أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - صادق البصري - الميت الى الحفرة والحي الى السفرة !














المزيد.....

الميت الى الحفرة والحي الى السفرة !


صادق البصري

الحوار المتمدن-العدد: 6529 - 2020 / 4 / 5 - 02:08
المحور: كتابات ساخرة
    


الميت إلى الحفرة
والحي إلى السفرة ..
.
بعد أن استقر المسكين في حفرته عاد مشيعوه أدراجهم حيث سردق التعزية وهو يحتل رصيف الزقاق
قال احدهم وهو يزفر نفسا : ايهن هذا حال الدنيا يعيش الإنسان ما يعيش ثم يقع مالا بد منه
يأتي الشيخ ثم ماذا ؟ الموت حق هذه الحكاية كلها ! سندعو له وبغير دعائنا لن يمر !
ولكن هناك مشكلة هامة ماذا يأكلون ؟
بعد هذا الفاصل الذي كلفهم إرجاء أعمالهم وشؤونهم الخاصة من اجل الحضور لتشييع قريبهم ، وما حاقهم من انخفاض في منسوب الطاقة ونقص في السعرات الحرارية
شيئا من اللحم هو هذا الحل !
هذا لاشك فيه
أما موضوع المناقشة الحادة كان أيهما أفضل ، شراء ذبيحة أم الاكتفاء بالذهاب إلى قصاب يبيع اللحم بالجملة ،
وأخيرا اتفقت الآراء على شراء اللحم للاقتصاد في المصاريف ، وتطوع احدهم بشرائها من السوق على عجل
وما هي إلا ساعة حتى جاءوا بها ملفوفة بأكياس
تطوع احدهم ليطبخها وأستحث النساء لمساعدته ، فكان الفاصل عميق الوصف
في التلاحم بين النساء والرجال لإتمام المهمة، وبعد أن جهزوا كل شيء ، باغتهم الطباخ بالقول : تتعشون لو تصلون ؟
نظر كل واحد منهم صوب الآخر بتعجب !
وكان الرد بصوت موحد طبعا نتعشى
أكلوا جميعا بأيديهم ؛
فكانوا يحشون أفواههم لقمات ضخمة من الرز والخبز واللحم ،
وكان يغطي الدهن شفاههم وهم يستخلصون اللحم من العظم إلى أخر بيسره ، وكانت قناني الماء على الطاولة مضمخة بالزفر، تنتقل من يد إلى يد ، وبينما كانت جرعات الماء تدفع الطعام إلى المعدات ،
كانت الخدود تتورد والعيون تتألق مرحا
هنا تلاشى الوجوم وتبادل الحضور الأسئلة عن الأهل والأقرباء ،
وعن التحديات التي تواجه العشيرة وحال أفراد العشيرة في المحافظات البعيدة ومشاكلهم وإجراءات مواجهتها ، ومن ثم توالت الضحكات ، وبعد أن أعقبوا وجبة الطعام الدسمة بشاي ساخن أعدته النسوة من داخل الدار بتلاحم منقطع النظير يجسد الشعور بالمسؤولية والتفاني من اجل الواجب ، رشفوا الشاي الساخن بحلاوة مضاعفة ، ومن ثم توالت الحكايات والنكات كالمطر
وترددت الضحكات ، وبعد أن أجهزوا على شايهم التاسع والتسعين
وعندما انتهت ضوضاء كل حلقة من حلقات الكلام بصوت مرتفع ، تردد بوضوح وعلى سبيل التحدي عبارة وأذن !؟..
ايهن هذا حال الدنيا يعيش الإنسان مايعيش ثم يقع ما لابد منه ، جاء الرد الساخر طبعا طبعا
قال احدهم : رحم الله من أعاد الفاتحة في إشارة إلى موعد الانصراف
في الخارج كان الليل قد أرخى سدوله ، تفرق المعزون بين الدروب والأزقة المظلمة باسترخاء ، كان كل منهم يتوق إلى المخدة وقد غالبه النعاس .

الكورونا رغم قبحها ولكنها اضافت اشياء جميلة الى حياة الناس وبمدة قياسية غيرت عاداتهم كان من العسير تغيرها في قرون ، لم تعد تلك المناسبات الباذخة والاختلاط الفج من وجود ، دفعت الناس للاهتمام بالنظافة ، كسرت الفوارق الطبقية ،الجمت الاصوات النشاز، وعرت احابيل تجارة النفاق
الكورونا حاكم حداثوي متسلل مميت تقهره الوقاية والنظافة !


صادق البصري / بغداد



#صادق_البصري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بين حانة /علگ ومانه / خرط !
- شيخنا كولهه متلازمه من الباب للمحراب !؟
- فوت يسير يسير ؛ سينه سينه!
- ماكو منه ..!؟
- عكيرة عالفتل جو فاش..
- كائنات ال DNA
- جوهر الاختلاف !
- لقطات ملونة 3
- الأسياد الأموات لهم طول البقاء ..
- حلوى مالحة ..
- ذكرى عطر
- الهر هانز العبوس
- الحياة اليومية
- يقين العم عبد النبي ..
- نوافذ ..
- أحلام عباس زوره
- جميلة وخياط الخزف ..
- من داروين الى ماركس .. أسرار اليقظة الأنسانية !؟
- نازحون ضمن خارطة وطن ..
- قصص قصيرة ملونة .. (2)


المزيد.....




- فلسطين تتصدر ترشيحات جوائز النقاد للأفلام العربية في دورتها ...
- عُمان تعيد رسم المشهد الثقافي والإعلامي للأطفال
- محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية يع ...
- -الحب والخبز- لآسيا عبد الهادي.. مرآة لحياة الفلسطينيين بعد ...
- بريطانيا تحقق في تصريحات فرقة -راب- ايرلندية حيّت حماس وحزب ...
- كيف مات هتلر فعلاً؟ روسيا تنشر وثائق -اللحظات الأخيرة-: ما ا ...
- إرث لا يقدر بثمن.. نهب المتحف الجيولوجي السوداني
- سمر دويدار: أرشفة يوميات غزة فعل مقاومة يحميها من محاولات ال ...
- الفن والقضية الفلسطينية مع الفنانة ميس أبو صاع (2)
- من -الست- إلى -روكي الغلابة-.. هيمنة نسائية على بطولات أفلام ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - صادق البصري - الميت الى الحفرة والحي الى السفرة !