أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - راسم عبيدات - المجتمع الفلسطيني يدخل مرحلة الاستنقاع والتفكك














المزيد.....

المجتمع الفلسطيني يدخل مرحلة الاستنقاع والتفكك


راسم عبيدات

الحوار المتمدن-العدد: 1704 - 2006 / 10 / 15 - 11:02
المحور: القضية الفلسطينية
    


يقول المفكر و الفيلسوف "غرامشي"، يدخل المجتمع في أزمة عضوية حين يلف العجز السلطة والمعارضة معا، ويقول القائد الشيوعي لينين "يدخل المجتمع في صيرورة من التفكك و الاستنقاع حين يساوي العجز بين السلطة و المعارضة معاً، ويبدو أن كل المؤشرات و الدلائل تشير إلى أن مجتمعنا الفلسطيني, قد دخل في تلك المرحلة، وحدث هناك تجاوز لكل الخطوط الحمراء، ولم يعد الدم الفلسطيني يسيل على مذبح الحرية، بل على مذبح الفئوية والعصبية التنظيمية والقبلية، والمصالح الخاصة الضيقة، وإرضاءاً لأجندات وأولويات غير فلسطينية، ولمسلكيات وممارسات وعمليات تحريض وقدح وتشويه وذم، ليس لها علاقة بالوطن من قريب أو بعيد إلا أنها تجري وتنفذ فقط باسمه، وما يجري على الأرض ليس له علاقة بالخلاف في الرأي و البرنامج السياسي و التمسك بالحقوق و المصالح العليا للشعب الفلسطيني أو التفريط بها، بل له علاقة بالوعي والانانيه والمصلحة الخاصة والفئوية المقيتة والشخصنه، والنفوذ وعقلية المليشيا والزعرنة، وعقلية القبيلة والعشيرة، وأي خلاف مهما ارتفعت و تيرته في البرامج و الرؤى والمناهج لا يبرر حرق و تدمير مؤسسات الشعب الفلسطيني أو مقاراته العامة والخاصة، وأي مصلحة وطنيه في هذا المسلك أو المنهج؟، سوى أنه سلوك رعاع وزعران من الدرجة الأولى، لا يحق لأي جهة أو فئة أن توفر حاضنه لمثل هذا السلوك أو القائمين عليه، لأن مثل هذا السلوك و النهج يتساوى مع المنهج الإسرائيلي القائل بأن الشعب الفلسطيني غير ناضج لإدارة شؤونه بنفسه، وإقامة دولته المستقلة، والخطير في الأمر، أن حالة الانحدار والاستنقاع، قد قطعت شوطا بعيدا جدا ما بعد الخطوط الحمراء و استبيح فيها الدم الفلسطيني، وبسبب حالة التحشيد والتجيش الفئوية، فإن بعض الفئات المجرمة والتي تنفذ أعمالها الإجرامية والمشبوه، تجد من يحتضنها و يحميها ويدافع عنها من أن يطالها أو يطبق عليها القانون، وحالة الاستنقاع تلك لم تترك للإنسان الفلسطيني ثقة أو هيبة لا للسلطة أو المعارضة، وحتى لحظة كتابة هذه السطور فإن كل لجان التحقيق المشكلة والمعنية بما يسمى بالأحداث المؤسفة، وأعمال العربدة والزعرنة، تثبت أن من يقوم بها، هم عناصر قادمة من الفضاء وكواكب أخرى، ولا تربطهم صله من قريب أو بعيد بالشعب الفلسطيني!، وفي أحسن الأحوال الشماعة جاهزة، هذه الأحداث من صنع الاحتلال وأدواته، وهذه بدوره يدلل على حاله الضعف وغياب السلطة والقانون، ولكم أن تعطوني حاله واحده، تجرأ فيها أي من تنظيمات و فصائل شعبنا، على الوقوف أمام تلك الممارسات والمسلكيات، والتي يقوم بها الكثير من العناصر المحسوبة عليه، ليقول أن هذه الأعمال هي مشبوه ولا تخدم الشعب الفلسطيني من قريب أو بعيد، أو رفع الحماية والغطاء عن هذا العنصر أو ذاك، وطالب بمحاكمته لأن ما قام به مضر ولا يخدم لا مصلحة التنظيم أو الشعب الفلسطيني.

رغم أنه إذا ما عدت إلى أدبيات كل فصائلنا وتنظيماتنا وبمختلف ألوان طيفها السياسي، فهي تزخر بالحديث عن النقد واحترام الجماهير والتعلم منها وعدم الإساءة إليها، وغيرها من كل أشكال الكلام المنمق والمزخرف والذي لا يجد له أية ترجمات عملية، " إذا اختلط الحابل بالنابل " والمواطن الغلبان على أمره، أصبح يدرك بحسه العفوي، بأن الدولة ليست على مرمى حجر أو عصا، وهل كل التضحيات والمعانيات التي قدمها وما زال يقدمها شعبنا الفلسطيني، والتي حتى اللحظة الراهنة أنتجت سلطة بلا سيادة، تبرر كل هذا الاحتراب والاقتتال؟.

إن ما يجري جداً خطير، بل وتعدى كل مراحل الخطر، وخصوصاً بعد تجاوز كل المحرمات، وبالتالي لم يعد من المقبول بالمطلق استمرار العبث والتلاعب والمقامرة بمصير ومستقبل ومنجزات شعب بأكمله من أجل مصالح ومنافع ومكاسب البعض، والجميع يدرك أن الخسارة ستكون شاملة وعميقة وستطال الجميع، وليس هذا الظرف أو ذاك، والجميع يدرك أيضاً، أن الوصول إلى أهداف شعبنا في الحرية والدولة المستقلة لن يتحقق إلا بوحدة حقيقية عبر حكومة وحده وطنيه تستند إلى ما تم الاتفاق عليه في وثيقة الأسرى، وثيقة الوفاق الوطني، واتفاق آذار 2005 في القاهرة، حكومة يجري تشكيلها استنادا إلى النتائج الانتخابات التشريعية، وليس القفز عنها إرضاء لهذا الطرف أو ذاك، أو لهذه الأجندة أو تلك، أو لهذا الإملاء أو الاشتراط أو ذاك، وأيضاً هذا المطلب، لن يتحقق في ظل استمرار أجواء التحريض والتحريض المضاد، والذي يصل في كثير من الأحيان، أبعد كثيراً من التحريض على الاحتلال وممارساته، وأيضاً لا بد من تسييد القانون، وتطبيقه على الجميع، وليس بالصورة الانتقائية، وتعطيله عن س أو ص لأنه محسوب على تلك الجهة أو تلك، وأيضاً حرية الرأي والتعبير لا تبيح لبعض الإذاعات المحلية، والتي تصدح ليل نهار بتحريض وتجريح مقيتين ليس له علاقة بالوطن لا من قريب أو بعيد، فأما أن تكون منابر وطنية، وأما فإغلاقها رحمة لكل أبناء شعبنا.

وأخيراً فإن مرحلة الاستنقاع والتفكك مرشحة للتفاقم والازدياد على نحو أعمق وأشمل وأشد ضراوة، إذا لم تبادر بالتحديد الأطراف السياسية الرئيسية حماس وفتح إلى تغليب المصلحة الوطنية على المصالح الفئوية والحزبية الضيقة، وأن يتم نبذ كل أعمال العربدة والزعرنة ورفع كل غطاء أو حماية لها، وكل سلاح لا يوجهه نحو هدفه الصحيح، هو سلاح مشبوه مجرم.

بقلم الأسير المحرر: راسم عبيدات
القدس_ جبل المكبر



#راسم_عبيدات (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة مفتوحة للنظام الرسمي العربي وجيوشه الجرارة
- النظام الرسمي العربي انفصال كلي عن مصالح الأمة وأهدافها وطلع ...
- رسالة مفتوحة للرئيس الفنزويلي- هوغو تشافيز-
- ارحمونا وارحموا شعبنا الفلسطيني
- واقع التعليم الحكومي في القدس الشرقية
- هل نحن في مرحلة الإستنقاع عربياً ؟
- صفقات السلاح المشبوه
- الشيخ حسن نصر الله، عنوان مرحلة جديدة
- شيء ما في الحرب الأهلية
- الحجاب
- رسالة مفتوحة لوزير التربية والتعليم الفلسطيني المطلوب معايير ...
- هل حقاً لا يعرف الأمريكان لماذا يكرههم الفلسطينيون والعرب؟
- مفارقات العرب والجامعة العربية
- المسيحيون الفلسطينيون جزء أصيل من النسيج الوطني والمجتمعي ال ...
- مفارقات أقوال وتعليقات
- مفارقات المعايير المزدوجة
- المجد- لهوغو شافيز- والخزي والعار لكل قادة وزعماء العرب
- لأنك محمود الزهار لا نستقبلك وعندما تصبح محمود-اولمرت- أهلاً ...
- القمة العربية والانتخابات الإسرائيلية
- عفواً مات العرب !


المزيد.....




- شاهد: تسليم شعلة دورة الألعاب الأولمبية رسميا إلى فرنسا
- مقتل عمّال يمنيين في قصف لأكبر حقل للغاز في كردستان العراق
- زيلينسكي: القوات الأوكرانية بصدد تشكيل ألوية جديدة
- هل أعلن عمدة ليفربول إسلامه؟ وما حقيقة الفيديو المتداول على ...
- رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية يتهرب من سؤال حول -عجز ...
- وسائل إعلام: الإدارة الأمريكية قررت عدم فرض عقوبات على وحدات ...
- مقتل -أربعة عمّال يمنيين- بقصف على حقل للغاز في كردستان العر ...
- البيت الأبيض: ليس لدينا أنظمة -باتريوت- متاحة الآن لتسليمها ...
- بايدن يعترف بأنه فكر في الانتحار بعد وفاة زوجته وابنته
- هل تنجح مصر بوقف الاجتياح الإسرائيلي المحتمل لرفح؟


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - راسم عبيدات - المجتمع الفلسطيني يدخل مرحلة الاستنقاع والتفكك