أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صالح مهدي عباس المنديل - مستقبل الحرب و السلام















المزيد.....

مستقبل الحرب و السلام


صالح مهدي عباس المنديل

الحوار المتمدن-العدد: 7455 - 2022 / 12 / 7 - 15:13
المحور: المجتمع المدني
    


الحرب كانت ، ربما ما زالت، جزء من الحياة ، التي يعتبرها بعض المؤرخين هي عبارة عن حروب شبه مستمرة تتخللها فترات وجيزة ماهي الا عبارة عن استعداد للحرب القادمة. فمنذ فجر التاريخ في بلاد الرافدين بدأت النزاعات بين المدن المستقلة على الموارد الطبيعية. امتد ذلك و اصبح اكثر شراسة و اوسع منذ تأسيس اول امبراطورية في التاريخ وهي الآشورية في العصر البرونزي. ثم ادت الحروب الى ظهور دول و امبراطوريات و زوالها حسب قوتها و ايديولوجيتها.
اذا نظرنا الى مبدأ الحرب على المستوى الفردي فأنها كل ما يمجد التاريخ و يرفع من شأن الرجل او هكذا تم تفسيرها الأجتماعي على مدى التاريخ. فهي عنوان الرجولة و المجد الشخصي و الدفاع عن الشرف و العرض و المال و السلطة و مصدر الفخر و الجاه. الى درجة كان يبدو ان الرجل خلق من اجل القتال لذلك كانت العائلة تفضل الأبناء الذكور على الأناث على مدى التاريخ.
مع ذلك تجد ان المفكريين من السياسيين و رجال الدول وضعوا مباديء و افكار تحاول فصل النزاع بالتفاوض و اجتناب النزاع المسلح ان امكن. يقول معاوية اذا كفاني لساني فلن استعمل سوطي و ان كفاني سوطي فلن استعمل سيفي.
و رغم تلك المحاولات تجد الحرب بقيت تصاحب الحياة بصورة متلازمة. هناك انماط مختلفة للحرب من ناحية اسبابها. و اشهر الحروب هي الحروب بين القوى الكبرى حول مصادر الطاقة و الموارد الطبيعية. و النمط الآخر هو النزاعات المحدودة بين دول الجوار، و هناك نمط متميز في التاريخ و هو بروز قوى جديدة على الساحة العالمية تحت قيادة متمكنة تجيد فن الحروب و تغلبت على جميع القوى المنافسة و ادت الى أنتشار و ظهور امبراطوريات جديدة و مثال على ذاك هو الاسكندر المقدوني و الأمبراطورية الأسلامية و المغول و من التاريخ الحديث هو نابوليون، هذه الحروب تمرست على فن القتال و اصبح جنودها من كثرة الممارسة محاربين ممتازين و ممتهنين لفن الحرب من السهل عليهم الأنتصار على دول الجوار المسالمة بسهولة.
اما تاريخ اوربا في العصور الوسطى فما هو الا نزاعات مستمرة على اسلس الدين و السلطة و الأراضي. الى مجيء عصر النهضة حيث نصح ايمانويل كانت الأوربيين بان الحرب لا تحل الخصومات بعد ابرام اتفاقية ويستفاليا و تعريف الدولة الحديثة على انها سلطة مسلحة تحكم الناس في اطار رقعة جغرافية لها حدود. على الرغم من ذلك استمرت النزاعات . نزاعات شغلت اوربا و امريكا و الدولة العثمانية و روسيا لمدة قرون و كانت معظم هذه الحروب من اجل الأرض و توسيع الحدود، حتى توحدت المانيا و كذلك ايطاليا و احتلت امريكا دور مهم مثل الحرب الأهلية ثم الحرب مع المكسيك التي على اثرها استولت امريكا على كاليفورنيا و اريزونا و نيو مكسيكو و يوتاه . توجت هذه الحروب بالحربين العالميتين التد نتجت عن خمسين مليون قتيل و دمار غير مسبوق بسبب تطور السلاح الذي اصبح مميت بشكل غير مسبوق. و من نتائج الحرب الثانية هو تأسيس الأمم المتحدة و مجلس الأمن الدولي الذي اعتبر الحرب شبه محرمة و غير قانونين الا بتفويض مجلس الأمن الدولي. و على الرغم من ذلك حصلت الحروب في كوريا و فيتنام و العراق و ايران و آخرها الأجتياح الأمريكي الغير قانوني للعراق. مما يعكس الطبيعة العدوانية للأنسان و مياه الى العنف احل النزاعات، لكن نلاحظ في الفترات الأخيرة تأثير الزعماء بشكل شخصي على قرار بدء الحرب مثلا بوش و الخميني و صدام و بوتين. ربما فهم البش درسهم من الحروب اذ ظهرت معارضة شديدة من كل انحاء الكرة الأرضية الحروب الحديثة و ربما هناك تيار انساني ممكن ان يتغلب على مجرى السياسة العالمية يقود البشرية الى سلام دائم و يتمكن من حل النزاعات بالتفاوض. استدل على ذلك من ظهور الوعي الجمعي للتأثير المدمر للحروب التي لا تنتج الا الموت و الدمار و التهجير القسري و العداء و استمرار الضغينة ،التي تؤدي الى ظاهرة حرب تلد اخرى لانها لا يمكن ان تلد السلام. الوعي الأنساني الذي نشرته الثورة المعلوماتية سيكون له الدور الحاسم. ربما لابد من محو التيار اليمني الذي يدعو الى الشعوبية و الشوفينية و التطرف و التفرقة العنصرية المبنية على اساس اللون و العرق و الدين و الانتمائات الأخرى ، ربما ستكون هذه الظاهرة هي الفكرة التي يجب مناقشتها و بحثها بصورة مستمرة من اجل احلال السلام البشري الدائم الذي ينتج عن محو الحدود المصطنعة و تشجيع الأنسان ان يبني سعادته على سعادة الآخرين و ليس على انقاض تعاستهم. يبدو ان الأجيال الجديدة متنوره اكثر و العنصرية اقل بكثير مما كانت عليه قبل خمسين عام اذ تهاوت الأوهام التي ولدت الشوفينية و اثبت التاريخ ان الناس خلقوا سواسية و اي تصرف يخل بهذا المبدأ غير اخلاقي و لا يؤدي الا للمزيد من الصراعات. اصبح الأنسان اكثر ازدراء للعنف و كانت هيروشيما درسا بليغا بان خطورة الحرب ممكن ان تنهي مستقبل البشرية على سطح الأرض بسبب الخطر النووي اذا تمكن منه حمقى مثل بوتين و بوش و غيرهم، و اصبح لابد من تشخيص الحمقى اولا و منعهم من الوصول الى هرم السلطة واجب انساني على كل الشعوب. في الستينات اقترب العالم من حرب نووية كانت ممكن ان تبيد البشرية و تجعل الكوكب غير صالح للحياة لولا التفكير المتعقل من الطرفين. اذ انه من المعروف ان عدوك حيا هو اكثر منفعة لك منه ميتاً لان بالأمكان ان تتاجر معه و تتبادل منافع اخرى.
و مع انتهاء الأتحاد السوفياتي قلت احتمالات الحرب النووية ، اكن بروز الصين ادى الى ازدياد المخاوف من نشوب صراع جديد لسيادة العالم يثير القلق.
ظاهرة القادة الذين يحبون تسجيل الأنتصارات و الخلود التاريخي يجب ان تكون من الماضي عن طريق توزيع السلطات في اي بلد. و اي طاغية يحاول اثارة النزاع المسلح للاستيلاء على ما وراء الحدود فانه يعطي المجتمع الدولي حافزا للقضاء عليه و على طموحاته. و كذلك المجتمع الدولي مستقبلا ربما سيعتبر اي نزاع مهما كان حجمه يعتبره امر يهدد السلم العالمي و تجتمع دول العالم على صده و منعه من نشر الدمار. لان اي حرب مثل سوريا لم تقتصر مؤثراتها السلبية على سوريا فقط بل على دول كثيرة اخرى لذلك يصبح من مصلحة هذه الدول ان تمنع النزاع و تخمده.
مع محو الفقر و التقدم الأقتصادي و انتشار المعرفة ربما ستكون الأجيال القادمة اكثر ميلا للحياة المرفهة و ذلك ما نشاهده في الدول المتقدمة حيث ان جميع المؤسسات تحاول اشاعة السلام و في الدول النامية فان التقدم الاقتصادي و تلاشي الصراعات الحدودية التي خلفها المستعمر فان ذلك يبشر بمستقبل سلمي. هنا لابد من الأشارة الى روسيا التي تناولت جرعة من احياء الوطنية الروسية فان هزيمتها في اوكرانيا امر مهم كي لا تعاد التجربة التي تهدد السلام، و كذلك الصين التي صادرت الحريات بالذات في تركستان فان النظام الشمولي ليس له مستقبل، اذ يجب على المجتمع الدولي ان اراد مستقبلا سلمياً ان يجابه النظام الشمولي بالطرق السلمية و يحاول منع انتشاره الى الدول النامية.
بخلاف ذلك فان التطرف اليميني و الأفكار الشمولية التي عرفنا مجراها ربما تقود العالم الى صراع محوري من شانه ان يهدد مستقبل الأنسانية على الكوكب



#صالح_مهدي_عباس_المنديل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعليم الطبي الأهلي
- فكرة الوحدات الأقتصادية ام الحكومات المركزية
- لماذا الأشتراكية امر حامي
- نحو اكتشاف الذات
- امراض المجتمعات الليبرالية
- السجون و حقوق الأنسان
- الطبيعة البشرية، خير ام شر و تأثير الحضارة عليها
- مادا حصل للعالم في سني الكورونا
- كليات الطب الأهلية
- حقيقة صراع الحضارات
- سر العداء بين هتلر و اليهود
- ما اشبه اليوم بالبارحة
- الأمل المفقود
- الولي الفقيه و الأنظمة الشمولية
- لابد من تشرين
- الشوفينية عند الولي الفقيه
- تغيير انظمة الحكم
- حقوق الأنسان
- المفهوم المعاصر للمساواة
- هكذا صودرت الحريات في الدول الليبرالية


المزيد.....




- کنعاني: لا يتمتع المسؤولون الأميركان بكفاءة أخلاقية للتعليق ...
- المندوب الروسي لدى الأمم المتحدة: روسيا في طليعة الدول الساع ...
- مقر حقوق الإنسان في ايران يدين سلوك أمريكا المنافق
- -غير قابلة للحياة-.. الأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد ت ...
- الأمم المتحدة تحذر من عواقب وخيمة على المدنيين في الفاشر الس ...
- مكتب المفوض الأممي لحقوق الإنسان: مقتل ما لا يقل عن 43 في ال ...
- مسئول بالأمم المتحدة: إزالة الركام من غزة قد تستغرق 14 عاما ...
- فيديو.. طفلة غزّية تعيل أسرتها بغسل ملابس النازحين
- لوموند: العداء يتفاقم ضد اللاجئين السوريين في لبنان
- اعتقال نازيين مرتبطين بكييف خططا لأعمال إرهابية غربي روسيا


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صالح مهدي عباس المنديل - مستقبل الحرب و السلام