أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - الكيان الصهيوني .. واحتدام مأزقه الوجودي














المزيد.....

الكيان الصهيوني .. واحتدام مأزقه الوجودي


سليم يونس الزريعي

الحوار المتمدن-العدد: 7477 - 2022 / 12 / 29 - 08:32
المحور: القضية الفلسطينية
    


شكل اتفاق بنيامين نتنياهو مع القوى الدينية والقومية المتطرفة عقب الانتخابات الأخيرة في كيان المستجلبين الصهاينة ضمن تحالف ديني صهيوني متطرف ، انقساما كبيرا في هذا التجمع ، جراء ما يعتقده الرافضون من أن الحكومة الجديدة بأشخاصها وسياساتها وفقا للاتفاق الذي جري بين أطرافها هو أسوأ ما يمكن أن يحصل في كيان الاحتلال.
ردة الفعل السلبية الغاضبة من حكومة نتنياهو تعددت وتنوعت، حتى وصل الأمر بأن يصفها رئيس الوزراء السابق يائير لابيد: أن هذه ليست حكومةـ إنها مشروع لتفكيك" إسرائيل من الداخل” " واعتبر أن ذلك "جنون" قائلا "لن يهدأ". واصفا الحكومة بأنها" متطرفة دينية وقومية".
ويبدو أن حدود الشرخ الداخلي هذه المرة في بعده السياسي الرأسي والأفقي في التجمع الصهيوني في فلسطين، يختلف عن جملة التناقضات الداخلية التي تستوطن الكيان الصهيوني منذ زرعه عتم 1948، كون تلك التناقضات هي أحد سمات هذا التجمع من المستجلبين الذين ينتمون إلى 100 جنسية ، حتى أن المخاوف من تداعيات ذلك ، حركت قادة اليهود الأمريكيين في الولايات المتحدة الذين يعتبرون مصدرًا رئيسيًا للمعونات المالية للكيان الاحتلال، بأن نقلوا تحذيرًا شديدًا للحكومة الإسرائيلية اليمينية الجديدة، بشأن أي خطوات عنصرية ومتطرفة، تستهدف التعددية الدينية والتغييرات المحتملة على قانون العودة الإسرائيلي وقانون التحول اليهودي،لأنها يمكن أن تؤثر سلبًا على الجالية اليهودية في الولايات المتحدة".
لكن المفارقة هذه المرة هو تصدي المؤسسة العسكرية الصهيونية لحكومة نتنياهو التي يفترض أن يتسم أداءها بالانضباط والتبعية للمؤسسة السياسية، لكن حضور المؤسسة العسكرية في المشهد يؤكد عمق المأزق الوجودي للكيان، مما جعلها تتجاوز الأعراف التي تضبط العلاقة بينها وبين الحكومة، وهنا من المهم التوضيح أن المؤسسة العسكرية في الكيان كانت هي السلطة الحقيقية، بعيدا عن كل الترويج الصهيوني والغربي عن ديمقراطية الكيان ومدنيته، كون المؤسسة العسكرية الإسرائيلية هي التي تحكم الكيان، فقد حكمها منذ قيامها 10 رؤساء وزراء منهم 7 عسكريون. وأيضا في النظرة للمؤسسة العسكرية التي كانت تعلو التناقضات الحزبية، لأنها تعتبر نفسها صاحبة الحق والولاية الحقيقية على الكيان، فقد حثَّ أكثر من 1000 ضابط سابق في سلاح الجو الإسرائيلي، من ضمنهم رئيس الأركان الإسرائيلي السابق، كبار المسؤولين القانونيين، على التصدي للحكومة المقبلة.
وفيما سيبقى معنى مفهوم التصدي الذي طالب به العسكريون الصهاينة مفتوحا على كيفية ترجمته، أجرى رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، اتصالا هاتفيًا نادرًا برئيس الحكومة المكلف، بنيامين نتنياهو، عبّر خلاله عن تحفظّه على نقل صلاحيات من وزارة الأمن والجيش إلى تيار الصهيونية الدينية المتمثل بزعيمي حزبي "الصهيونية الدينية"، بتسلئيل سموتريتش، و"عوتسما يهوديت"، الفاشي إيتمار بن غفير.
تحرك العسكريين ورئيس الأركان أرجعته صحيفة هآرتس إلى أن التغييرات الإسرائيلية، تطال المؤسسة العسكرية، من خلال “تغيير الصلاحيات في الضفة، ومنح حصانة للجنود وقانون التجنيد، سيقوّضون السلسلة القيادية في الجيش الإسرائيلي”، مشيرة إلى أنّ تنازلات رئيس حزب الليكود بنيامين نتنياهو لعضوي الكنيست المتطرفين بتسلئيل سموتريتش وإيتامار بن غفير ستلحق الضرر في أداء الجيش الإسرائيلي في المناطق الفلسطينية المحتلة، واصفة ما يجري بالخطير والجارف.
وأضافت أنّ “التنازلات التي قام بها نتنياهو لشركائه المستقبليين في مجال الدين والدولة هي واسعة ومتنوعة”، وشددت على أنّها “تنازلات شاملة تقلّص صلاحيات الجيش ووزارة الأمن، وتقوّض سلسلة القيادة في الجيش الإسرائيلي”.
هذا الارتباك وحدة التناقضات الداخلية على كل المستويات الصهيونية من الطبيعي أن يقرأ المتابع للوضع الداخلي للكيان حالة الانقسام غير المسبوقة تلك، التي تفجرت مؤخرا، في سياق أنها أحد التجليات الموضوعية لأزمة الكيان البنيوية التي رافقت زرعه في فلسطين، ويبدو أن الكاتب في صحيفة معاريف "يوسي هدار" قد استشرف على ضوء ما يجري، المصير الذي ينتظر الكيان الصهيوني، وهو أن "إسرائيل آخذة في التفكك".
وهذا الاستخلاص ينطلق من وصوله إلى قناعة أن من "أودعت في أيديهم المسؤولية المقدسة عن إدارة الدولة منشغلون بحروب سياسية قذرة، وغارقون في الفساد، ويقلقون على بقائهم الشخصي"كما يقول. الذي يضيف " لم يعد الحديث في الكيان حسب قراءته يدور فقط عن التوترات المعروفة بين اليمين واليسار، المتدينين والعلمانيين، المركز والمحيط، ولم يعد يدور الحديث فقط عن شروخ. وإنما يدور هذه المرة كما قال عن " كانتونات حقيقية، بغياب حوكمة وبفقدان سيادة لا يطاق. مذكرا أن الكيان الصهيوني منذ نشأته يعيش تهديدات لا تتوقف من الخارج، ليخلص إلى أن التهديد الأخطر هذه المرة، أي التهديد الوجودي، هو من الداخل.
وعلى ضوء هذا الاشتباك السياسي المتكئ على أبعاد دينية وفكرية واجتماعية في الكيان، من المهم التنبه فلسطينيا إلى أن الكيان الصهيوني وهو يعيش هذه الحال من الانقسام كتجلي لتلك التناقضات الحادة التي تؤشر إلى أن الكيان يعيش فعلا مأزقا وجوديأ يتعلق بمكنة استمراره ، لذلك ربما يلجأ إلى محاولة حل تناقضاته الداخلية الجذرية على حساب الفلسطينيين في الضفة والقطاع والداخل الفلسطيني ضمن مناطق ال48، وهو أمر يستوجب أن يسعِّر الفلسطينيون من جانبهم مأزق الكيان وتناقضاته عبر مواصلة مشروع التحرير بكل الوسائل الممكنة وصولا لدحره وهزيمة المشروع الصهيوني في فلسطين.



#سليم_يونس_الزريعي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشاكسات / تدني لغة الخطاب.. التصفيق ..معيارا للديمقراطية..!
- جنرالات صهاينة.. وقرب زوال - إسرائيل-
- مشاكسات / شراكة.. ضد منْ! .. حماس والحريات..!
- فتح وحماس.. -غير جديرتين بالتمثيل والقيادة-!!
- السلطة الفلسطينية.. فقدان الصلة بالواقع
- مشاكسات / إلهام.. وفساد .. التطبيع ليس خيانة..!
- الجبهة الشعبية.. الهدف المرحلي والتيار الثالث
- مشاكسات / السلطة.. أي دور؟ ... فخر.. بماذا..؟!!
- لوثة المونديال.. التطبيع الذهني.. النفاق
- أردوغان .. ومعركة -مفترق الطرق- النهائية
- مشاكسات / تدخل وقح..! تحدي الشرعية.. صح النوم؟!
- الضفة.. أراض فلسطينية محتلة ...لا متنازع عليها
- مشاكسات/ لو صدقت.. السلطة.. أي دور؟ نصابها.. أي نصاب..؟!
- حماس وفتح .. ودرس بن غفير
- مشاكسات/ حماس وفتح ودرس بن غفير..! قطر.. المال لا يشتري الفو ...
- مشاكسات قصور فهم وخلط مفاهيمي.. الشيخ هنية.. خبير كروي!
- جنرال صهيوني..-السلطة بالنسبة للاحتلال كنز استراتيجي-
- مشاكسات ثقافة الاستعلاء..! بيان رفع عتب..!
- مقاربة في التأسيس لثقافة -الصهينة-
- مشاكسات السيادة لا تتجزأ..!! تطبيع ذهني..!!


المزيد.....




- مصر.. كيف انعكس ارتفاع سعر السولار على الخبز؟
- تقرير أميركي سري: الجيش الإسرائيلي ربما ارتكب مئات الانتهاكا ...
- بين رفض ترامب وخطط حكومة نتنياهو.. ما سيناريوهات ضم الضفة ال ...
- الملك تشارلز يجرد شقيقه أندرو من ألقابه.. ومصادر توضح لـCNN ...
- مصر.. بدء تطبيق التوقيت الشتوي وتأخير الساعة 60 دقيقة
- القضاء الأميركي يجمّد خطة ترامب لنشر الحرس الوطني في بورتلان ...
- فانس يبرّر قرار استئناف الاختبارات النووية: -ضمان لفعالية ا ...
- واشنطن تمنح الهند ستة أشهر إضافية لتسوية استثماراتها في مينا ...
- إسرائيل تعلن تسلم جثماني رهينتين من حماس والتحقق من هويتهما ...
- إعصار ميليسا يتجه نحو أرخبيل برمودا بعدما تسبب في هلاك 20 شخ ...


المزيد.....

- بصدد دولة إسرائيل الكبرى / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى أسطورة توراتية -2 / سعيد مضيه
- إسرائيل الكبرى من جملة الأساطير المتعلقة بإسرائيل / سعيد مضيه
- البحث مستمرفي خضم الصراع في ميدان البحوث الأثرية الفلسطينية / سعيد مضيه
- فلسطين لم تكسب فائض قوة يؤهل للتوسع / سعيد مضيه
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- جبرا نيقولا وتوجه اليسار الراديكالي(التروتسكى) فى فلسطين[2]. ... / عبدالرؤوف بطيخ
- ااختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- اختلاق تاريخ إسرائيل القديمة / سعيد مضيه
- رد الاعتبار للتاريخ الفلسطيني / سعيد مضيه


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - الكيان الصهيوني .. واحتدام مأزقه الوجودي