أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فراس سعد - الداخل مفقود و الخارج مولود ؟ - انجازات- الداخل السوري , - فضائح - الخارج الغربي















المزيد.....

الداخل مفقود و الخارج مولود ؟ - انجازات- الداخل السوري , - فضائح - الخارج الغربي


فراس سعد

الحوار المتمدن-العدد: 1566 - 2006 / 5 / 30 - 11:52
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في السجن السوري الكبير الذي اسمه وطن لا يصح سوى القول في كلام وجودي يعيّن الوجود أن الداخل مفقود و الخارج مولود , أجل فالوطن حينما يتحول إلى سجن لا يستحق الموجود فيه سوى أن يكون مفقوداً غائباً عن الوجود ليكون الهارب الخارج من هذا الوطن مولوداً .
ماذا عن الخارج بالمطلق ؟ ما يعنينا هنا , الخارج كمكان و كقوى و كهاربين من السجن السوري
لا يوجد الخارج إلا بالنسبة لداخل , و لا يتحدّد الخارج في النص السياسي و الفكري السوري إلا انطلاقاً من هذا الداخل للأسف , لكأن الخارج لا ماهية له سوى ما نسبغه عليه من وعي ارتهن للسجن الذي نسميه وطن أو داخل , مع أن أحداً من أهل الداخل تجرأ على تحديد الداخل منطلقاً من الخارج الذي هو الأعظم و الكل إلا قليلاً , لن نقع في فخ تعيين الآخر الخارج انطلاقاً من الذات الداخل– مع أنه أمر مشروع- و لن نعيّن الداخل انطلاقاً من الخارج –وهو أمر له شرعيته الواقعية- لكننا سوف نحاول تعيين كلا الكيانين انطلاقاً من نظرة تلحظ الواقع الزمان و المكان العالمي .
على هذا الأساس لا يكون الداخل – سورية- سوى جزء صغير ناشئ إلى حد قليل تابع بشكل متنام
من المنظور المكاني لا يتجاوز مساحة سورية
من المنظور السكاني لا يتجاوز عدد سكان سورية 18 مليون بينما عدد سكان العالم خمس مليارات أي أن الداخل ككم بشري يساوي الى الكم البشري العالمي ,6 3 بالألف , ماذا يفعل الأربعة بالألف مع الألف ؟ لا شيء ربما يصرخون و يبعبعون فحسب لكنهم لا يستطيعون هزيمة أحد .
من المنظور الأقتصادي : بلغ الدخل القومي لسورية العام الماضي 2005 ما مقداره بحسب تقديرات شبه حكومية 20 مليار دولار بينما بلغ دخل دولة أوروبية صغيرة مثل التشيك أو البرتغال 500مليار دولار لنفس العام 2005 فما بالك إذا عرضنا أرقام الدخل القومي للولايات المتحدة و أوروبا مجتمعة , ماذا يعني الداخل اقتصادياً مقابل الخارج ؟ لا شيء أو بالأصح يعادل برغشة أمام فيل , طبعاً الدخل القومي السوري كان يجب أن يكون أكثر من ذلك بكثير , لكن حكّام الداخل يصبون أضعاف الدخل القومي سنوياً في بنوك الخارج .
من المنظورالأجتماعي : في الداخل طوائف و مذاهب و مناطق و جهات عديدة و غنية بتقاليدها الأجتماعية و تراثها , لكن حكام الداخل مرة أخرى حكموا على الداخل أن يبقى مشلولاً ضمن كانتونات و منع أي علاقات أجتماعية حقيقة لاسيما الزواج بين هذه الكانتونات بحجج طائفية و مذهبية و قومية عربية و غير عربية , كما منع هذه التنوعات الأجتماعية الثقافية من التعبير عن ذاتها و ممارسة تقاليدها العريقة بحجة الصراع العربي الأسرائيلي و بحجة أننا مجتمع عربي موحّد و كلنا مسلمين أو مؤمنين فلا حاجة للتمايز و التعبير عن المكنونات , بحيث يصبح كل من يحاول الكشف عن الكنوز الثقافية و الدينية المخبّأة لطائفة أو متحد سوري ما مثيراً للفتنة و متجاوزاً للخطوط الحمراء و متآمراً على استقرار و سيادة و أمن البلاد لا بد من عقابه بدليل اعتقال ميشيل كيلو لمجرد مقال كتبه حول أهل المدينة و أهل الريف , هكذا تحّول الداخل إلى سجن كبير يختنق فيه البشر و أصيب الجميع لاسيما الأجيال الشابة لمختلف تلك التكوينات و التلوينات بشتى أنواع الأنحرافات الأجتماعية و الثقافية و السلوكية و أصبحوا مستهلكين أشاوس لكل منتجات الخارج السمعية البصرية المبتذلة و مقلدين بارعين لكل ما هو خارجي , ثم يأتي فصحاء نظام الداخل ليحذروا من الغزو الثقافي القيمي الخارجي ؟؟؟ . أما هذا الخارج فهو يفتخر بتنوعاته و مكوناته الأجتماعية المختلفة و المتضاربة أحياناً , لدرجة أن أحد البلدان الأسكندنافية تعمل لجلب بشر من كل الأعراق و الثقافات و الألوان و اللغات لتعزّز بها التنوع الأجتماعي و الثقافي في بلادها , هكذا نجد أن الداخل عندنا يخاف من الداخل نفسه بينما الداخل عندهم يعمل على الأندماج مع الخارج بل و يعمل على جلب الخارج إليه ليتوحد مع الداخل , فيصبح الداخل عندهم معبراً عن الخارج أو صورة مصغّرة عنه , هذا يعني أننا لا نخاف من الخارج فحسب بل نحن نخاف من الداخل أيضاً , المسألة ليست خارج و داخل إذاً , لكنها مسألة خوف من مواجهة الذات و والعالم معاً , و هي حالة ترقى إلى الفصام بامتياز و لا بد من علاجها سريرياً بحسب تعابير علماء النفس .
من المنظورالعلمي : في الداخل يتم تحطيم ممنهج لكل المبدعين و العلماء بحيث يطردوا أو يجبروا إلى الهجرة إلى الخارج أو الألتحاق بسجون الداخل , أما قادة العمل الجامعي و العلمي في سورية فهم المحسوبين على الحزب القائد و المدعومين من مراكز النفوز مهما كانت درجتهم و مستواهم العلمي أو الأخلاقي متدن , من سمع بنقيب أطباء في محافظة مهمة نال شهادته من أوروبا الشرقية و من بين ضحاياه طفل نتيجة خطأ طبي أو قضاء و قدراً , ألم نسمع بطالب متفوق سافر إلى موسكو ليدرس الطب فإذ به يجبر على دراسة الهندسة لأن ابن فاشل لمسؤول سوري ناجح جداً سرق مقعده في تلك الجامعة , و في اعتراف متأخر و نادر لرئيس وزراء سورية السيد عطري يشكوا فيه من أنحطاط الجامعات السورية يقول أن بعض أساتذة الجامعات يعتدون على طالباتهم , و هو مالم يحاسب عليه أي معتد , و هو ما صار يعرف باسم الرشوى الجنسية التي تلجأ إليه بعض الطالبات مكرهات , و لو حصل هذا الأمر في الخارج لتم طرد الأستاذ من التعليم الجامعي مدى الحياة , و الوضع الجامعي مرعب في بعض الجامعات السورية كما في جامعة تشرين في اللاذقية حيث يتفشى الشذوذ الجنسي بين الطلاب كما أخبرني بذلك أحد طلاب تلك الجامعة , أما الجامعات الخاصة فقد منحت تراخيصها لبعض مراكز السلطة و الجامعات غير المحسوبة على أحد يتم التضييق عليها باتجاه أيقافها عن العمل كما حصل مع جامعة المأمون الخاصة و سواها بحجج عديدة , و الداخل الذي كان الثاني أو الثالث عربياً في التعليم بعد لبنان و مصر أصبح ذنب العرب بعد السودان و موريتانيا و الصومال و اليمن , بماذا سوف يحارب علماء البعث و المخابرات في الداخل و كالة الناسا و جامعات شيكاغو و أكسفورد و نيويورك و هارفارد و السوربون ؟
المعاشي : تعترف حكومة الداخل بان ستين بالمئة من شعب الداخل يعيش تحت خط الفقر أو بقربه , و الأسعار في تصاعد يواكب صعود أسعار الذهب و البترول عالمياً , و بينما يعيش موظفوا الداخل من قلّة الموت يعيش عاطلوا الخارج الأوروبي و الأمريكي على الضمان الأجتماعي و بحماية الضمان الصحي .
من المنظورالسياسي : الجميع يعرف وضع الداخل السياسي و الفرق هنا بين الداخل و الخارج مريع و مبكي و مضحك معاً. نكتفي بهذا المثال الحديث 23 ايار 2006 : " ونقلت "سانا" عن بلال ( وزير الإعلام محسن بلال) خلال لقائه بالسفير الدنماركي؛ ان "سورية كانت وما زالت ترعى حقوق مواطنيها وتحافظ عليها ويتجلى ذلك في الإخاء بين جميع ابنائها والذي يشكل أنموذجاً يحتذى به" .

- في حال وجد الداخل فهو تقريباً غير موجود إذا اعتبرنا الوجود معادلاً للقوة و الفاعلية و الحركة , الخارج بنفس المقياس وحده الموجود , لا تنتظروا من شعب الداخل أن يتعلق بهذا الوضع الداخلي بحجة الوطنية و القومية , فلو فعل فهو شعب يكفر بالعقل و بالوجود و الحركة و القانون الطبيعي الذي غرزه الخالق بالمخلوق , و بمقولة علي بن أبي طالب" الفقر في الوطن غربة , و الغنى في الغربة وطن" , و يقول المثل الداخلي" محل بترزق ألزق"
- في هذا السجن و المعتقل الذي اسمه داخل لا تستطيع كل الشعارات الكبيرة و المقولات الأكبر لاسيما مقولة الوطن و الأمة و مسقط الرأس و الروح و ملعب الطفولة و مدارج الصبا ..... و الأنتماء و الجذور أن تمنع مواطناً واحداً تتوفر فيه كل تلك المقولات و يؤمن بكل تلك الشعارات و المفاهيم أن يفضل الداخل على الخارج بشكل عملي كما يفضله بشكل لساني قولي شعاراتي , حينما يتعلق الأمر بلقمة العيش أو بتعليم الأولاد أو بسلامة الأنسان و حريته و كرامته , من أجل ذلك نرى زيادة في طوابير الواقفين أمام سفارات الخارج في شوارع عاصمة الداخل , كلما ازدادت وتيرة التشبّث و العناد و الصمود من قيادة الداخل في وجه الخارج و ضغوطه و استهدافاته و " المؤامرة الأمبريالية الأمريكية الصهيونية الرجعية.... " ؟؟؟؟؟



#فراس_سعد (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ميشيل كيلو يكشف المرض السوري والمرضى يتهمونه بأمراضهم ؟!
- إنقاذاً للبنان ... أفكار في تحييد لبنان إقليمياً و دولياً*ً
- هل النظام السوري في الخندق المعادي للمشروع الأمريكي ؟يلعب عل ...
- التكوين اللبناني .... لبنان ضحية موقعه و أطماع جيرانه
- مأساة المعارضة السورية , مأساة خدام !! النزعة الشخصانية عند ...
- قانون الأحزان السوري أو قوننة العبودية
- الخوف من البديل السياسي في سورية ...الأسلاميون يشاركون في ال ...
- تقديس النص إلغاء الواقع
- أي مستقبل سياسي للأسلاميين في سورية ؟
- الأمريكيون و وصول الأسلاميين إلى السلطة في المنطقة
- القاتل شرقي حقود أو غربي خبيث *
- هل يخسر لبنان مستقبلهم مقابل رضى -سورية -
- خطر القومية العربية على سورية -2من2 نظرية قومية لسورية تطابق ...
- خطر القومية العربية على سورية... اللسان- الحرية -1-
- الأنظمة العربية والدخول إلى العصر
- إلغاء وزارة الإعلام أو إصلاح مئة ألف فاسد ؟!
- برسم الديمقراطيين و الليبراليين العرب: تلازم الديمقراطي و ال ...
- عن الزعيم الخالد و سور الصين والسيارات آن الهلاك فليأت هولاك ...
- لقطات من أعتصام سلمي أمام محكمة أمن الدولة بدمشق
- إلغاء وزارة الإعلام ...الخطوة الأولى للمشروع الإعلامي السوري ...


المزيد.....




- شبيه جيف بيزوس يسرق الأضواء في شوارع البندقية.. قبل زفاف الم ...
- سان جورجيو ماجوري.. الجزيرة الساحرة التي اختارها بيزوس ليومه ...
- إسرائيل ترصد صاروخا من اليمن والمتحدث باسم قوات الحوثي يعلق ...
- إيران تُشيع قتلى الحرب مع إسرائيل بموكب جنائزي ضخم في قلب طه ...
- توجه لحظر حركة -فلسطين أكشن- في بريطانيا، فماذا نعرف عنها؟
- مجلس الشيوخ يجهض مساعي الديمقراطيين لتقليل صلاحيات ترامب في ...
- خلف ستار الهجمات الإسرائيلية على إيران: كيف أعد جواسيس الموس ...
- تشيع رسمي وشعبي في إيران لقادة عسكريين وعلماء نوويين قتلوا ف ...
- وزير الخارجية الإيراني يندد بـ-النوايا الخبيثة- لمدير الوكال ...
- ترامب يرى أن وقف إطلاق النار في غزة بات -وشيكا-


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فراس سعد - الداخل مفقود و الخارج مولود ؟ - انجازات- الداخل السوري , - فضائح - الخارج الغربي