهم زاولوا تعلّمهم بنجاح وتخرّجوا لتلقفهم البطالة في آخر المطاف؟ وعن…وعن…وعن…؟



هل سأضيف إليكم شيئا إذا قلت لكم إنّ بلادنا أصبحت ملكا لحفنة من المستكرشين، الفاسدين، النَهَّابين، العملاء، الذين لا ولاء لهم إلاّ لمصالحهم وأنّ منظومةَ الحُكْم القائمة، حتّى بعد الثّورة، إنّما هي مُسَخّرَةٌ لخدمتهم لا خدمتكم، تَحرِسُ مصالحَهُم، إن اقْتَضى الأمر، بأشدّ الأساليب قمْعا وقهرا، ولا تُبْقِي لكم إلاّ باب الشّقاء والموت مفتوحا ليلتفّ على صغاركم وكباركم، على نسائكم ورجالكم؟

هل سأضيف إليكم شيئا إذا قلت لكم إنّ الجمرةَ كبُرَتْ لتصبح في حجم وطن بأكمله، يكتوي بنارها شعب بأكمله؟ وأنّ “المرّ” غمر الأغلبيّة الغَالبة من المجتمع فإذا بحياتهم أصبحت “مُرَّارْ”؟ بالطبع كلّ هذا لن يُضيفَ إليكُمْ شيئا لأنّكم تعلمونه بل لأنكم تعيشونه وتُحِسُّون به “في عْضَامْ عْضَامْكُمْ”. ولكنْ ثَمّةَ شيْءٌ وحيدٌ يُمْكِنُ لِي أن أقوله لكم كواحد من بني جلدتكم: دافِعُوا عن حقّكم في العيْش ولا تخافوا فحتّى الدستور المُعمّد بدم الشّهداء يَضْمَنُ لكم هذا الحقّ ولا يُمْكن لأحَدٍ أنْ يَنْتَزِعَهُ منْكم ولو بالحَدِيد والنَّار. دافعُوا عن كرامتِكم فكرامتُكم أغلى وأعظم من أيّ عيش “مرّ”. ابْقَوْا صفّاّ واحدا كالبُنْيان المرْصُوص، وامْضُوا إلى الأمَام فلنْ يمْنعكم أحدٌ من نَيْلِ حَقِّكُمْ في حَيَاةٍ عَزِيزَةٍ وكَرِيمَةٍ.

كُنَّا دائِمٍا إلى جَانِبِكُم.

ونحن اليوم أيضا إلى جانبكم.

وسنظل دوْما إلى جانبكم

.

أخوكم حَمّه الهَمَّامي

الأمين العام لحزب العُمّال



#حمه_الهمامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1)
- الحُبُّ فِي زَمَنِ “الكُورُونَة” (إِلَى رَاضِيَة…)
- رسالة مفتوحة إلى السّيّد رئيس الجمهوريّة قيس سعيد
- البيان الانتخابي
- لن نتحالف مع النهضة.. والإخوان تنظيم معاد للشعوب
- في ضرورة الثورة الفكرية
- الحقائق “مرعبة”.. والنهضة “كاد المُريب أن يقول خذوني”
- الأزمة السّياسية والانهيار الوشيك: أفكار للإنقاذ
- كفى دجلا على الشعب
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس
- المساواة في الميراث الحقّ لا يجزّأ ولا يؤجّل
- قائد السبسي يمهد لتوريث إبنه
- حوار حول مسألة “عمل الجبهات” وتوحيد اليسار
- بعد 100 عام من “سايكس بيكو” و”وعد بلفور”: الشعوب العربية أما ...
- الذكرى الرابعة لاغتيال شكري بلعيد: جريمة دولة
- أزمة الحكم في تونس، هل الحل في مبادرة “حكومة الوحدة الوطنية“
- مداخلة في ندوة لوموند ديبلوماتيك حول اليسار
- بيان
- سنفتقدك... وسينتصر شعبك - في تأبين شهيد الثورة شكري بلعيد
- نرفض أن يكون الشعب مجرّد «حطب» للثورة


المزيد.....




- ماذا قالت إسرائيل و-حماس-عن الاحتجاجات المؤيدة للفلسطينيين ف ...
- صنع في روسيا.. منتدى تحتضنه دبي
- -الاتحاد الأوروبي وسيادة القانون-.. 7 مرشحين يتنافسون في انت ...
- روسيا: تقديم المساعدات الإنسانية لقطاع غزة مستحيل في ظل استم ...
- -بوليتيكو-: البيت الأبيض يشكك بعد تسلم حزمة المساعدات في قدر ...
- -حزب الله- يعرض مشاهد من رمايات صاروخية ضد أهداف إسرائيلية م ...
- تونس.. سجن نائب سابق وآخر نقابي أمني معزول
- البيت الأبيض يزعم أن روسيا تطور قمرا صناعيا قادرا على حمل رأ ...
- -بلومبرغ-: فرنسا تطلب من الاتحاد الأوروبي فرض عقوبات جديدة ض ...
- علماء: 25% من المصابين بعدم انتظام ضربات القلب أعمارهم تقل ع ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - حمه الهمامي - رسالة إلى أهالي حاجب العيون وجلمة