أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - نهاد ابو غوش - عن مشكلات الترجمة من العبرية (1 من 2)














المزيد.....

عن مشكلات الترجمة من العبرية (1 من 2)


نهاد ابو غوش
(Nihad Abughosh)


الحوار المتمدن-العدد: 7437 - 2022 / 11 / 19 - 12:30
المحور: دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات
    


لطالما كانت قضية الترجمة عن المواقع العبرية وإليها قضية إشكالية على الساحتين الفلسطينية والعربية، لما تثيره هذه القضية من شبهة "التطبيع"، وهو الأمر الذي اثار جدالا صاخبا في شهر تشرين الثاني / نوفمر 2022 بعد الكشف عن قيام دار نشر إسرائيلية بترجمة رواية وزير الثقافة الفلسطيني، الروائي عاطف ابو سيف "مشاة لا يعبرون" ، في إدانة فعل الترجمة باعتباره تطبيعا اشار المنتقدون إلى المقابل المادي الذي يتقاضاه صاحب العمل المترجم من دار النشر علما بأن الوزير أبو سيف نفى موافقته على ترجمة روايته. وفي المقابل ذكّر المدافعون عن فعل الترجمة بان أعمال أبرز رموز الثقافة الفلسطينية وبخاصة محمود درويش وسميح القاسم وغسان كنفاني ترجمت إلى العبرية، كما أن الشهيد غسان كنفاني كان من أوائل من عرفوا الجمهور العربي عموما على ما يسمى الأدب الصهيوني في ستينات القرن الماضي (1).
في التراث العربي الإسلامي بما فيه الموروث الشعبي ثمة كثير من المقولات التي تحض على تعلم لغة العدو، مقولات مثل " اعرف عدوك" و"من تعلم لغة قوم أمن مكرهم"، حتى أن البعض ينسب القول الأخير للنبي محمد من دون سند قوي، أما في مضمار السياسة والنضال الوطني الفلسطيني فالمسألة محسومة : حين تحارب عدوا عليك أن تعرفه جيدا، وأن تعرف تفاصيل حياته وتناقضاته ونقاط ضعفه وقوته، وليس سرا أن المشروع الاستعماري الصهيوني سبقته إرساليات وبعثات "علمية" لدراسة المجتمع العربي الفلسطيني وخصائصه، تماما مثلما فعل الاستعمار الأوروبي تجاه البلدان التي استعمرها، وما زال مثل هذا التنوع من الدراسات متطلبا إلزاميا لكل دارسي الأمن وعلوم الاستخبارات.
من البديهي أن الموقف من قضية الترجمة يرتبط بموقف المثقف/ المترجم وموقعه من قضية الصراع بشكل عام، فلا يخطر في بال أحد من النقاد أن الشهيد غسان كنفاني مثلا تابع الأدب العبري أو نقل بعض مضامينه انطلاقا من الإعجاب بهذا الأدب، أو رغبة منه في التعايش مع الاحتلال والمشروع الصهيوني واعتباره أمرا طبيعيا، ولا شك أن النقاش يزداد حدة واحتداما مع ما تمر به القضية الفلسطينية ومسيرة التسوية في اعقاب مؤتمر مدريد واتفاق اوسلو وبروز اتجاهات سياسية وثقافية لقبول الإسرائيلي والتعايش معه، وخصوصا أن من الأهداف المعلنة لعملية التسوية ومموليها هو تحقيق السلام والتعايش بين "الشعوب" وفي سائر الميادين ومن بينها على وجه الخصوص الحياة الثقافية والفنية، وهي نشاطات تتخذ أسماء وصفات متنوعة من بينها كسر الجليد ومبادرات شعب لشعب وبذور السلام وغيرها، ولكنها في الجوهر تتفق على قبول الإسرائيلي كما هو، أي في ظل استمرار الاحتلال .
يستند الموقف من قضية الترجمة وممارستها إلى وجهات نظر متباينة إذن تتراوح بين الرفض المطلق للتعامل مع الإسرائيلي مهما كان موقف هذا الإسرائيلي والتعامل مع جميع الإسرائيليين اليهود باعتبارهم كلا واحدا ولا فروق بينهم وانما هم يتبادلون الأدوار ويوزعونها بينهم لخدمة الأغراض الاستعمارية للحركة الصهيونية، وبين الانبهار بالإسرائيلي والشعور بتفوقه على العربي / الفلسطيني ودونية الأخير تجاهه، ويعبر ذلك عن نفسه من خلال الانبهار بكل منتجات الإسرائيلي من اشكال تنظيم الدولة والمجتمع والحداثة وأشكال الديمقراطية في المجتمع الإسرائيلي مقابل تخلف العربي، ولا شك أن ثمة من يرى الفروق والتمايزات في صفوف الإسرائيليين كما يلاحظ نقاط القوة والضعف في المجتمع الإسرائلي. ينسحب موقف الرفض المطلق لكل ما هو إسرائيلي على كل الفئات والاتجاهات والأفراد الإسرائيليين حتى الصحفيين والمفكرين الذي تظهر أعمالهم معاداتهم للصهيونية والاحتلال، لسان حال هذا المنطق يعبر عن نفسه باعتبار أن اليهودي الجيد هو ذاك الذي يغادر فلسطين ويرفض العيش فيها لأنها وطن الفلسطينيين، امتد هذا المنطق ليشمل المؤسسات العامة حتى تلك التي يشارك فيها فلسطيينيون الداخل مثل انتخابات الكنيست، ويكاد هذا الموقف أن يخلص إلى أن الإسرائيليين لا تنطبق عليهم قوانين البشر والمجتمعات الإنسانية.
ولا شك أن التحدي البرز هو مع من يقر بوجود التباينات ولكن لا يبني عليها نتائج في التعامل المتمايز مع الفئات الإسرائيلية، وصولا إلى من يقر بوجود تمايزات، لكن اقرار بهذه التمايزات لا يكفي لتبني سياسات موحدة تجاهها، فالحدود التي توضع بين الفئات المختلفة ليست قاطعة ، ولعل ذلك هو ما شجع المؤسسة الرسمية الفلسطينية، ممثلة بلجنة التواصل مع المجتمع الاسرائيلي، على التعامل مع مختلف الأطراف الاسرائيلية بحجة إحداث اختراقات للمجتمع الإسرائيلي.



#نهاد_ابو_غوش (هاشتاغ)       Nihad_Abughosh#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الفرص والتهديدات بعد صعود الفاشية الصهيونية
- صعود الفاشية الصهيونية يكشف اسرائيل على حقيقتها
- يمين فاشي يستند إلى عصابات الشوارع
- حوارات الفصائل وجديد يعتمل في قلب التحركات الوطنية
- عن النقابات وديمقراطيتها وهويتها الوطنية
- الحرب التي يستحيل انتصار إسرائيل فيها
- جيش الاحتلال والسجالات الدينية السياسية
- السلطة بين ما تريده إسرائيل وما يريده شعبها
- حرية الأسرى جزء لا يتجزأ من حرية الشعب
- الاستثمار الإسرائيلي في تطوير أدوات القتل
- احتمالات وشروط انتفاضة جديدة شاملة
- عن دموع سُلاف وانتظار أزهار
- تمسُّك إسرائيل باحتكار دور الضحية
- في الأداء الإعلامي خلال المعارك
- عن جولة وحدة الساحات
- استهداف الثقافة اعتداءٌ على المجتمع
- عدوان غادر ومُبيّت
- الأولوية لوقف الانهيار
- اليد الإسرائيلية الخفيفة على الزناد (3 من3)
- اليد الإسرائيلية الخفيفة على الزناد (2 من3)


المزيد.....




- أشار إلى عملية البيجر.. سفير إسرائيلي: هناك -طرق أخرى- للتعا ...
- ‌‏غروسي: أجهزة الطرد المركزي في نطنز ربما تضررت بشدة إن لم ت ...
- OnePlus تعلن عن حاسب ممتاز وسعره منافس
- جيمس ويب يوثق أغرب كوكب خارج نظامنا الشمسي تم رصده على الإطل ...
- الاستحمام بالماء الساخن.. راحة نفسية أم تهديد صحي خفي؟
- وداعا للوهن!.. علاج ثوري قد يكون مفتاح الشباب الدائم للعضلات ...
- الذكاء الاصطناعي -يفكّر- كالبشر دون تدريب!
- وكالة -مهر-: دوي انفجار شمال شرقي العاصمة الإيرانية طهران
- -‌أكسيوس-: اقتراح لعقد اجتماع بين إدارة ترامب وإيران هذا الأ ...
- وزير الدفاع الأمريكي: سياستنا في الشرق الأوسط دفاعية ولا ني ...


المزيد.....

- كتاب تاريخ النوبة الاقتصادي - الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب الواجبات عند الرواقي شيشرون / زهير الخويلدي
- كتاب لمحات من تاريخ مملكة الفونج الاجتماعي / تاج السر عثمان
- كتاب تاريخ سلطنة دارفور الاجتماعي / تاج السر عثمان
- برنارد شو بين الدعاية الإسلامية والحقائق التاريخية / رحيم فرحان صدام
- الانسان في فجر الحضارة / مالك ابوعليا
- مسألة أصل ثقافات العصر الحجري في شمال القسم الأوروبي من الات ... / مالك ابوعليا
- مسرح الطفل وفنتازيا التكوين المعرفي بين الخيال الاسترجاعي وا ... / أبو الحسن سلام
- تاريخ البشرية القديم / مالك ابوعليا
- تراث بحزاني النسخة الاخيرة / ممتاز حسين خلو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - دراسات وابحاث في التاريخ والتراث واللغات - نهاد ابو غوش - عن مشكلات الترجمة من العبرية (1 من 2)