أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - كيف سيطرت مدرسة اقتصادية وسياسية واحدة على الحياة العامة فى مصر ؟!














المزيد.....

كيف سيطرت مدرسة اقتصادية وسياسية واحدة على الحياة العامة فى مصر ؟!


أحمد فاروق عباس

الحوار المتمدن-العدد: 7517 - 2023 / 2 / 9 - 22:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هناك مدرسة اقتصادية واحدة تسيطر على الأفكار الأساسية التي توجه الاقتصاد المصرى منذ أربعة عقود على الأقل ، ويمكن القول أن هذه المدرسة تتبنى النظرة الغربية للاقتصاد بالكامل ، ولا تستطيع أن ترى غيره ..
وهذه المدرسة على عداء كامل مع فكرة تدخل الدولة فى الاقتصاد ، وعلى اقتناع كامل باقتصاد السوق ، وكلام آدم سميث عن اليد الخفية لاقتصاد السوق ..
ويمكن القول أن هذه المدرسة بدأت بصفة أساسية في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة القاهرة ..
ثم لحقتها باقى كليات وأقسام الاقتصاد فى الجامعات المصرية ..
ولا تجد هذه المدرسة تحد قوى - فى الجامعات المصرية - إلا من أنصار مدرسة الإقتصاد الإسلامى !!
وقد انتقل رجال هذه المدرسة من قاعات المحاضرات إلى دواوين الوزارات ، ونقلوا ما تعلموه فى الكتب وما يدرسونه لطلبتهم إلى سياسات تؤثر في حياة الناس ..
فمن مصطفى السعيد فى الثمانينات إلى محى الدين الغريب فى التسعينات ..
ومن يوسف بطرس غالي ومحمود محى الدين فى العقد الأول من القرن ٢١ ، إلى هالة السعيد وفخرى الفقى الآن ..
وهى مدرسة لها كل الاحترام طبعا ، وأغلب من فيها مجتهدين ومتميزين فى عملهم ، ولكن عيبهم الأساسى أنهم ذوو نظرة واحدة واتجاه واحد ، وأنهم فنيين بأكثر مما يجب ، ومجال عملهم فى الأدوات أكثر من السياسات ..
وكان د يوسف بطرس غالي - وقد عملت فى مكتبه فترة قصيرة فى خريف ٢٠٠١ قبل العمل بالجامعة - يصف نفسه بأنه ميكانيكي اقتصاد ، اى ليس له علاقة بالأفكار أو السياسات ولكن عمله كله - كأى ميكانيكي - فى عدة الشغل أو أدواته ..
ترتب على ذلك أن الاقتصاد المصرى ومعه السياسة المصرية لم تستطع أن توصَّف بحق وعلم احتياجات الاقتصاد المصرى ، ولا طبيعة المرحلة التى يمر بها ، وماذا نريد منه ، وماذا تريد مصر من وراءه ..
ونفس ما حدث في الاقتصاد حدث مثله في السياسة !!
مدرسة واحدة ونمط تفكير واحد هو ما يحكم السياسة فى مصر منذ عقود ، فى الحكم كما فى مصر المعارضة ..
وباستثناء المدرسة الإسلامية وأفكارها معروفة للجميع ، لم تقم باقى مدارس الفكر والسياسة في مصر بمجهود يذكر ..
ولا تقديم اجتهادات جديدة تستحق الالتفات ، أو نخب جديدة تستحق الاحترام ..
يستوي في ذلك المدرسة الليبرالية ، أو المدرسة اليسارية بأفرعها المتنوعة الناصرية أو القومية أو الماركسية ..
وانكمش على أنفسهم أنصار الوحدة العربية مثلهم مثل أنصار التوجه شرقا .. حيث الصين والهند وفيتنام واندونيسيا وباقى آسيا الناهضة ..
وحتى أنصار مدرسة مصر أولا وأخيرا ، وهى المدرسة التى تحكم مصر حاليا ومنذ عقود ، لم تطور خطابها وتلهم أجيالا جديدة من المصريين ..
وما صعود تلك المدرسة بعد يونيو ٢٠١٣ إلا بفضل خوف المصريين على بلدهم وعلى دولتهم ..
ولكن الخوف - على المدى البعيد - لا ينتج سياسة مستقرة أو قابلة للبقاء ..
تجديد الحياة العامة فى مصر بأفكار جديدة ونخب جديدة وأحلام وتصورات جديدة مهم لحيوية البلد ومستقبله ..
وهو واجب مدارس الفكر والسياسة في مصر ، وليس واجب الدولة ، فليس من واجبات الدولة أن تفكر أو تطرح الاجتهادات المختلفة أو المعارضة ..
فمن مشاكل مصر الكبيرة في زمننا الحاضر أن الكل أصبح ينتقد لكن لا أحد أصبح يجتهد ، والكل أصبح يشتم ولكن لا أحد أصبح يفكر ..
نهضة مدارس الفكر والسياسة في مصر وتقديم اجتهادات علمية ومدروسة وعاقلة ضرورة لبقاء حيوية مصر ..
وهى ضرورة للديمقراطية والتداول السلمى والآمن للسلطة إذا أردنا ديموقراطية عاقلة ورشيدة ، وليست ديموقراطية المعارضة التى تتبناها وتنفق عليها دول خارجية ، أو معارضة الهواة او المغامرين كما يحدث الآن ..



#أحمد_فاروق_عباس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جمال عبد الناصر .. والملحدين الجدد !!
- الرواية وعصرها ورسائلها
- الرئيس السيسي
- حور .. رواية جميلة لأديب واعد
- هل يمكن حل مشكلة اللحمة الآن كما تم حلها قديما ؟!
- هل يشبه ما يجرى اليوم في مصر بما جرى فى تركيا عام ٢ ...
- أردوغان .. هل اقتربت لحظة النهاية ؟
- عندما احترقت القاهرة مرتين !!
- يجب أن تتطهر 25 يناير أولاً من اصدقاءها .. قبل أن تغضب من أع ...
- أمسية مع الرواية ..
- حسنى مبارك و 25 يناير ... قبل لحظة النهاية !!
- زيارة إلى المتحف المصري ..
- بايدن .. والعثور على وثائق سرية في منزله !!
- كيف تقسَّم دولة متحدة ؟
- جمال عبد الناصر .. والسنة العجيبة !
- حاول تفتكرنى
- مرسال المراسيل
- اغنية وموقف ... كلمنى يا قمر
- أغنية وموقف .. رُدت الروح
- أغنية وموقف .. الأطلال


المزيد.....




- شاهد.. فوضى وذعر بمركز تجاري بالدوحة عقب هجوم إيران الصاروخي ...
- إيران تدعي سقوط 6 صواريخ على قاعدة العديد الجوية.. وتؤكد: ال ...
- أول تعليق من إدارة ترامب بعد هجوم إيران على قاعدة العديد بقط ...
- تداول فيديو مزعوم عن -هروب جماعي من قطر نحو السعودية عبر منف ...
- وزارة الصحة الفلسطينية في غزة: مقتل أكثر من 17 ألف طفل منذ ا ...
- تضامن عربي مع قطر إثر القصف الإيراني لقاعدة العديد
- حماس تنفي بيانا منسوبا إليها بشأن التصعيد العسكري في الخليج ...
- قراءة في الحسابات الإسرائيلية بعد الضربة الأميركية لإيران
- عشرات الشهداء في غزة والقسام تعلن استهداف 3 جنود إسرائيليين ...
- الفلاحي: إيران بدأت تنوع أهدافها وتستهدف إيلام إسرائيل


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد فاروق عباس - كيف سيطرت مدرسة اقتصادية وسياسية واحدة على الحياة العامة فى مصر ؟!