أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ليث الجادر - المهدي المنتظر ..بعد مسيا والمسيح















المزيد.....


المهدي المنتظر ..بعد مسيا والمسيح


ليث الجادر

الحوار المتمدن-العدد: 7493 - 2023 / 1 / 16 - 17:16
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


حينما يكون تفسير الواقع بما هو واقعي عصيا او مغيب ’ تكون ممكنات التفكير الماورائي محفزه ومهيئه لتحرر العقل من الاشكاليه وتقفز به الى آلية التخيل والوهم ..الوقوف امام تحصينات مضمون الواقع وممانعة جوهره وتحت شده المطلب الملح لتغيير شكل الواقع , لايمكن الا ان يؤدي الى خلل في اداء التفكير وبناء العقليه الاجتماعيه , هذا الخلل يمكن الاستدلال عليه وبصوره مؤكده من خلال الافكار الماورائيه ومشاريع تطبيق مفرداتها وتشعباتها الاقتصاديه والاجتماعيه ,فلقد بقت الافكار الماورائيه بما فيها من دين وقومويه ووطنيه برجوازيه قاصره على التلابس مع الواقع بما يستجيب لتصديق النتائج المنتظره للعقليه الماورائيه , فالحق الماورائي لم يفلح وعلى مدى التاريخ من ان يحقق اي نسبه من العدل المبتغى والذي تبنته العقليه الماورائيه الاجتماعيه , يظهر هذا واضحا وبشكل مؤكد في الاديان الموحده , التي سعت الى تجديد اطروحاتها فتراجعت خلالها من مشروع خلاص مطلق الى مشروع تبشيري لظهور المخلص ,اليهوديه وحسب اللائحه للمبادىء الثلاثه عشر تبشر( بالماشيح) او( المسيا )وهو مخلص الشعب اليهودي ..لم يكن للماشيح او المسيا كشخص بعينه , ذكر ايام اليهوديه الاولى , لكن بعد ان تم خلاص اليهود الاول من سطوة الفراعنه ومن ثم وقوعهم لاحقا وبعد فتره زمنيه طويله تحت سطوه الاسر البابلي ..ظهرت للماشيح ملامح تفسيريه واستنتاجيه رسمت عليها هويته وشخصيته المفترضه ..المسيا كان قبل الانتكاسه الثانيه للشعب اليهودي , اما ان يكون كاهنا او ملكا او نبي ..الثلاثه هؤلاء حينما يبرز دور احدهم بشكل متميز نحو الاصلاح والنهضه بالشعب اليهودي ’ فانه يدعى مسيا وحينها يمسح بالزيت المقدس وينصب منقذا ..( لم يدع احدا يؤذيهم بل وبخ من اجلهم ملوك , لا تمسوا مسحائي ولا تؤذوا انبيائي /1 سفر اخبار الايام 16 )..فموسى مسح هارون ككاهن ليكون هارون مسيا كاهن ..ومسح ايليا بامر الرب اليشع بن شافط ليخلفه (يخلف ايليا ) نبيا من بعده ..فكان اليشع مسيا نبي ...وكذلك كان هناك ملوك ممسوحين امثال حزائيل وياهو ...وهكذا كان المسيا او الماشيح وظيفه او مهمه ينهض بها شخص مخلص وقد يجمع هذا الشخص دورين من بين الادوار الثلاثه ( الكاهن , النبي , الملك ) فاما ان يكون كاهن وملك او ان يكون نبي وملك ...بعد ال(سبي ) بدأت تتبلور ملامح اخرى للمسيا .. فضعف دور الكهنه واختفاء الملوك والغياب القسري للانبياء ..حول المسيا الى مجسد متخيل يجمع بين كل هؤلاء ! وقبل هذا كان اليهود قد خرجوا عن الاطار المحكم الاغلاق على نسب المسيا المحدد بخلف ملكهم داود والذي من المشترط ان يكون المسيا منهم , حينما اعتبروا الملك الفارسي كورش على انه هو المسيا بمعناه المخلص !...
"(يرد الرب إلهك سبيك ويرحمك ويعود فيجمعك من جميع الشعوب الذين بددك إليهم الرب إلهك، إن يكن قد بددك إلى أقصاء السموات فمن هناك يجمعك الرب إلهك ومن هناك يأخذك ويأتي بك الرب إلهك إلى الأرض التي امتلكها أباؤك فتمتلكها ويحسن إليك ويكثرك أكثر من آبائك /سفر التثنيه 5-3/30 )


صاحب كتاب (شرائع الملوك وحروبهم ) وهو الحاخام ابن ميمون , يقول - كل من لايؤمن به او لاينتظر مجيئه لن يكون فقط يتحدى ويقاوم ما قاله الانبياء بل سيكون رافضا للتوراة ولموسى معلما – هكذا هو الماورائي بمقدوره ان يصطاد اي لمحه عابره ليجعلها ليست فقط من الواقع بل متحكما فوقيا على الواقع ..ليست العقليه البشريه ذات طبيعه ماورائيه مقارنة بالسلوكيات التنبئيه لكثير من الكائنات الحيه , بل ان الماورائيه الانسانيه يتم انتاجها بسببيه واقعيه ..الاحساس بمرارة الواقع ومحاولة تصحيحه دون توافر امكانيات وعيه هي التي تنتج الماورائيه بكل ما فيها من تخيل ووهم , ثم يكرر انتاجها بعد ان تتحول الى عقليه اجتماعيه ..في النص اعلاه وهو نص كتب في التوراة البابليه اي في الفتره الزمنيه اللاحقه لتهاوي المنهج والمجد التوارتي الموسوي , القراءه الموضوعيه للنص باعتباره واقعي بالافتراض , لا نجد اشاره صريحه للمخلص الا بكونه مستنتجا منطقيا , فالخطاب موجه لشعب اليهود ولكن الكيفية التي يتم فيها وعد الخلاص هنا ’ لا يمكن ان تتم وبشكل بديهي الا بوجود اداة التخليص الذي يكون هنا هو المسيا او الماشيح ..بعد الشتات لم يعد هناك فرصه لان يتم الاتفاق المباشر والصريح على المسيا الممسوح بالزيت ,,لهذا تحول معنى المسح بالزيت الى مسح بالروح الربانيه (نزلت علي روح السيد الرب لان الرب مسحني لابشر المساكين ’ ارسلني لاعصب منكسري القلب , لانادي للمسبيين بالعتق وللمأسوريين بالاطلاق , لانادي بسنة الرب المقبوله للرب / اشعياء 61,1-3 ) بالمقابل طبيعة مسيا الناوستيه تضعف وتتلاشى بمقابل الطبيعه اللاهوتيه , فهو كانسان ذات طبيعه اعتياديه صار غير مؤهل للقيام بدوره , وقدرته المفترضه لان يقوم بالخلاص صارت مبهمه وهذا يعني انه اقترب اكثر فاكثر الى الطبيعه اللاهوتيه التي ستوفر له قدره فوق قدرات الانسان وتقترب من الاقترات بقدرات الرب ان لم تكن هي جزء منها وسنرى لاحقا كيف ان عيسى قد تمتع بتلك القدرات .وفي العوده للنص التوراتي السابق .نرى ان هؤلاء المسبيين والماسوريين لم تبقى يهوديتهم نقيه كما كانت ولم تبقى دينونتهم لاله اسرائيل كما كانت من قبل في الممارسه والطقوس , فابناء صهيون صاروا لايميزون بين ايام عاسوره وهي الايام التي بسط بها رب صهيون يده على المصريين ليبيدهم وبين موسم احتفاء البابليين بايام هبوط الاله دموزي البابلي وانعتاقه المؤقت من العالم السفلي ...( فجاء بي الى مدخل باب بيت الرب الذي من جهة الشمال ’ واذا هناك نسوة جالسات يبكين على تموز , فقال لي : أرأيت هذا يا بن ادم ؟ بعد تعود تنظر رجاسات اعظم من هذه . سفر حزقيال 14-15 الاصحاح 8 )...وهكذا يتحول خيار الاصلاح في التوراتيه القديمه الى مشروع خلاص مقترن بتسخيص مسيا كمنقفذ شامل ونهائي ..وهذا ماعبد الطريق وان كان شاقا امام اليسوع ليعلن نفسه الرب او ابن الرب المخلص , فمسيا اللذي كان من ذي قبل يمكن ان يكون كصلحا دينيا يعالج عوجا ما او نبيا يحوز على صلاحيه توجيه باسم الرب او ملكا يعيد بناء دوله لليهود ليجمع بعض الشتات منهم او يقودهم في حملة عسكريه محدده للنصر على قوم محددين ..صار الان هو المنقذ النهائي والمخلص الابدي لشعب اليهود ومنفذا اخير لكلمات الرب ..لهذا قال اليهود اللذين اتبعوا اليسوع ( قد وجدنا ,مسيا الذي تفسيره : المسيح , فجاء به الى يسوع /انجيل يوحنا 1/41-42 ) الذي تفسيره المسيح ..هذه العباره تؤشر الى ان هناك تفسيرات اخرى كانت قد تمت لماهية المسيا ...ولهذا وبعد قرون من اللغط والاختلاف والجدل بين الطوائف والاتجاهات المسيحيه , تم انتاج مقوله الطبيعه الثنائيه لليسوع ( الناسوتيه – اللاهوتيه ) وهو بهذا الوصف يتوسط الانسان والله ..العقليه الماورائيه اضطرت تحت تاثير وضغط الواقع الملموس من ان تلابس ذات الماورائي في المحسوس المادي ..فاليسوع القادر على امتلاك قدرات الرب في الشفاء والاحياء للموتى ..هو ذاته قد مات مصلوبا ..المسيا التوراتي تلاشى دوره المنتظر في الخلاص المادي الواقعي , وبتجسده في اليسوع صارت مهمته هي الخلاص الروحي التي تتمحور على هزيمه الخوف من الموت , وهذا يعني هزيمة الشيطان الذي يزرع هذا الخوف في نفس الانسان وبالتالي وتحت وطئة الواقع يضطر الى ارتكاب الاثم ونسيان تعاليم الرب ..لكن هذه المهمه لم تكتمل ايضا , فاليسوع قتل مصلوبا ’ وعند اخريين رفع الى السماء , ومازالت الخطيئه باقيه ...اذن يجب ان يعود المسيا , يعود المسيح , لينفذ مهمته التي انيطت به ايام عهد اليهوديه الاول .. يعود مخلصا ماديا ومعنويا كملك يبني مجد الرب ...المسيحيون ينتظرونه بما هو المسيح واليهود ينتظرونه بما هو مسيا القديم الذي سيجمع شتات بني اسرائيل ويقيم مجدهم الذي ترضح له كل الشعوب والاقوام ..حتى لاتموت اليهوديه يجب انتظار المسيا ’ وحتى تنتصر الانسانيه على الموت يجب ان تنتظر المسيحيه عوده من انتصر على الموت ,,وما بين تدافع المسيحيه واليهوديه في التسابق للحاق بالمسيا المخلص ’ كان العرب وبحكم قربهم المكاني ونشاطهم التجاري ,يتمايلون بين تفاصيل ونشاط ذاك التسابق ..ونحن اذ نقول العرب فهذا لايتضمن معنى الامه او الشعب لانهم في حينها , كانوا قبائل وشعب – بضم الشين – وهذه الاشاره مهمه لتوضيح ماهية تاثر العرب بمفاهيم اليهوديه والمسيحيه ..فالماورائيه العربيه لم تكن مرهونه بحس قوموي متعصب كما في اليهوديه ’ وهي ايضا لم تكن مرتبطه بما بعد الموت وبالتالي تكون اكثر روحية ورمانسيه سلوكيه كما هي في المسيحيه . الماورائيه العربيه موظفه كليا لتنمية الجانب المادي المباشر , وهي اكثر ارتباطا محددا بالمشكله التي تعاني منها القبيله ’ من ارتباطها بالفردانيه وتساؤلات الفرد الوجوديه ...لم تكن للالهات التي عبدها او تزلف لها العرب ’ وعودا مؤجله الى ما بعد الموت ! وهي ايضا ليست معنيه بمجد العرب الدنيوي ولم يكن لها اوامر تاديبيه او شروط قسريه تقمع الطبيعه الانسانيه , انما كانت قوى حليفه لنصر في القتال وصديقه في التجانس والولاده وراعيه للابل وحاميه للقوافل ..الخ العرب في هذا الجانب كانوا شتات ماورائي شمل ما يقارب (360 صنما ) تمثل تفسيرات مختلفه لتجسد الهات رئيسيه كبرى وهي ( الات , وعزى , وهبل , ومناة وذو الخصله والطاغوت والاقيصر والكاهل...الخ )...هذا كان يشمل شرق ووسط شبه الجزيره ..بينما كان جنوبها الذي يختلف عن الاجزاء الباقيه في النواحي الحضاريه وتشكيلة البنيه الاجتماعيه المعتمدين على الاقتصاد الزراعي والتجاره , يشهد حاضرا ماورائي وديني اكثر ميلا للتجانس والتلاقي العابر للقبليه ..كان الاله في الجنوب مرتبطا ارتباطا وثيقا بالدوله – حيث لادوله في باقي ارجاء الجزيره سوى نماذج غير مكتمله وغير ناضجه – فلمملكه سبأ الهة (المقه ) ولمملكة معين –ود- ولمملكه حضرموت –سين - ..تطور الاقتصاد التجاري لدى العرب في اواسط الجزيره العربيه وشمالها كان عاملا حاسما في ان يتاكل الانغلاق القبيلي في ماورائيته ليبدأ بتلابس المتدرج مع العقائد السائده في محيطه الجغرافي ..كان لهذا التلابس اشكال عده وصور مختلفه ومتشابكه الرصد , خصوصا مع الاديان اللاسماويه من مانويه وزرادشتيه واديان الساميه القديمه ’ اما المسيحيه فانها صدرت الى شمال الجزيره الغربي والشرقي بتاثير الحضاره الرومانيه وظهرت اليهوديه في جنوبها بدوله حمير ( المؤرخون العرب يصرون على الفصل بين نسب ملوك حمير وبين اليهوديه وهذا افتراء قوموي مبتذل لان اليهوديه هي واحده لاتقبل التجزءه والصحيح ان اليهود كان لهم مملكه في اليمن اسمها حمير ) كما ان اليهود شكلوا كتله سكانيه في يثرب وما حوليها بعد هجره لهم من الشام ..الانعزاليه العربيه صارت تتهرء شيئا فشيء مع تطور الاقتصاد التجاري , ومع احتدام التنافس اليهودي المسيحي على اللحاق بالمسيا , كان ان دخل العرب اخيرا لميدان التنافس لان يكون المسيا منهم خصوصا وان واقعهم بات يفرض ظهور مخلص موحد لشتاتهم الذي بات لا يستجيب وغير متوافق مع حركة نشاطهم الاقتصادي ..بدأ العرب يتقبلون الترقب لظهور ذاك الموحد ..الذي اقتبس من نموذج المسيا اليهودي او المسيحي ..بينما كان للنسطوريين اللذين رفضوا الثنائيه المتحده للمسيح (الناسوتيه –اللاهوتيه ) وقالوا بان عيسى المسيح انما ولد انسانا ثم حلت بعد روح الرب فيه ..تاثيرا قويا على الفكر الماورائي في عموم الجزيره العربيه , المؤرخون العرب ايضا هنا لايريدون ان يقروا بهذه الحقيقه كامله لكنهم يقولون بل ويؤكدون على ان هناك موحدين عرب كانوا يرفضون الشرك وعباده الاصنام ويسمونهم ب(الاحناف ) ..لايريدون ان يقولوا انهم – النسطوريين – فهذا لابد وان يطعن بشكل او باخر في نسبهم الى العرب ...بينما حين تراجع تاريخ هؤلاء الاحناف والمذكور في تراثيات العرب سنجد بانهم لم يكونوا قد شكلوا كتل بشريه او جماعات بل انهم كانوا افراد وشخصيات منتشره هنا وهناك وكل واحد من هؤلاء يمثل شخصيه مميزه في نشاطها وسلوكيتها ..مصطلح ( الاحناف ) مصطلح مناوراتي لا اساس حقيقي له الا بكونه يشير الى استعراب النسطوريين ...اللذين انتهى مطاف هجرتهم من الشام الى ايران ثم الى شرق الجزيره وصولا الى وسطها ..النسطوريين هؤلاء هم انفار قاموا بنشاط تبشيري ركز على وجوب ظهور مخلص عربي ’ وهذا كما قلنا نابع من موقفهم المناقض للموقف الميسحي الشائع وقتذاك والذي جعلهم ايضا يقفون في المنتصف في ممارساتهم الدينيه ما بين المسيحيه واليهوديه ..موقف انتقائي حتمي لابد منه ..اتت تبشيرتهم هذه اتت اؤكلها بظهور شخصيات عربيه نبيه , فكان قد ظهر خالد بن سنان العبسي..الذي يرون عنه قصة اعجاز تطابق تماما قصة نجاة ابراهيم – ابرام التوراتي _ حينما ولج نارا كان قومه يتقربون لها بتاثير التعاليم المجوسيه , قائلا ( بدأ بدا , كل هدي مؤدى , لادخلنها وهي تتلظى , ولاخرجن منها وثيابي تندى ) فخبت وانطفئت حينما وقف في وسطها سالما كاملا ! ( يا نار كوني بردا وسلاما على ابراهيم / القران ) ...ويذكر المسلمون ان النبي محمد خاطب ابنت خالد ب( ابنة أخي )!..قبل محمد ظهر ايضا زيد بن عمر بن النفيل وهو عم الخليفه الاسلامي الثاني عمر بن الخطاب ..كانت معجزة زيد هي احياؤه الانثى الموؤده ! اما عتبه بن ربيعه واميه بن الصلت فكانوا معاصرين للنبي محمد وكانوا يرشحون انفسهم على انهم في طور انتظار الاشاره من الرب ..لكن يبدوا ان جهود ورقة بن نوفل كانت قد اتت اوكلها باستصدار موافقة الرب لمنح النبوه الى تلميذه النسطوري محمد الذي كان قد بقى ميالا الى اليهوديه في شعائرها ومنها صيام ايام عاسوره ومعارضا لطبيعة اليسوع الالهيه ...فيما يتعلق بدور نوفل بن ورقه ومدى اساهمه في التهيئه لظهور النبي المنتظر يمثل الخوض فيه بحثا مستقلا عن مقالنا هذا , فهناك اتجاه اسلامي يرى ان دور ورقه بن نوفل قد تمت المبالغه فيه ويذهبون الى حد انكار وجوده وانه شخصيه منتحله وطرف اخر من الباحثين يرى انه شخصيه حقيقه وان صله محمد به حقيقه واقعه ولكن ما ذكر عنه من احاديث انما وضعت من قبل ما اطلقوا عليهم ب(الزبيرين ) ..لانهم شخصوا بان الاحاديث تلك انما وردت على لسان – الزبير بن العوام –واسماعيل بن حكيم وهو مولى ال زبير – وعروة بن الزبير – وعائشه بنت ابي بكر وهي خالة الزبير – ويعللون ذلك بان الزبير الذي هو ابن العوام بن خويلد بن اسد الذي يلتقي بهذا النسب مع ورقه بن نوفل بن اسد ..وان الزبيرين في وضعهم لتلك الاحاديث وتضخيمهم للقصص عن ورقه ودوره في تصديق نبؤه محمد انما كانوا يبغون اظهار مكانتهم في الاسلام مقابل الامويين ..وكما ذكرت فان الخوض في هذا الامر يمثل بحثا اخر خاص به ..وفي كل الاحوال فان المخلص التوراتي استشهد به النبي محمد للتدليل على نفسه ’ كما انه استشهد بالمخلص المسيحي وبالاسم ...خاتم الانبياء والرسل هو الاشاره المتكرره البديله عن اللفظ الاعجمي للمسيا في التوراة والاناجيل ...لهذا وبعد ان تاكد جليا وفيما بعد بان خلاص الانسان لم يتم ولم يكتمل بالتشريعات المحمديه , بدأ هؤلاء بالبحث عن مخرج يهيء ولوج المخلص داخل اطار المشروع المحمدي ..وهنا يدخل المخلص وقضيته في صلب المعمعان الاسلامي بكل ما فيه لغط وتشكيك , سببه غياب التدوين والتاريخ المكتوب المتاخر وانشطار الاسلام الى جناحين (محافظ – وعلوي تجديدي ) ...الجناح المحافظ وبكل تلاوينه (اهل السنه المحمديه ) لم يعر اهمية الى ما جاء في بضعة اشارة تمهد لظهور المخلص بعد نبيهم , بينما تحول هذا المخلص الى ركن من اركان التدين الشيعي , وبينما يحدد المخلص السني بانه رجل مصلح ومنقذ وقد يكون من نسل النبي محمد ينبرى لمهمته في اخر الزمان ..يحدد الشيعه نسب المخلص بسلفه علي بن ابي طالب ..فمثلما مسيا التوراتي هو من نسل الملك داود وليس مجرد يهودي , فان المهدي المنتظر الشيعي ايضا هو من نسل علي بن ابي طالب ! وداخل الاطار الشيعي ايضا يحدث هنا انشقاق وافتراق ..فالقائلين بالاثني عشر امام (الاثني عشرين من المذهب الجعفري ) سينتهون الا ان المخلص هو من نسل الحسين بن علي , بينما الزيديه لا يقرون بعصمه هؤلاء الائمه الاثني عشر الا من قتل منهم بالسيف ! اما الاسماعيليون فهم يفترقون عن هاذين الاتجاهين وينسبون الائمامه الى اسماعيل بن جعفر الصادق وينكرون ائمامة اخيه موسى بن جعفر ! هذا الافتراق وتداعياته كان تقريبا هو الاشاره الاولى التطبيقيه لتدليل على ظهور المخلص الشيعي , لان الاسماعيليون قالوا بان امامهم لم يمت قبل موت ابيه جعفر بل ان هذا الاخير غيبه عن الانظار وخفاه عن اعين الامويين لحين تحقق ارادة الله في اظهاره وسموا هذا الاختباء ب(الغيبه الصغرى ) ! جماعه من الاسماعيليه اسندت مهمة الخلاص الى محمد بن اسماعيل وسمته بالمكتوم الذي سيظهر اخر الزمان ويقيم العدل ..فيما بعد ذهب الاثني عشرين وهم الفرقه الجعفريه الاكبر الى نهج ذات المنهج الاسماعيل باناطة دور ووظيفة المخلص لابن امامهم حسن العسكري وهو شخصيه لا وجود واقعي لها , الا بكونه كان طفلا وتمت تخفيته عن انظار الاعداء والناس عامه !ثم انه سيظهر في توقيت الهي غامض لا علم لاحد به سوى الرب ..الماورائيه هنا صارت اكثر انحطاطا عقليا وصارت مطلبا فرقويا مذهبي , فاذا كان مسيا التوراتي منتظر الولاده فان مهدي الشيعه قد ولد منذ ما يزيد عن الف سنه وهو متواري عن الانظار , وخلال هذا الزمن ظهرت له عشرات النسخ التي ثبت فيما بعد زيفها ! مسيا التوراتي ايضا انحط في نسخته الاسلاميه بمعنى ماهيته كمخلص للبشريه وعاتقها من الخطيئه الماديه ومنتقلا بها الى رحاب العالم الروحي وسعادته المعنويه الى ملك اسلامي يوحد الامه الاسلاميه بعد ان تفرقت ونالها الظلم ويكون حينها كمصرفي مالي عملاق يمنح المال لرعايه ببذخ غير معقول
(عن الجريري، عن أبي نضرة قال: كنا عند جابر بن عبد الله ما قال: "يوشك أهل العراق أن لا يُجبى إليهم قفيز ولا درهم"، قلنا: من أين ذاك؟ قال: "من قبل العجم؛ يمنعون ذلك"، ثم قال: "يوشك أهل الشام أن لا يجبى إليهم دينار ولا مدي"، قلت: من أين ذاك؟ قال: "من قبل الروم"، ثم سكت هنية، ثم قال: قال رسول الله : يكون في أخر أمتي خليفة يحثي المال حثيا، لا يعده عدا"، قال: قلت لأبي نضرة وأبي العلاء: "أتريان أنه عمر بن عبد العزيز؟ فقالا: لا )...وعنعن أبي سعيد الخدري: قال رسول الله: «يخرج في آخر أمتي المهدي، يسقيه الله الغيث، وتخرج الأرض نباتها، ويعطي المال صَحاحا، وتكثر الماشية، وتعظم الأمة، ويعيش سبعا أو ثمانيا»؛ ...العقليه الاسلاميه وان صادرت مهام مسيا التوراتي فانها ولارتباط نبيها المعلن من قبله بموسى وعيسى ’ فانها كانت مجبره على استحضار مسيا في مشهد ظهور مخلصها وهذا ايضا يمثل نوع من الاستشهاد التاريخي لدعم مصداقيتها , على ان المسيا هنا يظهر بلا دور وليس له اي مهمه تذكر ! هذا ايضا يمثل نوع من الاذلال للمخلص التوراتي او الانجيلي معا ! ..((عن الحارث بن ابي سلمه في مسنده ,حدثنا اسماعيل بن عبد الكريم عن ابراهيم بن عقيل عن ابيه عن وهب بن منبه عن جابر قال:قال رسول الله ينزل عيسى بن مريم فيقول اميرهم المهدي ،تعال صلي بنا ,فيقول ، لا , ان بعضهم امير بعض ,تكرمة الله لهذه الامه )..اذن لماذا سيظهر المسيح ؟ وماهو دوره ؟ انها لاماورائيه تفتقد حتى للنسق المنطقي الخاص بها ! انها اقصى حدود اللاعقليه بكل ابعادها ...المخلص الشيعي لم يكتفي بكل هذا انما صادر مهمة محمد كمخلص ورد ذكره وفصلت انجازاته في التوارة والانجيل على حد سواء ( طبعا كمتخيل اسلامي ) حتى ليبدوا ان مهمه محمد لاتتعدى ان يكون فيها كسفير يرتب قدوم هذا المخلص ..مصادرة الشيعه هذه لا تخلوا من الحذاقه , وهي تستند الى تفسير حديث بهذا الشان ورد في ادبيات اهل السنه (القائم المهدي من ولدي ,اسمه اسمي وكنيته كنيتي )!..اذن هنا وبعد ان اصاب الاسلام والمسلمين ما اصاب ..فانه لا ضير في ان يخلع كل ما تم استبطانه من الانجيل والتوراة والصق بالنبي محمد من ان يعاد خلعها على المخلص الشيعي ..فصفات محمد المنتزعه تخيليا من سفر (رؤية يوحنا ) – الامين الصادق - , - تقاتل معه الملائكه –, - يخرج سيف من فمه يضرب به الامم وهو سيحكمها بعصا من حديد ونار – صارت من امتيازات المهدي المخلص ! ( ومتى جاء ذلك البركليت فانه سيبكت العالم الخطيئه والبر والدينونه / يوحنا- 16-8) البرقليط الذي ترجمه العرب الى احمد ونسب الى النبي محمد , تمت مصادرته لصالح المهدي الشيعي , وهي مصادره مبرره ! كذلك حل المهدي مكان النبي محمد في استنباطات المسلمين لما ورد في سفر اشعياء النبي - ـ ويسكن الذئب والخروف، ويربض النمر مع الجدي، والعجل والشبل معاً وصبي صغير يسوقها...
ـ وفي ذلك اليوم سيرفع «القائم» راية الشعوب والاُمم التي تطلبه وتنتظره ويكون محله مجداً-...ـ ويحلُ عليه روح الرب، وروح الحكمة والفهم، وروح المشورة، والقوة، وروح المعرفة ومخافة الرب.
وفي انتقائيه غرائبيه يشير الشيعه الى ان المهدي سينفذ الثأر للحسين بن علي وان هذا مذكور في الاصحاح السادس والاربعون من سفر ارميا 6(الخفيف لاينوص والبطل لاينجو في الشمال بجانب نهر الفرات عثروا وسقطوا ) ...المخلص الشيعي يمتاز ايضا على بقية نسخ المخلصين بكونه يفرط باستخدام العنف (عن علي بن ابي طالب قال: " تفرج الفتن برجل منـّا يسومهم خسفاً لا يعطيهم إلاّ السيف، يضع السيف على عاتقه ثمانية أشهر، حتى يقولوا: والله ما هذا من ولد فاطمة، ولو كان من ولدها لرحمنا)...وعن الباقر (
لو يعلم الناس ما يصنع القائم إذا خرج... فلا يأخذ منها إلاّ بالسيف ولا يعطيها إلاّ بالسيف،...)...امام هذه الروحيه الانتقاميه المفرطه بالعنف .. نجد ان مسيا المخلص في العهد القديم يحمل صفة نقيضه تماما (لكن احزاننا حملها واوجاعنا تحملها ونحن حسبناه مصابا مضروبا من الله ومذلولا ...هو مجروح لاجل معاصينا ومسحوق لاجل اثامنا , تاديب سلامنا عليه وبحبره شفينا ...ظلم اما هو فتذلل ولم يفتح فاه كشاة تساق الى الذبح وكنعجه صامته امام جازيها لم يفتح فاه .. سفر اشعياء- الاصحاح 53 -4-5-7 )..."



#ليث_الجادر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانقلاب الناعم المضاد .. أداة سافره لدكتاتورية (حزب ) الدعو ...
- نحو ضريبه دينيه تجبى من الموظفين والعاملين الشيعه حصرا
- العشائريه ...ضلع الثالوث الاسود العراقي
- استثمارات الله ..وثروته في العراق ...ج4
- استثمارات الله .. وثروته في العراق ...ج3
- استثمارات الله .. وثروته في العراق ...ج2
- استثمارات الله... وثروته في العراق....ج1
- هل الكونفدراليه العراقيه ...هي الحل ؟ ج21
- هل الكونفدراليه العراقيه ... هي الحل ؟ ج 20
- هل الكونفدراليه العراقيه ... هي الحل ؟ ج19
- رسائل قصيره من الداخل ..رساله 5 ..حذاري يا شياع السوداني ..ل ...
- هل الكونفدراليه العراقيه .... هي الحل ؟ ج 18
- هل الكونفدراليه العراقيه ...هي الحل ؟ ج17
- هل الكونفدراليه العراقيه ...هي الحل ؟ ج16
- هل الكونفدراليه العراقيه ...هي الحل ؟ ج15
- هل الكونفدراليه العراقيه ..هي الحل ؟ ج14
- هل كونفدراليه العراقيه ...هي الحل ؟ج13
- هل الكونفدراليه العراقيه ..هي الحل ؟ ج12
- هل الكونفدراليه العراقيه ...هي الحل ؟ ج11
- هل الكونفدراليه العراقيه ...هي الحل ؟ ج10


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قيادي كبير في -الجماعة الإسلامي ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ليث الجادر - المهدي المنتظر ..بعد مسيا والمسيح