أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الوميض هدية عبد الهادي














المزيد.....

الوميض هدية عبد الهادي


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 7445 - 2022 / 11 / 27 - 21:12
المحور: الادب والفن
    


الوميض
هدية عبد الهادي
كتاب يضمن موجوعة مقالات تتحدث عن المرأة وطموحها في الحرية، ومقالات أخرى تتناول الجوانب الاجتماعية التي عاشها الفلسطيني فيما قبل أربعينيات القرن الماضي، كما يضمن أربعة قصص، ثلاث منها كانت المرأة حاضرة فيهن وواحدة تناولت موضوع التغذية والصحة العامة، وهي أقرب للمقال منه إلى قصة.
اللافت في طريقة تناول "هدية عبد الهادي" لمسألة حرية المرأة أنها لم تأخذ كل ما يقال في الغرب كمقدس، بل حللت واستنتجت أن هناك مسائل مناسبة لنا وأخرى لا تتوافق مع العقل/ على سبيل المثل تناولها لفكرة تحديد النسل وكيف تراه: "...ألم يقفل الله تعالى نحن نروقكم وإياهم...أن الابن الوحيد لا ينتظر له مستقبل عظيم للأسباب التالية: " بصفته وحيدا يكون عادة مدللا فلا تقدري أن تقوميه فينشأ ضعيف الخلق والخلق ولا يقدر على استقبال الصعوبات في المستقبل إذا حدث وفقدت هذا الابن الوحيد تكونين قد فقدت بفقده كل شيء وأصبحت وحيدة في هذه الحياة الدنيا، يركن هذا الوحيد إلى الخمول والكسل لأنه يدرك أن ليس له شريك في أموال والديه" ص21و22، بهذا الشكل تناول الكاتبة فكرة تحديد النسل، ورغم انحيازها الكامل لفكر حرية المرأة إلا أنها لم تكن مجرد ناقلة لفكر الغرب بقدر تحليلها العقلي لما يطرح، ثم استنتاج ما يلائم المجتمع.
ونجدها تنحاز للفقراء كما هو الحال في مقال "صورة من صميم الحياة بين فقيرة وغنية" فمن خلال العنوان قدمت الفقيرة على الغنية، ونجد في متن المقال أن الغلبة لفكرة الفقيرة التي أقنعت صديقتها الغنية بصواب طرحها: "...ثم تضطررن أن تمارين بعضكن في الأزياء والملابسـ فلا تراعين ميزانيتكن، وهذه صدمة عنيفة للاقتصاد، وبطبيعة الحال لا يمكنكن أن تقمن بواجب البيت والأطفال فتنفك عرى الأسيرة وتضمحل اضمحلالا" ص46، والجميل في هذا المقال أنه جاء على شكل حوار ثنائي، حتى بدا وكأنه مشهد مسرحي.
وتتحدث في مقال آخر عن باحثة البادية ودورها تنمية المجتمع رغم أن عمرها كن قصير نسبيا: "1886-1918" إلا أنها تركت إرثا ثقافيا وتعليميا متميزا، وفي مقال آخر تناولت قاسم أمين ودوره كنصير للمرأة وتأخذ منه هذه المقولة: " فالاستقلال في النساء كالاستقلال في الرجال" ص63، وعندما تحدثت عن المرأة الإنجليزية وكيف أنها تجاوزت المرأة الشرقية اعتمدت على إحصائية تقول: "...في أوائل هذا القرن على أن عدد الطالبات في إبريطانيا العظمى في الجامعات الكبرى بلغ ثمانمائة وأحد عشر ألفا وخمس وأربعين طالبة" ص69، والمقصود في بداية هذا القرن، القرن العشرين، وهنا نجد المفارقة الهائلة بين الواقع العربي والواقع الغربي.
أما في تناولها للمسائل العامة فقد تناولت الأزمة بفكرة معاصرة حديثة، فهي تعتبر أن أي أزمة يمر بها الفرد أو الجماعة أو الحكومة أو الأمة ما هي إلا فرصة لفرز الصديق من غير الصديق: "وما ينطبق على الأفراد في هذه الحالة، ينطبق على الشعب والحكومة كذلك، فكما أن الفرد عرضة للأزمة، فكذلك الشعب والحكومة عرضة لها، وكما أن الفرد يحتاج إلى صديقي الصدوق الذي يقف معهما الشعب والحكومة يحتاجان إلى الصديق الصدوق الذي يقف معهما " ص88.
وهنا نطرح سؤالين: إذا كانت فلسطين في أربعينيات القرن الماضي توجد فيها نساء كهدية عبد الهادي يفكرن بهذه الروح، لماذا لا توجد الآن بيننا نساء يفكرن بعين الطريقة ويستخدم العقل والتحليل فيما يقدمن لهن من أفكار؟، ولماذا لا يتم البناء على ما طرحته "هدية عبد الهادي" وأمثالها من النساء لتكوين مجتمع متوازن، يعتمد على جنسين، المرأة والرجل؟.
الكتاب طبع طبعة أولى 1943 عن مكتبة دار الأيتام السورية في القدس، والطبعة الثانية من منشورات وزارة الثقافة الفلسطينية 2022.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جمالية الأدب في كتاب -جارة القمر- ل كفاية عوجان
- اللهجة المحكية في رواية -في حضرة إبراهيم- عامر طهبوب
- رواية -سر اختفاء فادي- للكاتبة وفاء عمران محامدة
- التماهي في ديوان -على حافة الشعر ثمة عشق وثمة موت-[*] للشاعر ...
- مناقشة كتاب -حرائق البلبل على عتبات الوردة- مازن دويكات وعفا ...
- تقديم القسوة في ديوان -موتى يعدون الجنازة- عبد الله عيسى
- مفلح أسعد التأثر بالاسم والفعل في -عدي التميمي-
- القسوة وطريقة تمريرها في ديوان -موتى يعدون الجنازة- عيسى عبد ...
- مسرحة بدنا ريديو نصري الجوزي
- تمثيلة -ذكاء القاضي- نصري الجوزي
- مجموعة الغانية الفاضلة سومرست موم
- نعومة الرجل وخشونة المرأة في كتاب حرائق البلبل على عتبات الو ...
- الشكل والمضمون في رواية -اتبعك إلى العتمة- فائقة قنفالي
- مجموعة شارب الجنرال سمير البرقاوي
- يوميات طفلة في مجموعة -طوباسيوز - سماح خليفة
- مناقشة رواية القبو للروائية فاطمة عبد الله
- البدايات الموضوعية والنهايات البائسة في كتاب -فتح من نفق عيل ...
- المرأة المطلقة في رواية -تعويذة الجليلة- للروائي كميل أبو حن ...
- البساطة والعمق في كتاب -أعيشك عكا- وسام دلال خلايلة
- المرأة وحريتها في رواية -مطر خلف القضبان- ميرنا الشويري


المزيد.....




- مسرحية الكيلومترات
- الممثلة اليهودية إينبندر تحصد جائزة إيمي وتهتف -فلسطين حرة- ...
- الأبقار تتربع على عرش الفخر والهوية لدى الدينكا بجنوب السودا ...
- ضياء العزاوي يوثق فنيًا مآسي الموصل وحلب في معرض -شهود الزور ...
- إشراق يُبدد الظلام
- رسالة إلى ساعي البريد: سيف الدين وخرائط السودان الممزقة
- الأيقونات القبطية: نافذة الأقباط الروحية على حياة المسيح وال ...
- تونس ضيفة شرف في مهرجان بغداد السينمائي
- المخرجة التونسية كوثر بن هنية.. من سيدي بوزيد إلى الأوسكار ب ...
- نزف القلم في غزة.. يسري الغول يروي مآسي الحصار والإبادة أدبي ...


المزيد.....

- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الوميض هدية عبد الهادي