أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - البشير عبيد - تونس الجريحة و المخاض العسير














المزيد.....

تونس الجريحة و المخاض العسير


البشير عبيد

الحوار المتمدن-العدد: 7504 - 2023 / 1 / 27 - 22:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


البشير عبيد / تونس

قلت منذ زمان و كتبت قبل ايام انهم سيبقون يتباكون على ضياع الفريسة..كاتب هذه السطور يعرفهم جيدا و من كان يستند في تحركاته و نشاطه السياسي على قوة السلطة القاهرة حين كان يحكم مستعملا كل الاساليب المتناقضة جوهرا و موضوعا مع منظومة قيم الأخلاق لا تستغرب منه في أي لحظة الخروج عن سباق المنطق و الذهاب سريعا إلى قانون الغاب..هذا الاسلوب تعرفه جيداً الضباع التي تمزج في خططها للانقضاض على الفريسة في الزمن و المكان المناسبين…لا تستطيع الضباع الذهاب بخطتها الممنهجة و تحقيق هدفها ألا بالمزج بين التكتيك و الاستراتيجا مستلهمة هذا النهج الافتراسي من طبيعة الحياة و العقيدة السياسية للاحزاب الفاشية….

للأسف٫ضاعت البوصلة و صار الاخوان يبحثون عن الحجج الواهية لتبرير عشرية حكمهم السوداء…لكن حركة التاريخ لها احكامها…..

ما يحدث الآن في تونس المثخنة بالجراحات و الانكسارات يجعل المتايع للاوضاع السياسية و الاجتماعية و الاقتصادية وما تتخللها من تداعيات و صراعات بين اطراف متنازعة و مختلفة و احيانا متناقضة فكرا و نهجا و رؤيا….هذه الاطراف الحاملة لمشاريع سياسية و اجتماعية متناقضة لا تستطيع ان

تتقاطع في أي مسالة لأن التناقض و الصراع جوهري و يمس الآسس الفكرية و الايديولوجية المحددة لطبيعة أي مشروع سياسي و احتماعي لهذا الطرف أو ذلك..يمينا أو يسارا…لا يخفى لا أحد ان الصراع المحتدم بين الأطراف السياسية و الاجتماعية و الحقوقية و النقابية في تونس الراهنة مرده كما اسلفنا سابقا هو الإختلاف الجوهري بين اطراف الصراع ..الحكم من جهة و المعارضة من الجهة المقابلة…و الملفت في هذه المسالة ان كل طرف له مبرراته و مشروعيته الفكرية و السياسية مثلما يقول قادة هذا المعسكر أو ذلك…..

ما ينتظره التونسيون الآن و ليس غداً هو الخروج من ظلام المرحلة باخف الاضرار و الذهاب بالبلاد إلى بر الامان بعيدا عن شعبوية الخطاب السياسي لكل الاطراف و الجلوس إلى طاولة الحوار العميق حول كل القضايا العالقة و التاسيس الفعلي للدولة الديمقراطية بافقها الاجتماعي و دستورها المكرس للحقوق و الحريات و علوية القانون و السيادة الوطنية بعيدا عن المحاصصات الحزبية…….
إن المخاض في دلالاته الرمزية في اللغة و الثقافة و الفنون على اختلاف الشعوب و الحضارات و الأديان٫
هو المعبر الحقيقي عن الولادة و عسر خروج الوليد من رحم الأم الى الدنبا و العالم...في عالم السياسة يكون المخاض هو الجسر الذي تعبره الحشود ٫فرادى و جماعات للخروج من ضفة الياس الى ضفة الأمل و تأسيس مرحلة جديدة قوامها التحرر و الإنعتاق و تركيز دولة الحقوق و الحريات و العدالة الاجتماعية و علوية القانون و السيادة الوطنية و القطع مع أي مشروع سياسي يدعو الى الشمولية و الاستبداد و الإستغلال..
تونس الراهنة. المكتوية بالجراحات و الانتكاسات و الخيبات و الخيانات ٫ ليس لها من سبيل للخروج من مسار الانحدار الكبير سوى التوحد حول مشروع سياسي و اجتماعي و اقتصادي يلتف حوله الشعب
بكل اطيافه السياسية و المدنية و تعبيراته الفكرية و الفنية و الاكاديمية لفرض هذا المشروع الديمقراطي الحقوقي و الاجتماعي و الثقافي التنويري.......
هذا المشروع لا مكان فيه لخصوم الحرية و المساواة
و العدالة الاجتماعية و التقدم و التنوير الثقافي........

- كاتب صحفي مهتم بقضايا التنمية و المواطنة
و النزاعات و الصراعات الإقليمية و الدولية.



#البشير_عبيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ورقات الغيم
- العراق العريق... نوارة الروح و بهاء الإبداع
- متى يخرج التونسيون من ظلام النفق ؟
- من بيروت المنكسرة يباغتنا النور
- ضوء خافت في ظلام النفق
- بعيدا عن سراب المدينة
- قيم المواطنة و صنع التاريخ
- كتابة الرؤيا..رؤى و مقاربات
- النعجم الشعري و كثافة المعنى في قصيدة الضفة الأخرى من يافا ل ...
- وحدهم يعبرون الجسر
- الضفة الأخرى من يافا
- تونس ةبين راهنية اللحظة و الأفق و الأفق الغامض
- قوى رأس المال و اوهام الهيمنة


المزيد.....




- الاتحاد الأوروبي يشكل لجنة لمكافحة سرقة المساعدات الغربية في ...
- الأردن.. حريق كبير بأشجار حرجية في عجلون (فيديو)
- كييف ستطلب بيانات حول سحب توقيعي العراق والأردن من بيان -قمة ...
- لابيد: كان على نتنياهو حل الحكومة بدلا من مجلس الحرب
- بسبب ارتفاع الحرارة.. إيقاف تفويج الحجاج إلى الجمرات في الذر ...
- عائلة نائبة رئيس كولومبيا تتعرض لإطلاق نار
- الاحتلال يعلن إصابة 16 جنديا ويحرق صالة المغادرين في معبر رف ...
- انطلاق حملة انتخابات البرلمان الفرنسي ومخاوف من أقصى اليمين ...
- إذاعة الجيش الإسرائيلي: تأسيس فرقة جديدة لجنود الاحتياط
- إعلام إسرائيلي: يجب التحقيق بشفافية في أسباب تدمير مدرعة الن ...


المزيد.....

- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - البشير عبيد - تونس الجريحة و المخاض العسير