أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسان الجودي - كيف تغير عقلك؟














المزيد.....

كيف تغير عقلك؟


حسان الجودي
(Hassan Al Joudi)


الحوار المتمدن-العدد: 7481 - 2023 / 1 / 3 - 13:39
المحور: الادب والفن
    


كيف تغير عقلك؟ هو برنامج وثائقي متاح على النيتفليكس، يرصد تجارب طبية وشخصية لاستخدام عقارات الهلوسة المنتشرة في الكوكب الأرضي . منها الطبيعي مثل الفطر السحري وأغلبها مصنّع مثل عقارLSD و عقار MDMA.
يناقش البرنامج حالات علاجية تحت إشراف طبي لعلاج مختلف الصدمات والاضطرابات النفسية، ويتبنى نظرية أن المهلوسات تساعد اطلاق الدفاعات الفطرية الكامنة في الأعماق لتجاوز الاضطرابات الروحية .
بغض النظر عن ذلك، فقد أحسست بمتعة وأنا أكتشف أن حالات اللاوعي الإنسانية الكامنة ، والتي تظهر بعد تناول المهلوسات هي حالات شعرية صرفة..
لا أعرف تفسير ذلك، لكنه يشعرني بالفضول العميق ، فإن كان الشعر مكوناً أساسياً للوعي - الروح.- النفس ، فهذا مؤشر على قدرة الشعر على إحداث التغيير.
إن سيالات الأحلام، والاندفاعات الوجدانية ، والذكريات التي تطلقها المادة المهلوسة تأتي على شكل صور شعرية مدهشة، بل تسرد ذاتها سرداً أدبياً شعرياً. وهي بالنتيجة تتيح رؤية حقيقة النفس دون رفض للذات، فهي تمنح البصيرة النافذة إلى النفس ، وهذا بالضبط ما يفعله الفن.
نموذجان من تجارب الهلوسة بضمير أصحابهما:
١
بدأت أشعر بغرابة من نوع ما، وشعرت بقوة لا تردع. أذكر أنني كنت أحاول ممانعتها، حتى أدركت أنها قد سيطرت علي.
راودتني ذكرى أحد معارفي الذي مات حين كنت في مراهقتي. لقد وقع عن جرف.
بدأت أهوي معه، ارتطم هو بالأرض، وأنا واصلت السقوط، تقلصت أكثر فأكثر، حتى لم يبق مني سوى بذرة صغيرة أشبه بنواة كينونتي.ثم اختفت بدورها.. وبعدها متُّ تماماً. لم يكن شعوراً، لم أر نفسي أموت ، ولم تكن تجربة خروج من الجسد. لقد مت فعلاً، وأصبحت تراباً، وجربت معنى أن تكون تراباً، ثم نموت ببطء، لأصبح شتلة بطول مترين تقريباً. كان ذلك عجائبياً حقاً!
لقد عشت الفصول المختلفة، الربيع والنمو والشتاء. وحين أصبحت شجرة ، رأيت نفسي ، نفسي البشرية وزوجتي وابني وكلبي يعبرون. ومددت يدي البشرية يدها ، وأخذتُ فرعاً من نفسي الشجرة ولاعبت طفلي بها ، لوحت بها حوله.
لا تزال هذه الذكرى تسعدني، يبدو هذا انفعالياً، لكن كان مبهجاً بحق. وأثناء تجاوز عائلتي لي، عدت من كوني شجرة إلى جسدي البشري، وشرعت كل ذكرياتي تعود لي. عشت ولادة ابني مجدداً، وعشت ولادتي مجدداً! كان ذلك مهولاً.
٢
بدأتُ بتناول غرامين من الفطر المجفف. قامت المرشدة الروحية بوضع واقي العينين لي ، وسماعات من أجل الموسيقى. كنت قد خططت لأن أسمع متواليات التشيلو المنفردة لباخ وهي قطعة موسيقية أعرفها وأحبها. كنت قد سمعتها في الجنازات حقيقة، وهي حزينة فعلاً.اختبرت هذه الموسيقى كما لم أفعل من قبل. شعرتُ أنني في جوف مساحة مغلقة متمثلة في التشيلو، حتى أنني كنت أحس بشعر الحصان والقوس يمر على جسدي.
في مرحلة ما شعرت أن إحساسي بذاتي ينهار، نظرت ورأيت نفسي أنفجر لأصبح سحابة من الأوراق الزرقاء. إذا تصورتَ أوراق مخطوطة تذروها الرياح، فسوف تركض محاولا إعادة تجميعها، لكنني لم أشعر بحاجة أو رغبة لجمع الأوراق قبل أن تطير مع الريح.
فكرت في نفسي" حسناً اذهبي لقد أديت غرضك"
ثم نظرت ثانية ورأيت نفسي على الأرض منتثراً مثل بحيرة صغيرة من الطلاء.
كان علي الذهاب إلى الحمام في وقت لاحق، لا أعرف كيف أصف ذلك ، إلا أنني طرحت مقداراً مذهلاً من الماس، وانبثقت من المرحاض أنماط كسرية، كان ذلك رائعاً. وحين انتهيت من طرح الألماس، شعرت بالثقة الكافية لأنظر في المرآة. رأيت جمجمة بجلد مشدود للغاية، إلا أنها لم تكن جمجمتي ، كانت جمجمة جدي الذي كنت مقرباً منه والذي آلمني موته بشدة. كان هناك وكنت هناك مندمجاً معه بشدة حتى أنني فقدت ذاتي. لقد تصالحت حينها مع الموت بطريقة غريبة.



#حسان_الجودي (هاشتاغ)       Hassan_Al_Joudi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العبور
- اللامنتمي
- رحلة في قطار الغرب السريع
- قلة أدب بيئية!
- عن الشعر والموت
- 20 سنت أو سنة
- قانون نيوتن الثالث- الأم والتابوت
- (نص في موقف الاقتباسات والاعتقادات )
- أستقلّ طائراً
- المحقق مونك Monk
- مرقاب الشِّعر
- مشهد مسرحي
- شهيد الرموز
- عرج الوجود المتقطع
- الذرة الزرقاء
- كلمة المرور
- فطر القنفذ
- لافندر يا لافندر
- الدمية الشاطرة
- خلل الفص الجبهي


المزيد.....




- “مش هتقدر تغمض عينيك” .. تردد قناة روتانا سينما الجديد 1445 ...
- قناة أطفال مضمونة.. تردد قناة نيمو كيدز الجديد Nemo kids 202 ...
- تضارب الروايات حول إعادة فتح معبر كرم أبو سالم أمام دخول الش ...
- فرح الأولاد وثبتها.. تردد قناة توم وجيري 2024 أفضل أفلام الك ...
- “استقبلها الان” تردد قناة الفجر الجزائرية لمتابعة مسلسل قيام ...
- مونيا بن فغول: لماذا تراجعت الممثلة الجزائرية عن دفاعها عن ت ...
- المؤسس عثمان 159 مترجمة.. قيامة عثمان الحلقة 159 الموسم الخا ...
- آل الشيخ يكشف عن اتفاقية بين -موسم الرياض- واتحاد -UFC- للفن ...
- -طقوس شيطانية وسحر وتعري- في مسابقة -يوروفيجن- تثير غضب المت ...
- الحرب على غزة تلقي بظلالها على انطلاق مسابقة يوروفجين للأغني ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حسان الجودي - كيف تغير عقلك؟