أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد علي سليمان - الدكتور محمد عزيز الحبابي والمفاهيم المبهمة















المزيد.....

الدكتور محمد عزيز الحبابي والمفاهيم المبهمة


محمد علي سليمان
قاص وباحث من سوريا


الحوار المتمدن-العدد: 6987 - 2021 / 8 / 13 - 17:50
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


كتاب الدكتور _ الفيلسوف محمد عزيز الحبابي " مفاهيم مبهمة في الفكر العربي المعاصر " يأتي كمحاولة منه لبلورة مفاهيم الفكر العربي المبهمة، وجعل هذا الفكر يمتلك منهجاً متبلوراً، يرتبط بالواقع، وواضحاً بحيث يمكن العرب من فهم مصيرهم وجعلهم قادرين على مواجهته. وبما أن أهم تأسيس يقوم عليه المنهج هو خلق مفاهيم دقيقة وواضحة، فإن الدكتور الحبابي في كتابه، كمرحلة أولى، يحاول أن يمسك بتلك المفاهيم التي " تسبح في الضباب "، ومناقشتها ليساعد على بلورتها وإزالة الضباب عن المفاهيم. أي أن مجال الكتاب هو " الإسهام في معركة الوضوح والتوضيح والدقة بعد أن تاه العقل العربي في ضباب المفاهيم الوافدة من أوروبا "، وبعد أن أصبح " المثقفون العرب طبقة منفردة بلغتها، لغاتها الخاصة لذا غدا مصيرهم منعزلا عن مصير مختلف فئات المواطنين ". ويلوم الدكتور الحبابي المثقفين لأنهم لم يحسنوا اللعبة سياسياً (وهل أحسنوها ثقافياً وفكرياً؟) ولم يوفقوا في النقد عموماً، وفي النقد الذاتي خصوصاً، ولم يصلوا إلى بلورة معطيات الوضع المعيش وجعله واعياً عند الشعب " فالشعب العربي غير مسؤول عن أوضاعه لأنه لا يعيها، والموكل _ المثقف لم يوفق لجعله يعيها، فمن لا يملك أية فكرة عن إنسانيته لا يستطيع أن يعيش إلا هامشياً ".
ولكن كيف يمكن للمثقف، الموكل عن الشعب " بوكالة ضمنية غير مكتوبة " أن يقوم بمهمته في تنوير الشعب مادام هو، المثقف لم يمتلك بعد معطيات الواقع العربي حيث " أن مجتمعنا موجه من الخارج ثقافياً واقتصادياً طبقاً لبرامج غربية أغلبها ليبرالي، فيعطى أطراً ليبرالية، لا هم لها إلا نقل النموذج الغربي، فلا غرابة أن نجد كثيراً من فكرلوجي العالم العربي يتحدثون بذهنية الغرب ولغاته ". وطريق الدكتور الحبابي إلى ردم الهوة بين المثقف والشعب تمر عبر ردم الهوة بين المثقف والمفاهيم المبهمة، وجعل تلك المفاهيم تنبع من الواقع حتى يقدر المثقف أن يقوم بدوره الاجتماعي، حيث ربط المفهوم بالواقع هو الذي يعطي لذلك المفهوم قيمة ويجعل الفكر واضحاً وقادراً على التأثير بذلك الواقع. أن ابتعاد الفكر عن الواقع يجعله وكأنه فكر يصارع مصيره بالإدبار عنه. ولذلك يركز الدكتور الحبابي على أن دراسته لتلك المفاهيم تقوم بوصفها عناصر في تركيب نظرية أو رؤية لكي تصبح قابلة للاستثمار ضد التخلف " فالمهمة الأساسية هي إبراز توازن بين المصير، المصائر العربية وبين محاولة التفكير فيها والتنظير من أجل تحليلها، وليتم ذلك لابد من سبر أغوار بعض المفاهيم الأساسية التي يراوغ استعمالها الواقع فيبعدنا عن الصراع ضد التخلف المصيري ". ولكي ينهض العرب النهضة الحق " لابد أن يقوموا بالتأصيل والتعصير في آن واحد"، أي أن هم الدكتور الحبابي الأساسي هو هم الفكر العربي الحديث والمعاصر، إنها دائماً وأبداً إشكالية الأصالة والتحديث. ولا بد من القول إنه لكي تصبح " التوفيقية " متجذرة في البنية الفكرية _ الاجتماعية، من الضروري أن تأتي في سياق فكري _ اجتماعي، وأن يكون المجتمع في حالة ديناميكية تسمح لمفكري القوى الاجتماعية الناهضة من تركيب الأصالة والتحديث، بالمعنى الهيغلي _ الماركسي، وإنتاج نظرية توافقية فعالة.
وفي مناقشته للمفاهيم الضبابية لا تغيب إشكالية الأصالة والتحديث عبر الواقع عن فكره، وعبر مناقشته لتلك المفاهيم فإنه يناقش الفكر العربي المعاصر. ولا يدعي الدكتور الحبابي بأنه وصل إلى الحقيقة المطلقة بشأن المفاهيم فامتلكها وحده، بل أن ما يسعى إليه هو الوضوح " فعندما نربح عملية تحديد الألفاظ، تبدأ بجدية النهضة الثقافية والفكرية الحق في العالم العربي "، ولأن مناقشة تلك المفاهيم المبهمة تقوم على مناقشة المفكرين المعاصرين لها فإن الكتاب يتحول إلى مناقشة الفكر العربي المعاصر بأبرز مفكريه (علي أومليل، محمد عابد الجابري، عبد الله العروي، زكي نجيب محمود، توفيق الحكيم، أدونيس..)، ومن المفاهيم التي يناقشها الكتاب تبرز مفاهيم (الواقع، القومية، الليبرالية، الأيديولوجيا، العروبة، الحياد، التاريخ، التراث، المعاصرة _ الحداثة). وفي نظرة لمناقشته لتلك المفاهيم المبهمة فإنه يرى أن الزواج بين الأيديولوجيا والقومية _ العروبة غير شرعي، وعندما " تلتصق فكرولوجيا بعرق وقومية وتصبح عربية مثلاً، فإنها تصطبغ بعنصرية ". و" بما أن الديمقراطية تكون بالنسبة للشعب، وبما أن شعب غير محدد في الاستعمالات العربية الحديثة، فهو لفظ فضفاض ومفهوم مبهم إلى حد بعيد. طبعاً لن تكون ديمقراطية هي أيضاً إلا لفظاً مشحوناً بالالتباس والغموض ". و" لن يرتفع شعب إلى مستوى الوعي بواقعه والقدرة على تحقيق مطامحه ب ديمقراطية حق، إلا حين تتحمس جميع الطبقات للمصلحة العامة وكأنها مطامح كل فرد تفرض عليه ان يحميها ". ومفهوم القومية " بلا تحديد ويعتريه الإبهام ". والليبرالية مفهوم آخر مبهم، ويرى أن الظروف الاجتماعية العربية غير متوفرة لإنتاج الليبرالية، فهذا يفترض وجود بورجوازية عربية على طراز البورجوازية الغربية ويشترط وجود اقتصاد تام ينتج عن أنشطة إنسان حر بمفهوم الحرية الليبرالية. ويلاحظ أن " اقتصاد الثالثيين وسياستهم الداخلية والخارجية تتبعان مباشرة أو غير مباشرة ما تقتضيه المصالح الليبرالية العالمية.. وإما التبعية العمياء فتتجه به اتجاه مصير بلا مستقبل.. إبهام في المفاهيم، وإبهام في الطرق، وثالث في الغاية والهدف ". أما مفهوم التاريخ فهو أيضاً " مرتبك تتضارب دلالاته "، ويتحول عند بعض المفكرين إلى مفهوم " لاواقعي خرافي ". ومفهوم العقل مبهم أيضاً، ويأخذ على المفكرين العرب الأخذ بمطلقية العقل متجاهلين درجات العقلانية، وخاصة أن كثيراً من الاتجاهات الفلسفية تعتمد على التجربة الحسية والحدس والتجارب الوجودية، ويقول " إن ما لا يستساغ ليس العقلانية في ذاتها أو المعاصرة في ذاتها، لكن ما يخلع عليها من هالة المطلقية. فلا بد أن نحتكم إلى الواقع، إن الفكر الإسلامي الذي يراد إصلاحه مطالب بأن لا يتعامى عن العقلانية وعن قوانين الطبيعة.. ليس معنى هذا أن يكون الفكر العربي الإسلامي أسيراً للعقل، فالعقل لا يستحوذ على مجموع الواقع، والواقع أغنى وأوسع من آفاق العقلانية، وإنه من اللامعقول أن نتناسى ذلك. وعوضاً عن وهم شمولية العقلانية المطلقة، نعيش تكاملاً بين الوجدان والعقل، وعلى الفكر أن يعيش تكاملاً بين الذات والموضوع.. فلن تستفيد المعاصرة والعقلانية شيئاً من تغطية الواقع الحي برؤية وهمية لواقع وهمي ". وهذا يجره إلى مناقشة مفاهيم الأصالة والمعاصرة _ الحداثة والتراث. وهو في مناقشته لهذه المفاهيم المبهمة يحاول أن ينطلق من الواقع، ويرى أن ابتعاد المفكرين العرب المعاصرين عن الواقع جعل الفكر العربي معرض موضوعات فلسفية، ولذلك لم يوفق لخلق تيار فكري عربي عصري. وفي مناقشة منهج الكتاب لن نركض خلف المفاهيم، فالمفهوم تحدده الأيديولوجيا في النهاية، ومفهوم الاشتراكية عند الماركسيين العرب ليس هو نفسه عند القوميين العرب. وبالتالي سوف يكون هدفنا البحث عن رؤية الدكتور الحبابي للواقع العربي، وتحديد ملامح مشروعه الفكري، ولذلك سوف نتوقف عند مناقشته لمفهوم " القطيعة التاريخية " لأنه يدخلنا إلى أساس مشروعه الفكري، وإيجاد نظرية توفيقية بين الأصالة والمعاصرة مثل كثير من المفكرين العرب المعاصرين:
1_ قطيعة الدكتور علي أومليل:
يدعو الدكتور أومليل إلى قطيعة بالمفهوم الماركسي مع التراث، أي أن يستأصل الباحث آثار الفكرولوجيا بتصفية الوعي التراثي. ذلك لأنه يعتبر أن الاستعمار أراد أن يخرجنا من التاريخ (= المعاصرة) ليدخلنا نهائياً في التراث. معتبراً أن الوثائق التاريخية لا تحمل حقيقة الماضي، الماضي مجهول، والحاضر لا يرتبط بالتراث ويجب أن ينفصل عنه _ القطيعة موجودة وهي قطيعة تاريخية، عمودية.
ويرد الدكتور الحبابي أن الاستعمار أراد أن يقضي على شخصيتنا، تراثاً وتاريخاً، فالشعب الذي يفقد أصالته يندمج في أصالة غيره، وهذا هو هدف الاستعمار في البلاد العربية، أن تفقد أصالتها. وطبعاً فإن المحافظة على الماضي ليس معناها الغرق في الماضي هروباً من مسؤوليات الحاضر والمستقبل. إن الالتزام بتطوير أحوال الحاضر وتشييد المستقبل هما اللذان يفرضان علينا توظيف تجارب الماضي.
2_ قطيعة الدكتور الجابري:
تختلف قطيعة الدكتور الجابري عن قطيعة الدكتور أومليل، لأن هدف الدكتور الجابري هو تحديث الفكر العربي، وبالتالي إحداث قطيعة ابتسمولوجية تامة مع بنية الفكر العربي في عصر الانحطاط وامتداداتها إلى الفكر العربي المعاصر. وهو يقول بوجود قطيعة تامة بين المدرسة الفلسفية في المشرق (ابن سينا)، والمدرسة الفلسفية في المغرب (ابن رشد)، وبالتالي قطيعة فكرية جغرافية، أفقية.
ويرد الدكتور الحبابي بأن القطيعة الجابرية تدور حول الأسلوب وليس حول الموضوع، ذلك أن القطيعة حدثت في أداة المعرفة، وهي قطيعة ليست مطلقة، إنها صورة جديدة لصورة قديمة لذات الموضوع، أن هدفها هو التحرر من الفهم التراثي للتراث. والنتيجة أن الدكتور الحبابي يرفض مفهوم القطيعة، يرفض مقولة (إما. وإما)، إما الغرب وإما التراث، إنه يفضل حلاً وسطاً، الانتقاء من هنا وهناك. ذلك أن وضع الأمة العربية غير محدد الاتجاه، ومن الضروري القيام برحلة الأصالة ورحلة المعاصرة معاً، إنها رحلة باتجاه العصر وثقافته وتنظيمه وجديده في العمل مع المحافظة على الأصالة وهذا ما نجحت فيه التجربة اليابانية وفشلت فيه التجربتين العربية والتركية. ولا يرد الدكتور الحبابي ضياع العرب في حضارة اليوم إلى الأصالة (كما يفعل غيره، د أومليل وأدونيس)، فالغرب تعلق بأصالته وكذلك اليابان والصين، فالأصالة لا تعيق التقدم، فالتخلف لا يحتكر كما التقدم لا يحتكر أيضاً. وهو لا يعيد التخلف إلى الذهنية العربية، كما فعل بعض المستشرقين، بل يردها إلى ظروف اقتصادية اجتماعية أعاقت حركة البنية الاجتماعية _ الاستعمار. ومن هنا مأخذه على بعض المفكرين العرب المعاصرين (د عبد الرحمن بدوي، د زكي نجيب محمود) ذلك إنهما يقدمان خصائص الفكر العربي المعاصر وكأن العرب يعيشون خارج التاريخ، وكأن العرب، حتى فكرهما، لا يعاني من الاستعمار القديم والجديد ولم تستعمر البلاد. كما أن الدكتور الحبابي يأخذ على الدكتور زكي محاربته للصيرورة، ومعنى هذا أن العربي يعيش في فلك الثبات لا في فلك التطور، وبالتالي فهو يعيش خارج التاريخ.
تعود إشكالية الأصالة والحداثة، برأي الدكتور الحبابي، إلى ابتعاد الفكرولوجيا العربية المعاصرة عن الواقع العربي. إنها لم تحلل الواقع العربي المعاصر بل أخذت مفاهيمها من الفكر الغربي وأسقطتها على الواقع العربي مما أدى إلى فشلها وجعل فكرولوجي الوطن العربي خصوماً لواقعهم، أصالتهم، تراثهم. ويرى أن كل أصالة تنغلق على نفسها تذبل، وكل معاصرة تتجاهل التراث القومي تسقط، و" تأصيل المعاصرة وتعصير الأصالة، تكييفها داخل الصراع ضد التخلف، فلا استعداد للالتحاق بالمعاصرة عند من لا أصالة له، لأنه بلا جذور. أن الأصالة وفاء بالعهد نحو التاريخ القومي، ما دام لهذا التاريخ قدرة على إضاءة الحال والمساهمة في خلق المستقبل. والتقدمية الحق، أو المعاصرة الحق لا تقصد خلاص الشعوب من ذواتها بل ما تقصده هو أن تحرر الشعوب مما يصيبها من انحرافات عن صواب ذاتيتها بالانسلاخ عنها أو بالانغلاق عليها ". ويصل إلى نتيجة أن الفكر لا يتجدد إلا في وسط هو نفسه يتجدد، أو على الأقل له قابلية على التغيير، وهكذا تتحدد نظرية الدكتور الحبابي لنهضة المجتمع العربي ب (أصالة _ معاصرة) في صراع ضمن الواقع للوصول إلى المستقبل. لكن الدكتور حبابي، في مداخلته في ندوة " التراث وتحديات العصر " يقفز خطوة باتجاه الأصالة، حيث يقترح " القطيعة مع قيم حضارة التصنيع ونماذجها "، ويجد في التراث الفضاء الذي يمكن المجتمع العربي من النهوض، ذلك أن " من لا يحسن استثمار الماضي لينتقل، ليبني المستقبل مآله الاندثار ".
إن مشكلة الكتاب تتحدد بأن الدكتور الحبابي، رغم دعوته لارتباط المفاهيم بالواقع، يدور في فلك الأيديولوجيا، وهكذا يضاف تفسير آخر إلى التفاسير السابقة، ويغرق الفكر العربي في بحر من التفاسير كما غرق في الماضي في بحر من الهوامش. وطالما أنه لا يوجد قوى اجتماعية مهيمنة تفرض مفاهيمها عن طريق مفكريها، فان المفاهيم سوف تظل تتصارع، عبر مفكري القوى الاجتماعية المتصارعة داخل الواقع دون أن تقدر على حسم الصراع الاجتماعي لفرض مفاهيمها على البنية الفكرية. ويلاحظ أن المفاهيم الحديثة في أوروبا تكونت في سياق صراع اجتماعي، ثورات قامت بها الطبقة البورجوازية ضد الإقطاع، وفرضت عبر سيطرتها الاقتصادية مفاهيمها الفكرية. ويلاحظ أيضاً أن المفاهيم العربية الحديثة جلبت إلى الفكر العربي عبر ترجمة مفاهيم الغرب، وكان أن اصطدمت بمفكري القوى الاجتماعية العربية الأصيلة، وهكذا تمزقت هذه المفاهيم بين قوى تجرها إلى حقل فكري غريب عنها، وقوى تحاول إفراغها من مضمونها، وقوى ترفضها إطلاقاً، وما زالت المعركة قائمة حول المفاهيم، لأنها قائمة أصلاً في الواقع بين قوى اجتماعية قبل أن تكون قائمة في الفكر، وهكذا أصبح لكل مفهوم تعريفات، محددات متعددة، فقد أصبح المفهوم يتحدد بالصفات وليس بنفسه، وهكذا يوجد في الفكر العربي ديمقراطيات حسب القوى الاجتماعية، ديمقراطية ليبرالية، ديمقراطية إسلامية، ديمقراطية شعبية، ديمقراطية مركزية، ولكن للأسف ليس هناك اتفاق على ماهية هذه الديمقراطية، حتى أن الدكتور أحمد صدقي الدجاني قال " سألت نفسي ما الذي تعنيه الديمقراطية، فجمعت ألف صفحة من التعريفات التي تفرق الناس ". وما ينطبق على الديمقراطية ينطبق على الاشتراكية، فهل هي الاشتراكية الغربية ولها أكثر من صيغة، أو هي الاشتراكية العربية ولها أيضاً أكثر من صيغة. أو الاشتراكية الإسلامية ولها هي الأخرى أكثر من صيغة، إذن صراع المفاهيم صراع اجتماعي وليس صراعاً فكرياً فقط، وبالتالي فإن المثقف العضوي، بمفهوم غرامشي، هو المثقف القادر على إنتاج مفاهيم ترتبط بالواقع الاجتماعي عبر ارتباطه بقوى اجتماعية، ولن يتوصل الفكر العربي إلى الخروج من ضباب المفاهيم إلا مع سيطرة قوى اجتماعية مهيمنة تفرض سيطرة مفاهيمها على البنية الفكرية عبر سيطرتها على القوى الاجتماعية الأخرى وإزاحة مفاهيمها، مرحلياً، من البنية الفكرية. وهذه العملية ليست عملية فكرية تتم عبر صراع المفاهيم، ولصراع المفاهيم أهميته، ولكنها عملية صيرورة اجتماعية.



#محمد_علي_سليمان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رواية: هموم الشباب _ عبد الرحمن بدوي وخطاب التنوير
- كتاب: الوعي القومي _ قسطنطين زريق والنهضة القومية العربية
- توفيق يوسف عواد: علمانية الفصل بين الطوائف
- مصر وثورة يوليو في رواية _ شيء من الخوف _
- أهل الغرام _ حكايات
- رؤية باكثر لشخصية فاوست في مسرحية - فاوست الجديد -
- الأصولية الأصالة الحداثة
- حول رواية - محاولة للخروج - للروائي عبد الحكيم قاسم
- خطاب التوفيقية في رواية يحي حقي - قنديل أم هاشم -
- زمن القصة زمن الرواية
- نحو مشروع نهضوي عربي جديد
- جدلية السيف والقلم
- الجامعة مشروطة أو بدون شروط
- الرواية والمجتمع
- الروائيون والشهرة
- حول الإرهاب
- البطل الإشكالي شهادة
- حول البورجوازية العربية
- أو كما يسمونهم عادة قصة للذكرى
- عن القهر والقرف وأشياء أخرى


المزيد.....




- انتشر بسرعة عبر نظام التهوية.. لحظة إنقاذ كلاب من منتجع للحي ...
- بيان للجيش الإسرائيلي عن تقارير تنفيذه إعدامات ميدانية واكتش ...
- المغرب.. شخص يهدد بحرق جسده بعد تسلقه عمودا كهربائيا
- أبو عبيدة: إسرائيل تحاول إيهام العالم بأنها قضت على كل فصائل ...
- 16 قتيلا على الأقل و28 مفقودا إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة ...
- الأسد يصدر قانونا بشأن وزارة الإعلام السورية
- هل ترسم الصواريخ الإيرانية ومسيرات الرد الإسرائيلي قواعد اشت ...
- استقالة حاليفا.. كرة ثلج تتدحرج في الجيش الإسرائيلي
- تساؤلات بشأن عمل جهاز الخدمة السرية.. ماذا سيحدث لو تم سجن ت ...
- بعد تقارير عن نقله.. قطر تعلن موقفها من بقاء مكتب حماس في ال ...


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد علي سليمان - الدكتور محمد عزيز الحبابي والمفاهيم المبهمة