أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - في رثاء محمد أبو الغيط














المزيد.....

في رثاء محمد أبو الغيط


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 7505 - 2023 / 1 / 28 - 18:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما مات محمد أبو الغيط كنت أعرفه قليلًا فقط لكن رثاءه في كل مكان دفعني لأبحث أكثر عنه و أخيرًا انتهيت إلى مقابلاته مع ناشطين مصريين ، كنت بحاجة أيضًا لشيء مختلف ، لأشياء ، توقعتها ، انتظرتها من الرجل ، و من الناشطين و من أحاديثهم ، باحثًا عن كل أحلامنا و آمالنا التي فجرتها ثورة تونس و بعدها مواجهات ميدان التحرير قبل أن تتوه و نتوه معها … في مقابلته مع الاقتصادية سلمى حسين يتساءل أبو الغيط عن معنى العدالة الاجتماعية ، ثالث ثالوثنا المقدس ، لأكتشف على الفور أن طرح هذا السؤال ورطة و الجواب عليه معقد ، يتساءل أبو الغيط : يعني كلنا نبقى زي بعض ، و بعد حيرة ممضة نكتشف أن العدالة الاجتماعية تعني أن يكون لدينا شوارع نظيفة و مدارس جيدة و أن يوجد تكافؤ فرص بين أكبر عدد من الناس ، و تعيد اكتشاف ما كنت قد اكتشفته من قبل : أن إطلاق الشعار أسهل بكثير من فهمه و أن هذا هو أيضًا أسهل بكثير من العمل لتحقيقه … و تكتشف تدريجيًا من الحوار أن العدالة الاجتماعية المقصودة تعني حصول مواطنينا على نفس الحقوق أو الحماية الاجتماعية التي يتمتع بها مواطنو المجتمعات الأوروبية المتقدمة ، و تكتشف ، مرةً أخرى ، ما اكتشفته الجماهير بعد تلك الثورات ، أن هذا الشعار و غيره سيبقى مجرد أماني بالنسبة للكثيرين ، و مجرد يافطة بالنسبة للبعض ، مجرد يافطة لا أكثر ، لا يهمهم منها سوى أحرفها ، ترتيبها ، و معناها السطحي ، منطوقها ، دون أي مضمون ، دون أي معنى … ثم يأتي دور الناشط الحقوقي محمد سلطان ، الناشط الحقوقي ، المصري الأمريكي ، ابن واحد من أهم قيادات الإخوان المسلمين الذي عاش و درس و عمل في آمريكا ، و سرعان ما أكتشف أن هذا الناشط الحقوقي الإخواني أو اللايت إخوان كما يقدم نفسه ، كان خاله لواء في الشرطة المصرية التي اعتقلته و ابن عم والده لواء في جيش عبد الفتاح السيسي و عمه كان مسؤول الحزب الوطني في قريته بالمنوفية ، و تتفاجئ من عدد أبناء الإخوان و الشيوخ و حتى الناشطين الحقوقيين الذين يدرسون في أميركا و الغرب و من أن الكثير من أولاد مناضلي هذه الأيام ، أو الناشطين ، قد ورثوا عداءهم للاستبداد عن آبائهم و أمهاتهم و أنه كما يورث المستبد ابنه العرش و كما يورث الضابط أولاده بزته العسكرية يورث معارضوهم "هواجسهم بالفقراء و المسحوقين" لأولادهم و أنهم في غمرة نضالاتهم لتحسين هذا العالم فإنهم يتصرفون كأي أبوين طبيعيين من الطبقة الوسطى فيرسلون أولادهم ليحصلوا على أفضل تعليم ممكن كمفتاح ضروري لحياة جيدة مقارنةً بالفقراء الذين يدافعون عنهم ، و كما يورث الاستبداد تورث معاداته أيضًا و كما تورث الأموال الطائلة تورث معاداة الاستغلال ، ثم يأتي دور الإضراب الشهير عن الطعام الذي قام به هذا الناشط الحقوقي في سجون السيسي ، معجزة إنسانية و ربما دينية أو ما ورائية بكل المقاييس ؛ فهذا الناشط الحقوقي هو صاحب أطول إضراب عن الطعام ، 489 يومًا ، أين الإعجاز في هذا ، في عام 1981 توفي بوبي ساندز عضو الجيش الجمهوري الإيرلندي بعد إضراب عن الطعام استمر 66 يومًا ، و توفي سبعة اخرون بعده ، لكن محمد سلطان أضرب عن الطعام أكثر مما فعل بوبي بسبع مرات و نصف ، المصيبة أن سلطان لا يرى حجم المهزلة أو المسخرة في صراعه هذا ، أو نضاله هذا ، مع نظام السيسي ، النمط الذي سيكرره ثوار مثل محمد علي و دعاة زلزال 11 - 11 الخ ، لا يراه و لا حتى يشعر به ، و لا حتى يبتسم و هو يتحدث عن إضرابه الخارق الماحق ، لا هو و لا محاوره محمد أبو الغيط … كان أبو الغيط هو من لفت نظر محاوره الناشط الحقوقي إلى أن صورته يتناول البيتزا ليس فيها ما يشين ، فهو لم يشرب المخدرات أو يرتكب مخالفة أخلاقية ، و يصادق سلطان على كلام محاوره ، فإذا كان قد تمكن من "خداع" أجهزة السيسي الأمنية فهو إذًا برنس ، و مرة أخرى يفوته و يفوت أبو الغيط حجم الكوميديا السوداء في كل هذا ، ابن قيادي إسلامي يدرس و يعيش في أميركا رأس الكفر في العالم ، "يضرب" عن الطعام لأكثر من عام ، و أخيرًا يلوذ بالمحاكم الأميركية بدلًا من إلهه و إله أبيه لينتقم من خصومه و يلاحقهم كأي ملحد في هذا العالم ، كملحد عادي لا يؤمن بأي إله ، مع فارق واحد : أن محمد سلطان و أبيه يستخدمان إلههما ، ربهما ، فقط ليخدعوا المساكين الذين يصدقون ما يقوله محمد و أباه عن إلههما … دفعني محمد أبو الغيط للتساؤل لكن لا عنه بل عنا ، من نحن و من هم ، و ماذا كنا نقصد بالعيش و الحرية و العدالة ، و ماذا فهمنا منها و كيف فهمها الناس الخ الخ



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن الآلهة التي لا تفشل دائمًا عن أن تفشل
- يسقط يسقط حكم العسكر
- المعارضة السورية و المساءلة و المسؤولية
- علاء عبد الفتاح ، لا تمت شهيدًا
- لا تبكي على اللبن المسكوب
- صناعة الجماعات
- القيامة الآن
- عن جنون نيتشه و عقل رجال الدين
- نحن جيل آخر مهزوم
- ضد لغة الناشطين لوولفي لاندرستايشر
- عن العروبة و الإسلام
- ما تبقى لكم
- دفاعًا عن قاتل نيرة أشرف
- شخصية المتمرد لنيكولا ديفيز
- الأناركي بين ايلزيه ريكلو و رينزو نوفاتوري
- الدولة - ليو تولستوي
- الثورة الاجتماعية لميخائيل باكونين
- هراء ايديولوجي عن الله و البشر و العالم
- الإله الذي خلقناه
- حوار مع سعيد العليمي عن فلسطين و اليهود


المزيد.....




- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...
- إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
- دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با ...
- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مازن كم الماز - في رثاء محمد أبو الغيط