أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نزار ماضي - اللاميّة















المزيد.....



اللاميّة


نزار ماضي

الحوار المتمدن-العدد: 7463 - 2022 / 12 / 15 - 17:12
المحور: الادب والفن
    


رجفتُ وفي نفسي بقايا سموألِ ..وطفتُ بهذا العالمٍ المترهلِ
فأحببتها لمّا اكتشفتُ بأنني .. بليدٌ ومهووسٌ بعقلٍ مضلَّلِ
طرقتُ مُهانًا فانكسرتُ ببابها .. وجارَ عليَّ البابُ لم أتقبّلِ
أُصيبتْ بأشواك الحقيقةِ مقلتي .. فعالجني الوهمُ الجميلُ بمكحَلِ
فأمضيتُ عمري خائفًا مترقّباً..على قلقِ في المرتجى والمؤجّلِ
أنا الذاتُ والموضوع في كلّ موقفٍ..ومربطُ حرفٍ لم يستبدَّ فيصهلِ
على سبعةٍ أخرى تجلّى ولم يبحْ .. لقارئها سرَّ الهوى المتمثّلِ
بمنعطفٍ ما بين حالٍ وحالمٍ .. أرى الكونَ مجزوما بحرفٍ معطّلِ
أنا النقطةُ الحمراءُ في دفتر الضحى ..وأزهو كصوفيٍّ مُراءٍ ممثّلِ
قليلٌ من الأوهام تحمي حقيقتي .. وقبضةَ زيفٍ أستمدُّ لمرقلي
كأنْ لم يكن بين الوقائعِ والأسى .. خرابٌ عراقيٌّ بوقتٍ مُجندَلِ
وهذا هلالٌ دَسَّ في العيدِ أنفَهُ .. فثارَ اشتباكٌ بينَ حمقى و هزَّلِ
متى تنبذوا التقليدَ يا أهلَ سومرٍ .. يصِحَّ لكم جوُّ العراقِ ويعدِلِ
فلا تمتروا فالطائفيّةُ سوءةٌ .. . نوازعُها من عبدِ شمسٍ ونوفلِ
وكنتم كراماً في السلام وفي الوغى.. إلى أن تواصتكم عمامةُ خيطلِ
وأقبحُ من إبليسَ أدهى من الردى .. ولحيتهُ مبغى على سوءِ معدلِ
لقد حشَّ صدّامُ اللعينُ كرامَكم .. وأزرى بفكرِ العالِمِ المتفضّلِ
سلامٌ على الورديِّ أكرمْ بفكرهِ .. وسحقاً لطلفاح الجهولِ المخوّلِ
وكنّا خِرافاً والضواري تنوشُنا .. فكم من نبيٍّ في المكارهِ أعزلِ
فنحنُ اتبعنا روزخوناً منافقاً .. ونحن استقدنا للرئيس المخبّلِ
تشمّتُ يومَ العيدِ في يومِ شنْقهِ .. شَماتةَ مظلومٍ بوغدٍ مرعبلِ
وتلك البلايا في البلاد تامركت .. وإنّا جعلناها نَكالاً لنكَّلِ
تسيلُ بأرض الرافدينِ دماؤنا .. فهل من إلهٍ بالحياةِ موكّلِ
على بالع الموس السلامُ فإنه .. ليعوي عُواءَ الفيلسوف المغفّلِ
روى ما روى ثمّ استكانَ ولم يبُحْ .. على أنهُ أغضى ولم يتململِ
وفي محنةٍ لا ينفعُ العقلُ حائرًا ..فأخضعُ للعادات في كلّ محفلِ
وأحتقرُ الأفكارَ مهما تألّقت .. وحتى البديهيّاتِ ليست بأفضلِ
أنا الأهلُ والمنفى أسيرُ لغايةٍ .. نهايتُها حبلٌ برِقبةِ أثولِ
رأيتُ طريقاً موحشاً فسلكتُهُ ..ومن يجزِ ويلاتِ السياسةِ يجزلِ
ففي الصدفة الأولى أضعتُ ضرورتي..وقد أحبطتني صدمةُ المتعجّلِ
هممتُ بنفسي أنتضيها لمأربٍ .. متى ينتعلها يعلُ فيها ويسفُلِ
وما كنتُ بالمستوقد النارَ خلسةً ..فأبصارُنا اظلمّتْ ولم نتسوّلِ
عدوّي لدودٌ مثلُ غولٍ وصاحبي .. حزينٌ بذاكَ الغارِ لم يتحمّلِ
خطا خطوةً ثمّ استدارَ وراءَهُ .. بوجهٍ كئيبٍ عابسٍ متذلّلِ
رأى ما رأى واستعظمَ الأمرَ خائفاً .. فقلتُ له يا صاحِ بسملْ وحوقلِ
هنا الشرقُ مرَّالأنبياءُ جميعُهم .. وجاءوا إلى الدنيا على خلقٍ جلي
ولمّا توفّى يومَ شؤمٍ نبيُّنا .. سحلنا على الإسلامِ من كلّ مسحلِ
على مُثلٍ نخفي الفظائعَ تحتها .. ونردحُ باسم الدينِ في صوتِ طنطلِ
حضرتُ ولم أشهد وصِمتُ ولم أقلْ..ومازلتُ محمولاً على كلّ محمل
أنا ابنُ إلهٍ تابعٍ لمشيئتي ... وحريّتي فوضى من الزمن الخلي
فهل من مجيرٍ يستجيرُ بكعبتي .. ليستمعَ الإيقاعَ في صوتهِ الجلي
حوارٌ وأنغامٌ وفنٌّ وحكمةٌ .. وعقلٌ تخلّى عن وصايةِ شيخلِ
وجلجامش المسعورُ بالخلدِ ما درى .. بأنّ خلودَ المرءِ عفطةُ عيطلِ
وبعدَ جدالٍ والكلامُ يهزّني .. نزعتُ ثيابي من شبيبةِ هيغلِ
وألقيتُها بيضاءَ في بحرِ ماركسٍ .. فهاجَ عليّ فرويد دونَ تمهّلِ
لديَّ كأنّي كلَّ يومٍ قيامةٌ .. وكان يسلّيني تميمُ بن مقبلِ
تحجّرتُ حتى جفَّ عقلي من الأسى ..وصارفؤادي جندلاً فوق جندلِ
سأطلقُها مثلَ القيامةِ صرخةً .. لأنقلَ أقطارَ السماءِ لاسفلِ
فلسطيننا ضاعت فضاعت عروبةٌ .. وقد صادرَ الإسلامَ بترولُ سُفَّلِ
فصرتُ فدائيّا أمينا بموقفي ... ولبنانُ تغلي في لهيبٍ مشعللِ
وكنّا فرادى والسلاحُ رفيقُنا .. ركبنا إليها قسطلاً بعدَ قسطلِ
ولكنما أوسلو رمت بسلاحِنا .... فقلنا سلاماً للعدوِّ المغوَّلِ
فقد خاننا الأعرابُ والنفطُ نفطُهم .. فتبّاً لهم لا لن نقولَ لهم بلي
وتبّاً لهم تبّاً لكلِّ مطبّعٍ .. خساسةُ قومٍ في حثالةِ حثّلِ
لقد كان عنوان الخيانةِ فاقعاً .. ريالُ أميرٍ في وصايةِ شيكلِ
وصبّت لظاها فتنةٌ طائفيّةٌ .. أطاحت بنا ما بين باغٍ ونعثلِ
تزلزلت البلدانُ يومَ جحيمها .. فأخرجت الأرضونَ من كلّ مثقلِ
رأيتُ الفتى المقدامَ غيّرَ طبعَهُ .. وصارَ بداءِ الطائفيّةِ مبتلي
يطيعُ رجالَ الدين دونَ مروءةٍ .. وعند السرايا مثلُ كلبةِ حومل
فيا لكَ من جيلٍ تهاوى مقامُهُ .. وسالَ بذاكَ السيلِ معْ أمِّ نهشلِ
وجاحت بنا الأحداثُ تترى رهيبةً .. لما بين بسطالٍ وشيخٍ مبسطلِ
وإنّا كتبنا بالدماءِ ملاحماً .. وبالدمعِ اخرى بالمرارةِ تغتلي
فسحقاً لرأسٍ صارَ ذيلاً لخصمهِ .. لئن دارت الأحداثُ يُمطَ فيمطُلِ
أنا الأسودُ الصندوق قد خابَ قارئي..ولم تفلح الأضدادُ في كشفِ معملي
خرجتُ من المشخابِ كنتُ ابنَ ستةٍ .. وجئتُ إلى بغدادَ دونَ تقبّلِ
فقالوا مُعيديٌّ غريبٌ لسانُهُ .. وقد كان أهلُ الفضلِ دونَ تفضُّلِ
لقد كان قومي فاسدين بطبعهم .. وكنتُ وحيداً كالغرابِ المرحّلِ
لَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بها الهدى .. بقلبٍ وخيمٍ بالخرافةِ مقفلِ
وهذا ضيائي تابعٌ لظلامهم .. وحرّيّتي زِنزانةٌ تحتَ مزبلِ
أبا مُرّةٍ : لا تحتنكْني فإنني .. عدوٌّ لنفسي إن أبُحْ أتعلّلِ
ألم ترني أعلنتُ كفري بدينهم ..وأوّلتُ آياتٍ بما لم تؤوّلِ
فأشجعُنا ليست لديهِ شَجاعةٌ.. فإن نحنُ أرخينا له يتغوّلِ
لحقدٍ وغدرِ فابتذالٍ وخسّةٍ .... تبدلتِ الدنيا ولم نتبدّلِ
عساكرنُا الأحرارُ أضنوا شعوبَهم .. بسجنٍ وتعذيبٍ وقتلٍ مشكّلِ
رأينا جُنُودًا لَّمْ تَرَوْهَا وفتنةً .. أطاحت بشعبٍ في المكارمِ موغلِ
وجارت بساطيرُ العساكرِ سطوةً .. على كلّ ذي جاهٍ وعلمٍ وفطحلِ
فدارت ومارت واستدارت بشؤمها.. علينا الرزايا جحفلاً إثْرَ جحفلِ
فأشياخُنا السرّاقُ لا درّ َدرُّهم .. وسادتُنا من يُنسبون لدُلْدُلِ
أنا اللعنةُ الكبرى فأين إمامُكم ..لأصليهِ في قعر الجحيمِ بسلسلِ
من الحمأ المسنونِ جاءَ إمامُكم .. وأدبر يسعى في فؤادٍ مبلبلِ
ظلوماً جهولاً ليس فيه كرامةٌ .. وقد نسيَ الأسماءَ بعد التكفّلِ
وفطرتُهُ غابت إلى غيرِ رجعةٍ ..فجاءَ مسيخاً مضمحِلّاً بمضحلِ
ولا يسمعُ الصمُّ الدعاءَ سفاهةً .. فإن ينتبهْ يوماً يجادلْ فيُجدلِ
إذا ما الفتى يبدو كريمًا فإنّما .. نذالتُهُ تحتَ الملابسِ تصطلي
لجائزة أخرى يساورهُ الهوى .. وشتّانَ ما بين السلامِ ونوبلِ
سريتُ بدرب العارفين عشيّةً .. تفرجتُ لم أعرفْ ولم أتأمّلِ
وتاهت بصحراء السماوةِ ناقتي .. وعسَّ عليَّ الليلُ لم أتليللِ
فخبتُ وخابوا واصطفيتُ كتابَهم..وعدتُ إلى الشيطان في ضوءِ گوگلِ
سلامٌ عليهِ من تحدّى مصيرَهُ .. وأدركَ أنّ النصَّ ليس بمُشكِلِ
تشابَهَ ثمّ استحكمَ النصُّ مُعربًا.. مبينًا لذي عينينِ إن لم يُضلّلِ
وكيف أردُّ المكرَ مكرَ إلهنا .. وقد تمزحُ الأربابُ بعد تهلّلِ
وفي لوحهِ المحفوظ أرشيفُ خيبتي .. فهل من سبيلٍ للحوار المكلّلِ
وكنتُ أراهُ كلَّ يومٍ مسامرًا .. دمشقَ الهوى في الياسمين المبلّلِ
ويصعدُ فوق الشعرِ يسمو خيالُهُ .. وفيه من الإيقاع خزُّ المخمّلِ
لقد حرتُ فيهِ لستُ أدري مصيرَهُ..وما أصلُهُ ما فصلُهُ لم يؤَصَّلِ
وألهثُ مثلَ الكلبِ خلفَ بلاغةٍ.. بها النظمُ يعلو فوق أوسٍ وجرولِ
ولكنّه أحلى وأشهى طِلاوةً ... على صوتِ عبد الباسط المترتّلِ
سمعتُ شهيقًا لا يُباحُ بسرّهِ ... فأرّقني في سحرهِ المتجمّلِ
رميتُ شِباكي في مياهِ حروفِهِ .. فصدتُ إلهً من ضياءٍ مفصّلِ
على نسَقٍ لا يدركُ العقلُ كُنْهَهُ .. يروحُ ويغدو في مجازٍ ومرسلِ
ومن صوتِ فيروزٍ عليهِ حلاوةٌ .. رخيمُ الحميّا من هذيلٍ مهذّلِ
وإيقاعُهُ لحنُ الحجازِ وصوتهُ .. مقامُ قريشٍ في حديثٍ مسربلِ
وقفتُ على الآياتِ وقفةَ عاشقٍ .. لتغمرني روحُ النبيذِ المعسّلِ
إذا الرغبةُ الكبرى أطاحت بعاشقٍ..فإنّ قميصَ الكونِ قُدَّ منَ اسفلِ
لقيسٍ وليلى لو بحثتَ قضيّةٌ .. وما كان فحواها طبيباً وصيدلي
على يوسفٍ تبكي زَليخةُ والهوى .. يحزُّ بقلب الفارس المترجّلِ
لقد كان برهانُ الإلهِ ضلالةً .. ولا تنفعُ الآهاتُ بعد التعقُّلِ
زَليخةُ لا تبكي وكوني شجاعةً.. فقلباكما من نرجسٍ وقرنفلِ
أنا الحاضر الماضي الغريب بذاتِهِ..سريعٌ إلى النادي إذا لم أعطّلِ
فما بالُ قومي يفخرون بجهلهم .. فلا خيرَ فيهم من نشيطٍ وتنبلِ
يرونَ الخرافاتِ القديمةَ حكمةً .. ويزرونَ بالعلمِ المكينِ المعلّل
همو يكرهون الحقَّ في كلّ موطنٍ .. فقلتُ لهم مهلاً فقالوا تمهّلِ
إذا اللطمُ عنوانُ الحضارةِ عندهم .. فما ترتجي من عنجهيٍّ مسطّلِ
أنا مركزُ الخيباتِ بغدادُ موطني .. فهل من شِفاءٍ للعليل المؤبّلِ
هزائمنا كبرى ونحن قَماءةٌ .. ومن يعرفِ الأسبابَ يحجمْ ويخجلِ
أنا ابنُ الهواء الطلقِ والسهلُ مرتعي..ومن غضب الصحراءِ نحلي ومنحلي
إذا انتسب الأقوامُ يوما لأهلهم .. فإنّ أبي القرآنُ والشعرُ منزلي
أضعتُ حطامي ذرّةً بعد ذرّةٍ .. وما زلتُ أحيا في كتابٍ مرتّلِ
أعودُ إليهِ كلَّ يومٍ و ليلةٍ .. وأهجرُ معناهُ و لم أتزمّلِ
كأنّ خُواري حينَ ضعتُ عشيّةً .. هجاءٌ مريرٌ من جريرٍ وأخطلِ
وجئتُ إلى الفسبوك أنفضُ غبرتي .. بثرثرةٍ في بوحها والترسّلِ
ولم يبقَ إلّا أن أمتّعَ ناظري .. وسمعي بهذا الواقع المُتخيّلِ
وأنشرُ في الفسبوك لغوًا منمّقًا..ليرضى به الأصحابُ في كلّ معقلِ
وقال رفيقي إتركِ الشعرَ يا فتى .. ولكنّ شيطاني سريعُ التمثّلِ
ولم يفهمِ القصدَ الجميلَ وقد مضى .. يخمُّ على معنى بعيدٍ مؤوّلِ
وشعرٍ وما أدراكَ ما الشعرُ يا تَرى .. أينتقدُ الأشعارَ غيرُ المؤهّلِ
هو الشعرُ فنٌّ لا يحدُّهُ موقفٌ .. فأكرمْ بهم بالبحتريِّ ودعبلِ
لقد كان في شعري دليلُ براءتي..وفي ٱلْعُدْوَةِ ٱلْقُصْوَىٰ نضالي ومنضل
مضت ساعةٌ أو ساعتانِ ولم أزلْ .. أعالجُ أحزانَ الكئيبِ بمندلِ
وقلتُ نزارُ اسمي وهذي مروءتي .. تجلّت بألفاظٍ ومعنىً مرفّلِ
فككتُ فؤادي ثم ألقيتُ ما بهِ .. ورحتُ أُرائي في قِناع الممثّلِ
وسرّحتُ نفسي ثم تهتُ بلا هدى..وقد صرتُ لا أدري مع الشيخ هسكل
أنا الضدُّ لا أدري وإن كنتُ دارياً .. وفي ملتقى الأقرانِ خالٍ ومختلِ
لقد عشتُ في قرنينِ والعيشُ شائقٌ.. كما راقَ في المعراجِ طعمُ السفرجل
فززتُ وكانت وخزةً مجدليّةً .. كأن لم يكن ديكارت شمسي ومجدلي
أتيتُ وفي صدري رهافةُ شاعرٍ .. لأختصرَ الدنيا ببيتٍ مُحجَّلِ
أنا العاشقُ المهووس واللفظُ هاجسي .. وفي الفنّ والأفكار شغلي ومشغلي
مع الفنّ يزدادُ الكرامُ كرامةً .. وفي الشعر عطرُ الياسمين المخضّلِ
هواي مع الفنّ الجميلِ ورؤيتي .. كصخرةِ سيزيف البليد المعبّلِ
وما زلتُ أرعى السمعَ في كلّ وحشةٍ .. لمحمودِ درويش الفتى المترسّلِ
معانيهِ روحٌ ترتدي زيَّ عصرِها .. ومن يسمعِ الألفاظَ بالحرفِ يثمَلِ
ففي مفردات الشعر تحلو طِلاوةٌ .. كلؤلؤةٍ هدلاءَ في صدرِ أهدلِ
سأكتبُها حتى النخاعِ قصيدةً .. تعكّرُ أحلامَ الزنيمِ المُعتّلِ
وفاضت كؤوسُ العاشقينَ عشيّةً .. فمن ذا يباريني إذا صحتُ حيهلي
سأتلو عليهم سورةً أمميّةً .......... تُهيجُ فؤادَ العاشقِ المتبتّلِ
سلامٌ عليها يومَ ملّت قصورَهم .. وعادت إلى الصحراء إبنةُ بحدلِ
وجوديّةٌ تسعى لتحقيقِ ذاتِها .. وتأنفُ من طعم الرغيف المغربلِ
وأذكرُ اخطاءَ الشبابِ وبعدَها .. خطايا مشيبٍ في جنايةِ أكهلِ
كتبتُ لربّ الشعر أدهى قصيدةٍ .. فأيّدها بالروحِ من وحيهِ العلي
وإنّي بادغالِ القصيدةِ أختفي .. وأخفي معي سحرَ الحديثِ المنزّلِ
أنا المثلُ المحمولُ فوقَ بعوضةٍ ..وما فوقها إلّا مخالبُ جيألِ
كأنّي على الدنيا رفيفُ فراشةٍ .. فيوقفني الحرّاسُ في كلّ مدخلِ
بلا رغبةٍ يسعى الفتى لمصيرهِ .. وإن ردَّ أسبابَ الهزيمةِ يُخذلِ
وكان رجالُ الأمنِ يعتبرونني .. لئن كنتُ صعلوكًا فلستُ بعنصلِ
إذا جئتُ للمقهى فهم يرقبونني .. فألعبُ شطرنجاً بصمتِ مُزلزلِ
يعدّونَ أنفاسي عليّ وإنني ... جبانٌ ووزني مثلُ حبّةِ خردلِ
وزنزانةٍ ليلُ امرئ القيسِ لفّها .. بكفٍّ لساقٍ ( في حديدٍ مكبّلِ)
ومن يشهدِ التعذيبَ فالموتُ هيّنٌ .. وكم مقتلٍ قد مرَّ من دونِ مقتلِ
لقد غسلَ الجلّادُ مخّي ومعدني.. تهاويتُ حتى ضاعَ فصلي ومفصلي
وأصمتُ يومَ الروعِ خوفاً ورهبةً.. كأنْ لم يكن هذا اللسانُ السليطُ لي
وأحتقرُ المهزومَ أرثي لحالهِ .. فمن يبتلع شصَّ المبادئِ يهزلِ
تئنُّ جراحي ثمّ أكتمُ آهتي .. و أظهرُ للقُربى شكيمةَ مأسلي
شهَقتُ فداستني بساطيرُ عسكرٍ .. فصادفتُ نفسي بين نارٍ ومرجلِ
شعرتُ ولم أكتب إليها قصيدةً .. و بتُّ أناجيها بشعرٍ مهلهلِ
كذبتُ عليها ثمّ صدّقتُ كذبتي .. بمطرقتي يا صاحِ كسّرتُ منجلي
ولم أصطبر لمّا تفجّرَ غيظُها .. فسرّحتُها بين الشآمِ وموصلِ
فكم آهةٍ للياسمينِ كتمتُها .. وبغدادُ تغلي في مراجلِ حنظلِ
وفي منتدى الآداب تحلو زميلةٌ .. تحاورُ في ذوقٍ سليمٍ مُكمَّلِ
دمشقيّةٌ حسناءُ طاغٍ جمالُها .. وقابلَ ذيّاكَ الدلالُ تذلُّلي
وأعجبَها يومَ التناظرِ منطقي .. فطابَ لها التسآلُ قلتُ لها اسألي
تهيّبتُها حتى إذا شدّني الهوى .. لطرفٍ رزينٍ بالمحاسنِ أكحلِ
فبحتُ لها بالحبّ أوّلَ همسةٍ .. فطرنا معاً فوقَ السحابِ وما يلي
ألا لا تلوميني فما الأمرُ في يدي..لئن رمتُ أهدابَ الفضيلةِ أهزلِ
أخوها زهيرٌ والجميلُ تباركا .. فقد قبلا بي دونَ مهرٍ معَجَّلِ
كريمانِ نعم السيّدانِ خبَرتُهم .. وفي بيتهم يعلو السماحُ ويعتلي
وقلتُ لها يا صَبحُ هذي مسيرتي .. مسيرةُ مهلٍ لا مسيرةُ مهملِ
وإنّي عراقيٌّ تعالى طموحُهُ .. فكم من عراقيلٍ وكم من معرقلِ
وعانيتُ ما عانيتُ بعدَ تفاؤلٍ .. ومن يطلبِ الإصلاحَ يحلمْ فيكسلِ
إليكِ ابنةَ السقّال هذي قضيّتي .. فلا تعضليني يا ابنة الجودِ واقبلي
أنا سببٌ أفضى لغير نتيجةٍ .. متى ينفجرْ يخرقْ ويحرقْ ويشعلِ
أرقُّ لصوتِ العادياتِ وأنثني .. وماليَ إلّا فضلُ بيتٍ مؤثّلِ
على الدنمارك الخيرُ مدَّ جَناحَهُ.. فمن يأتِها وسْط الجنائنِ يرفُلِ
تراني على الآيبادِ أرخي حقيقتي .. وأطلقها حتى عليكم لتنطلي
تناقضتُ بالألفاظِ والفكرُ جاحدٌ .. وجادلتُ أقرانًا بأيدٍ وأرجلِ
وهذي المعاني للمثاني أسوقُها .. بسبعةِ أضلاعٍ وعشرةِ أنملِ
برمتُ بأشكال الكلامِ ونوعهِ .. كمعتزليٍّ في حوارِ ابنِ حنبلِ
أبدّلُ فكري كلَّ يومٍ وساعةٍ .. وإن كان طبعي ثابتاً لم يُبدَّلِ
محمّدنا قد ماتَ قبلَ أوانهِ .. فماتت بنا الآمالُ قبلَ التأمّلِ
وماتَ إلهٌ ثمّ ماتَ مؤلّفٌ .. ولم يبقَ إلّا النملُ لم يتنمّلِ
دخلتُ بوادي الملحدينَ ولم أزلْ .. أداري هواهم في حديثٍ مزجّلِ
وإنّي (صبنتُ الكأسَ) عنّي وعنهمُ .. لصهباءَ أشهى من قريض المنخَّلِ
ولكنّما قصرُ الخورنقِ مغلقٌ .. ولم تفتح الأبوابُ يوماً فندخلِ
بمنحدرٍ قاسٍ وقعنا بفخّهِ .. لنا الويلُ لم نصمُدْ ولم نتنصّلِ
نجوتُ بهندامي وماتت دخيلتي .. وأرخيتُ للأحداث حبلي وهيكلي
وبحتُ بسرٍّ لا يُباحُ بمثلهِ .. شهقتُ فلم أصبَأ ولم أتبتّلِ
فما بين فعلٍ وانفعالٍ ولذّةٍ .. يسيرُ زمانٌ عن زمانٍ بمعزلِ
ففي الشامِ نُدماني وبغدادُ حانتي .. ومن حلبٍ صوتٌ لصبري مدلّلِ
فبغدادُ أمّي إنما الشامُ خالتي .. ومحيايَ فيها كالرحيق المصفّلِ
أحنّ إلى الأختين أمّي وخالتي .. وفي دنمارك العزّ مائي وموئلي
ولم يبقَ إلّا الغيمُ فوقيَ باكياً.. وكنتُ نديمَ الشمس في حقلِ سنبلِ
تمتّعْ بما أوتيتَ إنكَ واحدٌ .. وحيدٌ فنادِمْهم وحاورْ وقندِلِ
وحلّقْ بألفاظٍ تعالى شهابُها .. قل الحقَّ لا تأسف ولا تتجمّلِ
تنسمتُ من أرض الشويلةِ لفحةً .. أحنُّ إلى المشخابِ يا أمَّ عردلِ
لئن عنبرُ المشخابِ فاحَ فإنني .. برائحة المشخابِ أزهو وأمتلي
سلامٌ على المشخابِ أكرم بأهلهِ .. فقد كان فيه مهدُ طفلٍ معضّلِ
هنالكَ آبائي فأنعم بفتلةٍ ..... وأكرمْ بأشعارٍ وحسكةِ صيقلِ
وفي النتّ هذي مفرداتي زرعتُها.. ولكنّ في المشخابِ أرضي ومعولي
وإني لمشتاقٌ لصوتِ ربابةٍ .. وأحلى الأبوذيّاتِ للشيخِ خزعلِ
ومرّ أبو شعبانَ والشعرُ طافحٌ .. كصوتِ حريرٍ في وشيعةِ مِغزلِ
إذا الفكرةُ الأولى أطاحت بعاشقٍ .. فليس له حتى الردى من مبدّلِ
سيبقى لها عبدا ويحيا لأجلها .. ويبقى عراقيّا بقيدٍ مضلّلِ
فهذا شيوعيٌّ وذلك ديّنٌ .. وإن عاشت الأفكارُ بالفكرِ تقتلِ
وجالت هي الأخرى وضلّت طريقَها..فمن سوف يهديهِ لفكرٍ مُعلّلِ
رأى شبحا ثمّ استجارَ بصمتهِ .. وأيقنَ أنّ الصبرَ فوقَ التحمّلِ
غريباً مضى والغربُ صارت بلادَهُ ..فيا لكَ من فردٍ فتىً متهجولِ
وألقى محيّاهُ بعيدا عن القرى ..وما زالَ يبكينا بشهقةِ عندلِ
إذا اتفقَ الاثنانِ في كلّ حاجةٍ .. فلا يستحقّانِ الحياةَ بمُجمَلِ
فرادى أتينا للوجود وهذهِ .. تميّزُنا في العالم المتبدّلِ
ولستُ بمهذارٍ ولكنه الهوى ... ألحَّ فأرداني ولم أتحوّلِ
بَصُرْتُ بِمَا لَمْ يَبْصُرُوا فَنَبَذْتُهَا .. قوافي قريضٍ في حرامٍ محلّلِ
وقالوا وجوديٌّ أهذي نقيصةٌ .. فجاريتُ نفسي في حوارٍ مطوّلِ
على بيدر الدنيا زعلتُ ولم أكن .. حصيفاً ومن لا يعرفِ الحقَ يزعلِ
وكانت تواسيني كتاباتُ سارترٍ .. وشعرُ امرئ القيسِ المليكِ المضلّلِ
وإنّي أنا اللا شيءُ ليس يحدُّني .. سوى الحانِ والمنفى وشعلةِ حرملِ
فلمّا تسامرنا أباحَ بسرّهِ .. لي الكونُ فانهارت نواميسُ محدلي
عراقيّةٌ هذي المآسي شجيّةٌ .. دواهي بلادٍ في دخانٍ مُثَعوِلِ
فهيّا ارجموني فالرزايا عشيقتي .. ونحنُ بني الحلّاجِ لم نتزلزلِ
قرامطةٌ أمجادُ في غيهب الدجى..نطيرُ على الأحداثِ في جنحِ أجدلِ
وتمتدٌّ صحرائي وغابَ سَرابُها .. بليلٍ عصيبٍ بالهواجسِ مثقلِ
دعوني أقولُ الحقَّ ما دمتُ ناطقا .. فعمّا قليلٍ يقطعُ الحقُّ مقولي
أنا الذنبُ والربُّ الغفورُ ومهنتي .. صياغةُ ألفاظٍ بحرفٍ منبّلِ
أتيتُ لأهجو العالمينَ جميعَهم .. لقد جئتُ لم أمدحْ ولم أتغزّلِ
أراني تراباً والقوافي تهيجهُ .. كأن لم أمت بين النخيبِ وشوملي
من الألم الطاغي ارتفعتُ ولم يزل .. يطيرُ فؤادي بين تلٍّ وجدولِ
رحلتُ ولم أرحلْ وعدتُ ولم أعدْ ..ومازلتُ في المنفى ألوبُ وأغتلي
أصوغُ مَرايا من حروفٍ تداولت .. فحزّت بصدري حسرةُ المتململِ
كتبتُ لربّ الشعر أدهى قصيدةٍ .. فأيّدها بالروحِ من وحيهِ العلي
بلاميّةٍ وركاءَ صافٍ جزيلُها .. لمأساةِ جيلٍ في السجونِ مخلّلِ
فهذا ركامٌ في الكلامِ نظمتهُ .. ببحرٍ طويلٍ في هديلٍ مهدّلِ
تلاوينُهُ تحوي أضابيرَ أمّةٍ .. وقاموسَ جيلٍ لم يكُنَّ فينكُلِ
ولم أقتصد بالمفردات فإنها .. أحاجي نفاياتٍ بقطعٍ موصّلِ
تعنُّ ببالي مفرداتٌ أنيقةٌ .. فلم يبتدرها شنبلٌ وابنُ شنبلِ
نزيفُ خيالٍ قد حوتهُ قصيدةٌ .. وجوديّةُ الأعطافِ تسري بمَشعلِ
عصاميّةٌ لاميّةٌ خابَ عصرُها .. فخابت ولاجت في قريضٍ خزَعبلِ
ولا يخطرُ الشعرُ الرقيقُ بخاطري ..ولا ينبغي لي وسطَ عصرٍ مُطبِّلِ
بُليتُ بحمقى يجهلونَ مقاصدي .. حبائلُهم كالعقربِ المتحنبلِ
يقيني مع التاريخ قد كان عاطلا..وما الحاضرُ المهزومُ فينا بأفضل
تداعى علينا الظالمونَ كقصعةٍ .. ونحن غثاءٌ بين حشدٍ ودعشلِ
أباحت دمَ الأحرار فتوى حكيمهم ..سلامٌ على ذاكَ الزعيم المبجّلِ
فلا تعذلوني بارك الله فيكمُ .. فإنّ نسيمي مثلُ شايٍ مهيّلِ
تجاوزتُ ستّيناً وسرُّ سلامتي.. بأن عشتُ كالكُمْبارسِ وسْطَ المسلسلِ
وأهربُ للحيطانِ أمشي بظلِّها .. وقد خانت الحيطانُ شهقةَ مبسلِ
إذا الدارُ والمنفى علينا تآمروا .. فأينَ مصيرُ الهاربِ المتسلّلِ
لندمانِ بغدادَ السلامُ ورحمةٌ .. فما كنتُ يوماً عن هواكم بأميلِ
كرامتنا أملت علينا ضياعَنا .. فهل من حياةٍ تجتلينا فنجتلي
بقبرٍ جماعيٍّ كئيبٍ وموحشٍ .. ولدنا فلم نركبْ ولم نترجّلِ
ظمئنا إلى الماضي وصمنا بحاضرٍ..ومن يلتفتْ يخسرْ ويهرمْ ويفشلِ
أفاضَ علينا الإنجليزُ حضارةً .. عمامةَ شيخٍ معْ سدارةِ فيصلِ
وإنّا ابتهلنا(ما تَرَىٰ مِن تَفَاوُتٍ) ..ولم يبقَ في الأوشالِ وشلٌ فننهلِ
وجلنا ببلدانِ الأعاريبِ جولةً .. وجعنا بها جوعاً ولم نتطفّلِ
وجدنا ببلدان اللجوءِ كرامةً .. فأنعم وأكرم باللجوءِ وحيهلِ
فلمّا تغرّبنا تثاءبَ ماركسٌ .. بحائطِ برلين المكينِ المخلخلِ
هو الأصلُ في الدنيا الجنونُ فلا ترُعْ .. فقد غلبَ الدولارُ سطوةَ روبلِ
وعدنا وعادوا خائبين تجرُّنا..هزائمُنا نحو البلاءِ المجلجلِ
ولا مرقدٌ نبكي عليهِ ولم نكن .. لنؤمنَ بالغيبِ المريحِ المؤلّلِ
وطارت أغانينا بألحانِ كوكبٍ .. وحطّت على بلدانِ ثلجٍ متلتلِ
ونسألُ ما الجدوى يجيبُ مناضلٌ .. بصوتِ مذيعٍ في أداةٍ مسجّلِ
كأنْ لم نكن نسعى لأفضلِ غايةٍ .. ولم نسدِ معروفاً ولم نتجمّلِ
مقدّمةٌ تاهت بغير وسيلةٍ .... فسحقاً على إنشائها المتهلهلِ
إذا الفردُ جنَّ اليومَ سهلٌ علاجُهُ.. ولكن إذا جنَّ الجماعةُ نبتلي
ترى اللطمَ والتطبيرَ وجهًا لأمّةٍ..وفي وجهها الثاني دواعشُ تنجلي
ودقّت هنا بغدادُ والموتُ سائحٌ .. على ساحة التحريرِ صولةَ هيضلِ
رياحُ المنايا خلفَنا وأمامَنا .. وغنّى الردى في الطائفيةِ يردلي
طغى الحقدُ للأذقانِ بين شعوبنا.. معاوية الأفعالِ والقولُ من علي
أنا العبدُ والمأمورُ أختلسُ الضحى..أنا الصقرُ محمولاً على صوتِ بلبلِ
لقد كنتُ مسحوراً وذهني مشتّتاً .. وأنظرُ للأكوانِ نظرةَ أحولِ
تأنسنتِ الأشياءُ حولي وخامرت .. خيالي صفاتُ الله دون تخيّلِ
أنا الواحدُ الموجودُ في النور والمدى..وكلُّ وجودٍ في الضلالِ مظلّلِ
أنا أصغرُ الذرّاتِ بغدادُ موطني .. فهل من شفاءٍ للعليل المؤبّلِ
فيا أهلَ بغذادَ السلامُ عليكمُ ..فلا تحسبوني عن هواكم بمنسلِ
أتنسى دروبُ الكاظميةِ يافعاً .. سلاماً لذاكَ البائع المتجوّلِ
ويحفظُ شعرَ الحبّ دون غضاضةٍ .. وكان فتيّاً بالشقاوة ممتلي
وكم حسرةٍ في الاعظمية هاجها.. رئامُ الحريري من سكارى وثُمّلِ
أسيرُ وفي صدري ضراوةُ عاشقٍ .. تحنُّ لذيّاكَ الغزال المكحّلِ
وفي الشعلةِ السمحاءِ مكتبةٌ غدت .. مراحا لأهل الفكر والمتعلّلِ
وأحسبُ نفسي فيلسوفاً مسلّحاً .. ولكنني يا صاحِ حسرةُ ممحلِ
تنزّرتُ من أصلي وديني ومذهبي .. فصرتُ نِزاراً بين هزلٍ ومهزلِ
فلا خير في علمٍ حوتهُ عقيدةٌ .. ولا في نضالٍ بالشعارمعقّلِ
فلا تعذلوني كلُّ نفسٍ رهينةٌ .. بجلّادها ما بينَ سوطٍ وكيبلِ
وناحت بناتُ الله حولَ سجونهم .. ولكنّ ربَّ الكونِ لم يتدخّلِ
من المزّةِ انساقوا إلى سجنِ تدمرٍ .. إلى أبوينا في غُرَيبٍ وزعبلِ
لقد كذبَ الشابيُّ فالقيدُ في يدي .. مكينٌ وهذا الليلُ ليس بمنجلِ
وكيفَ تجيبُ اليومَ ساءلني الردى.. أفي عقلكَ المشغولِ أم قلبِكَ الخلي
أنا الرجلُ السطحيُّ لم أدرِ ما جرى .. فما أنا بالمولى ولا أنا بالولي
أنا العربيُّ الحاملُ الهمَّ لم أكنْ .. لأقوى على غيرِ الصراخِ المعوّلِ
هزائمُنا كبرى ونحنُ قماءةٌ .. ومن يعرف الأسرارَ يحجمْ ويخجلِ
ويومَ الرحيل استغرقتني غمامةٌ .. سكتُّ ولكن صاحَ صائحُها قُلِ
فقلتُ ولم أبخلْ فجاءت قصيدةٌ.. تهزُّ بجذع الأمّة المتنحثلِ
وحدّثتُها لاميّةً طالَ جِيدُها .. بقافيةٍ عصماءَ تمشي برهدلِ
تركتُ خيالي مطلقاً في لجامها .. فسارت مع الألفاظ دون تدخّلِ
فمن يشتري منّي خيالاً مجنحاً.. مقابلَ عقلٍ ذي جلالٍ مجمّلِ
على مئتي بيتٍ تمرُّ قصيدتي .. سحابةَ صيفٍ فوق ليلٍ معبّلِ
وأعطت وأكدت وهي تبغي مشرّحاً.. لئن يجترحْها ينجرحْ ثم يُدمَلِ
لقد بلغت حدّا يضرُّ بهاءها .. ولم يبقَ في اللاماتِ غيرُ الموشّلِ
عقلتُ معانيها بنظمٍ منمّقٍ .. ولفظٍ جزيلٍ في المسامعِ أجزلِ
وجئتُ بالفاظٍ عوانٍ فصيحةٍ .. تزاحمت الأضدادُ بعدَ تعظّلِ
لقد سقتُها نحو النهى جدَليّةً .. لأرثي بها جيلاً قبيلَ الترحّلِ
لقد خابَ من صلّى ومن صامَ بعدهُ ..لشعبٍ بعار الفاسدين مُجلَّل
فمرّت علينا جائحاتٌ رهيبةٌ .. ولم يكُ هذا الويل يوماً بأطولِ
وسارت جموعٌ من جنوبٍ لشمألِ ..فهل نستحقُّ اليومَ دمعةَ ميركلِ



#نزار_ماضي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وداعا خلدون جاويد
- في رحاب وليد جمعة
- الشعر تفسدهُ المشاعرْ
- أحمد الصافي النجفي
- هذيان
- مظفر النواب وداعا
- إنسان
- حنين
- في رحاب الجواهري
- لاميةُ الأهلِ والمنفى
- تحيات إلى جورج قرداحي
- وداعا صباح فخري
- ذكرى وليد جمعة
- قصائد قصيرة 1
- خمس مرثيّات
- قصائد قصيرة جدا 11
- قصائد قصيرة جدا 10
- قصائد قصيرة جدا 9
- قصائد قصيرة جدا 8
- قصائد قصيرة جدا 7


المزيد.....




- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نزار ماضي - اللاميّة