أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ادريس الواغيش - هل خرج المغرب عن نصّ الفيفا في «مونديال» قطر...؟















المزيد.....

هل خرج المغرب عن نصّ الفيفا في «مونديال» قطر...؟


ادريس الواغيش

الحوار المتمدن-العدد: 7468 - 2022 / 12 / 20 - 02:40
المحور: الادب والفن
    


بقلم: إدريس الواغيش

دولة عربية مسلمة من إفريقيا، مستعمرة الغرب السابقة، تنافس على الفوز بكأس العالم، وتدخل تاريخ كرة القدم من بابه الواسع. حدث استثنائي في أي كأس من كؤوس العالم، لم يحدث بالصدفة، وإنما بتحقيق أسود الأطلس إنجاز رائع. والحقيقة أن ما قدمه المنتخب المغربي في "مونديال" قطر 2022 كان شيئا خرافيا، سيبقى يذكرنا به التاريخ في كل دورات كأس العالم القادمة، رغم أنف المُستعمر ومن بقي من أذنابه وانحياز الفيفا الفاضح، بالإضافة إلى ما تعرضنا له من ظلم في تحكيمي وعوائق أخرى موضوعية. ما لم تستسغه أوروبا هو أن أغلب المستعمرين القدامى لقارة إفريقيا خرجوا من المونديال: بلجيكا، إسبانيا، هولندا، البرتغال وإنجلترا، وبقي المغرب وحده يصارع الأقوياء، وهو ما شكل غصة في حلق من يتحكمون في دهاليز الفيفا. وبعيدا عن الفريق الفائز، لم تكن نسخة قطر مجرد مقابلات في كرة القدم، شئنا أم أبينا، ولكن حربا باردة بين الأخلاق وقلة الأخلاق، وتجاذبا بين الألوان الطبيعية وألوان أخرى تمثل علم قوس قزح، وأيضا تنافسا بين ثقافتين متباينتين وديانتين وحضارتين مختلفتين. معركة لإثبات الذات بين العرب والعجم أولا، وأخرى لاسترجاع ثقة شعوب الجنوب في أنفسهم علاقته في علاقتهم بالغرب المتغطرس في الشمال ثانيا، ثم مقارعة الشرق العربي الإسلامي للغرب الأوربي المسيحي على المستوى العقائدي والأخلاقي ثالثا، ولذلك فإن هذه الدورة خلفت وراءها نتائج على عدة مستويات:
1- على المستوى الأخلاقي : شكلت علاقة اللاعبين المغاربة بآبائهم وأمهاتهم حدثا استثنائيا، عناق ورقص في المدرجات وفوق العشب بشكل أذهل العالم، وهو سلوك لم يكن يعرفه الغرب المتحضر أو نسيه في زحمة الجري وراء لقمة العيش، ولم يكن يعرف شيئا اسمه "رضى الوالدين" عندنا كعرب ومسلمين، وأصبحوا يجهلونه في قيم الغرب وحضارته.
2 - على المستوى القومي: لاحظ الجميع في العالم، كيف تجدّدت روابط الأخوة بين مكونات الشعوب العربية من عرب وكرد وأمازيغ، وتشجيعهم للمنتخب المغربي من الشرق إلى الغرب بكل جنسياتهم داخل أوطانهم وخارجها، وكيف حضر العلم الفلسطيني في الملاعب والمدرجات والأسواق القطرية، وبذلك تم التعريف بالقضية الفلسطينية، إذ كان يشاهد أعلام فلسطين مليارات المشاهدين عبر قنوات العالم، وعجل الجمهور العربي برحيل الصحافة الإسرائيلية من ملاعب قطر وساحاتها، ولم يتمكنوا من تغطية الأحداث إلا بطرق ملتوية. وأصبح التصريح بجنسية الإعلاميين الإسرائيليين يشكل إحراجا لهم مع الجمهور العربي، وهو ما أظهر بأن عملية التطبيع مع إسرائيل ليست سوى مجاملة سياسية تخص الحكومات العربية، ولا علاقة للشعوب بها، بما في ذلك شعوب الدول الأكثر تطبيعا مع إسرائيل. كل ذلك قرأته الجهات النافذة في الفيفا بشكل مختلف في دهاليز السياسة والاقتصاد الأكثر تأثيرا في العالم.
3-على المستوى العقائدي: سجود اللاعبين المغاربة عند كل انتصار حمدا لله، جعل العالم يبحث عن سر تلك السجدة. اعتبره بعض المحللين سجودا للجمهور، وارتأى آخرون أن رفع السبابة إلى السماء عند كل انتصار شكرا لله هو دعوة للإرهاب، وذهب البعض إلى أنه لا يختلف عمّا يفعله الإرهابيون...!!
4- على المستوى المغربي : أصبح ذكر المغرب على كل لسان، لا يختلف في ذلك عن دولة قطر المنظمة للتظاهرة مناصفة مع الدول التي وصلت إلى المربع الذهبي. ونال المغرب والمغاربة احترام الشعوب العربية والمسلمة وشعوب العالم الثالث، وأبطل سحر مفعول الإعلام المعادي لوحدتنا الترابية. وهو ما سيكون له انعكاسات مستقبلا على بعض السياسات، وعلى السياحة الدولية وجلب المزيد من الاستثمارات، وقد تستقر بعض الشركات العملاقة مستقبلا في المغرب. واعترف كبار الرياضيين بالمستوى الرفيع للكرة المغربية، بما في ذلك الظاهرة بيلي
5- على المستوى المالي: سيربح المغرب منحة مالية كبيرة تقدر بحوالي 25 مليون دولار ستدخل إلى خزينة الدولة، وهو مبلغ كافي لبناء ملاعب وأكاديميات كروية جديدة ومشاريع أخرى، بالإضافة إلى مداخيل مبيعات قمصان المنتخب الوطني المغربي التي تزايد الطلب عليها في مختلف بقاع العالم، ومستقبلا ستتهافت الشركات على التعاقد مع الجامعة الملكية لكرة القدم طمعا في جني أموال طائلة، عكس ما كانت تسير عليه الأمور في الماضي.
كرة القدم بين الربح والخسارة:
كرة القدم لعبة مثلها مثل باقي الرياضات، فيها ربح وخسارة، ومع ذلك كل الفرق تصر على الانتصار، كما الجيوش في الحروب، وهي غريزة مستبدة بالبشر، فلا أحد يريد الهزيمة لنفسه. ومونديال قطر أظهر تعاطفا فريدا من نوعه في العالم مع المنتخب المغربي، احتفلت بانتصاراتنا كل شعوب الأرض من آسيا إلى إفريقيا وجنوب أمريكا. وهذا يظهر رغبة شعوب الجنوب في الانعتاق من هيمنة الشمال، يقابلها إصرار كبير من الشمال على الاستمرار في السيطرة على كل شيء، بما في ذلك كرة القدم. وعشية مقابلة المغرب والبرتغال المؤدية إلى النصف نهائي، شاهدت عبوس ملامح إفانتينو بعد إعلان حكم المباراة انتصار المغرب في الربع. لم يكن جياني سعيدا بما جرى، فضحت الكاميرات جغرافية ملامح وجهه المعبرة، لأن هزيمة رونالدو ورفاقه عقدت حساباته. كان مرور دولة عربية مسلمة وإفريقية من العالم الثالث إلى نصف نهاية كأس العالم خروجا عن النص، وعن طاعة الفيفا. وجياني السويسري-الإيطالي الأصل لا يختلف عن أي تاجر أو رجل أعمال، لا يهمه سوى الربح والمزيد من الإيرادات. والفيفا تبقى في الأول والأخير مؤسسة ربحية وليست مؤسسة خيرية، وبالتالي سياستها لا تختلف عن الصناديق الدولية الكبرى، هي مثل غيرها من المؤسسات، أداة من الأدوات لتكريس هيمنة الغرب، وإلزام الشعوب المستضعفة على التبعية.
عود على بدء، حضور ماكرون وإجبار الحكم المكسيكي على الانحياز، بشكل أو بآخر، لم يكن سوى استشعارا أوربا بالهزيمة والخروج خاوية الوفاض من أهم محفل كروي بالعالم، ولذلك سارع بالمجيء على عجل، وهو على علم بعدم تأهل إيطاليا وخروج ألمانيا مبكرا تحمل شارة المثليين كما إنجلترا، تبعتها إسبانيا ثم البرتغال، وبالتالي لم يبق غير فرنسا، وعليها أن تدافع عن شرف الغرب الأوربي، لأنه في حالة فوز المغرب، ستكون نهاية المونديال بين إفريقيا وأمريكا اللاتينية، وقد يفوز المغرب، وهو ما لا تقبل به الفيفا، فرحة يستكثرها الغرب على العالم الثالث. لا ننكر أن فرنسا بطلة العالم وتملك فريقا كبيرا ولاعبين مهرة، مبابي الخارق تبلغ قيمته التسويقية 206 مليون يورو، فيما تبلغ قيمة الفريق الفرنسي حوالي المليار يورو. على الجانب الآخر، قيمة ميسي التسويقية تفوق 60 مليون يورو، بعد تراجع قيمته التسويقية، فيما قيمة الفريق الأرجنتيني تقدر بحوالي 608 مليون يورو. كان واضحا أن الفيفا برئيسها وأجهزتها تسعى جاهدة لأن تصل فرنسا والأرجنتين إلى النهائي، وبالتالي يسهل تسويق نهاية المونديال على نطاق واسع وبربح وفير، وهذا هو الأهم عندها، والدليل هو أغلب رؤسائها ودعوا الفيفا بفضائح مالية من بلاتر إلى بلاتيني وغيرهم. لا لوم على الحكم المكسيكي الشريك الرئيسي في وأد فرحتنا، لأن الإعلان عن ضربتي جزاء كان سيغير مجريات المقابلة، ومع ذلك رأينا تقزّم الفريق الفرنسي بنجومه ورجوعه إلى الخلف. لم يكن "طاكتيك" من ديشان، ولكن نتيجة شراسة هجمات أسود الأطلس. والعملية الكروية في كأس العالم لم تخل يوما من تلاعب أو بيع وشراء، والفيفا ليس في صالحها أن يلعب المغرب النهاية، ولكن أن يكون طرفا المقابلة فرنسا والأرجنتين، لأنهما تملكان نجوما لهما متابعين في جميع أنحاء العالم، وتستطيع بفضلها الترويج للمقابلة بشكل أفضل، وفي هذه الحالة لن تجد أحسن من ميسي ومبابي. الأمور أصبحت واضحة ولا تحتاج إلى تفسير، وقد كان مرتبا لها بشكل مدروس، وبدا واضحا شد الحبل بين ماكرون والفيفا في تحديد الفائز. أما احتلال كرواتيا المركز الثالث، فقد كان تكريما لمودريتش وفريقه ريال مدريد، وطبيعي أن يقف الحكم ضدنا، سواء كان عربيا أو أعجميا. المسألة في النهاية أكبر من طموح الركراكي مدربا شابا آمن بحلمه، ويكفينا فخرا أن نرى لأول مرة في تاريخ الكرة المغربية جمهورا يبكي، لأن منتخب بلاده لم يفز في مقابلة نصف نهاية كأس العالم. هنيئا لأسود الأطلس هذا التشريف وهذه المرتبة، شكرا للمدرب وليد الركراكي ومن معه من جنود الخفاء، أسعدتمونا على مدار هذا المونديال. شكرا للجمهور المغربي الرائع المقيم أو الذي رحل إلى قطر من أجل تشجيع لاعبي المنتخب المغربي.



#ادريس_الواغيش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نصف نهاية مونديال قطر: معركة شمال- جنوب
- هل تتعدى أحلامنا ما تحقق كرويا في مونديال قطر...؟
- عبد الله ساعف يتحدث عن -الحاضرية- في الصحافة المغربية
- كتيبة الأسود تتزعّم -مجموعة الموت-
- متلاشيات الكون تحاصرني
- ولاعة الغريب
- ساكن في صمتي
- يتناسخُ الكَونُ في جُرحي
- «اللغة والمَعرفيّة» جديد البروفيسور أحرشاو
- قيس الانقلابي يستقبل إبراهيم الانفصالي...!!
- السياحة الداخلية في المغرب: أسئلة ورهانات
- «تطوير التعليم: فرص للابتكار» محور مؤتمر جامعة الأخوين الدول ...
- «تطوير العليم: فرص للابتكار» محور مؤتمر جامعة الأخوين الدولي ...
- دعيني أستأنس بخطيئاتي
- هل أصبحت تافها...؟
- زرقة البحر تعرفني
- الدرك الملكي في أزرو يفسد عليّ عطلة الأحد
- أسابق ظلي نحو الغياب
- -الخطاب بين القراءة والتأويل- محور ندوة دولية بفاس
- أسئلة الزمن وصياغتها الجمالية في شعر مليكة العاصمي


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ادريس الواغيش - هل خرج المغرب عن نصّ الفيفا في «مونديال» قطر...؟