أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - نهاد ابو غوش - مؤتمر مناهضة الأبارتهايد















المزيد.....

مؤتمر مناهضة الأبارتهايد


نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)


الحوار المتمدن-العدد: 7459 - 2022 / 12 / 11 - 11:46
المحور: دراسات وابحاث قانونية
    


نهاد أبو غوش
ينعقد اليوم الأحد في رام الله المؤتمر الوطني الأول لمناهضة الفصل العنصري (الأبارتهايد) بتنظيم من دائرة استحدثت مؤخرا في منظمة التحرير الفلسطينية وتحمل الاسم عينه، وبالتعاون مع هيئات وطنية رسمية وأهلية متخصصة، وبمشاركة نخبة من القيادات السياسية والشخصيات الناشطة في العمل العام والحقوقيين والأكاديميين المحليين والدوليين.
ولا شك أن المؤتمر يكتسب أهميته من حقيقتين دامغتين ماثلتين بقوة: الأولى هي ما وصل إليه نظام الفصل العنصري الصهيوني في فلسطين على الأرض من تجسيد فعلي ومأسسة تطال كل جوانب الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتشريعات والنظم فضلا عن الممارسات التي تحكم علاقة المحتلين الإسرائيليين بالفلسطينيين الخاضعين للاحتلال، وحتى للفلسطينيين المقتلعين من وطنهم. والحقيقة الثانية هي ما أفرزته الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة وما تحمله حكومة بن جفير- سموتريتش- نتنياهو من نُذُر التصعيد ومواصلة مخطط تصفية القضية والحقوق الوطنية الفلسطينية، وفرض الحل النهائي القائم على الضم والتوسع وتهويد القدس بقوة الحديد والنار والمجازر اليومية المرتكبة، ثم إذعان الفلسطينيين وقبولهم بخيار الابارتهايد الذي يسلبهم جميع حقوقهم الوطنية ويحشرهم في اماكن سكناهم الحالية، وأقصى ما يمنح لهم من حقوق هو حق البقاء تحت طائلة التهديد بالطرد والترحيل.
ليس ثمة مَن هو أدرى ولا أصدق مِن الفلسطينيين الذين خبروا عنصرية دولة الاحتلال وفظاعة جرائمها التي شملت تشريدهم من بلادهم وقتّلت أبناءهم وبناتهم وحوّلت حياة من بقوا في أرضهم أو من اقتلعوا منها إلى عناء وشقاء ومكابدة دائمة. لكن العالم لا يصدق روايتنا وحدنا، أو ربما يتغافل ويحاول التهرب من تصديقها حتى لا يضعه ذلك أمام مسؤولياته. لا بل إن هذا العالم المنافق وعلى امتداد عقود النكبة وحتى الآن ما يزال يمتدح إسرائيل، ويدعمها سياسا وعسكريا واقتصاديا، ويفتح الأبواب أمامها للتمتع بالمعاملة التفضيلية بين الدول في مجالات التجارة والسياحة والتأشيرات، ويشيد بديمقراطيتها ويتغزل بأكذوبة واحة الديمقراطية الوحيدة في "غابة" الشرق الأوسط ( من سخريات القدر أن بن جفير صار يتغزل بهذه الواحة المزعومة ويرى أنها غطاء كاف لتمرير ما يريد).
لكن تجاهل الحقائق لم يعد ممكنا أمام جهود كثير من الحقوقيين الوطنيين والدوليين وحتى بعض المنظمات الحقوقية الإسرائيلية، ويقظة كثير من الضمائر التي باتت ترى في إسرائيل خطرا على مستقبل البشرية وليس على الفلسطينيين فقط، تماما مثلما كان عليه نظام الأبارتهايد العنصري البائد في جنوب افريقيا، وهؤلاء القلقون من خطر نظام الفصل والتمييز العنصري على البشرية يعرفون تمام المعرفة طبيعة العلاقات المشبوهة والتعاون العسكري بين نظامي بريتوريا وتل ابيب والتي وصلت إلى حد إجراء تجارب نووية مشتركة، كما يدركون التعاون الوثيق بين دولة الاحتلال ومختلف الطغم العسكرية وأنظمة الفساد والاستبداد على امتداد العالم، والدور الوظيفي الموكول لدولة إسرائيل في تنفيذ العمليات "القذرة" والمريبة وغير القانونية التي تحيلها لها الإدارة الأميركية التي تخشى أحيانا من القيود التي يفرضها القانون الأميركي على بعض العمليات.
لكل ما سبق باتت عديد المنظمات الحقوقية في العالم وبحكم ما تراكم لديها من أدلة وبيّنات، وبفضل النضال الشجاع لآلاف المناضلين والمؤسسات الحقوقية الفلسطينية، على قناعة راسخة بأن دولة إسرائيل ماضية في تكريس وتثبيت نظام التمييز والفصل العنصري (الأبارتهايد) كصيغة دائمة للعلاقة مع الفلسطينيين وليس كتدابير مؤقتة فرضتها ظروف الحرب والصراع والاعتبارات الأمنية، وهكذا توالت تقارير منظمة العفو الدولية (أمنستي انترناشيونال) ومنظمة هيومان رايتس ووتش ومركزها في الولايات المتحدة، ومنظمة بيتسيليم الإسرائيلية، ومجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، وقبل هذه وتلك منظمات حقوق الإنسان الفلسطينية بما فيها تلك العاملة في المناطق المحتلة عام 1948، وكلها خلصت إلى أن إسرائيل رسخت بشكل منهجي وثابت ومقصود نظاما للفصل العنصري تهيمن فيه فئة من الناس (اليهود) على فئة أخرى في كل مجالات الحياة. هذا النظام الذي يعتبر جريمة حرب في حد ذاته ينطبق على الفلسطينيين اينما كانوا سواء في الأراضي المحتلة عام 1967 اي في الضفة بما فيها القدس الشرقية وقطاع غزة، أو المناطق المحتلة عام 1948، وكذلك على الفلسطينيين في الشتات المحرومين من العودة إلى وطنهم والتمتع بجنسية بلدهم.
لم يعد الحديث عن الابارتهايد والتمييز العنصري مجرد تهمة أو شتيمة يكيلها احدهم في خطاب حماسي أو بيان إنشائي، بل هي نتيجة يخلص إليها من يطبق أدوات القياس المعيارية المعتمدة دوليا على ممارسات إسرائيل، بفحص قوانينها الأساسية (الدستورية) وقوانينها العادية وتشريعاتها، وتتبع سياساتها وإجراءاتها، ومراقبة إعلامها وخطابات مسؤوليها، والدعايات الانتخابية وبرامج أحزابها، ومعرفة كيفية صرف موازناتها وتخصيص مواردها، ودراسة كيفية معاملتها لغير اليهود سواء ممن فرضت عليهم الجنسية الإسرائيلية، أو من وقعوا تحت الاحتلال.
سبق للجمعية العامة للأمم المتحدة أن اتخذت قرارا في العام 1975 حمل الرقم 3397 واعتبرت فيه الصهيونية شكلا من أشكال العنصرية، لكن اختلال موازين القوى بعد ذلك بسبب انهيار الاتحاد السوفييتي وحرب الخليج ثم بدء مسيرة مدريد وما رافقها من أوهام دفعت الأمم المتحدة إلى إلغاء قرارها والتراجع عنه. وكان من الممكن في وقت مبكر الاستنتاج ان الصهيونية هي حركة عنصرية استنادا إلى مضمونها الأيديولوجي القائم على فرادة وتميز "الشعب" اليهودي عن باقي شعوب الأرض، ثم من الممارسات والمجازر الوحشية التي رافقت إنشاء دولة إسرائيل وخلال الحروب والاعتداءات اللاحقة، ولكن استمرار صمت العالم وتغاضيه عن جرائم الاحتلال شجع المحتلين على الإمعان في السياسات العنصرية والعدوانية وصولا إلى التجسيد الرسمي لدولة الأبارتهايد.
من الجيد الإشارة إلى أن المؤتمر المنعقد اليوم هو "الأول"، بمعنى أنه ليس مهرجانا خطابيا عابرا، بل محطة انطلاق سوف تسفر عن نتائج وتوصيات، وهذه بدورها ينبغي أن تتحول إلى خطط عمل تعكس نفسها على أداء السلطة والمؤسسات القيادية وعلى النضال اليومي وبرامج مختلف القوى السياسية الفلسطينية، لا أن تتحول النتائج إلى ملف يضاف للملفات المكدسة عن مؤتمرات سابقة بشأن الاستيطان والقدس واللاجئين والمقاطعة والأسرى والجاليات وغيرها من الملفات.



#نهاد_ابو_غوش (هاشتاغ)       Nihad_Abughosh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التحولات الاسرائيلية واثرها على الفلسطينيين
- عدّاد الدم: المجازر كأدوات لتنفيذ السياسة
- ذاهبون إلى مزيد من التصعيد
- الخيار الإجباري أمام الفلسطينيين
- بين إعلان الاستقلال وتجسيده الفعلي
- عن مشكلات الترجمة من العبرية (2 من 2)
- عن مشكلات الترجمة من العبرية (1 من 2)
- الفرص والتهديدات بعد صعود الفاشية الصهيونية
- صعود الفاشية الصهيونية يكشف اسرائيل على حقيقتها
- يمين فاشي يستند إلى عصابات الشوارع
- حوارات الفصائل وجديد يعتمل في قلب التحركات الوطنية
- عن النقابات وديمقراطيتها وهويتها الوطنية
- الحرب التي يستحيل انتصار إسرائيل فيها
- جيش الاحتلال والسجالات الدينية السياسية
- السلطة بين ما تريده إسرائيل وما يريده شعبها
- حرية الأسرى جزء لا يتجزأ من حرية الشعب
- الاستثمار الإسرائيلي في تطوير أدوات القتل
- احتمالات وشروط انتفاضة جديدة شاملة
- عن دموع سُلاف وانتظار أزهار
- تمسُّك إسرائيل باحتكار دور الضحية


المزيد.....




- الرئيسان التركي والألماني يبحثان بأنقرة وقف الحرب على غزة وت ...
- الأمم المتحدة تطالب بتحقيق مستقل حول المقابر الجماعية في مس ...
- مخيمات واحتجاجات واعتقالات.. ماذا يحدث بالجامعات الأميركية؟ ...
- ألمانيا تعتزم استئناف التعاون مع الأونروا
- -طيور الخير- الإماراتية تُنفذ الإسقاط الـ36 لإغاثة سكان غزة ...
- إيران.. حكم بإعدام مغن أيد احتاجات -مهسا أميني-
- نداء من -الأونروا- لجمع 1.2 مليار دولار لغزة والضفة الغربية ...
- متوسط 200 شاحنة يوميا.. الأونروا: تحسن في إيصال المساعدات لغ ...
- -القسام- تنشر فيديو لأسير إسرائيلي يندد بفشل نتنياهو بإستعاد ...
- إيطاليا.. الكشف عن تعرض قاصرين عرب للتعذيب في أحد السجون بمي ...


المزيد.....

- التنمر: من المهم التوقف عن التنمر مبكرًا حتى لا يعاني كل من ... / هيثم الفقى
- محاضرات في الترجمة القانونية / محمد عبد الكريم يوسف
- قراءة في آليات إعادة الإدماج الاجتماعي للمحبوسين وفق الأنظمة ... / سعيد زيوش
- قراءة في كتاب -الروبوتات: نظرة صارمة في ضوء العلوم القانونية ... / محمد أوبالاك
- الغول الاقتصادي المسمى -GAFA- أو الشركات العاملة على دعامات ... / محمد أوبالاك
- أثر الإتجاهات الفكرية في الحقوق السياسية و أصول نظام الحكم ف ... / نجم الدين فارس
- قرار محكمة الانفال - وثيقة قانونيه و تاريخيه و سياسيه / القاضي محمد عريبي والمحامي بهزاد علي ادم
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / اكرم زاده الكوردي
- المعين القضائي في قضاء الأحداث العراقي / أكرم زاده الكوردي
- حكام الكفالة الجزائية دراسة مقارنة بين قانون الأصول المحاكما ... / اكرم زاده الكوردي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث قانونية - نهاد ابو غوش - مؤتمر مناهضة الأبارتهايد