أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد علي سليمان - بهاء الطاهر والعلمانية: رواية - خالتي صفية والدير -















المزيد.....

بهاء الطاهر والعلمانية: رواية - خالتي صفية والدير -


محمد علي سليمان
قاص وباحث من سوريا


الحوار المتمدن-العدد: 7419 - 2022 / 11 / 1 - 11:29
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


إن إشكالية الحداثة العربية الأساسية هي " الأصالة والحداثة "، ولم يطرح مفكرو الحداثة قضية من قضايا الحداثة إلا وكان مفكرو الأصالة لهم بالمرصاد، باعتبارهم تلك القضية " أصيلة " ولا داعي لأن تستورد من الغرب. ولم تخرج العلمانية عن هذه الإشكالية، فأصبحت لها أيضاً أصولها الإسلامية.
العلمانية بمفهوم مفكري الحداثة العربية بشكل رئيسي هي " فصل السلطة السياسية عن السلطة الدينية "، فصل الدين عن المجتمع السياسي " وليس " فصل الدين عن المجتمع المدني ". ولكن مفكرو الأصالة يعتبرون أن الإسلام دين ودولة، مما يجعل فصل السلطة السياسية عن السلطة الدينية مرفوضاً من قبلهم. والظاهر أن قضية العلمانية أصبحت مثل حصان طروادة في الفكر العربي الحديث والمعاصر، ذلك أن تيار الأصالة يرى أن الإسلام دين علماني في جوهره، ومن ثم لا حاجة إلى علمانية زائدة عليه مستمدة من الحضارة الغربية كما يقول الدكتور حسن حنفي. وحدة المشكلة في فكر الحداثة العربية المعاصرة دفعت الدكتور محمد عابد الجابري الذي يسعى إلى عقلنة الفكر العربي المعاصر (والعلمانية تاريخياً نتيجة العقلانية) يلف ويدور في حواره مع الدكتور حسن حنفي (حوار المشرق والمغرب) ويعتبر أن مسألة العلمانية في العالم العربي مسألة مزيفة، ويطالب باستبعاد شعار العلمانية من قاموس الفكر العربي المعاصر وتعويضه بشعاري الديمقراطية والعقلانية.
طرحت قضية العلمانية في المجتمع العربي كضرورة حضارية في مجتمع متخلف، متعدد الأديان والمذاهب. وأصبحت، بعد انفجار المجتمع العربي دينياً، قضية قضايا الحداثة العربية، وخاصة بعد أن أصبحت بعض القوى الدينية تشكل قوة سياسية مهيمنة اجتماعياً وتسعى إلى السيطرة على الدولة سياسياً. فبعد هزيمة حزيران عام 1967، وانكسار المد التقدمي العربي بدأت مرحلة الانكفاء على الذات حضارياً باتجاه التحصن خلف الإسلام، وهذا الانكفاء تجلى بالتحصن خلف التراث الديني المذهبي وحتى الطائفي، ولم تكن الرواية (مرآة المجتمع) بعيدة عن هذه التحولات الاجتماعية. وهكذا وجدنا الروائي المصري ادوار الخراط يكتب رواية " رامة والتنين _1980"، ثم يتبعها برواية " الزمن الآخر _1985" داعياً إلى الانكفاء على تراث الطائفة القبطية. وهذه الدعوة هي بالتأكيد رد فعل على دعوة التيارات الإسلامية المتطرفة، حيث في غياب مؤسسات المجتمع المدني تصبح الطائفة هي الملجأ.
في رواية " رامة والتنين " يقول ميخائيل " والشيء المؤكد الوحيد إنه ليس في عروقنا _ المصريين _ دماء العرب.. أنا أعرف لغتهم، أما حضارتهم فهذه حكاية أخرى ". وفي رواية " الزمن الآخر " يقول " هل نحن عرب حقاً، ما أصعب الإجابة على هذا السؤال.. نحن أهل البلد، وبهذا المعنى فالمصريون جميعا قبط بغض النظر عن دينهم.. أقر وأعترف أنا شوفيني المصرية.. ثم لماذا تغرقيننا في هذا الجسم العربي الكبير ". وأمام مثل هذه الدعوات للعودة إلى الطائفة _ العشيرة، وفي مثل ظروف المجتمع العربي الذي يعيش حروب دينية، إذا لم نقل طائفية، تعتبر " العلمانية " مشروع حداثة. ومن هنا تأتي أهمية رواية " خالتي صفية والدير " للروائي المصري بهاء الطاهر.
تروى الرواية بضمير المتكلم، والراوي يتذكر طفولته في قريته الصعيدية التي أقامها أجداده قرب الدير بعد أن فروا من الظلم والقهر في تفتيش الأمراء. ولذلك فإن أول ما يتذكره الدير الشرقي والمقدس بشاي، فقد اعتاد والده أن يصحبه معه في أحد الشعانين وعيد 7 يناير لكي يعيد على الرهبان، جيران الخير. وكان أهل الراوي يهدون جيرانهم في الدير الكعك، وكان الرهبان بدورهم يهدون أهل القرية المسلمين في المواسم بلحاً مسكراً صغير النوى لا تطرحه في القرية سوى النخلات الموجودة في مزرعة الدير.
في القسم الثاني يتذكر الراوي الخالة صفية، ومن خلالها يتكلم عن حربي، وحب صفية له والمأساة التي أدت إلى قتل زوجها القنصل وسجن حربي. ويركز الكاتب على صفية وهوسها بالانتقام من حربي الذي رفض حبها، ونقلها ذلك الهوس إلى ولدها حسان. إن جنون " الأنثى الجريحة " يجعلها تخلق كل ما يساعدها على الانتقام من حربي، فتوهم زوجها إن حربي يريد قتل ولده حسان لكي يرث ثروته باعتباره قريبه الوحيد، مما يؤدي إلى اصطدام الرجلين وموت القنصل في جو يذكر بالمآسي الإغريقية. إن صفية مثل ميديا، وهي تخلق عبر هوس الانتقام من حربي، والذي زوجها للقنصل بدل أن يتزوجها، جوا مأساوياً يسيطر على الرواية وينسج أحداثها الأساسية. وهذا الهوس يؤدي بها إلى الجنون _ إنها لم تعد تفكر إلا بالثأر من ذلك الذي "عاش للألم " حربي.
في القسم الثالث، وخوفاً على حياة حربي، الذي خرج من السجن قبل انتهاء مدة عقوبته بسبب المرض، يدخله والد الراوي في حماية الدير وليس في حماية المسجد. وإذا عرفنا أن والد الراوي قضى سنتين في المعهد الديني في أسيوط، ويخطب أحياناً في المسجد يوم الجمعة، ويؤم الناس للصلاة في غيبة الإمام، تبين مدى سيطرة المقال الفكري للرواية على المقال الروائي رغم حجة والد الراوي " أولم يرسل الحبيب عليه الصلاة والسلام أول المسلمين إلى النجاشي حريصاً على حياتهم، أنا أتأسى بالحبيب المصطفى.. وأمن الجميع على قوله ". إن الأب أندريه في رواية " طواحين بيروت يدخل المعلم حسيب في حماية الدير لأن قرية دير المطل مسيحية مارونية، والدير هو المكان الأمين لمسلم شيعي، والأحداث منسجمة مع المقال الروائي. لكن دخول حربي في حماية الدير وهو المسلم في قرية مسلمة فقد جاء منسجماً مع المقال الفكري للرواية. والمقارنة مع بداية عهد الدعوة الإسلامية وزمن الرواية غير مبرر موضوعياً، ففي بداية الدعوة الإسلامية كانت الحبشة هي المكان الآمن، بسبب ضعف المسلمين وعدم قدرتهم على حماية أنفسهم من أذى قريش. أما في زمن الرواية فالوضع مختلف، وكان من المفروض أن يدخل حربي في حماية المسجد، لأنه إذا كان الفلاحون المسلمون يحترمون الدير، فإنهم يحترمون المسجد أكثر لأنه مكانهم المقدس، ولكن الأحداث هنا تخدم المقال الفكري للرواية.
إن المأساة الشخصية لحربي تتزامن مع مأساة اجتماعية عامة وهي هزيمة 1967، ويجب القول إن الروائي يدخل إلى أحداث الرواية الأساسية تفريعات ليست ضرورية للعالم الروائي مثل موضوع عجز الحكومة عن مقاومة المطاريد، رجاء المأمور لهم من أجل التزام الهدوء وقت الحرب، واقتراح زعيمهم فارس التطوع للقتال في الجبهة، وتكتمل النكتة برد المأمور على هذا الاقتراح الذي حمله إليه والد الراوي " وماذا لو أخرجوا اليهود بالفعل ثم بقوا هم في سيناء، كيف نخرجهم منها " (ص120). إنها تفريعات لا تفيد المقال الروائي ولكنها تفيد المقال الفكري، فهنا يظهر نبل فارس الذي يصل إلى أقصى مداه برفضه اقتراح حنين لسرقة ذهب الدير. ويصرخ زعيم المطاريد بغضب " فارس لا يخون يا خائن، هل تمتحنني يا حنين أم تخون ناسك " (ص114). ويطرد فارس حنين من جماعته على أساس " إن بعت ناسك اليوم من أجل الذهب يا حنين تبيعني غدا بملاليم " (ص114). إن المقدس بشاي يشبه حنين بيهوذا وهو يعتني برجله المصابة بطلقة مسدس فارس، ويقول له " هل تعرف دينك يا حنين. قال حنين ساخراً وهو يتحسس ساقه: أعلمني يا مقدس. فقال المقدس وكأنه لم يسمع: أتعلم يا حنين أن مخلصنا غسل قدم يهوذا في ليلة العشاء الأخير. رد حنين بين السخرية والألم: قد نسيت وأشكر الرب إنك أعلمتني. فانتصب بشاي واقفاً ونظر للسماء متأوهاً بصوت عال وكأنه يحتج عل كل ما في العالم من ظلم، ثم قال: ولكنه خان بعدها يا حنين، ولكنه خان " (ص116).
في القسم الرابع يخون حنين ناسه. يختفي فارس لأن المقال الفكري يريده أن يختفي، ويظهر المطاريد على حقيقتهم بزعامة حنين ينهبون المارة في الليل ويسرقون المحاصيل. وحين تشتري صفية حنين ليقتل حربي في الدير، بعد أن رفض الحارسان المسلمان اللذان يقفان أمام بيتها أن يقتلاه في الدير " هذا حرام " (ص92). لكن حنين يحاول قتله ويفشل، ينقذ المقدس بشاي حربي من الموت. ولكن القدر الذي يسيطر على الرواية، كما في المآسي الإغريقية، لا يمهله كثيراً ويموت على فراشه تاركاً حياة صفية بلا معنى. ويكتمل بذلك أحد عناصر المقال الفكري " لا جدوى الثأر" بالإضافة إلى العنصر الآخر " لا جدوى الخيانة "، والعنصر الأهم " احترام الآخر "، ويلاحظ أن صفية وحنين وحدهما كسرا عالم التسامح الديني الذي تنعم به الرواية، عالم التسامح والمحبة، حتى الحرب لم تكسره.
في الخاتمة ينقلنا الراوي إلى الحاضر ليذكرنا أن كل شيء تغير، البلد والدير. ويسأل نفسه " إن كان ما زال هناك طفل يحمل الكعك إلى الدير في علبة بيضاء من الكرتون.. وإن كانوا _ الرهبان _ ما زالوا يهدون ذلك البلح المسكر الصغير النوى " (ص144). والسؤال لا ينبع من بعد الكاتب عن مصر، فقد ترك بهاء الطاهر مصر في أول الثمانينات ليعمل بالترجمة في الأمم المتحدة في جنيف، بل ينبع من المقال الفكري حول اختفاء عالم المحبة والتسامح من مصر، وضرورة التعاون والمحبة بين الناس على اختلاف مذاهبهم الدينية، حيث الاحترام المتبادل والعيش المشترك عبر التاريخ، حيث المسلم يحتمي بالدير من الظلم. ومن حق الكاتب أن يتذكر تلك الأيام، وهو الذي عاش في بيت سيده شيخاً أزهرياً تقياً لم يسمع منه في حياته كلمة تفرق بين الناس مثل هذا مسلم وهذا مسيحي (ص167)، وخاصة في ظروف المجتمع العربي وهزائمه المتتالية على المستوى الاجتماعي _ الاقتصادي بحيث أنه أصبح يخوض حروبه الأهلية الدينية _ الطائفية، وفي ظل غياب مؤسسات المجتمع المدني التي تستطيع حماية ذلك المجتمع وقت الزلازل الاجتماعية، وخاصة الطائفية بعد أن تحطم الحراك الشعبي العربي من أجل تحديث المجتمع العربي، وتحقيق إنسانية الإنسان العربي، على صخرة قوى عربية وقوى إقليمية وقوى عالمية تريد رسم خريطة جديدة للشرق الأوسط، وأيضاً على صخرة التطرف الديني _ الطائفي الذي أشعلته تلك القوى. دون أن ننسى دور القوى السياسية العربية الحاكمة التي انطلقت في التعامل مع الحراك الشعبية عبر المجتمع السياسي لا مع المجتمع المدني لتحقيق الحرية والعالة والكرامة لإنسان العربي. وفي هذه الظروف تأتي رواية " خالتي صفية والدير " لتبرز الجانب الإنساني للدين باعتبار التيار الديني هو الأقوى على الساحة العربية. وفي حين كان المقال الحضاري يركز في الأربعينات من القرن الماضي على الجانب الإنساني للعلم مع رواية " قنديل أم هاشم " ويوفق بين العلم والدين باعتبار أن التيار العلماني كان أقوى اجتماعياً. أي إن المقال الحضاري العربي الذي كان يسعى في أربعينات القرن العشرين للتوفيق بين العلم والإيمان، أصبح في التسعينات منه يسعى، عبر العلمانية، للتوفيق بين الأديان إذا لم نقل بين الطوائف والمذاهب الدينية.
_ خالتي صفية والدير، رواية بهاء الطاهر، منشورات روايات الهلال العدد 511 1991.



#محمد_علي_سليمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فاوست العربي الإنسان العربي الفاعل اجتماعياً
- أمواج فصل من قصة
- حول - الكتلة التاريخية -
- تقدموا وتأخرنا: حول التقدم والتأخر
- العولمة: أمركة العالم
- رواية المجتمع مجتمع الرواية
- عن مهدي عامل والبنية الاجتماعية الكولونيالية
- الصدق في الأدب
- نظرية الأدب والزمن
- الرواية العربية وتحرير المرأة
- دروب الابداع: الروائي وشخصياته
- المخطوط القديم
- حول النخبة العربية المفكرة
- مأزق الثقافة العربية
- زمن التعلم زمن الإبداع
- الدكتور محمد عزيز الحبابي والمفاهيم المبهمة
- رواية: هموم الشباب _ عبد الرحمن بدوي وخطاب التنوير
- كتاب: الوعي القومي _ قسطنطين زريق والنهضة القومية العربية
- توفيق يوسف عواد: علمانية الفصل بين الطوائف
- مصر وثورة يوليو في رواية _ شيء من الخوف _


المزيد.....




- العراق.. المقاومة الإسلامية تستهدف هدفاً حيوياً في حيفا
- المقاومة الإسلامية في العراق تعلن ضرب -هدف حيوي- في حيفا (في ...
- لقطات توثق لحظة اغتيال أحد قادة -الجماعة الإسلامية- في لبنان ...
- عاجل | المقاومة الإسلامية في العراق: استهدفنا بالطيران المسي ...
- إسرائيل تغتال قياديًا في الجماعة الإسلامية وحزب الله ينشر صو ...
- الجماعة الإسلامية في لبنان تزف شهيدين في البقاع
- شاهد: الأقلية المسلمة تنتقد ازدواج معايير الشرطة الأسترالية ...
- أكسيوس: واشنطن تعلق العقوبات على كتيبة -نيتسح يهودا-
- آلام المسيح: كيف حافظ أقباط مصر لقرون على عادات وطقوس أقدس أ ...
- -الجماعة الإسلامية- في لبنان تنعي قياديين في صفوفها قتلا بغا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد علي سليمان - بهاء الطاهر والعلمانية: رواية - خالتي صفية والدير -