أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد علي سليمان - أفضل العوالم أفضل العصور















المزيد.....



أفضل العوالم أفضل العصور


محمد علي سليمان
قاص وباحث من سوريا


الحوار المتمدن-العدد: 7485 - 2023 / 1 / 8 - 22:01
المحور: المجتمع المدني
    


إن العصر الذهبي الذي يضعه التقليد الأعمى وراءنا، هو في الحقيقة أمامنا_ تصدير الجريدة السان سيمونية.
ولن أسمح لأحد أن يقنعني بترك الأمل في هذه اليوتوبيا: مجتمع لا نفعية فيه ولا طبقات _ هاينريش بول.
أية يوتوبيا أو أيديولوجيا أو مثاليات سياسية تقفز إلى الأفق البعيد المتعالي، وترفض النظر في ما هو تحت أقدامها من واقع متعين _ مثل صياغة منطلقاتها الهادية والمرشدة ـ لن يكون مصيرها غير الإخفاق والفشل والشعور المرير بالخيبة كما يشهد التاريخ السياسي للعرب والمسلمين _ محمد جابر الأنصاري.


1 _أفضل العوالم: اليوتوبيا
في الشوكنغ كتاب الشعر الصيني قصيدة تعبر عن العالم اليوتوبي والحلم بذلك العالم الفاضل " أيها الجرذ الكبير، لا تأكل ذرتي. إني منشغل بك منذ زمن طويل، وأنت لم تشأ قط العناية بي، سوف أهجرك وأمضي إلى تلك الأرض السعيدة، الأرض السعيدة، الأرض السعيدة، سوف أجد فيها إقامة مريحة ".
ويلخص صمويل كريمر الأسطورة السومرية عن الفردوس الإلهي، وهي أصل الاسطورة التوراتية عن الفردوس في كتابه " من ألواح سومر ": " كانت بلاد دلمون أرضاً طاهرة مشرقة، نظيفة، أرضاً معدة للحياة، وكانت لا تعرف المرض ولا الموت. لكن مع هذا كان ينقصها الماء العذب اللازم لحياة الحيوان والنبات. لذلك نجد إله الماء السومري العظيم أنكي يأمر أوتو إله الشمس أن يملأها بالمياه العذبة النابعة من الأرض. وهكذا تحولت إلى حديقة إلهية خضراء بالحقول الملأى بالأثمار وبالمروج والرياض ". ويعرف الفارابي تلك الأرض السعيدة في كتابه " آراء أهل المدينة الفاضلة " بأنها " المدينة التي يقصد الاجتماع فيها التعاون على الأشياء التي تنال بها السعادة هي المدية الفاضلة. والاجتماع الذي به يتعاون على نيل السعادة هو الاجتماع الفاضل. والأمة التي تتعاون مدنها كلها على ما تنال به السعادة هي الأمة الفاضلة. وكذلك المعمورة الفاضلة، إنما تكون إذا كانت الأمم التي فيها تتعاون على بلوغ السعادة ". و" المدينة الفاضلة تشبه البدن التام الصحيح، الذي تتعاون أعضاؤه كلها على تتميم حياة الحيوان، وعلى حفظها عليه ". ويرى الفارابي أن هناك مدناً مضادة للمدينة الفاضلة، وهذه المدن هي: المدينة الجاهلة، والمدينة الفاسقة، والمدينة المتبدلة، والمدينة الجاهلة ".
وفي كتابها " المدينة الفاضلة عبر التاريخ " تقول المؤلفة ماري لويزا برنيري " هناك اتجاهان رئيسيان يتكشفان في الفكر اليوتوبي عبر العصور: اتجاه يبحث عن سعادة الجنس البشري عبر الرفاهية المادية، وإذابة فردية الإنسان في المجمع وفي الدولة. واتجاه آخر يتطلب درجة معينة من المادية، ولكنه يعتبر أن السعادة هي نتيجة التعبير الحر عن شخصية الإنسان، ويجب ألا يضحي بها لأجل قانون أخلاقي استبدادي أو لمصالح الدولة ".
وقد انقسم المفكرون حول العالم الفاضل (المدينة الفاضلة _ اليوتوبيا)، فقد كان أوسكار وايلد، كمثال، من أنصار اليوتوبيا " أي خريطة للعالم لا تضم يوتوبيا لا تستحق مجرد التطلع إليها، إذ أنها تغفل البلد الوحيد الذي تستقر فيه الإنسانية دائماً ". لكن إيمانويل فالرشتاين كان يخالفه الرأي " آخر ما نحتاجه بالفعل المزيد من الرؤى اليوتوبية ". واليوتوبيا هي " الحلم اجتماعي بالعدالة "، هي " أرض الأحلام حيث السعادة "، هي " الفردوس الأرضي "، إنها في النهاية حلم إنسان _ شعب مقهور ومهدور بالعدالة الاجتماعية، بالعيش حياته على هذه الأرض بكرامة وحرية. وهذا يأخذنا إلى اليوتوبيا الدينية، " الجنة "، لكن الجنة الدينية في السماء، وعد للمؤمن في زمن آخر غير زمن الأرض، إنه زمن السماء، وهي حلم بعيد، فاخترع الإنسان الجنة الأرضية لحلم قريب، ولم تكن الاشتراكية بعيدة عن ذلك الحلم اليوتوبي الأرضي بالحرية والعدالة. وليس غريباً أن تبدأ اليوتوبيا الاشتراكية مع محاولات مفكري الاشتراكية الطوباوية بإقامة تجمعات بشرية في قرى صغيرة يحاولون فيما بينهم تحقيق تلك العدالة الاجتماعية، وكان كاوتسكي قد قال: " إن الاشتراكية الحديثة تبدأ مع اليوتوبيا ". وربما كانت أمريكا هي نموذج لليوتوبيا الحديثة، إنها مستعمرة يوتوبية نتيجة هجرة المستوطنين الأوروبيين إليها كـ " أرض الأحلام "، ولكنها تحولت مع الزمن إلى يوتوبيا مضادة. والحقيقة أن كل طبقة تسعى لإظهار أن عالمها هو أفضل العوالم، وهذا ما فعلته الطبقة البورجوازية أن العالم الذي تسيطر عليه هو " أرض الميعاد الجديدة: الفردوس الأرضي.
يقول هيغل " الغاية العقلية للإنسان أن يحيا في دولة، وإذا لم تكن ثمة دولة فإن العقل يحتم، في الحال، تأسيس مثل هذه الدولة ". ربما يمكن الاتفاق مع هيغل على ضرورة الدولة، لكن الاختلاف قد يكون حول ماهية هذه الدولة، وهو الذي أنهى التاريخ عند الدولة الألمانية الليبرالية: هل هي دولة فوق الإنسان والمجتمع، أو إنها دولة في خدمة الإنسان والمجتمع. الدولة التي تخدم الإنسان والمجتمع كانت حلم البشرية، الدولة التي تعمل على زوال القهر والظلم والعيش بحرية وكرامة. ومع الفلاسفة بدأت رحلة البحث عن أفضل العوالم، المدن الفاضلة التي تحقق للإنسان أفضل حياة شخصية واجتماعية. وفي كتابه " بحثاً عن عالم أفضل " يقول كارل بوبر: " كل ما يحيا يبحث عن عالم أفضل.. والاعتقاد في يوتوبيا سياسية هو بالذات أمر خطر_ ربما ارتبط هذا بحقيقة أن البحث عن عالم أفضل _ مثل فحص بيئتنا_ هو، إن كنت على صواب، واحد من أهم وأقدم غرائز الحياة جميعاً ".
ولقد حاولت أيديولوجيات القوى الاجتماعية المسيطرة عبر التاريخ أن تضع المجتمعات التي تسيطر عليها في حذاء صيني، مستغلة الدين والفلسفة والإنسان والاقتصاد والطبقات والدولة، وعملت لترسيخ أن مجتمعها، عالمها هو أفضل العوالم الاجتماعية. ولقد أصبح من المعروف أن كل قوة اجتماعية تحاول أن توقف التاريخ عند حدود سيطرتها، إنها تحاول، عبر مفكريها، تأبيد سيطرتها عن طريق وهم أن التاريخ توقف عند انجازاتها الاجتماعية وأن عالمها أفضل العوالم، وهذا ما حصل مع هيغل حين أنهى التاريخ عند الدولة الألمانية في القرن التاسع عشر، بعد أن انتهى حلمه بدولة نابليون الفاضلة التي سوف تحقق الحرية والعدل. وهذا ما حصل أيضاً مع فوكوياما حين أنهى التاريخ مع الدولة الأمريكية في القرن العشرين بعد انهيار الاتحاد السوفييتي ودول الكتلة الشرقية، إنها أيديولوجيا قوى اجتماعية تشعر بالعظمة وتريد أن تقنع العالم أن التاريخ الاجتماعي توقف عند انجازاتها الاجتماعية والاقتصادية. طبعاً في أيديولوجيا كل قوة اجتماعية شيء من نهاية التاريخ على اعتبار أن تلك القوة في حالة سيطرتها السياسية هي التي سوف تحقق المجتمع النهائي، أفضل العوالم. ففي الماركسية شيء من نهاية التاريخ حيث سوف يتوقف الصراع بين الطبقات بعد سيطرة البروليتاريا وتحقيق المجتمع الشيوعي، وتجربة بناء الاشتراكية في الاتحاد السوفييتي فيها الكثير من نظرية أفضل العوالم بالقوة وليس بالفعل. وحتى الحركة النسوية الحديثة أنتجت يوتوبيا أنثوية (المجتمعات الانفصالية)، وهي يوتوبيا خالية من الرجل، وكأنها تعيد المجتمع إلى العصر الأمومي الذي كان يقوم على الكرامة والعدل والمساواة، وعندما سيطر العصر الأبوي بدأت الحروب مع تلك السلطة الأبوية. وحتى عند الدول الديكتاتورية وشبه الديكتاتورية المتخلفة شيء من نهاية التاريخ فتحاول أن توقف مجرى الصراع الاجتماعي حتى تؤبد سيطرتها معتبرة أن عوالمها، إن لم تكن أفضل العوام، فهي أفضل العوالم التي تحمي المجتمع من الفوضى.
ولقد فرق مانهايم بين الأيديولوجيات وبين الطوباويات، ففي حين تحاول الأيديولوجيات " تقنيع الواقع " ومن هنا جاءت تلك النهايات التي تؤبد أوضاعاً اجتماعية قائمة، أما الطوباويات فهي تحاول " تحويل الواقع "، أي أنها تحاول تفجير الأوضاع الاجتماعية القائمة. إن الأيديولوجيات تعمل على الحفاظ على الأنظمة الاجتماعية القائمة عبر تقنيعها وتبريرها وبالتالي اعتبارها نهاية التاريخ، أما الطوباويات، أيديولوجيات القوى الاجتماعية في مرحلة التقدم وليس في مرحلة السيطرة، فإنها تعمل من أجل تغيير الأنظمة القائمة لأنها دائماً أمل الذي يشعرون بالاضطهاد والفقر والتخلف والذين يكافحون في سبيل مجتمع عادل. لكن كثيراً ما تقتل الممارسة العملية النظرية، حيث تتجاهل القوى الاجتماعية التي نظرت للمدينة الفاضلة في مرحلة صعودها الاجتماعي تلك المدينة الفاضلة عند سيطرتها إما لأن لعبة السلطة تعجبها وإما لأنها غير قادرة على الهيمنة.
يقول هوركهايمر " في الواقع لليوتوبيا وجهان: الأول أنها نقد لما هو كائن، والثاني تصور لما ينبغي أن يكون. وتكمن دلالتها في الجانب الأول، فمن رغبات الإنسان يمكننا استنتاج وضعه الحقيقي ". ومن الطبيعي ألا يفكر الإنسان في تصور ما ينبغي أن يكون: حلمه بعالم أفضل، إلا إذا كان العالم الذي يعيش فيه يبدو له وكأنه الجحيم. وهذا المكان الآخر الذي هناك، كما يقول ميشيل ويبري، والمملكة التي تتوق إليها النفس حيث يسود الظن أن الإنسان يمكنه هناك أن يفيق متخففاً من عبء الذات، إنه تلك الأرض الواقعة خارج المكان والزمان، حيث تهتدي _ كما يسود الاعتقاد _ إلى موضع يهيم فيه الخيال ونشعر معه أننا في بيتنا. وهكذا بدأت، تاريخياً، المدن الفاضلة مع أفلاطون (427_ 347) وكتابه " الجمهورية "، بشكل كامل، رغم أنه كان هناك محاولات في الحلم بالمدن الفاضلة: هوميروس، هزيود، فرجيل.. ومعروفة رسالة الإله بعل: " الحرب على الأرض مخالفة لإرادتي _ بلقاح المحبة لقح التراب _اسكب السلام في كبد الأرض _والعسل في قلب الحقول _ ابعد عنك هراوتك وسلاحك _ لأن عندي رسالة أبلغها إياك _ وكلمة أعيدها عليك _ إنها رسالة الشجرة _ ووشوشة الحجر _ وهمس السموات مع الأرض _ والمحيط مع النجوم _ سوف أخلق البرق _ دعوة السموات _ والصاعقة تدعو الناس _ وليعلم جميع سكان الأرض الرسالة ". وغير بعيدة عنها رسالة النبي أشعيا في العهد القديم: " ويكون في آخر الأيام.. يطبعون من سيوفهم سككاً ورماحهم مناجل، لا ترفع أمة سيفاً ولا يتعلمون الحرب فيما بعد. فيسكن الذئب مع الخروف ويربض النمر مع الجدي.. فيسكن في البرية الحق، والعدل في البستان يقيم.. وتفرح البرية ويبتهج القفر ويزهر كالنرجس.. ويكون صنع العدل سلاماً، وعمل العدل سكوناً وطمأنينة إلى الأبد ". ومن جهته فإن أفلاطون لم يكن يؤمن بالديمقراطية، ولذلك بنى جمهوريته على شاكلة أسبرطة_ الدولة العسكرية _ التسلطية. وقد أقام تلك الجمهورية فلسفياً على: العقل، والإرادة، والغريزة، يقابلها اجتماعياً: الحاكم، والحراس والموظفين، والشعب، والحاكم فيلسوف طاغ لكن عليه أن يحقق العدالة، وله مطلق السلطة على الشعب يؤمنها له الحراس الذهبيون الذين يربون من قبل الفلاسفة على الشجاعة في مواجهة الشعب عندما يحاول خلخلة الاستقرار السياسي والاجتماعي، بحيث يتم الحفاظ على تماسك واستقرار الجمهورية.
ويتكلم عثمان أمين عن " المدينة الفاضلة " الرواقية، أو " المدينة الإلهية "، وهي تختلف عن المدينة الواقعية تقتضي وجود فروق بين البشر، وضروباً من التفاضل وعدم المساواة. لكن المدينة الفاضلة في نظر الرواقية هي المدينة إنما هي تجمع تحل فيه الوحدة العقلية محل السياسة وتقوم المحبة بين الناس. وهكذا فإن الدولة الفاضلة الرواقية لا تعرف حدوداً ولا فروقاً، بل هي تجمع عقلي يضم البشر أجمعين: هي إمبراطورية مثالية واسعة الأطراف. وبذلك أحلت المدينة المثالية الرواقية الإنسان محل المواطن، حيث مالت الرواقية على اعتبار أن الإنسانية أسرة واحدة أعضاؤها أفراد البشر عامة أياً كانت ألسنتهم ونحلهم وبلادهم.
ثم عمل القديس أوغسطين (354_430) بنشر كتابه عن المدينة الفاضلة بعنوان " مدينة الله "، وهو ككل رجل دين يرى العالم الفاضل في السماء لا على الأرض. وفي الحضارة العربية الإسلامية عمد الفارابي إلى نشر مدينته الفاضلة " آراء أهل المدينة الفاضلة " وهو أيضاً مثل القديس أوغسطين يتحرك في الفضاء الديني حيث الله مركز الكون. وفي المجتمع العربي، ألم تكن ثورة الرسول من أجل تلك المدينة الفاضلة على الأرض في مواجهة مدينة " الجاهلية " مدينة التجارة والأموال، من أجل تحرير الإنسان من سيطرتها وظلمها. ولأن هذه المدينة الفاضلة الأرضية كانت بحدود زمنها، كان لا بد من الجنة السماوية التي يعيش الإنسان المسلم فيها في نعيم أبدي.
ولقد اهتم الأدب الشعبي بالمدن الفاضلة، وتحكي " ألف ليلة وليلة " عن مدينة يعيش الإنسان، حتى الغريب، فيها دون أن أي شيء من متطلبات الحياة بحيث يعيش بحرية وكرامة. وتطلب تلك المدينة التقيد بالحصول على ما يحتاج إليه الإنسان، وفي حال مخالفته لهذا الشرط يطرد من المدينة الفاضلة، حتى في الجنة السماوية يطرد آدم لأنه خالف التعليمات وأكل من شجرة المعرفة. فالإنسان في النهاية يسيطر عليه معرفة المجهول. وقد وصفت الجنة في القرآن الكريم " والسابقون السابقون * أولئك المقربون * في جنات النعيم * ثلة من الأولين * وقليل من الآخرين * على سرر موضونة * متكئين عليها متقابلين * يطوف عليهم ولدان مخلدون * بأكواب وأباريق وكأس من معين * لا يصدون عنها ولا ينزفون * وفاكهة مما يتخيرون * ولحم طير مما يشتهون * وحور عين * كأمثال اللؤلؤ المكنون * جزاء بما كانوا يعملون * لا يسمعون فيها لغواً ولا تأثيماً * إلا قيلاً سلاماً سلاماً _ سورة الواقعة ". ولكن مع الفشل المتكرر للطوباويات الدينية التي سوف تقيم العدالة الاجتماعية على الأرض، ومع تطور الدولة الإسلامية حصل الابتعاد عن الدين في بناء الدولة الفاضلة والاحتكام إلى دولة القبيلة والعشيرة التي بدأت تأخذ طابعاً يقوم على احتكار الثروة وتوزيعها على القبيلة الحاكمة أو العائلة الحاكمة، الأقرباء والمؤيدين، والمتزلفين وهو الذي أدى إلى قيام الثورات في الإمبراطورية العربية الإسلامية من أجل فرض العدالة الاجتماعية. ويتابع مكسيم رودنسون في كتابه " الماركسية والعالم الإسلامي ": " نلاحظ الانتقال على كل حال بدءاً من القرن الثامن عشر على الأقل، في أوروبا المسيحية إلى الطوباويات العلمانية. إن مطلب تأسيس دولة لا طبقية، وحتى مطالب اجتماعية وسياسية، أقل طموحاً، تتفلت من أي رجع ديني. إذ لا تستند هذه المطالب إلى الإرادة الإلهية، لتبرير مطالبها، بل إلى قوانين التاريخ، أو مصالح الجماعة المفهومة جيداً ". وهكذا بدأت الطوباويات تسحب مركزية الكون نحو الأرض، نحو الإنسان، وأخذت الطوباويات تبشر بأفضل العوالم الاجتماعية على الأرض مثل طوباويات: " يوتوبيا " تأليف توماس مور (1478_ 1525) _ " مدينة الشمس " تأليف تومازو كامبانيلا (1568_ 1626) _ و" اطلنطس الجديدة " تأليف فرانسيس بيكون (1561_ 1626) _ " رحلة إلى إيكاريا " تأليف إيتيين كابيه (1788_ 1856) _ و" أخبار من لا مكان " تأليف وليم موريس (1834_ 1896) _ و" التطلع للوراء " تأليف إدوار بيلامي (1850_ 1898). ويقول بول هازار: " والشيء الذي بستلفت النظر في هذه الروايات الرغبة الدائمة في التدمير والتخريب، ما من عادة او تقليد لا ينكرونه، أو فكرة مألوفة لا يرفضونها، أو
سلطة لا يتعرضون لها. فهم يعملون على هدم كل مؤسسة، ويعارضون بكل ما في وسعهم. ويظهر حكماء في مواقف معينة، ويحلون محل رجال الدين فيلقون مواعظ مدنية، ويشيدون بالجمهوريات التي لا ينطرق إليها الفساد، وبالحكومات المتسامحة، وبالسلام الذي يكتسي بالإقناع، وبالدين بلا قساوسة وكنائس، وبالعمل المخفض الذي يبدو للعامل كمسلاة. ويمجدون الحكمة التي تسود أراضيهم الجديرة بالإعجاب، حيث فقد الإنسان معنى الخطيئة ويضعون تعاليم ضد الدين. وعلى إثر ذلك نعود إلى المغامرة بوثبة من وثبات الخيال أو بتعبير ماجن أو صورة خليعة، تنعشنا وتستثير اهتمامنا، أو هذا على القل ما يظنه المؤلف. ثم يعود إلى تبيان ما في حياتنا اليومية من مشاق أو سخافات وأحزان، ويصف الأيام السعيدة التي يقضيها الناس هناك، في تلك البلاد الذي ليس لها وجود ". وهذه المدن الفاضلة مهدت الطريق لـ " الاشتراكية اليوتوبية ": سان سيمون، فورييه، أوين، التي تطورت إلى الاشتراكية العلمية. أوكما يقول المعجم النقدي في علم الاجتماع: " وتختلف الطوباويات بمحتواها. فبعضها يقترح علينا وفرة، وبعضها الآخر يقترح مجتمع تقتير دقيق، ويقترح بعضها مجتمع قديسين، وبعضها الآخر مجتمع أبطال. ولكن للفكر الطوباوي بعض السمات المشتركة، إنه ينطلق من انعدام الرضا تجاه الشروط الحالية للوجود الاجتماعي ". كما أن " نزعتا الاستبداد والسلطوية هما خاصتان من خصائص الاتجاه الطوباوي ". ويضيف سيوران " إننا تشهد تلوث اليوتوبيا بالقيامة. شيئاً فشيئاً تتخذ الأرض الجديدة التي نوعد بها هيئة جحيم جديد. لكنها جحيم ننتظرها، بل نرى من واجبنا التعجيل بقدومها. كان الطوباوي والقيامي يبدوان في نظرنا نوعين مختلفين، وها هما اليوم يتداخلان يحل لون أحدها على الآخر حد تشكيل نوع ثالث، نوع ثالث، نوع رائع في قدرته على التعبير عن شبه الواقع الذي يتهددنا، والذي لن نملك أمامه إلا أن نقول نعم، نعم لائقة بلا أوهام. تلك طريقتنا في أن نكون كاملين أمام القدر المحتوم ". أما في القرن العشرين فقد أصبحت اليوتوبيات تبشر ليس بأفضل العوالم، فقد طغت النظرة المتشائمة عليها مثل اليوتوبيات المضادة: " نحن " تأليف زامياتين _ و" 1984 " تأليف أورويل _ و" عالم جديد شجاع " تأليف ألدوس هكسلي.
ويمكن القول إن النظرات الطوباوية المعاصرة في كافة مجالات الأدب والفكر والاجتماع والاقتصاد والبيئة أصبحت تنذر من الدمار الذي سوف يطال العالم لو استمرت الأنظمة الحاكمة العالمية على استنزاف خيرات المجتمع والطبيعة بدون رحمة، وأيضاً باستنزاف الإنسان لا إنسانياً، ولكن هذا لا يلغي النظرة الطوباوية عند الإنسان فقدره أن يحلم دائماً، ولو مثل دون كيشوت، بأفضل العوالم التي تحقق الحرية السياسية والعدالة الاجتماعية. ولقد اهتم العرب باليوتوبيا، وظهرت يوتوبيا " غابة الحق " لفرانسيس مراش عام 1865، ويوتوبيا " أم القرى " للكواكبي عام 1901، وكتب سلامة موسى كتاباً سماه " أحلام الفلاسفة " ضمنه يوتوبيا بعنوان " خيمي مقدمة ليوتوبيا مصرية " عام 1926، وهي يوتوبيا على الطريقة الفابية حيث يؤرخ لتلك اليوتوبيا بـعام 3105 حيث تنتعي الإصلاحات التدرجية بقيام الثورة الاشتراكية " أما نظام الأعمال والتكسب فإنه يشبه ما كنا نسمع عنه من الداعين للاشتراكية في زماننا. حيث هناك تطور في الصناعة والزراعة بحيث تكفي المنتوجات الزراعية والصناعية السكان. وحاصلات الدسكرة الصناعية والزراعية توزع على الأفراد كل بحسب عمله، وكان كل شيء يوزع بالمجان: السكن والماء والنور والحرارة. لكنه في كتاب " الدنيا بعد ثلاثين سنة " 1936 حيث تفلصت الفترة الزمنية لتحقيق اليوتوبيا من 1800 سنة إلى 30 سنة: " إن العالم يتغير بمعدل سريع للغاية، وما تصورته في كتاب أحلام الفلاسفة عام 1927 كان حلماً فابياً مزعجاً. فالتطور يسير بسرعة مذهلة، والقوى الاشتراكية تنمو وتتعاظم وسيجرف بلادنا القانون الشامل للتطور: لن أرى الاشتراكية عام 2000 كما توهمت في يوتوبيا خيمي وسأراها وأنا أطرق السنة المائة من عمري إن لم يكن قبل ذلك ". وحيث أصبحت الرؤيا أكثر علمية، وتقوم الرؤيا في كتاب " الدنيا بعد ثلاثين سنة "بما يشبه النبوءة، على أن الثورة الاشتراكية سوف تقوم في مصر، وسوف يتم تأميم الصناعة والزراعة وتتحقق الاشتراكية والديمقراطية. وفي " قصة السبعة الكبار " حيث تقوم الرؤية اليوتوبية على أن المريخيون يحكمون الأرض " وشرع المريخيون يصدرون القوانين، فجعلوا للبشر جميعهم قوانين واحدة للزواج والطلاق، وجعلوا التعليم عاماً، ثم طلبوا تأليف اللجان لإصلاح الأرض وإخصاب مياه المحيطات. وألفت أكثر من ثلاثمائة لجنة تولت إلغاء الجيوش والقوات الحربية جميعها وتحويل ما كان تنفق عليها من ملايين الجنيهات على استزراع الصحارى وإنشاء المصانع واستخدام الذرة في الإنتاج المدني وبناء المنازل وزيادة المحاصيل الزراعية.. وأصبحت الدنيا كلها قطراً واحداً وشغباً واحداً، ولم يعد هناك أية أمة تتعصب للونها الأبيض ضد الزنوج، ولم تعد هناك فواصل بين قطر وقطر.. وانتهت الحروب ولم يعد هناك استعمار ولا استغلال أمة كبيرة لأمة صغيرة.. وعاش الناس فيما كانوا يسمونه السعادة ". كما كتب يوسف إدريس يوتوبيا " جمهورية فرحات " عام 1959، وتحكي عن الصول فرحات في أحد أقسام الشرطة في حي شعبي، ويقوم بحكاية حلمه _ حكاية فيلم من تأليفه _ باليوتوبيا لموقوف دون أن يعرف شخصيته، وهذه الجمهورية الفاضلة التي تتكلم عن شاب مصري ورث ثروة كبيرة وراح ينفقها في تحسين أوضاع البلد، فعمل على إنشاء المصانع حتى أنه ملك كل مصانع مصر، والمزارع حيث قام بزراعة الصحراء، وبناء المساكن الصحية للناس، بحيث قضى على الظلم والفقر والمرض، والناس بقوا حلوين وفرحانين ومبسوطين. وكتب توفيق الحكيم يوتوبيا " رحلة إلى الغد _ مسرحية تنبؤية 1957 "، وفي المسرحية يظهر أن هناك حزبين: حزب المستقبل، وحزب الماضي. وأن الخلاف قائم بين الحزبين: حزب المستقبل يريد التطور والتقدم، والمضي بشجاعة إلى الأمام، وحزب الماضي الذي يرفض كل مظاهر الحضارة الحديثة، يؤمن بالثبات في مواجهة التطور.
ورغم أن كارل بوبر يقول " إن محاولة صنع جنة على الأرض تنتج جحيماً ولا بد "،
وكانت مي زيادة قد قالت عن يوتوبيا الاشتراكية " الغد للاشتراكية دون ريب، ولكنها ستغلب على أمرها بعد أن تنيل الاجتماع ما تستطيع أن تأتي به من التعديل. الغد للاشتراكية، ولكنها لن تكون أوفى من الديمقراطية في تتميم عودها. الغد للاشتراكية، ولكن من بين الطبقات المتساوية بالمساواة الجديدة ستنهض طبقة ارستقراطية المستقبل التي ستخلقها الكفاءة الشخصية وتقسيم العمل اليوم والأمس وفي الغد. الغد للاشتراكية، ولكن الفردية ستظل منتصبة قربها على الدوام. الغد للاشتراكية، ولكن ما بعد الغد لنظام آخر سوف ينبثق من قلب الاشتراكية التي هي مذهب إنساني تملأها الحسنات والسيئات ويستحيل فيها الكمال، إلا إذا بقي لها ذلك الكمال مثلاً أعلى تتبعه ويظل هارباً أمامها إلى منتهى الدهور ". ويتابع راسل جاكوبي في كتابه " نهاية اليوتوبيا ": " لقد تلاشت الروح اليوتوبية، بمعناها المتمثل في أن المستقبل يمكن أن يتجاوز الحاضر.. كما أصبح ينظر إلى الشخص الذي يؤمن باليوتوبيات _ على نطاق واسع _ إما على إنه شخص معتل العقل أو منفصل عن الواقع ". لكن التقدم العلمي _ التكنولوجي أنتج ما يدعوه فيليب يريتون " يوتوبيا الاتصال ": وهي حسب الكتاب يوتوبيا تستحوذ عليها الرغبة بإقامة مجتمع منسجم ودون صراعات، عالم توافقي إجماعي، تديره قواعد اللعبة المحددة بالاتفاق. وتقود يوتوبيا الاتصال إلى رفض القانون من خلال تعظيم عالم يمكنه أن يستغني عن القاضي وعن المعايير، عالم لا يتوقف الشركاء فيه عن الاتفاق فيما بينهم، وجهاً لوجه، من خلال لعبة بحث عن الشفافية التي لا تدع طرفاً ثالثاً يتدخل، بل هناك فقط اتفاق بالتراضي. لكن إذا كانت اليوتوبيا القديمة تعرض عالماً أفضل، فإن اليوتوبيا الحديثة، كما أعادت النظر بها تيمة الاتصال، لا تعرض إلا أن تمنع تقويض العالم.
لكن، ورغم ذلك فإن الإنسان سوف يبقى ينتج اليوتوبيات (أفضل العوالم، المدن الفاضلة) لأن لا أحد يقدر أن يهدم تلك اليوتوبيات الفاضلة التي توجد في اللامكان، أو الدينية التي توجد في السماء من أحلام الناس المقهورين المهدورين. وكما يرى ماكس ويبر فإن وظيفة الدين للطبقة المقهورة تكمن في طلب الخلاص، إنهم بحادة إلى مخلص يساعدهم على تحمل آلامهم وعذابهم في العالم الأرضي وتصبح المدينة الفاضلة، ولو في نهاية العالم، وسيلة تساعدهم على الاستمرار في بؤسهم. أما وظيفة الدين للطبقة القاهرة فتكمن في إضفاء الشرعية على سلطتهم، بحيث يصبح القدر الإلهي قدراً شرعياً. وأخيراً يمكن القول إن هذا الإنسان المقهور والمهدور سوف يبقى يحلم أن يبني يوتوبيا على هذه الأرض التي هي مأوى الإنسان، وشاهدة على أفراحه وأحزانه وآلامه، لأنه كما يقول مانهايم أيضاً " إن اختفاء اليوتوبيا سيؤدي إلى حالة من الثبات والجمود لا يصبح فيها الإنسان نفسه أكثر من شيء.. إن التخلي عن اليوتوبيا يعني إن الإنسان سيفقد إرادته في تشكيل التاريخ ".
هناك سؤال يطرح حول المدن الفاضلة: هل البحث عن المدينة الفاضلة كما هي عند الفلاسفة حركة رجعية أو أنها حركة تقدمية؟
ويمكن القول إن الجواب يتوقف على القوى الاجتماعية التي تطالب بهذه المدن الفاضلة، أو ما تعتبره هي، كقوى اجتماعية، مدناً فاضلة يمكن أن تحقق سعادة الإنسان على هذه الأرض في مواجهة واقع لا يحترم الإنسان والقيم الإنسانية. ومعروف أن المدن الفاضلة نشأت في فكر الفلاسفة، فـ " أفلاطون " فكر في جمهوريته الفاضلة في مواجهة واقع اجتماعي يدمر الإنسان. وبالتالي هي بالأساس محاولة لتصور عالم مثالي، وبقيت كـ " حلم " للإنسان المقهور والمهدور، على أمل في أن تتحقق ذات يوم تلك العوالم الفاضلة التي تحقق العدالة والحرية والكرامة للإنسان، تماماً كالفردوس في الأديان السماوية.
لكن في الجهة الأخرى هناك تلك القوى الاجتماعية التي تحن إلى استعادة الماضي كماض كما هو، مثل القوى الاجتماعية الدينية، ورغم أنها تضع الجنة في العالم الآخر_ السماوي، لكنها في هذا العالم الأرضي تحاول أن تستعد عصراً من الماضي كالقوى الإسلامية: عصر الرسول والخلفاء الراشدين باعتباره أفضل العوالم. لكن هذه الدعوات تصطدم بالزمن: بين زمن بعيد في الماضي وبين الزمن الحاضر الذي شهد تقدماً هائلاً على كافة مستويات البنية الاجتماعية، إنها تريد ان تعيد إنتاج ذلك العالم كما تكون في الماضي، أو إنها تريد أن تأخذ الحاضر إلى ذلك الماضي، ولذلك تلجأ هذه القوى الإسلامية إلى البراغماتية: تقبل منتوجات الحضارة الغربية المادية _ الصناعية، وترفض القيم التي أنتجت هذه القيم المادية، ترفض العقل والعلم الذي أنتج تلك المنتوجات المادية. وبذلك تدفع المجتمع العربي إلى الاتكالية على الحضارة الغربية، وتدفع المجتمع العربي إلى الاغتراب عن العصر الحديث. وفي كل الأحوال فإن موقف القوى الاجتماعية من المدن الفاضلة هو في النهاية موقف سياسي، بحيث أن الإقطاعي الذي يحن إلى أمجاد الإقطاع يعبر عن موقف سياسي كما يعبر عنه أيضاً رجل الدين.
واخيراً، مع أنطوني جيدنز " أصاب ماركس حين انتقد الفكر المنفصل عن أي تفسير موضوعي لإمكانات تاريخية باطنية، ولكنه لم يفعل سوى رفض النزعة الطوباوية إجمالاً على أساس نظرة غائية أو غيبية للتطور الاجتماعي البشري، وذهب إلى عدم ربط النظرية بالتطبيق مباشرة فكر طوباي، وأشار البعض إلى أن انهيار الاشتراكية يعني نهاية الطوباية. بيد أنني أؤمن بالعكس. ولكن استعادة الاحتمالية في التاريخ والقول بمركزية المخاطرة يفتحان الباب على مصراعيه للفكر الطوباي المناهض للواقع ".



#محمد_علي_سليمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عبد الرحمن بدوي ومقال التنوير: رواية - هموم الشباب -
- بهاء الطاهر والعلمانية: رواية - خالتي صفية والدير -
- فاوست العربي الإنسان العربي الفاعل اجتماعياً
- أمواج فصل من قصة
- حول - الكتلة التاريخية -
- تقدموا وتأخرنا: حول التقدم والتأخر
- العولمة: أمركة العالم
- رواية المجتمع مجتمع الرواية
- عن مهدي عامل والبنية الاجتماعية الكولونيالية
- الصدق في الأدب
- نظرية الأدب والزمن
- الرواية العربية وتحرير المرأة
- دروب الابداع: الروائي وشخصياته
- المخطوط القديم
- حول النخبة العربية المفكرة
- مأزق الثقافة العربية
- زمن التعلم زمن الإبداع
- الدكتور محمد عزيز الحبابي والمفاهيم المبهمة
- رواية: هموم الشباب _ عبد الرحمن بدوي وخطاب التنوير
- كتاب: الوعي القومي _ قسطنطين زريق والنهضة القومية العربية


المزيد.....




- الرياض -تأسف- لعدم قبول عضوية فلسطينية كاملة في الأمم المتحد ...
- السعودية تعلق على تداعيات الفيتو الأمريكي بشأن عضوية فلسطين ...
- فيتو أمريكي في مجلس الأمن يطيح بآمال فلسطين بالحصول على عضوي ...
- حماس تحذّر من مساع -خبيثة- لاستبدال الأونروا
- الجزائر تتعهد بإعادة طرح قضية العضوية الفلسطينية بالأمم المت ...
- إسرائيل تشكر الولايات المتحدة لاستخدامها -الفيتو- ضد عضوية ف ...
- بيان رسمي مصري عن توقيت حرج بعد الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلس ...
- مندوب فلسطين الدائم لدى الأمم المتحدة: عدم تبني قرار عضوية ف ...
- الأردن يعرب عن أسفه الشديد لفشل مجلس الأمن في تبني قرار قبول ...
- انتقاد فلسطيني لفيتو واشنطن ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحدة


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - محمد علي سليمان - أفضل العوالم أفضل العصور