أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - صادق البصري - حريبي بالبوجات !














المزيد.....

حريبي بالبوجات !


صادق البصري

الحوار المتمدن-العدد: 6531 - 2020 / 4 / 7 - 20:21
المحور: كتابات ساخرة
    


الزمن منتصف الخمسينيات من القرن الماضي
المكان جنوب شرق بغداد منطقة المعامل
التوصيف المملكة العراقية
رئيس الوزراء انذاك الباشا نوري السعيد
قرر الباشا نوري السعيد زيارة منطقة المعامل وبالخصوص ( معامل الطابوق الحكومية )
والاطلاع عن كثب على الانتاج وواقعها المأساوي ونسبة التلوث فيها وما يمكن فعله حكوميا من اجل تخفيف معاناة العمال و الأهالي فيها ،
وصل خبر زيارة الباشا كالبرق لآذان عمال المعامل وهي عادة قديمة في السبق الصحفي حيث يتم تلقف خبر السياسة وزيارة المسؤولين تلقف العلكة في البطانية الصوف
في ظل غياب الزاهي والقاصر ، تجمع العمال من شتى المداخن في ساحة تجميع الطابوق المفخور
وكانوا جميعهم يعملون بالأجراليومي وكان الجو انذاك صحوا والشمس الشتائية لذيذة ،
تكلم أقدم العمال وأكبرهم سنا امام حشد العمال وهم بالمئات
إن زيارة الباشا فرصة لاتعوض تعالوا نتظاهر امامه لنعرض مضلمتنا وسيكون مطلبنا الوحيد رفع اجرة العامل من خمسين فلسا الى مائة فلس هل توافقون ؟
وافق الجمع
ولكن في اثناء الحديث عن المطالب وتنسيق التظاهرة برز من بين المحتشدين شخص يدعى(حربي ) ويكنى تصغيرا - حريبي -
وهو احد العمال الذين تم توظيفهم بالواسطة رافة بحاله لضعف في تركيبته الجسمانية والنفسية يعني نص مخبل ،
اعلن حريبي بدشداشته البگعه وقبوطه الاثري وغليونه الطويل في فمه انه ليس معهم ولا يشترك في تظاهرتهم وانه سيختبأ في البوجات لأنه بصراحة جبان ويخاف الحكومة ولا شأن له في المظاهرات
لعنهم وحمل سبيله و بقجة طعامه وملابسه وأنزوى بين البوجات *
هنا وصل موكب الباشا ومرافقيه فرأى حشد العمال الغا ضب أمامه وسأل عن سبب تجمعهم وترك العمل في هذا الوقت !؟
اجابه رئيس العمال ان العمال يطالبون بزيادة اجرتهم من خمسين فلس الى مائة فلس
نظر الباشا الى مرافقية نظرة شك وتعجب ! وقال : انظروا انهم يبتزون الحكومة وأن تظاهرتهم فيها ما فيها وهذا ليس مطلبهم الحقيقي !؟
أمر مرافقيه
اجمعوا كبارهم وزجو بهم في السجن فورا
لما سمع العمال وكبارهم بهذه الأجراءات التعسفية السريعة خافوا وارادوا ان يتراجعوا عن مطلبهم خشية حبسهم وقطع ارزاقهم
بادر احدهم لتدارك الأمر بأرتجال هوسة او أهزوجة يطفى فيها نار الغضب والشك لدى الباشا
فصاح باعلى صوته ها خوتي ها :
هتلر بالحرب
وحريبي بالبوجات
اذا دخن سبيله چلقطار وفات
ها خوتي ها
الدرهم ما يسوه طلابه
والدرهم ما يسوه طلابه

هنا فهم الباشا المعنى من الأهزوجه ولكنه لم يفهم ماذا يقصد بحريبي بالبوجات !
قال : ماذا يريد هذا حريبي وما قصته
اظنه يقود ثورة أو يتزعم حزب من البوجات عليكم بأحضاره فورا مكبلا بالحديد حتى لو اضطررنا قصف البوجات بالطائرات والمدفعية
اجابوه باشا يرحم والديك
حريبي مخبل وبحلكه سبيل بطول الكصبه ولابد بالبوجات ويدور بالخرا حب ركي ، احنه بختك باشا انت شسولف !؟

شاهد سالفتنه تاريخ العراق السياسي حضيض عقلي وخلقي .. جائحة تجتاح العالم ويفترض ان العراق جزء من هذا العالم
ويجب ان يكون في امتحان عسير في استعداداته الصحية للحفاظ على سلامة الناس ووجودهم المادي والمعنوي
الا ان ما نراه من تصرفات الاقطاعيين اصحاب الدكاكين المسلحة عكس ذلك تماما وفي قمة الذيلية والانتهازية ، وكأنهم ورثوا حكم هذي البلادالى الابد ولايصيبهم ما يصيب اهلها !
ولادرس من دروس التاريخ استوعبوه.. شلة حريبي وجوق الذيول تريد الظفر بالسلطة والبقاء في حكمه الى مالا نهاية حتى لو فني جميع اهله واستحالت مدنه الى مدن اشباح ..
مشهد الدجاجة تحت يد الذباح وهي تراقب الحب المنثور لالتقاطه
ومشهد الخراف في حضيرتها وهي تؤخذ فرادى الى المسلخ للذبح ومن بينها أكباش تتصارع للظفر بأنثى !


*البوجات / مداخن كور فخر الطابوق



#صادق_البصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الميت الى الحفرة والحي الى السفرة !
- بين حانة /علگ ومانه / خرط !
- شيخنا كولهه متلازمه من الباب للمحراب !؟
- فوت يسير يسير ؛ سينه سينه!
- ماكو منه ..!؟
- عكيرة عالفتل جو فاش..
- كائنات ال DNA
- جوهر الاختلاف !
- لقطات ملونة 3
- الأسياد الأموات لهم طول البقاء ..
- حلوى مالحة ..
- ذكرى عطر
- الهر هانز العبوس
- الحياة اليومية
- يقين العم عبد النبي ..
- نوافذ ..
- أحلام عباس زوره
- جميلة وخياط الخزف ..
- من داروين الى ماركس .. أسرار اليقظة الأنسانية !؟
- نازحون ضمن خارطة وطن ..


المزيد.....




- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - صادق البصري - حريبي بالبوجات !