عزالدين مبارك
الحوار المتمدن-العدد: 7512 - 2023 / 2 / 4 - 00:12
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
رغم أن الإضراب حق نقابي لا اختلاف عليه لكنه يطرح العديد من التساؤلات والإشكاليات بحيث أن الإضرابات يقوم بها العاملون مقابل أجر دوري من أجل تحسين هذا الأجر وهي الأهم إذا ارتفعت الأسعار وظهرت طفرة تضخمية زاحفة ومن الممكن تفادي هذا النوع من الإضرابات بربط الزيادة في الأجور بتطور المؤشر العام للأسعار .كما يمكن ربط الإضرابات المتعلقة بالإمتيازات وظروف العمل والحوافز بالنتائج المتحققة بالمؤسسة ضمن إطار لجنة متكونة من خبراء وأعوان النقابات الأساسية وممثلين من إدارة المؤسسة وهكذا نتجنب الإضرابات والصراعات التي تؤثر على السلم الإجتماعي والإنتاج داخل المؤسسة وهي الخلية الأساسية في إقتصاد الدول. وبما أن الدول النامية تمر بعد فترة وأخرى بأزمات إقتصادية واجتماعية وسياسية هيكلية أو ظرفية فقد تعجز الدول والمؤسسات عن تلبية مطالب العمال ذات التأثير المالي بالخصوص وقد ينجر عن ذلك صراع شديد بين الأطراف الإجتماعية إذا كان العمل النقابي مسيسا وطامحا للسلطة والنفوذ ولا يأخذ في مطالبه النقابية بظروف المؤسسات والصعوبات التي تعترضها. وبما أنه في البلدان التي تمر بصعوبات إقتصادية متمثلة في ارتفاع الديون الخارجية وضعف في مستوى الإدخار والإستثمار والتصدير من شأن ذلك الرفع من عدد المعطلين الذين ليس لهم نقابة تدافع عنهم وليس لهم إمكانية الضغط على الدولة باستعمال الإضراب والتوقف عن النشاط بما أنهم عاطلون عن العمل ويتأثرون بكل زيادة في أجور العاملين نتيجة الإستجابة للتحركات والإضرابات التي قاموا بها لأنه في بيئة معطلة للإنتاج ترتفع الأسعار كنتيجة لزيادة في الأجور التي ترفع من الطلب على السلع وخاصة الإستهلاكية منها وندخل في دوامة تضخمية وهكذا تؤثر الإضرابات النقابية إيجابيا على العمال بما أن أجورهم ارتفعت ويمكنهم بذلك مواجهة غلاء الأسعار وتؤثر سلبيا على المعطلين عن العمل فتتدهور حالتهم الإجتماعية. كما أن الإضرابات النقابية تؤثر سلبا على السير العادي للمؤسسات مما يخفض من دافعية العمل والإنتاج والإنتاجية وهذا يؤثر على التنمية. ومن نافلة القول أن الإضرابات النقابية وخاصة في قطاع النقل تؤثر سلبا على الفئات الهشة والضعيفة بحيث لا يملكون سيارات خاصة يتنقلون بها إلى مراكز عملهم مما يعرضهم للإقتطاع من أجورهم الضعيفة.
#عزالدين_مبارك (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟