سيد صديق
الحوار المتمدن-العدد: 7461 - 2022 / 12 / 13 - 00:36
المحور:
الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
رحل عن عالمنا أمس الأحد المناضل الاشتراكي الثوري بريطاني الأصل جون مولينو، عن عمر يناهز 74 عامًا. تعازينا لعائلته وأصدقائه ورفاقه ولكل من تعرفوا إليه في ميادين النضال التي قادها وشارك فيها.
لا تكفي هذه الكلمات للحديث عن تاريخه الحافل بالنضال الدؤوب ضد كل ظلم واضطهاد، ليس فقط في بريطانيا ثم في أيرلندا التي انتقل إليها بعد تقاعده، بل في أصقاع العالم كافة.
كان جون مولينو (1948-2022) مناضلًا وكاتبًا اشتراكيًا ثوريًا بريطاني الأصل. عمل محاضرًا في كلية الفنون والتصميم في بورتسموث، وكان عضوًا قياديًا بارزًا في حزب العمال الاشتراكي البريطاني قبل تقاعده في أيرلندا، ليناضل في صفوف حزب العمال الاشتراكي الأيرلندي، ويحرر مجلة “النشرة الماركسية الأيرلندية”.
انخرط مولينو في العمل السياسي منذ العام 1968، ومنذ ذلك الحين لم يتوقف عن النضال يومًا طيلة أكثر من 50 عامًا في صفوف الطبقة العاملة البريطانية والأيرلندية. كان من أبرز من دافعوا عن الماركسية وعملوا على بلورة رؤى نظرية متماسكة أعادت إلى الماركسية ثوريتها وحيويتها. كتب في الفن والثورة والفلسفة وقضايا البيئة والطبقة العاملة، وغير ذلك الكثير، وكرس حياته للعمل من أجل الثورة وتحرر البشرية من كل ظلم واستغلال واضطهاد.
في كتاباته الرائعة التي لا حصر لها، قدم مولينو النظرية الماركسية بشكل مبسط، وشديد العمق أيضًا، للمناضلين والشباب، وعُرِف بتواضعه الشديد مع رفاقه وزملائه وكل من ناضل معهم طوال حياته الحافلة.
غير أن حياته لم تكن معزولةً في العمل النظري، الذي خاض فيه بدأب وإصرار طوال عقود، فلم يكف طيلة حياته عن النضال العملي على الأرض. شارك في المظاهرات ضد العنصرية، وفي حملات دعم إضرابات العمال الذين كتب عنهم وألقى المحاضرات إليهم وساهم في تثقيف أعداد كبيرة منهم على مدار أجيال. شارك وساهم في الحركات ضد الحرب، وفي التضامن مع نضالات المنطقة العربية وثوراتها، وفي دعم القضية الفلسطينية. وخلال الفترة التي عمل فيها محاضرًا في بورتسموث، شارك في المظاهرات المناهضة للحرب على العراق في 2003. واعتُقِل في يناير 2009 في مسيرة شارك في تنظيمها ضد العدوان الصهيوني على غزة.
تأثرت بأعماله أجيال كاملة من الثوريين والاشتراكيين في أرجاء العالم. ولقد قدم لنا مثالًا مبهرًا للمناضل والمثقف الثوري الذي لم تعرف الهزائم والتراجعات طريقًا إلى إحباطه، متسلحًا بأفكار أقوى من أن تُهزَم. لم يكف عن النضال، سواء على صعيد الأفكار النظرية أو في الحقل العملي على الأرض، في مراحل المد وتصاعد النضال، وأيضًا في مراحل الجزر والركود وحتى الموات، تمهيدًا لمعارك المستقبل.. عزاؤنا أن ذكراه وأعماله ونضاله سيظلوا ملهمين تسترشد بهم أجيال من بعده لتواصل طريقه وتستكمل نضاله.
#سيد_صديق (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
إضافة إلى المفضلة
للاتصال بالكاتب-ة
