أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صادق البصري - الميول العدائية لدى البشر _ الأسباب والنتائج / دراسة















المزيد.....

الميول العدائية لدى البشر _ الأسباب والنتائج / دراسة


صادق البصري

الحوار المتمدن-العدد: 7470 - 2022 / 12 / 22 - 17:51
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الميول العدائية لدى البشر .الأسباب والنتائج/ دراسة
يدعي كثيرون من العلماء أنه لدى البشر كما أنه لدى كل الحيوانات ميل موروث للمقاتلة أو على الأقل ميل للقيام بسلوك عدائي ، ويقدم هؤلاء العلماء عادة هذا الميل إلى المقاتلة الذي يزعمون انه أمر طبيعي على انه السبب الأهم للحروب ويخلصون بعد ذلك إلى القول بان الحرب أمر لازم ولا يمكن تجنبه وذلك لصدوره عن هذا الميل الفطري ، ومعنى هذا الذي يدعون إن الإنسان إنما يقاتل للمقاتلة ذاتها . ولكن معظم العلماء لحسن الحظ يرفضون هذه النظرة ، على الرغم من إن بعض الناس العاديين يحتفظون بها.هذا ويجب إن نعترف بأننا لا نملك تجارب دقيقه صحيحة تعيننا على التأكد من فطرية هذا الميل أو عدمها ، وكل ما نملكه ملاحظات ولكنها ملاحظات لا تشجع على القول بفطرية هذا الميل ، أنها على العكس تدعو المتأمل فيها إلى الاعتقاد بان الميل للمقاتلة إنما ينشأ عن واحد من سببين ..
1- منع الكائن من أرضاءحاجاته الطبيعية
2- تربية الكائن بشكل يقوده إلى المقاتلة.
وهنا نلاحظ إن معظم الكائنات إنما تقاتل من يهدد حياتها تهديدا جديا يحول بينها وبين قضاء حاجاتها الطبيعية كالطعام والشراب والصلة الجنسية كما نلاحظ الرجع الطبيعي البسيط على الوقوف في وجه هذه الحاجات هو هيجان الغضب . ولكن ما يعترضنا هنا هو التساؤل عما إذا كان الغضب هو الذي يقود إلى المقاتلة أو انه وجه من وجوه الميل إلى المقاتلة؟ والحق إن البشر حين يمنعون من قضاء حاجاتهم يغضبون ويقاتلون من يحول بينهم وبين قضاء هذه الحاجات . أضف إلى ذلك إن البشر كثيرا ما يتوقعون إحباط مساعيهم قبل إن يحدث هذا الإحباط فعلاولذلك فكثير ما يقاتلون نتيجة لحرمانهم من قضاء حاجاتهم الطبيعية أو إمكانيةحرمانهم من قضاء هذه الحاجات ولهذا فكثيرا مانشعر بالعداء نحو أشخاص أو أحوال لم تحرمنا بالفعل من قضاء حاجاتناوحينئذ نرى أنه لامناص من إرجاع هذه الأسباب إلى المحيط والظروف المحيطة بما في ذلك الظروف التربوية.
وهنا لابد أن نلاحظ انه لوكأن القتال امرأ فطر عليه الإنسان لوجب إن يكون عاما بين البشر من جهة وبين الحيوانات الثدية من جهة أخرى ولكننا نلاحظ إن هذه الحيوانات إنما تقاتل للقضاء على جوعها أو عطشها أو ميلها الجنسي أو حين تهدد عضويتها أمور تقود إلى مثل هذه الأحوال ولذلك يمكننا إن نقول إن الحيوانات الضعيفة إنما تقتتل بغية إرضاء الحاجات وأهمها الحاجة إلى الطعام إما لدى البشر لدينا عينتين من قبائل بدائيه لتكونا موضوع دراستناولإثبات أسباب الميول العدائية عند البشر علنا نهتدي الى الأسباب .وهي دراسة واقعيه تصدى إليها كبار علماء النفس والمختصين في تلك المجالات الحيوية لما لها من أهميه في دراسة تلك الميول والخروج بنتائج لمعالجتها ووضع القواعد الأساس للحد منها اجتماعيا .
- قبائل الأرابش:
وهي قبائل موجودة في غينيا الجديدة إن العمل بالنسبة لهذه القبائل أمر تعاوني أما الحرب فأمر يكاد يكون مجهولاوحاجة هذه القبائل الوحيدة للزعيم هي تزعم الأحتفالات الكبرى التي لأتحدث أحيانا إلا مره في كل سنتين .وهي بعد تحتاج الزعيم للتسلية والتهريج والترفيه عنهاوهذه القبائل تتمتع بحياة وادعه رافهه وذلك لأن الطعام والشراب موفوران بلا ازمات واللهو والغناء شائعان ولذلك فهم يعمدون إلى إجبار من يتوسمون فيهم الخير في تزعمهم من وقت إلى آخر وبشكل دوري للقيام بهذه الأحتفالات التي تسرهم سرورا بالغا يجعلهم حريصين على تكرارهاوقد لوحظ أنه ما من فرد في هذه القبيلة يقبل عن طيب خاطر أن يكون زعيما كما لوحظ أنهم يصدون عن أن يكونوا رجالا عظماء وذلك لأن الرجال العظماء عندهم يتحملون مسؤوليات كبيره إذ إن عليهم أن يغنوا وأن يتحدثوا بصوت عال وأن ينظموا الأحتفالات وأن يجهدوافي الترفيه عن زملائهم وكلها أمور يعتبرونها مزعجه لدرجة أنهم لا يقبلونهاأو لايقبلون الاضطلاع بها إلا إذا قسروا على ذلك . وهكذا تكون الزعامة في قبائل الأرابش امرأ مكروهاوفي هذا دليل على أنه في هذا المجتمع المتصف بالتعاون العازف عن الملكيةالمتوفرة فيه أسباب اللهو والمرح يعزف الناس عن محاولة السيطرة على الآخرين ولا يعمل الفرد على التحكم في من حوله .
إذن عند قبائل الأرابش والتي لا تظهر ميلاللمقاتلة إلا نادرا وبشكل ضعيف جدا. ولو كان الميل إلى العداء والمقاتلة فطريا لوجب أن يكون عاما .
ولايعتقد العلماء المختصون إن الإنسان المسالم الذي يعيش في دعه وأطمئنان مع أمثاله من البشر ميال بفطرته إلى مخاصمتهم ولا لشيء إلالأجل المخاصمة نفسها ؛ وهنا يرى العلماء أن يسجلوا نتيجة لما لا حظوه عند هذه القبائل المسالمة من جهة وفي المجتمعات الراقية من جهة أخرى .ميالون للاعتقاد بان العكس صحيح وان الإنسان ميال بفطرته إلى التعاون والمسالمة أكثر من ميله إلى المقاتلة والخصام . صحيح إن بعض المجتمعات البدائية تتصف بالعداء والمقاتلة اتصاف قبائل الارابش بالمسالمة والتعاون ولكن دراسة هذه القبائل توحي بأن التنظيم الاجتماعي فيها هو الذي يؤدي بأفرادها إلى ألمخاصمه الشديدة ونضرب مثال آخر عن قبائل أخرى تختلف في السلوك ولكنها لا تختلف في الخلق.
- قبائل المندغمور:
وهي قبائل تعيش أيضا في غينيا الجديدة تأكل اللحوم البشرية وتتصف بالشراسة وكثرة الميل للمقاتلة.ولكننا إذا أمعنا النظر في اسلوب حياتها وجدنا إن في الإمكان إرجاع هذه الصفات إلى تربية الطفل الوليد فيها ونلخصها بعدة ظواهر !
1-الإباء في هذه القبيلة لا يرغبون في الأطفال ومعنى ذلك إن الأطفال يولدون في مجتمع معاد لهم.

2- العداء مستحكم دوما بين الأم والأب في هذه القبائل وبشكل واضح للطفل.

3-التنظيم الأجتماعي في هذه القبائل يجعل كلا من الأب وإلام شخصين قاسيين دائمي الخصام والتنافس والحسد والتلهف على الأنتقام أو تبادل الأهانه والمضاربة .
4- طريقة إرضاع الطفل الوليد وتربيته تؤدي دوما إلى دوام المقاتلة فالأمهات يرضعن أطفالهن وهن قائمات وقد لوين أيديهن بشكل يوقف الطفل القائم وإذا سندنه فإنما يسندنه بيد واحده وما من أم في هذه القبيلة تشعر بالسرور في إرضاع وليدها ولذلك فهي لأتسمح للطفل إن يطيل مدة رضاعته فهو إنما يعطى الثدي لكي يسكت ومتى توقف عن الرضاعة ولو قليلا حرم من الثدي حالا ولذلك يحرص الطفل إن يمتص أكبر كميه من الحليب في أقصر وقت ممكن كما يحرص على أن يبكي بأستمرار
ويقاتل في سبيل الحصول على غذائه.
والطفل بعد ذلك يحفظ في قفص هو أقرب إلى السجن منه إلى السرير وهذه الأسباب مجتمعه تجعل الطفل يتخذ موقفا عدائيا من أمه. كما تجعله يتمسك بالثدي بأقصى قوته ولذلك فهو كثيرما يعض الثدي فيعرض نفسه للضرب المبرح. وهكذا تكون عملية التغذية منذ فجر الطفولة عمليه خصاميه عدائيه . وأخيرا فإن الطفل لا يكاد يشب عن الطوق حتى تعلمه أمه أن كل الرجال بما فيهم أبوه اخصام جنسيين له .وختاما فإن أبوي الطفل يربيانه لكي يعيش في هذا المجتمع المعادي أي إنهما يربيانه على القتال والمخاصمة. وهكذا نستخلص مما رأينا ه عن قبائل الأرابش والمندغمور إن الإنسان إنما يولد بدوافع فطريه وحاجات فيزيولوجيه لابد له من إرضائها . فإذا استطاع إرضائها دون إن يصطدم بالآخرين كان مسالما ميالا إلى التعاون إما إذا تحتم عليه أن لايرضيهاإلاعن طريق المزاحمة والمقاتلة كان لابد له من المزاحمة والمقاتلة.
وأنه لمؤسف حقا أن يولد معظمنا في مجتمعات لابد لنا فيها من المزاحمة والقتال فينشأ عليهما. بل إننا كثيرا ما ننتقل من المزاحمة والمقاتلة من اجل إرضاء الحاجات إلى المزاحمة والعداء والمقاتلة من أجلهما نفسيهما!؟.
••••••••••••••••••••
صادق البصري/ بغداد



#صادق_البصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المقتل كما هو - 3 - ..بداية نشوء الاسلام العباسي الفارسي وفي ...
- المقتل كماهو - 2 - .. بداية نشوء الأسلام العباسي الفارسي! وف ...
- المقتل كماهو .. بداية نشوء الاسلام الفارسي!
- حشد مقاومة !؟ ان الله وملائكته حيل مستغربين !
- دهن المقاعد علاجا للديكة المهتاجة !
- شوصتك عباية !
- سرحان شماعية !
- حريبي بالبوجات !
- الميت الى الحفرة والحي الى السفرة !
- بين حانة /علگ ومانه / خرط !
- شيخنا كولهه متلازمه من الباب للمحراب !؟
- فوت يسير يسير ؛ سينه سينه!
- ماكو منه ..!؟
- عكيرة عالفتل جو فاش..
- كائنات ال DNA
- جوهر الاختلاف !
- لقطات ملونة 3
- الأسياد الأموات لهم طول البقاء ..
- حلوى مالحة ..
- ذكرى عطر


المزيد.....




- الأرجنتين تطالب الإنتربول بتوقيف وزير إيراني بتهمة ضلوعه بتف ...
- الأرجنتين تطلب توقيف وزير الداخلية الإيراني بتهمة ضلوعه بتفج ...
- هل أصبحت أميركا أكثر علمانية؟
- اتفرج الآن على حزورة مع الأمورة…استقبل تردد قناة طيور الجنة ...
- خلال اتصال مع نائبة بايدن.. الرئيس الإسرائيلي يشدد على معارض ...
- تونس.. وزير الشؤون الدينية يقرر إطلاق اسم -غزة- على جامع بكل ...
- “toyor al janah” استقبل الآن التردد الجديد لقناة طيور الجنة ...
- فريق سيف الإسلام القذافي السياسي: نستغرب صمت السفارات الغربي ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان تستهدف مواقع العدو وتحقق إصابات ...
- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صادق البصري - الميول العدائية لدى البشر _ الأسباب والنتائج / دراسة