|
عبارات عنصرية ودعوة إلى الانفصال في افتتاح الشّان بالجزائر
ادريس الواغيش
الحوار المتمدن-العدد: 7495 - 2023 / 1 / 18 - 20:48
المحور:
الادب والفن
بقلم: إدريس الواغيش
مانديلا "الحفيد"، لم يأخذ الكلمة في افتتاح الشّان بصفته فنانا شهيرا أو رياضيا عظيما، ولكن بحكم أنه مرتزق جاء من دولة جنوب إفريقيا مهرولا يسعى، وهو يحمل على كتفيه عباءة مطرزة بزخارف إفريقية، كي يطلق عبارات "حي على القتال" في الصحراء المغربية، وأيضا "حي على الانفصال" من أجل فصل الجنوب المغربي عن شماله. كل هذه المهازل حصلت في حفل افتتاح "الشّان" من قلب الجزائر العاصمة. وما يؤسف له هو أن هذا المرتزق لطخ تاريخ جده نيلسون، الذي نحبه ونحترمه كمغاربة، بالخزي والعار، وما تناساه الجزائريون أن "الشان" محفل رياضي خاص بكرة القدم، مفروض فيه أن يقتصر على الرياضة ولا علاقة له بالسياسة، ولكن منظمو الشّان اختلط عليهم الأمر. وكان لهم رأي آخر...!! الظاهر أنهم ارتأوا، بعد تفكير عميق، أن "ملح الافتتاح" لن يكون سوى عبارات شتم وقذف في حق شعب جار لهم، وعربي، أمازيغي مسلم مثلهم هو المغرب. قد لا يصدق الكثيرون أنني لم أعر أي اهتمام لما سمعته من عبارات الإساءة لي، أقصد لنا ولبلدنا المغرب، وقد سمعتها بطبلتي أذني من أفواه بعض الجزائريين المنتقين بعناية من قبل عساكر الجنرالات (حتى لا نعمم). والظاهر أن هذه الشعارات كانت مبرمجة ومُعدة سلفا، رددها الجمهور الجزائري بلسان واحد في غباء بمدرجات ملعب مانديلا في بطولة "الشّان" التي لم يعد لها "شان"، وكلمة "الشّان"، لو يعلم الجزائريون، معناها هو القيمة والهمة أو عظمة الشأن في مفهومنا الجمعي بالدارج المغربي، وهو ما غاب عن هذه البطولة في غياب المنتخب المغربي، بصفته بطلا وحاملا لها في نسختيها الأخيرتين على التوالي. لا يختلف عاقلان على أنه كان كلاما جارحا وقاسيا، والأقسى منه، كونه صادر من أفواه جيران أشقاء يقاسموننا التاريخ والدين واللغة بعربيتها وأمازيغيتها، التاريخ والجغرافيا، ويدّعون "خاوة، خاوة" في ظاهر أمرهم وعكسها في باطنهم. وعدم اكتراثي لمثل هكذا كلام جارح جاء خارج كل السياقات المحتملة والممكنة، ليس لأنه لم يجرحني، وإنما لأنه صدر عن كائنات بشرية مريضة بمرض عضال اسمه المغرب، وتحتاج أكثر من أي وقت مضى إلى علاج نفسي وتقويم سيكولوجي، ولذلك يبقى مديحهم كما تجريحهم، سيّان عندي، ولا قيمة له، ولكن كل ذلك، لا يمنع من أن نطلب لهم الشفاء العاجل منا ومن بلدنا...!! هم عبّروا عن معدنهم وقيَمهم، واستقبلوا "حفيد" مانديلا المرتزق ليخطب فيهم "هيّا نقاتل، هيّا ننفصل..." في محفل رياضي مفروض فيه أن ينأى بنفسه عن السياسة. ولكن الجزائريون أرادوا من خلاله تمرير خطاب كراهية وعداء واضحين اتجاه المغرب، حتى لا نقول خطاب عنصري. وما غاظهم أكثر، هو أننا عبرنا لهم ولغيرهم في أكثر من مناسبة عما في داخلنا، كانت آخرها في مونديال قطر 2022، حين أظهرنا للعالم أجمع عن طريق الرياضة القيم الساكنة فينا وعن أصالة معدننا، وهي قيم إنسانية تجمعنا بهم كما بغيرهم، قيم المحبة، السلام، التسامح والأخوة... إلخ، وذلك من منطلق رياضي محض، بعيدا من مكر السياسة ودهاليزها، لأن لكل مجال أرضيته ورجالاته ومناسباته، وبالتالي كل واحد منا مرّر الخطاب الذي يتقنه، وفي اللحظة التي يرتضيها لنفسه. وقد اختار الجزائريون الوقت الخطأ الذي لا يناسبهم في وجود شهود عليهم من عيار ثقيل، كان من ضمنهم المشاهدون وعلى رأسهم رئيسا الكاف والفيفا، عبّروا بعفوية وأمام الملأ عن قيمهم ومعدنهم الحقيقي. المغرب غير مشارك في بطولة الشّان، لأسباب نعرفها، وقد نختلف في شأنها، ولم يكن في مواجهة مع فريقهم، ولا نحن ربحناهم بحصة ثقيلة أصابتهم في نخوتهم وكبريائهم، حتى يسمعوننا كلاما مثل الذي سمعناه، ولكن لا عجب، الباطني فيهم انعكس دون إرادة على ظاهرهم، من خلال سلوك خارجي عدواني. ما حدث، في نظري، له تفسير واحد، شحن إعلامي يومي مارسته الطغمة العسكرية الحاكمة على الشعب والشباب تحديدا، تبدأه آلتهم الإعلامية في الصباح ولا تنهيه إلا في آخر الليل. ودافع جنرالات الجزائر له ما يكفي من مبررات وأسباب نعرفها. ويمكن تلخيص آخرها في نجاحات المغرب وانتصاراته السياسية في المحافل الدولية وفي مجالات الصناعة والسياحة والاقتصاد، كما في التفوق العسكري على رمال وسماء الصحراء المغربية. وما زاد من كراهيتهم لنا أكثر، هذا الإبهار الأخير الذي حققه المنتخب المغربي في كأس العالم بقطر، مقابل فشلهم الذريع في كل ما ذكرناه سابقا، ولذلك يحاولوا يائسين أن ينسبوا لأنفسهم كل أصيل وجميل فينا ولدينا: الزليج، القفطان، الطاجين، حتى صومعة الكتبية بمراكش لم تسلم من أذاهم، وتمنوا لو أنها كانت فوق أراضيهم. جبال الأطلس وأسدها لم يسلم بدوره من مسخهم، ونسبوه إلى جبالهم ضدا في التاريخ والجغرافيا ومفهوم الأركيولوجيا ومنطق طبيعة الأشياء. قلدوا المغرب في كل شيء، بما في ذلك حفل افتتاح بطولة إفريقيا للاعبين المحليين(الشأن)، ونقلوه حرفيا عن افتتاح كأس أمم إفريقيا للسيدات في الرباط. ختاما، الله يخفف ما نزل بإخواننا الهوكاويين... والسلام.
#ادريس_الواغيش (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
با إدريس الخوري، المنشطر المستفز الساحر...!!
-
هل خرج المغرب عن نصّ الفيفا في «مونديال» قطر...؟
-
نصف نهاية مونديال قطر: معركة شمال- جنوب
-
هل تتعدى أحلامنا ما تحقق كرويا في مونديال قطر...؟
-
عبد الله ساعف يتحدث عن -الحاضرية- في الصحافة المغربية
-
كتيبة الأسود تتزعّم -مجموعة الموت-
-
متلاشيات الكون تحاصرني
-
ولاعة الغريب
-
ساكن في صمتي
-
يتناسخُ الكَونُ في جُرحي
-
«اللغة والمَعرفيّة» جديد البروفيسور أحرشاو
-
قيس الانقلابي يستقبل إبراهيم الانفصالي...!!
-
السياحة الداخلية في المغرب: أسئلة ورهانات
-
«تطوير التعليم: فرص للابتكار» محور مؤتمر جامعة الأخوين الدول
...
-
«تطوير العليم: فرص للابتكار» محور مؤتمر جامعة الأخوين الدولي
...
-
دعيني أستأنس بخطيئاتي
-
هل أصبحت تافها...؟
-
زرقة البحر تعرفني
-
الدرك الملكي في أزرو يفسد عليّ عطلة الأحد
-
أسابق ظلي نحو الغياب
المزيد.....
-
أولويات النهوض التربوي والتعليمي.. تأريخ لتطور التعليم في قط
...
-
وفاة الممثل الأمريكي ريان أونيل عن عمر ناهز 83 عاما
-
تدمير مسجد عبد الكريم الشاعر في خان يونس جراء غارة إسرائيلية
...
-
-في ألسنة اللهب- يحرز جائزة أفضل فيلم طويل في مهرجان البحر ا
...
-
نائب مندوب روسيا يفاجئ الحاضرين بالحديث باللغة العربية خلال
...
-
الفائز بنوبل للآداب يون فوسه: الكتابة يمكن أن تنقذ الأرواح
-
صاحب قصيدة -إذا توجب أن أموت-.. أصدقاؤه وزملاؤه: مقتل الكاتب
...
-
-اقتصادية قناة السويس-: استقبال 244 سفينة بالسخنة والأدبية
-
رفعت العرعير.. فلسطينيون ينعون الكاتب والشاعر الذي قُتل في غ
...
-
-الأستاذ- الفلسطيني يحصل على جائزتين في ختام مهرجان البحر ال
...
المزيد.....
-
الهجرة إلى الجحيم. رواية
/ محمود شاهين
-
سعيد وزبيدة . رواية
/ محمود شاهين
-
عد إلينا، لترى ما نحن عليه، يا عريس الشهداء...
/ محمد الحنفي
-
ستظل النجوم تهمس في قلبي إلى الأبد
/ الحسين سليم حسن
-
الدكتور ياسر جابر الجمَّال ضمن مؤلف نقدي عن الكتاب الكبير ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال وآخرون
-
رواية للفتيان ايتانا الصعود إلى سماء آنو
...
/ طلال حسن عبد الرحمن
-
زمن التعب المزمن
/ ياسين الغماري
-
الساعاتي "صانع الزمن"
/ ياسين الغماري
-
الكاتب الروائى والمسرحى السيد حافظ في عيون كتاب ونقاد وأدباء
...
/ السيد حافظ
-
مسرحية - زوجة الاب -
/ رياض ممدوح جمال
المزيد.....
|