أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - فراس سعد - -سورية * وطن نهائي لكل السوريين -1 -حول أكراد سورية و الهوية السورية- ملاحظات على المشروع السياسي لحزب يكيتي الكردي















المزيد.....

-سورية * وطن نهائي لكل السوريين -1 -حول أكراد سورية و الهوية السورية- ملاحظات على المشروع السياسي لحزب يكيتي الكردي


فراس سعد

الحوار المتمدن-العدد: 1101 - 2005 / 2 / 6 - 12:20
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


سورية * وطن نهائي لكل السوريين -1-
حول أكراد سورية و الهوية السورية
– ملاحظات على المشروع السياسي لحزب يكيتي الكردي -

تمهيد : بداية لا بد من شكر الأصدقاء الأعزاء في حزب يكيتي الكردي السوري لثقتهم الغالية أتمنى أن أكون على قدر هذه الثقة و هأنذا أكتب كما طلبتم , بشفافية و صراحة قد تكون قاسية إلى حدود يعتقد البعض أنها هجوم أو تهجم على أشقائنا الأكراد السوريين , لكن الحقيقة أو ما أعتقد أنها الحقيقة و الخوف على سورية و الحرص على بقائها واحدة موحدة هو ما يدفعني للكتابة بتجرّد يصل حد القسوة لكن دون تحيز أو انحياز لأحد أو جماعة أو طيف دون آخر , تحيزت فقط لسورية العزيزة , أتقبل كل نقد مهما كان في الإطار المعقول و المنطقي.

أكراد سورية مثل سائر الجماعات السورية الأخرى بمختلف هوياتها الخاصة الصغرى : الثقافية أو الدينية أو الطائفية أو اللغوية , جزء لا يتجزأ من الوجود الوطني السوري الوطني و القومي , و طالما أن الأكراد السوريين جزء من سورية و نسيجها الوطني الأجتماعي فأي مسّ بهم هو مسّ بالوجود السوري نفسه , هذا ما تقوله قوانين الأجتماع و المجتمعات ,لذلك لا بد من ملاحظة التالي على نحو خاص :
-1 جذور الغيتوات :
حينما تتعرض جماعة ما للأضطهاد أو الضغط من قبل سلطة أو جماعة أخرى فإن هذه الجماعة تبحث في ذاتها عن فروقات تميزها عن باقي الجماعات القاطنة في الوطن فتصعّد هذه الفروقات بشكل مبالغ فيه بحسب درجة الأضطهاد أو العزل التي تتعرض له , ثم أنها تعتبر هذه الفروقات جزء من خصوصية ما تقوم بالبحث عنها في مزيد من الأحداث التاريخية و الذاكرة الثقافية الكتابية أو الشفوية , أوفي تمايز لغوي إن وجد و في التمايز الأجتماعي و الأعتقادي , لتراكم كل ذلك في بوتقة أو حالة اجتماعية ثقافية عقيدية تغلقها على الذات وتغلقها دون الآخرين أيضاً فيما يمكن تسميته غيتو ليتم بناء حالة انتمائية على هذه الفروقات الحقيقية او القسرية او المصطنعة او على هذه التمايزات لتشكل هوية هذه الجماعة المضطهدة تميز بينها و بين مضطهديها ( بكسر الهاء ) و بين هوية الوطن عموماً , علما ان التمايزات الأنسانية المتنوعة موجودة اساسا ليس بين الجماعات فحسب بل بين القرى المتجاورة و بين الحارات في المدن بل بين الأخوة في البيت الواحد, إن كل غيتو في التاريخ سواء كان اجتماعي أو اعتقادي ( طائفي أو حزبي ) أو طبقي يجد جذوره في هذا الذي عرضناه و الذي ربما يكون قانون لتشكل الجماعات المغلقة أو الغيتوات أياً كانت درجة أنغلاقها أو انفتاحها .
-2نعتقد أن جوهر المشكلة الكردية في سورية و مشكلة كل أقلية لغوية ثقافية يعود لخطأ مارسته الأحزاب القومية العربية في سورية تجاه الأكراد و الأقليات لكن أيضا و على نحو أشد خطورة تجاه المجتمع السوري و الهوية السورية أيضا و على نحو أشد سوءً و غباء , يعود الأمر إلى سوء فهم هذه الأحزاب القومية العربية للقضية القومية و لمفهومها للقومية المستورد أصلا من مصدر ألماني , يتبنى اللغة كأساس جوهري للقومية . و لا يأخذ بعين الأعتبار النظرية القومية الأخرى التي تقوم على العيش التاريخي و الحياة المشتركة فترة طويلة و وحدة المصير , إن كل بحث في قضية الأكراد السوريين و سائر الأقليات أو الوحدات السورية اللغوية لا ينطلق من هذه الأزمة لن يصل إلى حل حقيقي , فالواجب البحث عن علاج لهذه النظرة القومية اللغوية المتطرفة و بناء نظرية قومية خاصة بسورية تقوم على التاريخ المشترك و شراكة الحياة و المصير , بغير ذلك تبقى كل الحلول مؤقتة و قاصرة و تحمل بذور انفجارات مستقبلية تهدد وحدة سورية .
-3 دافع الأكراد عن الأستقلال الوطني السوري فتم تجاهلهم من الحكومات السورية بعد الأستقلال كعقوبة على وطنيتهم و حماسهم الصادق و تم اتباع سياسة الأستعلاء القومي و التعامل معهم بفوقية كما يقول مشروع البرنامج السياسي لحزب يكيتي و تم التعتيم على الدور الوطني الذي قام به مناضلون أكراد, لكن هذا التعتيم تم تجاه كل المناضلين الحقيقيين في سورية من شتى الأنتماءات المناطقية و الطائفية كما أن الأستعلاء الطبقي مارسته السلطة السورية بعد الأستقلال و حتى اليوم تجاه كل الجماعات السورية الثقافية اللغوية و الطائفية و الطبقية , كما أن الأضطهاد و التجاهل الذي أدى إلى تأسيس أول حزب كردي في سورية سنة 1957يدافع عن وجود الأكراد و حقوقهم و يرفض الذوبان في قومية الأكثرية , هذا التجاهل و الأضطهاد لم يتجه نحو الأكراد فقط بل أصاب ملايين السوريين من شتى الأنتماءات لاسيما الأقليات الضعيفة ( طبقية , حزبية , طائفية , مناطقية , ...) و أدى إلى محاولات للأنعتاق توجت بفتنة حماه في الثمانينات , بل إن سياسة الأضطهاد مورست من قبل أبناء الطائفة الواحدة على أقلية داخل الطائفة نفسها أدت إلى تهميش عشائر و مناطق كاملة لأنها ليست من العشيرة المتنفّذة في السلطة , كما حصل تبديل لأسماء عديدة في مناطق سورية مختلفة كما جرى في اللاذقية حيث تم تبديل أسم بلدة دمسرخو الملاصقة لمدينة اللاذقية فأصبحت تعرف باسم حي الأسد ....
-4 مشكلة العقل الغيتوي و التعصب ضد الآخر:
إن منع بعض الجماعات الأقلوية أو المميزة ثقافيا و لغويا و مذهبيا و عشائريا و حزبيا من الوصول أو الألتحاق أو العمل في بعض الوزارات أو الهيئات أو الأجهزة في الدولة سببه فكرة عدم الثقة والخوف من الآخر و كرهه و بالتالي إقصاؤه لأنه ليس من المنظومة المتحكمة بالمؤسسات و السلطة لأنه : " ليس من منظومتنا السياسية أو الحزبية أو الطبقية أو العشائرية " – هذا لسان حال العقل المتعصب و الغيتوي- , هذه عقلية مريضة عصابية ابتليت بها كل التجمعات و الجماعات السورية و الشرقية عبر التاريخ تعود إلى عصر الرعي في السهوب و البوادي الفقيرة و الجبال الأكثر فقراً حيث ما يحرك عقل و وجدان الأنسان هو لقمة العيش و لما كانت الموارد لا تكفي الجميع فقد تشكلت الجماعات الأولى في سورية على أساس البحث عن الموارد و السيطرة عليها و الحفاظ عليها خوفا من الجوع و الموت , و على هذا الأساس تشكلت كل الغيتوات السورية و تم تدعيمها بعقائد تحافظ على وحدة الجماعة و محبتها مقابل كره الآخر و نبذه و عدم الثقة به لأنه ينافس على موارد العيش القليلة , أي ينافس على الحياة و الموارد لا تكفي لنا و له فالمسألة أصبحت مسألة وجود أو لا وجود لذلك كان الأخر هو العدو , و استمر هذا في العقل الغيتوي السوري حتى اليوم رغم أن الموارد أصبحت تكفي كل السوريين و تزيد , لكن عقيدة الغيتو و كره الآخر أقوى من التيدلات المعاشية و تحتاج لعقود لتنطفئ و تتلاشى في حال لم يؤججها أحد , هكذا نشأت الغيتوات السورية و الشرقية بسبب معاشي و تكرست بعقائد و خرافات و أساطير تتعصب للذات و تكره الآخر و تشجع على الخوف منه و عدم الثقة به لأنه - اليوم خصوصاً – ليس مثلي أو لا يعتقد بعقيدتي أو لأنه ليس من منطقتي - غريب - لا بد من فهم هذه العوامل ليتم حلها و عدم تكريسها و تأجيجها , أعتقد أن العقل القومي العربي و القومي الكردي في سورية و العقل الطائفي سوف يؤجج هذه الحالة العنصرية المتعصبة و المتخلفة .
( يليه جزء ثان ...)

فراس سعد
[email protected]



#فراس_سعد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحرية بين الدولة الشيوعية والدولة الليبرالية
- رسالة مجانين سورية الى الرئيس الامريكي سورية ليست العراق فحذ ...
- ظلم صدام لا يغتفر؟ و تحطيم العراق فيه وجهة نظر ؟!ازدواجية ال ...
- فقه أتهامي وفوقه كذب و جهل........ كيف يتهم الأعمى الناس بال ...
- عزيزي كيراكوس : من ناحيتي لن أرشّح نفسي ؟
- عن أي صفقة سياسية تتحدث قاسيون !!!- - - - - - بورتريه خارج د ...
- دور الحكومات الغربية في الأزمة المدنية السورية الراهنة و في ...
- ليس ضد رجل أمن سياسي أنساني , لكن ضد وجود - أمن سياسي - !
- الصحافة الألكترونية العربية أو الثورة العربية الثانية ؟
- أزمة الأحزاب السورية.......(2) فكرة الوحدة في التفكير الحزبي ...
- وحدة الحركة الشيوعية السورية .... نعمة أم نقمة *
- أزمة الأحزاب السورية ( 1 ) -------- أزمة العقيدة - الحالة ال ...
- مشاعيّون منذ خمسة آلاف عام
- تضامناً مع محمد عرب و مهند دبس و استنكارًا لمحكمة و محاكمة غ ...
- التطوير السياسي في سورية كما يفهمه مواطن سوري
- المساعدات الأجنبية بين السلطة و المعارضة و وضوح السلوك السيا ...
- مأساة نبيل فياض و التجمع الليبرالي في سوريا
- (المجلس الحربي للتجمع الليبرالي في سورية (مشكلة الشخص و الفك ...
- مئة فكرة وفكرة عن المرأة-1
- الأسلام و المسلمون و ثلاثة مفكرين ماركسيين *


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - فراس سعد - -سورية * وطن نهائي لكل السوريين -1 -حول أكراد سورية و الهوية السورية- ملاحظات على المشروع السياسي لحزب يكيتي الكردي