أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - كاظم فنجان الحمامي - مغالطة تاريخية مسيئة لجنوب العراق














المزيد.....

مغالطة تاريخية مسيئة لجنوب العراق


كاظم فنجان الحمامي

الحوار المتمدن-العدد: 7513 - 2023 / 2 / 5 - 11:21
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


ظلت أهوار جنوب العراق ملاذاً آمناً لكل الهاربين والفارين من بطش الطغاة والغزاة والوشاة، منذ زمن سرجو الأكدي وحتى يومنا هذا، وذلك لأنها تمتلك المصدات البيئية الصعبة، ويتعذر على الجيوش القديمة والحديثة التوغل في مسطحاتها العميقة، والسير في مسالكها المعقدة وسط غابات القصب والبردي. ولا زالت عصية على التنظيمات العسكرية، وهكذا باءت محاولات التجفيف والتخويف واضرام النيران والغارات الجوية بالفشل الذريع. الأمر الذي دفع الملوك والسلاطين والزعماء إلى تجنيد مضخاتهم الإعلامية لتشويه صورة سكانها، وربما تذكرون برنامج (أطراف الحديث) الذي بثته قناة الشرقية منذ بضعة أعوام، وكان من تقديم (مجيد السامرائي) في مقابلة مع (بهنام ابو الصوف). .
كان ذلك البرنامج امتدادا مقصوداً لسلسلة المقالات التي نشرتها جريدة (الثورة) عام 1991 تحت عنوان (لماذا حصل الذي حصل ؟). .
لذا سوف اختصر الطريق في هذه المقالة لكي أضع النقاط على الحروف. ومراجعة الكلام المنسوب إلى (محمد القاسم الثقفي) والذي زعموا فيه انه هو الذي جلب الجواميس من الهند، وتركها تتأقلم في اهوار جنوب العراق، وجلب معها مجموعة من الهنود لكي يشرفوا على رعايتها والعناية بها، وزعموا أيضا ان هؤلاء الهنود يمثلون نواة ظهور قبائل المعدان، وقالوا أيضا ان الاهوار قبل عودة محمد القاسم من غزواته في السند والهند كانت خالية تماماً من البشر والجاموس. .
وهذا يعني ان الجواميس التي كان يصارعها انكيدو في الاهوار كانت جواميس كارتونية وغير حقيقية، وان شعار الدولة العراقية (الثور المجنح) وهو من فصيلة الجواميس، ليس حقيقيا، وانما كان من وحي الخيال الآشوري. .
لو راجعنا مفردة (معدان) أو (المعدان) التي وردت في كتب التاريخ والأدب على لسان الشاعر (كثيّر عزّة) في زمن عبد الملك بن مروان، لوجدنا ان الرواية المنسوبة إلى محمد القاسم كانت في زمن سليمان بن عبد الملك. وأذكركم بالحوار الذي دار بين الشاعر (كثيّر عزّة) والخليفة الأموي عبد الملك:- (دخل الشاعر كثير عزّة على الخليفة، وكان قبيح المنظر، قصير القامة، رث الثياب، فلما رآه الخليفة، إزدراه، وقال له تسمع بالمعيدي خير من أن تراه، فأجابه كثير: يا أمير المؤمنين، كل عند محله رحب الفناء، شامخ البناء، عالى السناء). .
مات عبد الملك بن مروان عام 705 ميلادي، وجاء من بعده ابنه (الوليد بن عبدالملك)، ثم جاء من بعد الوليد شقيقه (سليمان بن عبد الملك) وهو الذي أمر محمد القاسم بالعودة إلى العراق عام 715، فأودعه السجن فور وصوله، حيث لقي حتفه في سجن مدينة واسط تحت وطأة القهر والتعذيب. .
وبالتالي فان مفردة (معدان) كانت شائعة قبل عودة محمد القاسم بسنوات. إضافة إلى ذلك انه عاد مقيداً بالسلاسل، وكان في طريقه مباشرة إلى السجن والتعذيب، ولم يكن لديه الوقت الكافي لجلب قطعان الجاموس، أو يوفر لها المرعى في الاهوار . .
لكننا نرجع فنقول: من أراد ان يكرهك سيكرهك، وسيجد آلاف الأعذار لتشويه صورتك. .
لذا فعندما يرى المشككون الجزء السيء من الأهوار فأنهم دائماً يرون ما يتماشى مع عقولهم المشفرة ضد عرب الأهوار لأسباب طائفية وسياسية وعدوانية. .



#كاظم_فنجان_الحمامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أرجل الدجاج وسياسة التجويع
- انقذوا شط العرب بهذا المشروع
- البرادعي يتباكى على اللبن المسكوب
- كازينوهات العراق قبل 5000 سنة
- دائماً هناك من هو أفضل مني ومنك
- المبتهجون بالقصف الصاروخي
- عندما تكون حياة الشعوب في قبضة العسكر
- غربة كبار السن في اليابان
- غراب يستفز فنارات النيل
- اللصوص النبلاء: أدهم بن عسقلة أنموذجا
- سمفونيات التشويش والتضليل
- هل تعطل قلب الأرض عن الدوران ؟
- محاولة لتصحيح أخطاء بوصلتنا العمياء
- الإرشاد البحري: هوايتي ومهنتي
- همبرغر بصلصة الحشرات الاستوائية
- السويدية آن: من عمدة إلى عاملة نظافة
- كويكب بحجم زوارق النزهة
- أدباء ظلمهم المؤرخون والتكفيريون
- حصانة داوود اللمبچي
- الطايح رايح في السيرك السياسي


المزيد.....




- السعودية.. مطار الملك خالد الدولي يصدر بيانا بشأن حادث طائرة ...
- سيجورنيه: تقدم في المباحثات لتخفيف التوتر بين -حزب الله- وإس ...
- أعاصير قوية تجتاح مناطق بالولايات المتحدة وتسفر عن مقتل خمسة ...
- الحرس الثوري يكشف عن مسيرة جديدة
- انفجارات في مقاطعة كييف ومدينة سومي في أوكرانيا
- عشرات القتلى والجرحى جراء قصف الطيران الإسرائيلي لمدينة رفح ...
- القوات الأوكرانية تقصف جمهورية دونيتسك بـ 43 مقذوفا خلال 24 ...
- مشاهد تفطر القلوب.. فلسطيني يؤدي الصلاة بما تبقى له من قدرة ...
- عمدة كييف: الحكومة الأوكرانية لا تحارب الفساد بما فيه الكفاي ...
- عشرات الشهداء والجرحى في غارات إسرائيلية متواصلة على رفح


المزيد.....

- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو
- فى الأسطورة العرقية اليهودية / سعيد العليمى
- غورباتشوف والانهيار السوفيتي / دلير زنكنة
- الكيمياء الصوفيّة وصناعة الدُّعاة / نايف سلوم
- الشعر البدوي في مصر قراءة تأويلية / زينب محمد عبد الرحيم
- عبد الله العروي.. المفكر العربي المعاصر / أحمد رباص
- آراء سيبويه النحوية في شرح المكودي على ألفية ابن مالك - دراس ... / سجاد حسن عواد
- معرفة الله مفتاح تحقيق العبادة / حسني البشبيشي
- علم الآثار الإسلامي: البدايات والتبعات / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - كاظم فنجان الحمامي - مغالطة تاريخية مسيئة لجنوب العراق