أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - أحمد رباص - وزارة التعليم العالي بالمغرب: الشيخ والمريد















المزيد.....

وزارة التعليم العالي بالمغرب: الشيخ والمريد


أحمد رباص
كاتب

(Ahmed Rabass)


الحوار المتمدن-العدد: 7453 - 2022 / 12 / 5 - 00:41
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


وأنت تشمر عن ساعديك، وتكشر عن أنيابك طلبا لهيبة الوزارة وسلطة متسلطة ترى نفسك الأجذر بها، ولا يجوز ان ينازعك عليها احد، ولا يعترض أحد عما سطرته ان تكون عليه الجامعة، وألا يقاطع أحد إجتماعاتك، وكأنك المنقذ لضلال وهمي لوزارة البلد كما جاء في ورقتك لأكثر من مناسبة عل هذا المنبر، الذي اخترته منصة إقلاع لتصريف رسائل مشفرة الى رؤساء جامعات مغربية، تحت اسم مستعار لا هو مصطفى ولا هو مغربي، وأخذت تعدد ما تسميه "اساليب الهيمنة الناعمة، وعزلت نفسك كطرف ضحية ومسكين ... " في خرق سافر لحرمة الوزارة وهيبة الجامعة المغربية، أمام الراي العام الوطني العربي وحتى الدولي.
ماذا يقول عنا الغير ؟
وزير ينشر غسيل وزارته ويفضح عيوب الجامعة؟
الأكيد هذا ما ترمي إليه، إما عن وعي، او عن جهل غير مقدر،
ألا ترى أن هذا النمط من التواصل لا تليق بمقام وزير، اختار منذ بداياته الأولى، شد الحبل مع رؤساء الجامعات، وموظفي الوزارة وكاتبها العام، وموظفيها السامين، إشباعا لرغبة في بسط السيادة، وكأنك الراعي الأمين، والرجل الذي لا يقربه الباطل من أمامه وخلفه....
بهذا المعطى، وبهذا التصور لن تحصل على النتيجة التي تبحث عنها معالي الوزير، ليس لأنها حقيقة تستدعي الحركة والتنقيب في إعلام مغرض؛ بل لكونها لا توجد إلا في مخيالك. بل نقول إن الحقيقة فيما يتعلق بالجامعة المغربية عموما هو ما عليها الآن من تطور وتغيير في مساراتها الأكاديمية الشاملة، الذي اعطى انطلاقته صاحب الجلالة محمد السادس حفظه الله، ودعا في أكثر من مناسبة الى ضرورة إصلاح التعليم العالي بشكل شامل يروم الإسهام الحق في سلم التنمية العامة. فكرة الإصلاح ليس وليدة بمجيئكم، بل كل ما جاء معكم غضب وسخط وتوزيع الإتهامات يمينا وشمالا تحت مسمى "الإصلاح". وعوض أن توفر وقتك وتوجه لسانك و أفكارك نحو رؤية مشتركة بتوافق الجميع، عمدت الى نهج سياسة الأرض المحروقة، تكتب هنا، وتتصارع هناك وكأنك حصان طروادة.
من كان بيته من زجاج لا يضربن الناس بالحجارة.
هذا عيب اسود عليك ان تخجل منه.، او تتناسى انك، بهذا التصرف الذي ينم عن قلة حكمة وتبصر، تطيح بسمعة الجامعة المغربية امام رؤوس الأشهاد وانت تتولى تدبيرها، وتعلم قدرها وتقدمها ...
فهل صلاح الوزارة والجامعة، يكون بهذا المستوى من التفكير؟
هل يعقل ان يخرج وزير لوسائل الإعلام العمومي، ينوه بالدور الفاعل لرؤساء الجامعات ،وعلى رأسها، جامعة ابن طفيل ويذكرها بالإسم، ويعود في السر وراء اسم مستعار، ليقلل من عمل مجلسها وأطرها الإدارية والتربوية مستعينا بقاموس الحيوان؟ هل ترى ذلك يخدم الجامعة ويعزز سمعتها في الداخل والخارج عندما اخترت تمريغ وجه الجامعة المشرف إرضاء لنزعتك المثعالبة الميالة للسيطرة الكاملة على القطاع؟ والويل والتبور لمن لا تعجبه أفكارك "الإصلاحية"، التي يعلم المجتمع المغربي بدورها، باهدافها ، وبما يشتم منها من إصلاحات تغرق في التقليدانية الغربية. وللأسف غاب عنك ان البلدان التي عرفت تقدما كبيرا في كل المجالات لا سيما منها الآسيوية، قطعت مع التبعية لأي جهة كانت، ووعت درس " الأفكار الناجحة في بلدان أخرى، ليس بالضرورة إستلهامها لينجح في بلدانها"، فلكل بلد خصوصيته وهويته، وبنيته الثقافية والمجتمعية، التي لا يمكن القفز عليها بالجاهز الدال على عقم فكري، وإنما يكون ذلك عبر قراءة واعية بنيوية مشتركة يصاحبها منهاج ينطلق من معطيات علمية توافق تنزيل إصلاحات أصيلة وسيادية، لا تخص طرفا خارجيا، من بنات أفكار مفكرينا ومثقفينا الذين يزدان بهم البلد، لا عبر تغييبهم، وكيل الإتهامات لهم بشكل مجاني، بسبل فجة بلغت حد طلب المعونة من أستاذ الفرنسية تخصص اللسانيات، بجامعة السلطان مولاي سليمان ببني ملال، والذي أسس في الآونة الأخيرة مركزا حقوقيا، بعدما طرد من هياكل المركز المغربي لحقوق الإنسان الذي شغل فيه منصب رئيس فرعه لسنوات ببني ملال ويجر وراءه ماضيا أسود ثقيل .
وبما أنك فقيه في الإعلام، وخطيب مفوه، تعلم القيمة الأخلاقية لهذا الرجل، وتعلم انه "مرضي والديه"، وتعلم انه لا يميل الى شبهة او خصام ولا يقرب المحرمات، وان الإعتداء الذي قام به صديقه طبيب المسالك البولية القابع الآن في السجن أمام الحانة، ونتج عنه ضربة على مستوى العين حتى اشتدت زرقتها كان فعلا ظالما من هذا الطبيب لهذا الأستاذ القدير، الذي اخترتم وأومأتم له وهو يشتغل تحت إمرتكم، بالقيام بالمتعين للنيل من سمعة جامعة تابعة لكم.
أليس من الحكمة ان تقول لهذا الأستاذ: تفرغ لطلبتك، ولا تزاوج في عملك بين مهمتين إثنتين؟ وأنت تعلم مشاكل هذه المجالس الحقوقية وما تستدعيه من وقت وحركة؟ أم أن الغيرة والوطنية عن الجامعة حينما يتعلق الأمر بالمأرب، فلترحل الى الجحيم ...
هل ترى معالي الوزير ان الإنحدار الى هذا السلوك، فيه مصلحة للجامعة ويخدم الإصلاحات المنشودة التي ينادي بها صاحب الجلالة، والذي تقلدتم أمانتها أمام ناظريه؟ وأقسمت على ان تصون حرمة الجامعة وتمثلها خير تمثيل في الداخل والخارج.
هل هذه السلوكات التي تنم عن رجل ينقصه الحكمة والتبصر أضحت ضرورة في عرفك لبلوغ أهداف يرى الكثير انها لا تقيم إصلاحا، بقدر ما صنفوها في خانة جر الجامعة الى المستنقع الخارجي الذي يمس هوية الجامعة المغربية. خرجت أكثر من مرة لوسائل الإعلام منوها بها، وعدت عبر اذرعك الإعلامية ومركزك الحقوقي "تقلز لها" . ما هذه التصرفات؟
لماذا هذا التواري الذي لا داعي له؟ لو كنت حكيما وذا ثقافة حقيقية وفكر متميز لبسطت ما تدعو اليه امام الأشهاد من أهل الإختصاص وأجبت عن ردود الإعلام ومتخصصي العلوم التربوية، وقدمت إجابات عقلية شافية وسيادية، كتعبير عن حسن نية الإصلاح، فالأمر لا يحتاج الى أكثر من هذا المعطى!!! و كبديل عن ما تنهجه من سياسة، تقوض القيمة المعنوية للجامعة المغربية، وتجرها نحو وكر التجاذبات التي لا طائلة منها، بل تمنح الحق لرؤساء الجامعات ان يشكوا في طبيعتها، وتحفظ لهم الحق كذلك بالدفاع عنها بكل الممكنات، لا تسليمها لمن ترغبون في "تبليصهم" عبر لجان متحكم فيها ومخدومة، وتعلم أكثر من غيرك أن سياسة الأرض المحروقة، لا تقبلها في عرفك ، ولكن يجوز الإستعانة بها الى جوار لغة الحيوان، ومركز بني ملال، وفي حواراتك المتمدنة إذا كانت تفي بالغرض. والصواب معالي الوزير أن لكل محطة رجالها، ومثقفيها واقلامها المستعدة للذود عنها، عن حق لا باطل، وتتاحشى الخوض في الجزئيات، بل في الموضوعات الكبرى التي من شأنها تحسين جودة ومردودية تعليمنا العالي، ليكون رافعة أساسية مساهمة في بناء وطننا. وإذا غاب الحس الأخلاقي في سلم الإصلاح في أي قطاع، لن نبلغ الأهداف، وقد يرهن مستقبل جيل. وأشرتم فيما سبق، إلى أن الجبناء لا يبنون وطنا، بل يعملون على محو مستقبله، وإننا لا نراك غير ذلك إذا ما تغيرت الأفكار، وحسنت النية، وزال كيل الإتهام وعوائد جحى؛ فليس للجامعة ما تخفيه، وليس راتب رئيسها راتب أحيزون، وانت تعلم أكثر من غيرك، وضعها السابق والحالي، فلا تختلق مشجبا تعلق عليه آمالك، فيمكننا القيام بما قمتم به علنا، على نقيضك تماما .فحينما تختار الكلمة المقنعة، وتنبذ الجبن في ثناياها، يدعونا الأمر للشك في صدق نواياكم، وشخصكم ككل، مما يجعل الأمر اشبه بعاهرة تحاضر في الشرف، وهذا لا يليق بمقامكم العالي، والتاريخ كفيل بأن يسجل من نكون او كيف كنا، وكيف اشتغلنا، وما الذي نريد ان يذكره عنا المؤرخون، ليس كعائلة خدمت هذا الوطن، وإنما كفرد منها، حيث ما وجد على رأس مسؤولية، ستجد التميز بدليل لا تخطأه العين، وعليك ان تفاضل إن شئت بيننا وبينك في القاضي عياض الذي كنت على رأسها، وتنظر في تقارير مجالس مفتشيها، ناهيك عن وضعها العام على كل مستوى.
فهل تساوي القاضي عياض بابن طفيل؟ طبعا لا ننتقص منها على مستوى المعرفة، بل على مستوى الإدارة والتدبير، فهي نفس المسافة إذن بيني وبينك معالي الوزير ، وما عمدت يوما التجريح في أهلك واسرتك، وما اقحمت يوما قاموس الحيوان؛ وفلسفة فوكو لتهجم على شخصك، إيمانا مني ان ذلك ليس من شيم المروءة ، وأراه فعل انتقاص لا يليق بالكبار .
بل أومن بالنقاش وطاولة المفاوضات في الخلاف بأدب وتقدير كبيرين، ولاأزال على ذلك، ودون ذلك بيننا التاريخ .



#أحمد_رباص (هاشتاغ)       Ahmed_Rabass#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملخص آخر تقرير ووتش هيومن رايتس عن حالة حقوق الإنسان بالمغرب
- فلسفة جان-بول سارتر (الجزء الثاني)
- فلسفة جان،-بول سارتر (الجزء الأول،)
- تعزيز دور المرأة في الجامعة مطلب عالمي
- هل تعد مهاجمة شبكة الكهرباء الأوكرانية جريمة حرب؟
- نداء إلى الرأي العام الوطني وكل المعنيين بالدفاع عن المال ال ...
- سؤال حارق حول الاهتمام بحركة الجسد وتهميش حركة الفكر
- فلسفة اللغة
- المسألة الدينية محور لمناظرة بين ريجيس دوبري ورونيه جيرار
- لندن: استدعاء سفير الصين بعد توقيف صحافي تابع لبي بي سي
- ميتافيزيقا أرسطو طاليس في سطور
- تغير المناخ: كيف نؤدي ثمنه من رئاتنا؟
- الجبهة الاجتماعية المغربية تدعو إلى مسيرة احتجاجية حاشدة يوم ...
- تطور مفهوم التثاقف عبر الانتقال من الأنثربولوجيا إلى التاريخ
- الكتب الأكثر -خطورة- ومدعاة لحظر قراءتها
- الكتب الأكثر خطورة ومدعاة لحظر قراءتها (،الجزء الثالث)
- الكتب الأكثر خطورة ومدعاة لحظر قراءتها (الجزء الثاني)
- الكتب الأكثر خطورة ومدعاة لحظر قراءتها (الجزء الأول)
- الإنترنت وثقافة التفاهة
- المغرب: اعتقال النقيب محمد زيان يفجر غضبا إزاء سياسة نظام ال ...


المزيد.....




- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...
- -أنصار الله- تنفي استئناف المفاوضات مع السعودية وتتهم الولاي ...
- وزير الزراعة الأوكراني يستقيل على خلفية شبهات فساد
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- دراسة حديثة: العاصفة التي ضربت الإمارات وعمان كان سببها -على ...
- -عقيدة المحيط- الجديدة.. ماذا تخشى إسرائيل؟
- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - أحمد رباص - وزارة التعليم العالي بالمغرب: الشيخ والمريد