أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - فراس سعد - الأنظمة العربية والدخول إلى العصر














المزيد.....

الأنظمة العربية والدخول إلى العصر


فراس سعد

الحوار المتمدن-العدد: 1292 - 2005 / 8 / 20 - 11:10
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


قد تكون الحرب العالمية ضد الإرهاب، وهي حرب حقيقية وليست واجهة لأهداف أخرى إحدى أهم دوافع المشروع الكوني الأوروبي الأمريكي في المنطقة العربية , فالقناعات الغربية ترسخت حول أن الدول الاستبدادية الفاسدة والمتخلفة هي منبع أساسي للإرهاب العالمي مما يقتضي نشر الديمقراطية ومكافحة التخلف ونشر المعرفة بحسب الكاتب السوري جورج كتن ( يمكن العودة لمشروع الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الصادر عن قمة الثماني الكبار).
في أماكن عديدة من العالم لاسيما في العالم العربي و خصوصاً بعد 11 أيلول 2001 لم يعد ممكناً البقاء خارج المشروع الكوني الأمريكي الذي يقع علينا واجب التمييز بين ما هو حضاري فيه وما هو غير حضاري فلقد تقلصت و تراجعت ثنائية الداخل- الخارج التي تأسس عليها العداء للغرب هذا العداء الذي استفادت منه الأنظمة العربية, و على البلاد العربية أن تؤقلم نفسها مع العالم اقتصادياً و سياسياً عبر تقبّل الآخر كما هو – الآخر الأمريكي الأوروبي – و كذلك عبر تغيير ذاتها بذاتها المدعوم بالضغط من الداخل و الخارج , ابتداء من الأنظمة و انتهاء بالشعوب و جوهر المسألة يكمن في تغيير المفاهيم, ليس أدل على ذلك من حملة تغيير المناهج الدراسية لكثير من الدول العربية و الأسلامية حيث تم التركيز على تغيير كتب التربية الأسلامية و هذا يدخل في نطاق التغيير النفسي التربوي بعيد الأمد للشعوب العربية التي تعتبر قطاعات واسعة منها أن الآخر المسيحي كافر أو هو في أحسن الأحوال من أهل الكتاب و تجب مراعاته كمواطن درجة ثانية أو كأنسان يعيش في ظل مجتمع أسلامي أو في ظل حماية المجتمع و كنفه لكن لا يجب التعامل معه أو مشاركته في طعام أو زواج ... الخ – و هي النظرة العثمانية المستمرة منذ قرون عديدة التي تقوم على اعتبار المسيحي و الأقليات غير الأسلامية خاضعة لمفهوم الرعاية و ليس لمفهوم المواطنية – و لأن الأنظمة العربية لاسيما في بلدان شمولية أو خاضعة لأيديولوجية الحزب الواحد أو الدين الواحد مثل سورية العراق مصر السعودية السودان ...مازالت إلى وقت قريب تعيش أجواء الحرب الباردة التي حولتها إلى أنظمة من ذوات الدم البارد , كان لا بد من تسخين الأجواء المحيطة بها لتعيد هيكلة نفسها فتستطيع الدخول في المشروع الكوني الأمريكي الأوروبي و هو دخول حتمي , يمكن أن يسمح فيه بهوامش بسيطة للخصوصيات الثقافية الدينية بما لا يتعارض مع مشروع السلام العالمي و نبذ العنف و محاربة الأرهاب .... فتغيير المفاهيم و المبادئ و القوانين الأجتماعية الثقافية السياسية القائمة على تقديس الذات و رفض الآخر الوطني المذهبي الطائفي العالمي و اعتباره غير بشري أو أقل مستوى و قيمة من الذات و بالتالي تكفيره و تحريم التعامل معه باتجاه مقاطعته و نبذه و استخدام العنف تجاهه أحياناً باتت مسائل مرفوضة من المجتمع الدولي و المجتمع الوطني المنفتح على العالم , و المجتمعات العربية و سورية من ضمنها لن تدخل العالمية و العولمة دون كسر كل نوازعها العنصرية و الألغائية و دون قبولها للتعددية الطائفية و اللغوية و السياسية في كل دولة و كل حيز اجتماعي , من هنا صار من الضروري تغيير مناهج التعليم وقوانين الأحوال الشخصية و أصدار قوانين تسمح بتأسيس الأحزاب و الجمعيات السياسية و سواها و امتلاك وسائل إعلام خاصة غير فئوية تظهر كل مكنونات المجتمع السوري باتجاه تفريغه من العنف عبر معرفة الذات و الآخر الوطني ثم الآخر الدولي .... و قبول هذا الآخر كما هو و احترامه كشريك في الوطن ثم في الأنسانية ...
يجد النظام المخابراتي نفسه مأزوماً عند تعاظم الضغوط الدولية عليه فيلجأ إلى الحديث الدعائي عن الديمقراطية و يوقف مؤقتاً عمليات القمع و حالة المنع لكن ما أن تخف هذه الضغوط الدولية أو تتوقف عند حد معين يستطيع التلاؤم معه حتى تعود عمليات القمع و المنع إلى سيرتها الأولى الأصلية و أحياناً بأشد مما كانت عليه قبل تلك الضغوط , و على الرغم من أن الضغوط الأمريكية الأوروبية نجحت في دفع أنظمة عربية عديدة لتقديم تنازلات محدودة تجاه شعوبها كما حصل في مصر ( مبادرة رئيس الجمهورية التاريخية أمام مجلس الشعب المصري لتعديل الدستور ليتيح المجال أمام أكثر من مرشح لرئاسة الجمهورية ) و في السعودية ( أنتخابات بلدية ...) إلا أنها لم تستطع أقناع النظام السوري بتقديم تنازل سياسي حقيقي تجاه شعبه حتى الآن .... و القطب الأمريكي - الأوروبي في حال منح نظاماً عربياً مثل سورية مهلة أطول من سواه لا يعني أنه يعفيه من كل المتطلبات و الشروط المفروضة على الأنظمة حتى يعيد تأقلمه و هيكلة ذاته بذاته ( تغيير من الداخل ) أو يتم تغييره جزئياً أو كلياً من الخارج كما حصل مع النظام العراقي الذي لم يستطع فهم ما يجري في العالم و هو إن فهم فلم يستطع تقبّل ما يجري من تغيرات كبرى في العالم و هضمها فكان أن راح ضحية غبائه .
من جهة أخرى , و بحسب السياسي و الكاتب كامل عباس إن البلدان الضعيفة التطور و منها بلدنا الحبيب سورية تعاني من النقص في الرأسمالية أكثر مما تعاني من الزيادة فيها و هي فرصة هذه البلدان كي تستفيد من مناخ عام عالمي و تنقل مجتمعاتها درجة إلى الأمام , من مجتمع الرعايا إلى مجتمع المواطنية , خصوصا إذا أحسنت التفريق بين أمريكا و أوروبا الرسميتان و بين أمريكا و أوروبا الشعبيتين و ما راكمت الحضارة في ذهن انسانها من وعي و ثقافة للأنسان و حقوقه الفردية .



#فراس_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلغاء وزارة الإعلام أو إصلاح مئة ألف فاسد ؟!
- برسم الديمقراطيين و الليبراليين العرب: تلازم الديمقراطي و ال ...
- عن الزعيم الخالد و سور الصين والسيارات آن الهلاك فليأت هولاك ...
- لقطات من أعتصام سلمي أمام محكمة أمن الدولة بدمشق
- إلغاء وزارة الإعلام ...الخطوة الأولى للمشروع الإعلامي السوري ...
- هل عاد وباء المظاهرات - العفوية - بالقوة؟
- سوء فهم تاريخي للمرأة , أم سوء نيّة ؟! --- مئة فكرة و فكرة ع ...
- معالي الوزير.... أرجوك .. أصمت ؟!--- الإعلام في نظام حديدي م ...
- سورية........ مجتمع الخوف و تضليل -الإعلام- السوري ......... ...
- سورية وطن نهائي لكل السوريين -2-ملاحظات على مشروع حزب يكيتي ...
- -سورية * وطن نهائي لكل السوريين -1 -حول أكراد سورية و الهوية ...
- الحرية بين الدولة الشيوعية والدولة الليبرالية
- رسالة مجانين سورية الى الرئيس الامريكي سورية ليست العراق فحذ ...
- ظلم صدام لا يغتفر؟ و تحطيم العراق فيه وجهة نظر ؟!ازدواجية ال ...
- فقه أتهامي وفوقه كذب و جهل........ كيف يتهم الأعمى الناس بال ...
- عزيزي كيراكوس : من ناحيتي لن أرشّح نفسي ؟
- عن أي صفقة سياسية تتحدث قاسيون !!!- - - - - - بورتريه خارج د ...
- دور الحكومات الغربية في الأزمة المدنية السورية الراهنة و في ...
- ليس ضد رجل أمن سياسي أنساني , لكن ضد وجود - أمن سياسي - !
- الصحافة الألكترونية العربية أو الثورة العربية الثانية ؟


المزيد.....




- زرقاء اليمامة: قصة عرّافة جسدتها أول أوبرا سعودية
- دعوات لمسيرة في باريس للإفراج عن مغني راب إيراني يواجه حكما ...
- الصين تستضيف محادثات مصالحة بين حماس وفتح
- شهيدان برصاص الاحتلال في جنين واستمرار الاقتحامات بالضفة
- اليمين الألماني وخطة تهجير ملايين المجنّسين.. التحضيرات بلسا ...
- بعد الجامعات الأميركية.. كيف اتسعت احتجاجات أوروبا ضد حرب إس ...
- إدارة بايدن تتخلى عن خطة حظر سجائر المنثول
- دعوة لمسيرة في باريس تطالب بإلإفراج مغني راب إيراني محكوم با ...
- مصدر يعلق لـCNNعلى تحطم مسيرة أمريكية في اليمن
- هل ستفكر أمريكا في عدم تزويد إسرائيل بالسلاح بعد احتجاجات ال ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - فراس سعد - الأنظمة العربية والدخول إلى العصر