أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صالح مهدي عباس المنديل - الطبيعة البشرية، خير ام شر و تأثير الحضارة عليها














المزيد.....

الطبيعة البشرية، خير ام شر و تأثير الحضارة عليها


صالح مهدي عباس المنديل

الحوار المتمدن-العدد: 7436 - 2022 / 11 / 18 - 12:44
المحور: المجتمع المدني
    


انه سؤال فلسفي شغل الفلاسفة منذ عهد سقراط. لابد هنا من التوقف عند فلسفة الديانات حول طبيعة الأنسان اذا جاء في القرآن الكريم " و نفس و ما سواها و ألهمها فجورها و تقواها" وهي مل يلخص طبيعة الأنسان اذ انه متناقض يندمج خيره مع شره و ما اكثر الشرور.
يعتقد ان الأنسان عاش على وجه البسيطة لمدة اكثر من مئة الف سنة، 95٪ من ذلك كان الأنسان يعيش في الغابات و الكهوف و كان ذلك معظمه في العصر الجليدي الأخير و ما تبعه. كان الأنسان صياد و يجمع غذائه بعناء قليل مما تنتجه الطبيعة في الغابات و السهول و الوديان. لم يكن هناك عناء شديد حيث كان معدل ساعات العمل في الأسبوع عشرين ساعة. و يقضي معظم وقته لهوا و لعبا في تجمعات بشرية لا تزيد على 150 شخص، ليس هناك تنافس على شيء و يبدو ان المجتمعات كانت تحت سيطرة المرأة و القيادة ربما تعطي للأنسان المحبوب الأكثر شعبية و إن طغى يخلعوه على عجل و اذا كان هناك شخص مسبب للأضطرابات عادة يطرد من المجموعة كأي صعلوك. كان لا احد يملك شيء و لا نزاع على السلطة و الغذاء وفير و الأمراض المعدية ربما كانت غير معروفة.
و قبل 10000 سنة حصلت نقلة نوعية في تاريخ البشرية، اذ انحسر العصر الجليد و اصبحت المنطقة من النيل الى الفرات جنة طبيعية حيث استقرت الناس في تجمعات كبيرة و دجنت الحيوانات و زرعوا الأراضي بالحنطة لتصبح الغذاء الرئيسي. استوجبت هذه التغيرات ظهور ملكية الأرض الخاصة التي هي بحد ذاتها كانت من اهم العوامل المؤدية الى ظهور الجوانب السلبية للأنسان و الآفة الكبرى التي هي " الجشع المالي".
اما تدجين الحيوانات فكان السبب في ظهور الأوبئه التي بدأت تحصد الآلاف من البشر في فترة و جيزة و تلام الأبقار و كثرة الفئران في المدن على ذلك، لان المدينة جلبت معها تغيير جذري للبيئة و جعل الأنسان بتلامس مباشر مع الحيوانات.
مع ظهور الملكية و كثرة التجمعات جاءت آفة جديدة و هي الخوف من الآخرين اذ اصبح عددهم اكثر بكثير من المألوف، و بدات الخلافات تدب مما اوجب وجود سلطة و ملوك، ثم وجود هؤلاء استوجب وجود جيش و سلطة ثم ايديولوجي جديد عادة على شكل ديانات مبنية على الأساطير في عهد السومريين و غيرهم، اذ ابتدعت من اجل السيطرة على الجموع و تخويفهم بان الآله تعلم كل شيء و تراقبهم على مدار الساعة.
هذه المجتمعات الكبيرة و لدت الخوف و حاجة الأنسان ان ينتمي الى جماعة و كل جماعة لم تثق بأخرى مما ولّد شيء لا يوجد الى في مخيلة الأنسان و هي الأمم و الشعوب.
و تحت اجبار الطغاة و نزولا عند رغبة الآله بدأت الحروب التي ابادت الملايين عبر التاريخ.
الى هنا لابد من الأستنتاج ان بداية الحضارة جلبت معها كوارث لم تكن في الحساب مما وضع البشرية في محنة منذ فجر التاريخ.
حيث عانت المجازر و الفقر و الأمراض، حتى قبل قرنين من الزمان كانت معظم البشرية تحت خط الفقر تعاني تحت نير الأقطاع و العبودية.
في القرن السابع عشر بدأ عصر التنوير المبني على احكام العقل لا العقيدة.
وقد سبقهم في ذلك الفلاسفة اليونان و المفكرين المسلمين من المعتزلة.
حيث كانت حالة الأنسان الذي بدا يتحرر على يد المفكرين تتأرجح بين فكر توماس هوبز الذي يعتبر الأنسان شرير و مخادع لا تهمه الى مصلحته و يعتبر الحياة هي حرب الجميع ضد الجميع و لابد من سلطة قوية تحدد حرياته و تصرفاته تحت ظل القانون، و فكر جان جاك روسو الذي يعتبر الأنسان حر و كريم بطبيعته و لكن الحضارة افسدته.
ثم جدد ذلك كل من ادم سمث و ديڤد هيوم اذ يعتبران الأنسان لا تهمه الا مصلحته الشخصية و يعتبر ان كل شخص هو مخادع اناني و يجب التصرف معه على هذا الأساس.
خلص عصر التنوير الى تحرير الأنسان و نبذ العبودية و تبني المساوات و العدالة. تلت ذلك الثورة الصناعية و التقدم العلمي الذي مكن الأنسان من القضاء على الأوبئة و الرفاه الأقتصادي الغير مسبوق منذ 10000 عام.
لكن هذه المرحلة الجديدة افرزت مشكلة جديدة مبنية على طبيعة الأنسان الذي لديه من بين العيوب الأخرى عيب كبير و هو التعصب للعرق و اللون و العقيدة و الأمة و التفرقة العنصرية.
هذه الآفة القديمة اصبحت ذو اثر اكبر مع عصر الأزدهار ادت الى الحربين العالميتين و ما تلاها من حروب في المئة عام الأخيرة. للاسف ان ن دعاة الحرية مثل ڤولتير و ديڤد هيوم و توماس جيفيرسن اكدوا ان الأعراق غير الاوربية لابد ان تكون ادنى و اباحوا العبودية.
و هكذا يبقى الأنسان كائن متناقض فيه الخير و الشر و تظهر هذه الصفات حسب ظروفه الأقتصادية و مجتمعه و حالة التعليم ، لكن يبقى الحافز الرئيسي له هو المصالح الشخصية و حب الذات. و على هذا الأساس وضع ادم سمث نظريته التي بني عليها الأقتصاد المعاصر، لذا من اجل ان تجعل الشخص يتقن عمل جيد عليك ان تجعل له منفعة شخصية و لو كلف الأمر و كذاك بنيت المؤسسات الديموقراطية الحديثة، التي جعلت لبعض الناس حوافز لعمل مختلف الوضائف و مقابل ذلك وصعت مؤسسات اخرى فيها العاملون تكون مصلحتهم في مراقبة المجموعة الأولى لغرض منع اختلاس الأموال و الفساد الأداري.



#صالح_مهدي_عباس_المنديل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مادا حصل للعالم في سني الكورونا
- كليات الطب الأهلية
- حقيقة صراع الحضارات
- سر العداء بين هتلر و اليهود
- ما اشبه اليوم بالبارحة
- الأمل المفقود
- الولي الفقيه و الأنظمة الشمولية
- لابد من تشرين
- الشوفينية عند الولي الفقيه
- تغيير انظمة الحكم
- حقوق الأنسان
- المفهوم المعاصر للمساواة
- هكذا صودرت الحريات في الدول الليبرالية
- مفهوم الحرية
- الانسان ، غاية ام وسيلة
- لماذا فشلت الشيوعية
- لماذا سيفشل السوداني
- الصداقة في مجتمعنا
- ادارة الدول العربية
- نقد الأعلام العربي


المزيد.....




-  البيت الأبيض: بايدن يدعم حرية التعبير في الجامعات الأميركية ...
- احتجاجات أمام مقر إقامة نتنياهو.. وبن غفير يهرب من سخط المطا ...
- الخارجية الروسية: واشنطن ترفض منح تأشيرات دخول لمقر الأمم ال ...
- إسرائيل.. الأسرى وفشل القضاء على حماس
- الحكم على مغني إيراني بالإعدام على خلفية احتجاجات مهسا
- -نقاش سري في تل أبيب-.. تخوف إسرائيلي من صدور أوامر اعتقال ب ...
- العفو الدولية: إسرائيل ترتكب جرائم حرب في غزة بذخائر أمريكية ...
- إسرائيل: قرار إلمانيا باستئناف تمويل أونروا مؤسف ومخيب للآما ...
- انتشال 14 جثة لمهاجرين غرقى جنوب تونس
- خفر السواحل التونسي ينتشل 19 جثة تعود لمهاجرين حاولوا العبور ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صالح مهدي عباس المنديل - الطبيعة البشرية، خير ام شر و تأثير الحضارة عليها