أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ادريس الواغيش - عبد الله ساعف يتحدث عن -الحاضرية- في الصحافة المغربية















المزيد.....

عبد الله ساعف يتحدث عن -الحاضرية- في الصحافة المغربية


ادريس الواغيش

الحوار المتمدن-العدد: 7455 - 2022 / 12 / 7 - 23:27
المحور: الادب والفن
    


بقلم: إدريس الواغيش
افتتح مختبر الدراسات الأدبية واللسانية وعلوم الإعلام والتواصل وشعبة علوم الإعلام والتواصل بكلية الآداب والعلوم الإنسانية سايس- فاس الموسم الجامعي 2022- 2023 بدرس ألقاء المفكر المغربي عبد الله ساعف في موضوع: «الإعلام، الصحافة والعلوم الاجتماعية». وقد افتتح الدكتور محمد القاسمي الدرس بكلمة ترحيبية بالحضور وتعريف بالضيف بصفته واحدا من أبرز رجالات الفكر والأدب والعلوم السياسية والاجتماعية وله العديد من المؤلفات، وحضوره في المجال الفكري والثقافي المغربي وازن. كما عمل ساعف كمفكر على تفكيك المفاهيم والآليات المعرفية ونشر الوعي والمعرفة في المشهد المغربي من خلال إسهاماته ومحاضراته المتعددة في المغرب وخارجه. وعبد الله ساعف واحد من الذين تجرّدوا من عباءة الإيديولوجيا بمفهومها الحزبي الضيق، وانحاز إلى البُعد الفكري والتعدّد المعرفي.
الدكتور سمير زويتة عميد الكلية أشار من جهته إلى الثورة الإعلامية الغير مسبوقة التي يعرفها المغرب كما العالم بسبب "تراجع الإعلام الكلاسيكي من جهة، والتطور السريع لشبكات التواصل الاجتماعي من جهة أخرى"، وأيضا إلى "تداخل العلاقة بين الإعلام التقليدي والإعلام الجديد في سياق تمدّد الإعلام الاجتماعي بكل شبكاته." وأصبح لزاما، كما يقول بعض المفكرين، العمل على تقليص آليات احتكار الدولة للمجال الإعلامي، وذلك من خلال قنوات تصريف المادة الخبرية عبر الإعلام الجديد، واستغلال الهاتف النقال، ليس للتواصل بين الأشخاص وإنما لنقل المعلومة وترويجها، إلى درجة أنه" أمكن لأي شخص أن يصبح ناقلا وموصلا لمعلومة" كما جاء في كلمة السيد العميد، هو الذي أنهى مداخلته بسؤال جوهري حول "كيفية التعامل مع هذا الفضاء، دون السقوط في الاستلاب وفقدان الذات والهوية والسيطرة على الواقع". سؤال يقتضي العمل على مقاربات أخرى من منظور تخصصات متعددة، وهو ما أعطي لاستضافة الأستاذ عبد الله ساعف "دلالة أقوى ورمزية أعمق" يضيف السيد بوزويتة، بصفته ففيها اجتمع فيه البُعد السياسي وحسن التداول الاجتماعي الثاقب، وكونه الخبير بقضايا العصر، شاكرا له قبوله الدعوة. الدكتور محمد القاسمي مدير المختبر ومن جهته، قبل إعطاء الكلمة للضيف، عرّج متحدثا عن علاقة علوم الإعلام بالعلوم الاجتماعية وعلوم أخرى كعلوم الاقتصاد وعلم النفس والأنثروبولوجيا وتأثيره على الرأي العام وغيرها. وهو ما يسمى «علم الاجتماع الإعلامي".
الدكتور عبد الله ساعف تحدث عن "الكتابة الصحفية والعلوم الاجتماعية" وعن الصحافي الكلاسيكي الذي يكتب ويحلل في الصحيفة، مبرزا الفرق بين الإعلام والصحافة والإعلام الكلاسيكي. وكيف أصبحت مهنة الصحافي مفتوحة، والحصول على بطاقة الصحافة لا تخضع إلى ضوابط محددة.
يقول ساعف "هناك من أتى إلى الصحافة من العلوم الاجتماعية أو الاقتصادية والعكس" أو حتى من الأدب، و"أصبح لهم إشعاع عالمي مثل ميلتون فريدمان في النيويورك تايمز"، ولكن ما نحتاجه اليوم هو "دراسة المسار النموذجي للصحافي المغربي، لأنه لا زال مجهولا ولم يأخذ حقه الاهتمام العلمي". بعد ذلك تطرق إلى أسئلة أخرى مثل التكوينات، وأي علوم اجتماعية يستند عليها تكوين الصحافي المغربي؟ وماذا يدرس بشكل عام؟ وما هي النتيجة؟ وكيف ستكون الخلاصات؟ هل هناك تكوينات منسجمة تعطينا فكرة عن الصحافي المبحوث عنه، وبتوجهات بحث علمي ممكنة. كما أشار إلى علاقة تبدو أساسية في الموضوع، مثل مقالات كارل ماركس صاحب "رأس المال" وإنجلز وغيرهما حول المغرب، ولا عجب في ذلك، لأن كبار المفكرين والاقتصاديين كانوا يكتبون في الصحافة من أجل العيش. يقول ساعف أن "النظرية دائما ما تغذي وتغطي التغطية الصحفية اليومية على ضوء النظرية، حيث يوجد رأس المال، يوجد تقدم حضاري بالنسبة لنظرية كارل ماركس، وبالتالي يمكن للمغرب أن يقبل المنجز الاستعماري". وبالتالي "الإسبان هم القادرون على إدخال رأس المال إلى المغرب"، وهكذا يبسط الكتاب أو المنظرون أطروحتهم ونظريتهم، حتى تجد منفذا إلى أرض الواقع. كارل ماركس كان يرى أن "كل منطقة لا يوجد فيها رأس المال يجب استعمارها، ولكن إسبانيا غير قادرة على ما فعلته فرنسا في الجزائر" يضيف ساعف.
الكتابة الصحافية تهيئ الكتابة الأكاديمية في العلوم الاجتماعية، والنموذج هو ريمون آرون، وهو أحد كبار مفكري القرن العشرين، وكان صحافيا كبيرا في صحيفة لوفيغارو الفرنسية. ويقول"تغطية الأحداث عن طريق الصحافة، تهيء في الغالب إلى مرحلة لاحقة هي التنظير"، وكتابات آرون الصحافية تم تعميقها وصياغتها وإعطاؤها المزيد من المصداقية، وهكذا أصبحت كتبا ومراجع، و"الكتابة الصحفية غالبا ما تدعم النظرية، والتركيز على موضوع معين ينتج الرؤية بمفاهيم جديدة وعلاقات أخرى، مثلما فعل ماكس فيبر"(1960- 1920)، ورغم ذلك لا زالت له مكانة محورية في التنظير. وقد أثَّرَت أفكاره بعمقٍ على النظرية الاجتماعية والبحثِ الاجتماعي، وكل كتاباته جُمّعت ثم ترجمت، ومن ضمنها الكتاب الأساسي "الاقتصاد والمجتمع"، وفيبر بصفته عالم اجتماع وكاتب صحافي، سبق له أن كتب عدة مقالات حول القومية الجرمانية، وهذا ما وقع في عالمنا العربي مع وضّاح شرارة.
الطاقة الذهنية ضرورية للفصل بين الاثنين، وهو أن نميّز بين قدرة الباحث على الفصل بين اهتماماته الصحافية والأكاديمية، وبين ما هو صحافي وما هو علمي أكاديمي محض. ولذلك يقال إن راهنية بعض المقالات الصحافية تكون مؤقتة. كما أن "الكتابة الصحافية المكتوبة تعتبر كمادة خام تغدي الأبحاث في مختلف المجالات العلمية، وهذا ما يظهر قوّة الصحافة وأهميتها". وقد سبق لسمير أمين أن بدأ كتابه (L’échange inégale) بجملة تقول: «لقد اختفت العلوم الاجتماعية، وتركت المجال للكتابة الصحفية"، وهذا قول فيه استخفاف واضح بالمعلومة وبالصحافة، وينسى وضاح أن الصحافي يتخذ احتياطات منهجية مهمة واخيار عبارات معينة لإيصال المعلومة للقارئ بدقة"، لأن هناك حدود واضحة تفصل بين الكتابة الصحافية والعلوم الاجتماعية، وبين الآثار البنيوية فيهما معا، وهو ما يسمى "نزعة الحاضِرية" (أي من الحاضر)، لأن "اللحظة الآنية تطغى على الحدث، وفي الصحافة يكون لآخر حدث مضامين وهمية، ومع ذلك أصبحت "الحاضرية" تطغى بشكل قوي"، فمثلا "الأزمة بين فرنسا والمغرب، لا أحد له حجة بوجودها من عدمه أو وثيقة تؤكد ذلك، ولكن المؤشرات السطحية تظهر أن هناك أزمة"، وإن كان لا أحد له حجج على ما يقع في الكواليس بين الدولتين. ويقول ساعف أن "الحاضرية تطغى على الصحافة، ولكن ليست هناك دراسات أكاديمية في هذا المجال".
وانتهي الدرس الافتتاحي للموسم الحالي في كلية فاس- سايس بأسئلة الحضور وأجوبة المفكر المغربي عبد الله ساعف، هو الذي لم يكن بخيلا في ردوده وأجوبته على كل من سأل.



#ادريس_الواغيش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كتيبة الأسود تتزعّم -مجموعة الموت-
- متلاشيات الكون تحاصرني
- ولاعة الغريب
- ساكن في صمتي
- يتناسخُ الكَونُ في جُرحي
- «اللغة والمَعرفيّة» جديد البروفيسور أحرشاو
- قيس الانقلابي يستقبل إبراهيم الانفصالي...!!
- السياحة الداخلية في المغرب: أسئلة ورهانات
- «تطوير التعليم: فرص للابتكار» محور مؤتمر جامعة الأخوين الدول ...
- «تطوير العليم: فرص للابتكار» محور مؤتمر جامعة الأخوين الدولي ...
- دعيني أستأنس بخطيئاتي
- هل أصبحت تافها...؟
- زرقة البحر تعرفني
- الدرك الملكي في أزرو يفسد عليّ عطلة الأحد
- أسابق ظلي نحو الغياب
- -الخطاب بين القراءة والتأويل- محور ندوة دولية بفاس
- أسئلة الزمن وصياغتها الجمالية في شعر مليكة العاصمي
- ميلاد أكاديمية بفاس لكمال الأجسام والفتنس
- نوستالجيا: هل يكون أخنّوش أَمَرُّ عِقْداً وأحكمُ أمرًا من صا ...
- الحَرب المُمكنة خسرتها الجزائر


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ادريس الواغيش - عبد الله ساعف يتحدث عن -الحاضرية- في الصحافة المغربية