أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين علوان حسين - من حكايات الغابة القديمة














المزيد.....

من حكايات الغابة القديمة


حسين علوان حسين
أديب و أستاذ جامعي

(Hussain Alwan Hussain)


الحوار المتمدن-العدد: 7489 - 2023 / 1 / 12 - 12:33
المحور: الادب والفن
    


يُحكى أن كلباً جباناً أعجبه نباحه كثيراً، فصعد على قمة الجبل المطل على عرين ملك الغابة الكائن أسفل الوادي، وراح يعوي عليه عواءً مستطيلاً مديداً من هناك .
استدعى ملك الغابة الغراب، وأمره أن يطير للكلب النابح، والاستفسار منه لمعرفة دواعي عواءه المتواصل المقرف من عل. طار الغراب للكلب العاوي وسأله عن سبب مواصلته لعوائه المقرف، فأجابه الكلب مصعِّراً خده:
- أبلغ ملك الغابة على لسان جنابنا المنيف المهيب بأنني ملك العواء البليغ في هذه الغابة؛ لذا، فإن على ملك الغابة تعميلي عنده بالورق الأخضر فأشتغل معلقاً ينهش كل من يتجرأ على ازعاجه.
عاد الغراب لملك الغابة وأبلغه برسالة الكلب العاوي. عندها استدعى ملك الغابة الببر، وأمره بسحل الكلب من آذنيه وشحنه مع حاويات الزبالة المرسلة من تلك الغابة إلى الغابة الجديدة الكائنة ما وراء البحار.
وهذا ما حصل .
في غابته الجديدة التي يحكمها أبو الويو، استطاع الكلب المهاجر تحقيق شهرة سريعة بممارسة هوايته الأثيرة في العواء على الشبكة العنكبية، وصار له جمهور عريض من عشاق نباحه المتواصل وشكل أذنيه المصلومتين من زلومتيهما. وسرعان ما تحول هذا الكلب إلى نجم من نجوم عَلَم تلك الغابة، والى علامة وطنية مميزة لها، وموضع اعتزازها العاوي باعتبارها تفتخر بكون كل منتجاتها إنما هي الأعظم في الكون. ثم، تقاطرت عليه عروض الدعاية والاعلان، كما خصصت له العيّارة الغابية "أُبره" مقابلة حصرية له باعتباره كلباً فريداً من نوعه تكفلت بإنتاجه بكل فخر وحرفنة أرحام كلاب الغابة الجديدة. وقد كسّرت تلك المقابلة الأرقام القياسية في عدد ملايين المشاهدين؛ كما حصل الكلب والعيَّارة "أُبره" على جوائز نوبل والأوسكار وغرامي والمداليات الاولمبية في الجمباز بالأرطال.
تنبهت مخابرات الغابة الجديدة لأهمية هذه التحفة التي نزلت اليهم رحمة من ربهم الأخضر، فعمّلوه سفيراً للدعاية لهم في غابته القديمة، وأرسلوا معه قطعان الذباب للدفاع عنه.
عندما نزل هذا السفير الجديد التحفة في غابته القديمة، وراح يعوي باستطالة مرة أخرى وهو يلهج بعظمة غابة الواوية الجديدة، وينشد لمناقبها الفذة ليل نهار بالقول:
- كل رؤساء الغابة الجديدة هم من أجمل رؤساء غابات العالم لدرجة أنهم وأدولفو هتلرم مثل التوائم، سواء بسواء . والغابة الجديدة هي الوحيدة التي ردت على تدمير عدة سفن وميناء ومقتل ما يزيد قليلاً عن الألف بتسوية مدينتين بالكامل بالأرض وقتل مئات الآلاف من الناس بكل شجاعة واخلاص واجتهاد وضمير حي. كما إن الغابة الجديدة هي الوحيدة التي خلق الله لها الحرب لكي تتعلم دوابها جغرافيا كل بقاع العالم ميدانياً وعن كثب. وفوق كل هذا، فإن كل دوابها الفاطسة في الحروب تبقى أبداً بين ظهراني عوائلها محفوظة بالحفظ والصون في قناني بلورية باهرة الألوان.
سمع ملك الغابة القديمة ودوابها كل هذه المدائح المستطيلة باستهجان واستنكار شديدين كونها تمنعهم من أخذ أي قسط من النوم. عندها، أمر الملك كل حيوانات الغابة القديمة بالبول عليه وعلى ذبابه، ومن ثم شحنهم مرة ثانية في حاويات الزبالة لغابته الجديدة وهو يقول:
-كنت أعلم انه كلب غبي جبان، ولكنني لم أكن أعرف انه معلق ثرثار مهذار يهرف بما لا يعرف وهو يتصنع الحكمة والعلوم والمعارف. تباً له من كلب وقح نجس ومنافق بائس قذر يحف به الذبان.
وهذا ما حصل.
حال عودته مع ذبانه للغابة الجديدة، استقبلتهم دوابها بالأحضان لانتصاراتهم التي يشيب لها الولدان، وأصبحت معجزاتهم الفريدة حديث كل لسان. ثم اجتمع رؤساء الغابات السبع، وقرروا منح هؤلاء الأبطال الشوس أعلى أوسمة الاستحقاق، وترشيحهم لرئاسة منظمة الغابات المتحدة، والبنك الدولي، وصندوق النقد الدولي، والجات، والنات، والتات، والقات، والهات، والكات، والفات، والمات، والرات، والسات، والبات، والطيط والطاط. كما قرروا تحويل حاويات القمامة التي جاؤوا بها الى نصب تذكارية في كل غاباتهم تحج اليها الدواب زرافات وقحافات وكراخات.
وهذا ما حصل.



#حسين_علوان_حسين (هاشتاغ)       Hussain_Alwan_Hussain#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المبادئ العليا لحزب البعث
- أمراض الليبرالية القاتلة
- لماذا الاشتراكية هي الدواء للتخلف العربي، والرأسمالية تعني ح ...
- لماذا الاشتراكية هي الدواء للتخلف العربي، والرأسمالية تعني ح ...
- لماذا الاشتراكية هي الدواء للتخلف العربي، والرأسمالية تعني ح ...
- لماذا الاشتراكية هي الدواء للتخلف العربي، والرأسمالية تعني ح ...
- لماذا الاشتراكية هي الدواء للتخلف العربي، والرأسمالية تعني ح ...
- لماذا الاشتراكية هي الدواء للتخلف العربي، والرأسمالية تعني ح ...
- لماذا الاشتراكية هي الدواء للتخلف العربي، والرأسمالية تعني ح ...
- لماذا الاشتراكية هي الدواء للتخلف العربي، والرأسمالية تعني ح ...
- لماذا الاشتراكية هي الدواء للتخلف العربي، والرأسمالية تعني ح ...
- في وداع سيد الشعراء العرب مُظفّر النوَّاب، قصيدة: -صُرّةُ ال ...
- في وداع سيد الشعراء العرب مُظفّر النوَّاب، قصيدة: -صُرّةُ ال ...
- في وداع سيد الشعراء العرب مُظفّر النوَّاب، قصيدة: -صُرّةُ ال ...
- التلاعب السياسي عبر الأدلجة التضليلية للأزمة 2-2
- التلاعب السياسي عبر الأدلجة التضليلية للأزمة 1-2
- تسلق قمة جبل المعبد
- نصيحة من القلب للسيد محمد شياع السوداني المحترم
- الكلبان السائبان لبلوب و صدبوب
- مات مفتي الناتو : القرضاي


المزيد.....




- كيت بلانشيت ضيفة شرف الدورة الـ8 من مهرجان الجونة السينمائي ...
- رائحة الزينكو.. شهادة إنسانية عن حياة المخيمات الفلسطينية
- لحظة انتصار على السردية الصهيونية في السينما: فيلم صوت هند ر ...
- -أتذوق، اسمع، أرى- كتاب جديد لعبد الصمد الكباص حول فلسفة الح ...
- “انثى فرس النبي- للسورية مناهل السهوي تفوز بجائزة “خالد خليف ...
- وفاة الممثل والمخرج الأمريكي روبرت ريدفورد عن عمر ناهز 89 عا ...
- الشلوخ في مجتمعات جنوب السودان.. طقوس جمالية تواجه الاندثار ...
- سوريا.. فوز -أنثى فرس النبي- بجائزة خالد خليفة للرواية في دو ...
- المغرب: الحفاظ على التراث الحرفي وتعزيز الهوية الثقافية المغ ...
- ناوروكي وماكرون يبحثان الأمن والتجارة في باريس ويؤكدان معارض ...


المزيد.....

- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسين علوان حسين - من حكايات الغابة القديمة