|
في رحاب وليد جمعة
نزار ماضي
الحوار المتمدن-العدد: 7381 - 2022 / 9 / 24 - 12:01
المحور:
الادب والفن
لقد هجر الكرخينِ والأهلَ والصحبا.. فما خَطبُهُ إن كان يستسهلُ الخطبا فقدنا ببلدان اللجوءِ نبيَّنا .. وشاعرَنا المنطيق والساخرَ العذبا ولكنّهُ مازالَ يجلسُ بيننا .. وما زالَ حيّاً يشتمُ الوقتَ والحزبا ويسخرُ من شعر الشباب ونثرهم .. يرى شعرهم نثراً ونثرَهمُ الأغبى ويسهرُ في الحانات والخمرُ سائغٌ .. وفي الرئتين التبغُ شقَّ لهُ ثقبا هو الحانُ والندمانُ والليلُ ليلُهُ .. وموجُ القوافي للسراةِ غدت دربا وكانت له بغدادُ منفى وموطناً .. وكأساً دِهاقاً صارت الربَّ والقلبا يعاقرُها حتى الثمالةِ قلبُهُ.. ففاضت على الندمانِ أسرارُهُ التعبى لقد كان يخفي في الكلامِ ثيابَهُ .. ويظهرُ يوم الروعِ مِقولَهُ الذربا وفي الكرخِ ما زاغَ الفؤادُ وما غوى ..وحطَّ على الجوديِّ مصطحبا ذئبا هواهُ وجوديٌّ سليطٌ لسانهُ .... وفي المنتدى كانت خسارتُهُ كسبا وجادلَ بالحسنى رفاقاً أغاضهم .. فصار وجيهاً عندما فارق الركبا أرادَ وليدٌ أن يكون فلم يجد .. مكاناً فلا صوباً يرومُ ولا حدبا وبغدادهُ اشتاقت إليهِ وشاقها .. وشنَّ عليهِ الأعدقاءُ بها حربا تجرّدَ من أفكارهِ وانتمائهِ .. وغنّى بعيداً شاتماً ذلك السِربا وضجّت مقاهي الشام تروي نكاتهُ .. ومن قبلها بيروتُ إمتلأت صَخبا وناطحَ أحزابَ العراقِ جميعَها .. وخارت بأرض الرومِ عنزتُهُ الجربى وهمَّ بتدمير العوالمِ كلّها .. ليبني حياةً دون فوضى ولا عتبى له البحرُ والصحراءُ والوقتُ ملكُهُ .. فأهلا بما يرضى وأهلاً بما يأبى سلامٌ عليهِ يومَ شابَ ولم يشب .. فما كان مختالاً ولا حاملاً كربا ومدّت إليهِ المفرداتُ حبالّها ... وما كان ذا ذهنٍ مُعادٍ فيستغبى رمى لفظةً عذراءَ في حضنِ عاهرٍ .. فأنتجتِ الأنواءَ والموجَ والشهبا على يدهِ البيضاءِ وشمُ عروبةٍ .. وإن كان في التلميح يحتقرُ العُربا ويفخرُ بالستين والجيلُ جيلُهُ .. وقد كان جيفارا الذي صبَّهُ صبّا على موجةٍ حمراءَ صافٍ شعارُها ..فذلك إعصارُ الشباب الذي هبّا يجمّعُ أعراسَ الضياءِ بليلهِ .. ويصرفُها والليلُ مازالَ مستبّا أقولُ له عدْ يا وليدُ فإننا .. فقدنا النهى والدار والمجلسَ الخصبا رأيتكَ في بغداد تحتقرُ الورى ... وقد كنتَ في بيروت إيقونةً غضبى وفي الدنمارك استراحت رفاتُهُ .. وإن جارت الأيّامُ لم يقترف ذنبا وفوقَ أثيرٍ من دمقسٍ وفضّةٍ .. ثوى فخسرنا فيهِ ذاكرةً رحبى وما نامت الحسناءُ فوق ذراعهِ.. وفي الحلمِ كان العاشقَ الهائمَ الصبّا قد افترعَ الصهباءَ وهي عفيفةٌ .. وعادَ لها ليلاً فهامَ بها حبّا وهمّت بهِ ثمّ استهامَ وما رأى .. لبرهانهِ عندَ اللقاءِ لهُ ربّا وأدمنها والسائحاتُ كثيرةٌ .. فأوردها كعباً وأشبعها ضربا وديوانهُ قد خُطَّ في ذهنِ جيلهِ .. وراحَ وليدٌ لا وليداً ولا نشبا لقد ظلَّ شرقيّاً معنّى فؤادُهُ .. ولم يغترب يوما وإن سكنَ الغربا ومرّت عليه الموبقاتُ سخيّةً .. فما إتّقى لكنّه فازَ بالعُقبى وبعدَ نضالٍ كلُّ شيئٍ يزيدُهُ .. وقاراً وصارَ الاصدقاءُ له جُبّا عليكم سلامٌ يا وليد بن جمعةٍ .. فبعدَكَ صار المنتدى غيهباً غبّا
#نزار_ماضي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الشعر تفسدهُ المشاعرْ
-
أحمد الصافي النجفي
-
هذيان
-
مظفر النواب وداعا
-
إنسان
-
حنين
-
في رحاب الجواهري
-
لاميةُ الأهلِ والمنفى
-
تحيات إلى جورج قرداحي
-
وداعا صباح فخري
-
ذكرى وليد جمعة
-
قصائد قصيرة 1
-
خمس مرثيّات
-
قصائد قصيرة جدا 11
-
قصائد قصيرة جدا 10
-
قصائد قصيرة جدا 9
-
قصائد قصيرة جدا 8
-
قصائد قصيرة جدا 7
-
أستاذة الجيل
-
مونا ليزا منشد ( أنسام )
المزيد.....
-
RT العربية توقع مذكرة تعاون مع جامعة الجزائر
-
-اليونسكو- تدرج -فن تذهيب النصوص- على قائمة التراث العالمي
-
“عثمان يتحدى السيد يعقوب” موعد عرض مسلسل المؤسس عثمان الحلقة
...
-
مصر.. فنان مشهور يفاجئ الجمهور بزواجه من فنانة معتزلة
-
رابط موقع إيجي بست الأصلي وتابع أجدد الأفلام والمسلسلات مجان
...
-
الرميحي محاضرًا في أزمة الفكر العربي الحديث
-
إدراج الأوبرا الإيطالية على قائمة التراث الثقافي لليونسكو
-
-القاتل-.. فيلم عن محترف قتل بإيقاع تمارين اليوغا
-
ساقطون
-
أحلك ساعة عرفتها البشرية.. لاكروا: اللغة لم تعد تسع التعبير
...
المزيد.....
-
الهجرة إلى الجحيم. رواية
/ محمود شاهين
-
سعيد وزبيدة . رواية
/ محمود شاهين
-
عد إلينا، لترى ما نحن عليه، يا عريس الشهداء...
/ محمد الحنفي
-
ستظل النجوم تهمس في قلبي إلى الأبد
/ الحسين سليم حسن
-
الدكتور ياسر جابر الجمَّال ضمن مؤلف نقدي عن الكتاب الكبير ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال وآخرون
-
رواية للفتيان ايتانا الصعود إلى سماء آنو
...
/ طلال حسن عبد الرحمن
-
زمن التعب المزمن
/ ياسين الغماري
-
الساعاتي "صانع الزمن"
/ ياسين الغماري
-
الكاتب الروائى والمسرحى السيد حافظ في عيون كتاب ونقاد وأدباء
...
/ السيد حافظ
-
مسرحية - زوجة الاب -
/ رياض ممدوح جمال
المزيد.....
|