أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - فراس سعد - اعلان ابرام- ابراهام ونهاية النظام العربي















المزيد.....

اعلان ابرام- ابراهام ونهاية النظام العربي


فراس سعد

الحوار المتمدن-العدد: 7482 - 2023 / 1 / 4 - 02:19
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


المشكلة مع إسرائيل ليس أنها يهودية، فاليهودية أحد المصادر الأساسية للعقل الإسلامي، والتقاليد اليهودية والمسلمة تتقاطع وتتشارك. مشكلتنا الحقيقية مع إسرائيل أنها أولا نظام غربي من حيث الظاهر وثانيا أنها نظام أيديولوجي متشدد يسيطر عليه الأشكيناز، وبهذه الصفة لا يمكن لإسرائيل أن تعيش في أوروبا نفسها .
فأحد أسباب خراب أوروبا هي الأنظمة الأيديولوجية المتشددة بغضّ النظر عن المحتوى الأيديولوجي لها. فالأسلوب والسلوك المتشدد هو المشكلة في أوروبا وكذلك في (البلاد العربية) وقد يكون الدعم الغربي لإسرائيل يقوم على طمأنينة تتأتى من بعدها عن أوروبا . فهي إثم أوروبي تاريخي تخلصوا منه بعد مخاض طويل، وهي خطيئة تم إبعادها عن «الجسد الطاهر» أوروبا.
اليهود الأوروبيون هم الأمة الأوروبية الأولى (وهي البقية الباقية من عصر الكهف مجازا فيما يتعلق بالمجموعات المغلقة اجتماعيا دينيا) التي كانت تعيش في أنحاء أوروبا وتتعامل ماليا مع الإمارات والإقطاعيات الأوروبية.

تطبيع أم احتلال؟

كان للمال اليهودي والعقلية اليهودية دور كبير في تأسيس الرأسمالية الأوروبية وفي ولادة الرأسمالية عموما، لأول مرة في التاريخ .
بعد أن قرر الإنكليز منح وطن قومي لليهود في فلسطين تعاطفا معهم أو للتخلص منهم كان على الفلسطينيين العرب أن يقبلوا هذا « الإثم» متجسدا في دولة ويتحملوا سلوكها. وكان مؤسس السعودية مستعدا لرعاية هذه الدولة الوليدة والعطف عليها كما لو أنها ابنة للعرب وهذا ما فعله لاحقا غير زعيم وحاكم عربي …
نعم لقد شبت إسرائيل على جسد فلسطين قبل سبعين عاما، وبدأت لاحقا بمد يديها إلى العالم العربي كله «لتنمو» بأشكال متعددة على حسابه، فتتوسع في أطراف هذا الجسد الذي سوف يضعف ويتشرذم في هذه الأثناء .
إعلان «إبراهام» الأخير للتطبيع بين الإمارات وإسرائيل ليس سوى إعلان موت الأخلاق والمنطق في العالم العربي ومحاولة للتحكم بـ «الجهاز العصبي» العربي كله .
هكذا فنحن نزعم أن النظام العربي او الوضعية السياسية الأمنية التي اتخذتها الأنظمة العربية بعد هجوم 11 أيلول- سبتمبر 2000 قد انتهت يوم 6 آب-أغسطس 2020 أي بعد عشرين سنة بالتمام والكمال .
فلماذا علينا جميعا نحن الإبراهيميين أبناء ابراهيم وأحفاده الثقافيين مسلمين ويهودا ومسيحيين ومن تنوعات دينية تدور في الفلك الابراهيمي أن نرفض إعلان «إبراهام» المشبوه؟
في الحقيقة هي أسباب عديدة تتراوح ما بين الأخلاقي والمنطقي والسياسي والثقافي … وأولها يجب عدم مكافأة إسرائيل على اغتصابها فلسطين واحتلالها أراضي 67 لأننا لو فعلنا فلن تكون أراضينا ولا مؤسساتنا بمأمن في المستقبل القريب على اعتبار أن الاتفاق يعطي للنظام الإسرائيلي حق التدخل والاطلاع على مسائل حساسة في الاقتصاد والأمن … والخطوة الإماراتية الرعناء ستشجع المتطرفين واليمين داخل وخارج إسرائيل على مزيد من التصلب والتطرف وهو ليس حتى لمصلحة إسرائيل «الطبيعية».

سلام كاذب

ان التقارب الوحيد الممكن والمثمر بين العرب وإسرائيل هو حوار ثقافي -بما فيه ديني- يقوم به كبار حكماء الطرفين سواء كانوا مفكرين او كبار رجال الدين أساسه فكرة الدولتين. وأسوأ حوار سوف يكون بين سياسيين من الطرفين يضعون مصالحهم الشخصية أو مصالح سياسية وحزبية وفئوية ضيقة أو مرحلية كأولوية كما هو حال الاتفاقية الحالية بين الامارات وإسرائيل . فالأشخاص الذين وقعوا الاتفاقية فعلوا ذلك لمصالح شخصية ضيقة هربا من دفع ثمن كبير لو سقطوا في الانتخابات كما يقول صحافي بريطاني مغمور .
والاتفاقية بين الإمارات وإسرائيل ليست مجرد اتفاقية بين دولتين، إنها اتفاقية تتجاوز الشكلية الوطنية والحدود «الدولتية» لأن كل ما يتعلق بفلسطين هو شأن إنساني كما هو شأن ديني ثقافي يمس ثقافة وجدان وعقيدة شعوب المنطقة المسلمة والعربية..
ماذا عن السلام مترافقا مع قضم الأراضي وطرد الفلسطينيين واستمرار الخطاب العنصري ضدهم؟
يا له من سلام تروج وتطبل له نخب العرب من مثقفين أو رجال أعمال او سياسيين لم يمنحهم أحد الحق بالقفز على حق شعب محتل هو المعني بالسلام أو الحرب .
كأن هذه النخب مغسولة الدماغ لا تعلم أن إسرائيل تستولي على أرض فلسطينية رغم اتفاقية أوسلو وأن الإسرائيليين يمنعون عوده الفلسطينيين إلى فلسطين رغم ان القانون الدولي يسمح لهم بذلك . كيف يمكن لأي مسؤول إسرائيلي أو عربي أن يتحدث عن السلام وإسرائيل ترفض منح الفلسطينيين مطارا وميناء وترفض إنهاء حصار غزة المستمر منذ عشر سنوات؟.
في الحقيقة أن إسرائيل مازالت كما كان يصفها نيلسون مانديلا دولة عنصرية تميز بين الناس على أساس ديني وعرقي وهذا سلوك ينتمي إلى ديكتاتوريات الشرق وليس إلى نموذج الدولة الحديثة، إنه سلوك يذكر بسياسة الدولة – الأم بريطانيا، السياسة العنصرية التي مارستها في مستعمراتها طوال عقود وما تزال شعوب المستعمرات تحصد نتائجها الكارثية.
السلام يقوم مقابل الأرض وعلى أساس من مسؤولية فرقاء كاملي الأهلية والمسؤولية، إنما للأسف لم يُترك الفلسطينيون يقررون لوحدهم، فقد مارست أغلب الأنظمة العربية ضغوطا عليهم، وحاولت تهميش منظمة التحرير وتصفية قادتها كما فعلت إسرائيل بالضبط، وحاولت تلك الأنظمة المتاجرة بالقضية والمزاودة على الفلسطينيين أيضا كما تفعل الإمارات الآن.

هل إسرائيل دولة طبيعية؟

هكذا حوربت منظمة التحرير الفلسطينية ولم يسمح لها أن تلعب دورها الوطني، ومع ذلك لم تلتزم إسرائيل بأي من اتفاقيات السابقة ما السلطة الفلسطينية، وتراجعت عن مبدأ الأرض مقابل السلام إلى السلام مقابل السلام، وربما بعد اتفاقية إبراهام تتراجع إسرائيل عن السلام نفسه وتتحول إلى الهجوم غير التقليدي على المجتمعات العربية، ولا ننسى تصدير البذور الإسرائيلية الملوثة التي صدرتها لمصر واغتيال علماء مصريين وعراقيين وفلسطينيين … ومساعدة الأنظمة العربية في التجسس على المعارضين والمثقفين العرب والتغطية على جرائم تلك الأنظمة بحق شعوبها .
ومن ناحية إسرائيل فهي أيضا لم تترك لوحدها تفعل ما تجده مصلحة لها كدولة طبيعية، فهناك المنظمة الصهيونية العالمية وإيباك وتيار سياسي لاهوتي واسع يرفضون جميعا ترك إسرائيل تعيش كدولة طبيعية، كانهم يذكّرون العالم أجمع أن إسرائيل ولدت صناعيا وستبقى كذلك، دولة مصطنعة، لأن ولادة طبيعية لإسرائيل، ما كان ممكنا لها أن تتم .
اقتربت إسرائيل من أن تكون مركزا، فيما البلاد العربية اقتربت لتصبح أطرافا، فهي السيد والأنظمة العربية تابع، وفي حالة توظيف الإمارات كواجهة ربما كانت هي المخطط لتفجير حروب اليمن وليبيا والصومال وسوريا، وهذه مسائل تتجاوز دور إسرائيل كدوله عادية، لتكشف عن كونها دولة وظيفية عند الأمريكي وقبلها عند البريطاني.
فهي بحق دولة المستوطنات برعاية بريطانية أمريكية قامت على أشلاء شعب أصلي كما قامت المستوطنات الإسبانية البرتغالية على أنقاض شعب الهنود الحمر في أمريكا.
إن إسرائيل التي نشأت على نحو ما نشأت عليه أمريكا قبل أربعة قرون، دولة غير طبيعية مرتين: أولا من حيث النشأة الاغتصابية، وثانيا من حيث الدعم العالمي على أساس ديني . إقحام اللاهوت في السياسة مسألة عويصة يشبه (داعش الدولة الإسلامية في العراق وسوريا) وعدم وجود دستور لإسرائيل يدخل ضمن هذا الاعتبار .
واستغلال الدين لخلق دولة دينية في قلب المستعمرات كانت فكرة بريطانية.
لكن هذا لا يمنع تشغيلها كثقل أسود لامتصاص الإقليم وما بعد الإقليم بحيث لا «يوجد» الآن في الشرق الأوسط سوى دولتين: إسرائيل وتركيا (إذا كان الوجود محكوما بالفاعلية والتأثير والقوة).
العولمة الآن تعمل على استهلاك العالم موارد مادية وبشرية ونحن في مواجهة العولمة ذاتها، في مواجهة دولة غربية عولمية قي قلب العالم العربي تريد استهلاكنا موارد وأموالا أولا ثم بشرا وصولا إلى أن تستلم أجهزة التحكم والقيادة . وهذه القيادة هي «إسرائيلية» بقدر ما هي أمريكية أو عولمية . بعبارة أخرى النظام العولمي الآن يسيطر مباشرة على العالم العربي بواسطة أنظمة سياسية عربية تؤثر بها إسرائيل .
وانطلاقا من أن العولمة هي من تسيطر وتوجه الأنظمة العربية ونخبها الحاكمة كان ذا دلالة أن تدعو أصوات سورية معارضة إلى وصاية أممية على سورية شبه المدمرة، كذلك كان ملفتا أكثر عريضة وقعها خمسون ألف لبناني يدعون فيها فرنسا لاحتلال لبنان .
فالشعوب كشفت اللعبة وهي تفضل اللعب مع السيد بدل اللعب مع الوكيل .
وعودة إلى حيثيات طبخ الاتفاق التطبيعي «إعلان إبراهام» كوسيلة لهروب سياسي إلى الأمام لكل من نتنياهو وترامب تذهب تحليلات اخرى للقول إن الاتفاق أعلن عنه الآن بعد أزمة كورونا كجزء من خطة أمريكية لمواجهة الصين .



#فراس_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عشر سنوات على اعتقال القيادي الشيوعي عبد العزيز الخير في سجو ...
- الفلسفة الحيوية- مبادئ وتعريفات
- الفدرالية وفكرة المكونات مشكلتين بالنسبة لسورية
- سورية مسألة اسرائيلية والاثم الفلسطيني
- الثورة تعترف بأخطائها
- سورية المدمرة على يد النظام والمعارضة
- كزخ المطر شهداء شهود
- سأحرق نفسي في باب توما
- عائلة المجد ....عائلة علي العبد الله
- المريض السوري 2 : أخاف على خوفكم عليّ
- المريض السوري : مرة ثانية ... و العود أحمد ؟! ( إلى مهند الح ...
- أين الجيش السوري من الحرب الأسرائيلية على لبنان ؟
- الجواب الأصعب رداً على سؤال جهاد الزين الصعب ......نزعة الاس ...
- - اقتراحات لبرنامج ليبرالي سوري - نقد و تقريظ
- الهجوم على النظام تبريراً للهجوم على المعارضة........... و أ ...
- ضد إعلان بيروت – دمشق , دفاعاً عن ثلاثة أرباعه و عن كل الموق ...
- القراءة في كتاب الأب ......- الأمير- و الأسد
- الوطنية السورية و سورية أولاً رد على ياسين الحاج صالح
- الداخل مفقود و الخارج مولود ؟ - انجازات- الداخل السوري , - ف ...
- ميشيل كيلو يكشف المرض السوري والمرضى يتهمونه بأمراضهم ؟!


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - فراس سعد - اعلان ابرام- ابراهام ونهاية النظام العربي