أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - مجموعة من شكاوى المبدعين ميسون أسدي














المزيد.....

مجموعة من شكاوى المبدعين ميسون أسدي


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 7455 - 2022 / 12 / 7 - 08:18
المحور: الادب والفن
    


مجموعة من شكاوى المبدعين
ميسون أسدي
من مؤشرات العمل الجيد تناوله في جلسة واحدة أو جلستين، وهذا يعود إلى ما فيه من سلاسة ومتعة يحدثها في المتلقي، فاللغة والطريقة التقديم الذي تقدم به المادة الأدبية لهذا أثرها على القارئ، كما هو حال الفكرة.
وأن تأتي مواضيع مجموعة قصصية ضمن إطار هموم الكتاب والكتابة ومشاكل القراء فهذا يشير إلى انحياز القاصة إلى عالم الأدب والكتابة، وفي الوقت ذاته يخدم مسألة معالجة المسائل الأديبة معالجة اجتماعية/اقتصادية، بمعنى أن المجموعة هي (نقد ذاتي) لما يعانيه الأديب والأدب في المجتمعات العربية.
فقيمة الفكرة/الموضوع بحد ذاتها تعد إنجاز للمجموعة وللقاصة، ولم يقتصر الأمر على القيمة المعرفية، بل تعداه إلى القيمة الفنية وطريقة تقديم القصص، فهناك تكامل بين الشكل والمضمون، وهذا يشير إلى أننا أمام إبداع قصصي يجمع خيرين معا، خير الفكرة وجمال الشكل، لهذا تستحق مجموعة "من شكوى المبدعين" التوقف عند ما جاء فيها.
المجموعة مكونة من ثلاث وعشرين قصة، منها ما جاء من خلال أنا القاصة، وهذه القصة كانت البطلة فيها كاتبة، وأخرى من خلال القص الخارجي (العليم)، ونلاحظ أن بعضها جاء فيها أبطال كتاب، وهذا يشير إلى أن القاصة عندما استخدمت القص الخارجي أعطت شخصيات القصص الحرية على الحركة والتحدث والفعل، بينما في أنا القاصة كانت تبدو وكأنها تتحدث عن نفسها، وهذا ما جعل صيفة أنا القاصة أقرب إلى القارئ وأكثر حميمية.
بما أن القصص متعلقة بهموم ومشاكل وقضايا الكتابة والنشر وطريقة تعامل الجمهور مع الكتاب والكاتب، فقد شعر وحتى تأكد أن الكاتبة/القاصة تتحدث عن نفسها في هذه المجموعة، فالمتلقي يشعر أن القاصة/الكاتبة هي البطلة في صيغة أنا القاصة، إلى أن يصل إلى قصة "قلة أدب" والتي تحاور فيها أحد أصحاب المعرض:
"تعتقد أن بطل القصة هو الكاتب نفسه، هذه الكاتبة لا يمكنها أن تكون مرة لقيطة ومرة لطيمة...لهذه الكاتبة بالذات قصص متنوعة أبطال بعضها رجال، ولها قصة معروفة بطلها كلب، وحتى الجماد، كالكرسي، من أبطال إحدى قصصها، فكيف تكون الكاتبة كل هؤلاء؟ إذا اعتقد الجميع كما تعتقد فأنتم تلغون الجانب الإبداعي عند الكاتبة" ص61و62، وهذا ما جعل القارئ ـ الذي اندمج مع المجموعة وجمع بين الكاتبة والبطلة ـ يستعيد حقيقة عالم القصص، وأنه أمام قصص متخلية وليست حقيقية، وأن الكاتبة/القاصة ليست هي البطلة، وما المجموعة إلا إنتاج إبداع أدبي أكثر منه حقائق.
فالقاصة في هذه القصة (فندت/نقضت) فكرة أن الكاتب يكتب ذاته، أكدت أن عالم الأدب متخيل أكثر منه معاش، وعلى القارئ أن يفك الارتباط بين الكاتب/ة وبين الأبطال الذين يقدمهم في أعماله الأدبية.
المخففات، عناصر الفرح التي يلجأ إليها الكاتب/ة تتمثل في المرأة/الرجل، الكتابة/القراءة، الطبيعة، التمرد، في قصة "النفس الحية" نجد تأكيد لهذه العناصر ودورها في (تخفيف) الضغط على الكاتب: "...تقوقع الكاتب في شرفته متوحدا مع الطبيعة، قلمه بيده وأوراقه مكدسة أمامه بيضاء خالية من الكلمات، قال في نفسه: ماذا جرى؟! طبيعة جميلة، سماء صافية، وأمواج البحر تروح وتغدو كأنها تعزف سيمفونية رائعة، كل ما فيها على درجة عالية من البهاء والصفاء، فلماذا لا توحي لي بشيء" ص69، في هذا المقطع نجد "الطبيعة والكتابة، ومع هذا لم يستطع بطل القصة الخروج من أزمته، فما هو السبب؟: "...فبعد وفاة زوجتي عزفت عن النساء، وأصبحت أعاقر القراءة ليلا ونهار" ص71، إذن بطل القصة بحاجة إلى أهم عنصر من عناصر الفرح، إلا وهي المرأة، المُوجودة لبقية العناصر، من هنا نراه يقف أمام نافذة منزله وبعد أن يشاهد: "سيدة في الأربعين من عمرها، مكتنزة، بيضاء البشرة، ... تعلق الملابس على حبل الغسيل... أشعل سيجارة ونظر إليها مبتسما قائلا لذاته: لو كانت هذه حبيبتي، لحملتها على كفوف الراحة وعلقت عنها الملابس بنفس، فهذه السواعد البيضاء المكتنزة بحاجة إلى شخص مثلي يرعاها" ص71و72، للافت في هذه القصة تأكيدها عناصر الفرح، المرأة، الطبيعة، الكتابة، التمرد، وعلى أن الإنسان يجب أن ينعم بحياة سوية وكاملة حتى يستطيع أن يبدع وأن يسعد في الحياة.
واللافت في المجموعة أن القصص جاءت من خلال الحوار بين الشخصيات، وهذا أعطاها بعد فكريا، بحيث يستنبط المتلقي الفكرة من خلال الحوار، وأيضا من خلال الأحداث، فهذا التوازن بين الحوار والحدث، منح القارئ مساحة لتفكير بما يدور بين المتحاورين، وكذلك مساحة للتأمل والتوقف عند الأحداث وجمالية تقديم المشهد، فكانت طريقة تقديم القصص جاذبة للمتلقي ومحفز للعقل على التفكير ومثيرة للمشاعر والقيم.
المجموعة من منشورات الرعاة للدراسات والنشر، رام الله، فلسطين، والجسور للنشر والتوزيع، عمان، الأردن، الطبعة الأولى 2022.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مناقشة كتاب صورة الشهيد في الشعر الفلسطيني المعاصر
- الأتراك في رواية -ملكوت البسطاء- خيري الذهبي
- الوميض هدية عبد الهادي
- جمالية الأدب في كتاب -جارة القمر- ل كفاية عوجان
- اللهجة المحكية في رواية -في حضرة إبراهيم- عامر طهبوب
- رواية -سر اختفاء فادي- للكاتبة وفاء عمران محامدة
- التماهي في ديوان -على حافة الشعر ثمة عشق وثمة موت-[*] للشاعر ...
- مناقشة كتاب -حرائق البلبل على عتبات الوردة- مازن دويكات وعفا ...
- تقديم القسوة في ديوان -موتى يعدون الجنازة- عبد الله عيسى
- مفلح أسعد التأثر بالاسم والفعل في -عدي التميمي-
- القسوة وطريقة تمريرها في ديوان -موتى يعدون الجنازة- عيسى عبد ...
- مسرحة بدنا ريديو نصري الجوزي
- تمثيلة -ذكاء القاضي- نصري الجوزي
- مجموعة الغانية الفاضلة سومرست موم
- نعومة الرجل وخشونة المرأة في كتاب حرائق البلبل على عتبات الو ...
- الشكل والمضمون في رواية -اتبعك إلى العتمة- فائقة قنفالي
- مجموعة شارب الجنرال سمير البرقاوي
- يوميات طفلة في مجموعة -طوباسيوز - سماح خليفة
- مناقشة رواية القبو للروائية فاطمة عبد الله
- البدايات الموضوعية والنهايات البائسة في كتاب -فتح من نفق عيل ...


المزيد.....




- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني
- وفاة الفنان صلاح السعدني عن عمر يناهز الـ 81 عام ….تعرف على ...
- البروفيسور منير السعيداني: واجبنا بناء علوم اجتماعية جديدة ل ...
- الإعلان عن وفاة الفنان المصري صلاح السعدني بعد غياب طويل بسب ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - مجموعة من شكاوى المبدعين ميسون أسدي