يوميات طفلة في مجموعة -طوباسيوز - سماح خليفة

رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 7391 - 2022 / 10 / 4 - 02:29
المحور: الادب والفن
    

يوميات طفلة في مجموعة
"طوباسيوز "

سماح خليفة
الأهم في أي عمل أدبي إحداث المتعة للمتلقي، وما بعدها يعد من باب الزيادة، اللافت في هذه المجموعة اللغة البسيطة التي جاءت بها، فهي قريبة من منطق الأطفال، لهذا نجدها بسيطة وسهلة وممتعة، فمنطق الأطفال له أثر جميل على المستمع، لما فيه من براءة وصدق، فالقاصة لم تقحم تحسينات فنية القصة في مجموعتها، وجعلت عملية القص تأتي هكذا من منطق الطفلة، وليس منطق الشابة الراشدة، من هنا نجد العديد من القصص كانت بطلتها الطفلة "سماح"، وأحيانا جاء عنوان القصة يحمل أسمها، "سماح" تقدم نفسها بصورة طفلة وتتحدث كطفلة وتتعامل كطفلة، فحضور والدها في العديد من القصص وأختها التي تكبرها وشقيقها، يؤكد على أن القص جاء من خلال طفلة، كما أن اللغة التي استخدمتها لغة بسيطة (عادية) لكنها توصل فكرة عميقة للمتلقي.
الأجمل في حياة الإنسان هي مرحلة الطفولة، لهذا نجد العديد من الناس يتذكرونها ويتحدثون عنها على أنها ذروة السعادة في الحياة، وما بعدها مجرد (عد أيام)، من هنا تأتي أهمية مجموعة "طوباسيوز" فهي تتحدث عن مرحلة الطفولة، وطفولة البنت المدللة، التي يخصها والدها بالحنان، وما ذكره في العديد من القصص إلا تأكيد على تعلق "سماح" به، وعلى الوفاء الذي تكنه له، كل قصص المجموعة جاءت على لسان القاصة "سماح" باستثناء قصة "متى يخرج أبي من الصورة"، وكلها جاءت من خلال منطق الطفلة باستثناء قصة "القهوة بوش"، وهذا ما يميز المجموعة، فيمكن أن يتقبلها الراشد الذي يرى فيها تواصل وتكامل الأحداث والشخصيات، وكذلك الأطفال الذين يجدوا فيها من يحدثهم بمنطقهم هم، ويتحدث عنهم وبلغتهم.
وإذا علمنا أن المجموعة مكونة من خمس وثلاثين قصة، وعدد صفحات ما يقارب المائة، نصل إلى نتيجة أن القصص كانت قصيرة، ما يعادل ثلاث صفحات للقصة الواحدة، وأنها جاءت مكثفة ومختزلة، وأن القاصة ابتعدت عن الخوض في تفاصيل لا لزوم لها، وهذا يتناسب ومنطق الطفلة، وهذا ما زادها جمالية إضافية.
إننا أمام مجموعة قصصية تستحق أن تقرأ والتوقف عندها.
المجموعة من منشورات مكتبة دار الإعلام للنشر والتوزيع، نابلس، فلسطين، الطبعة الأولى 2022.

#رائد_الحواري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات